سعد عبد الراضي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة جناح «تريندز» في «أبوظبي للكتاب».. ورشة عمل وتوقيع 3 إصدارات جديدة حاكم الشارقة يوجه بالبدء بالطبعة الثانية من إصدار «البرتغاليون في بحر عُمان» معرض أبوظبي الدولي للكتاب تابع التغطية كاملة

شهدت فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025 جلسة فكرية بارزة قدّمها الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة السابق، وعضو المجلس العلمي الأعلى، بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، بعنوان «العقل الجامد والعقل الفعال وإشكالية تجديد الخطاب الديني»، وذلك ضمن سلسلة ندوات جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بإشراف الدكتور خليفة الظاهري مدير الجامعة، وحضور الدكتور رضوان السيد عميد كلية الدراسات العليا والبحث العلمي في الجامعة، وعدد كبير من الأكاديميين والمهتمين بالشأن الثقافي.


واستعرض الدكتور الخشت، خلال المحاضرة، تشخيصاً دقيقاً للأزمة الراهنة في الفكر الديني، موضحاً أن التحدي الأساسي يتمثل في الصراع بين نمطين معرفيين: نمط جامد يقوم على الاتباع والنقل، ونمط فعّال يتبنى العقل النقدي والتجديد المنفتح على تحولات العصر مع الالتزام بالثوابت.
وأكد الخشت أن تجديد الخطاب الديني يتطلب تحرراً من سلطة الموروث البشري الجامد عبر اعتماد منهجيات علمية حديثة، مثل الهرمنيوطيقا (علم التأويل)، لقراءة النصوص الدينية ضمن سياقاتها الأصلية وفهمها في ضوء التحولات الاجتماعية والمعرفية.
وأوضح أن القرآن الكريم يتميز بـ«فائض دلالي» يتيح تعدد المعاني، مما يجعل النص مفتوحاً للتأويل المستمر عبر العصور، على خلاف الرؤية التقليدية التي حصرت المعاني ضمن قوالب ثابتة.
وفي جانب آخر من المحاضرة، شدد الدكتور الخشت على أهمية الدولة الوطنية بوصفها الضامن لوحدة المجتمعات واستقرارها، محذراً من خطر الجماعات المتطرفة، التي تهدد السلم الأهلي، وتسعى إلى هدم فكرة المواطنة الجامعة لصالح مشاريع أيديولوجية مغلقة. كما قارن بين «عقل الاتباع»، الذي يعامل المعرفة كإرث جامد، و«عقل التجديد» الذي يرى المعرفة كعملية تاريخية متطورة، مستشهداً بنماذج مفكرين كبار أمثال محمد عبده وعلي عبد الرازق والشيخ محمود شلتوت.
وفي المحور التطبيقي، قدم الخشت أمثلة عملية لتحليل مواضيع عدة، مبيناً كيف يختلف التعامل معها بين النهجين التقليدي والتجديدي، حيث يدعو العقل الفعّال إلى تفسير النصوص وفق القيم الكلية للعدل والحرية ومقتضيات تطور المجتمعات. واختتم الدكتور الخشت محاضرته بالتأكيد أن تجديد الخطاب الديني، لا يتحقق بتغيير الشكل أو الأسلوب فقط، بل عبر قطيعة معرفية جذرية مع نمط التفكير التقليدي، وتبني أدوات تأويلية جديدة تتفاعل بوعي مع أسئلة العصر.
وقد شهدت الجلسة تفاعلاً فكرياً كبيراً من الحضور، الذين ناقشوا آفاق تجديد الخطاب الديني، ودور الفلسفة التأويلية في بناء خطاب ديني معاصر قادر على مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية أبوظبي الإمارات معرض أبوظبي الدولي للكتاب معرض أبوظبي للكتاب محمد الخشت تجدید الخطاب الدینی

إقرأ أيضاً:

الدكتور إسماعيل القن قائما بأعمال رئيس جامعة كفر الشيخ اعتبارا من أغسطس

أصدر الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، قرارًا رسميًا بتكليف الدكتور إسماعيل إسماعيل القن بتسيير أعمال جامعة كفر الشيخ اعتبارًا من الأول من أغسطس 2025، وذلك لحين الانتهاء من إجراءات تعيين رئيس جديد للجامعة، عقب انتهاء فترة الدكتور عبد الرازق يوسف دسوقي القانونية.

وتوجّه الدكتور إسماعيل القن بخالص الشكر والتقدير إلى وزير التعليم العالي على ثقته الغالية، معربًا عن اعتزازه بهذا التكليف، كما ثمّن جهود الدكتور عبد الرازق دسوقي في خدمة الجامعة خلال فترة توليه رئاستها، مشيدًا بما تحقق من تطور ملموس في مختلف القطاعات الجامعية.

ويحمل الدكتور القن سيرة علمية ومهنية حافلة، فهو من أبناء مركز سيدي سالم بمحافظة كفر الشيخ، وتخرج في كلية الطب البيطري بجامعة القاهرة في مايو 1993، ثم التحق بسلك التدريس في نوفمبر 1994. واصل مسيرته الأكاديمية حتى حصل على درجة الأستاذية في تخصص التوليد والتناسل والتلقيح البيطري في أكتوبر 2012.

وخلال مشواره الأكاديمي، نال القن عدة جوائز علمية، من أبرزها جائزة النشر العلمي بجامعة كفر الشيخ في أبريل 2010. كما شغل منصب وكيل كلية الطب البيطري لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بين عامي 2012 و2015.

وفي مارس 2017، صدر قرار جمهوري بتعيينه عميدًا لكلية الطب البيطري، ثم جُددت له الثقة لولاية ثانية في يونيو 2020، إلى أن صدر له قرار جمهوري بتعيينه نائبًا لرئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث في فبراير 2023، وهو المنصب الذي شغله حتى صدور قرار تكليفه الجديد.

كما لعب الدكتور إسماعيل القن دورًا محوريًا وبارزًا في دعم ملف التصنيفات الدولية لجامعة كفر الشيخ، من خلال وضع رؤية استراتيجية واضحة تهدف إلى رفع ترتيب الجامعة على المستويين الإقليمي والدولي، والعمل على تحسين مكانتها بين الجامعات العالمية. وقد تبنّى سياسات علمية وتشغيلية تستند إلى معايير الجودة والاعتماد الأكاديمي، مع التركيز على تشجيع النشر الدولي في المجلات المصنفة دوليًا ذات معامل التأثير المرتفع، وتحفيز أعضاء هيئة التدريس والباحثين على تقديم أبحاث تطبيقية تواكب أولويات الدولة وتخدم قضايا المجتمع.

كما حرص على تعزيز الشراكات البحثية والتوأمة العلمية مع جامعات ومراكز بحثية مرموقة على الصعيدين العربي والعالمي، بما يسهم في تبادل الخبرات والتجارب الناجحة، ويزيد من فرص التعاون الأكاديمي والمشاريع المشتركة. هذا إلى جانب دعمه المستمر لتطوير البنية التحتية للبحث العلمي داخل الجامعة، وتوفير البيئة المناسبة للباحثين، مما انعكس بشكل إيجابي وملموس على أداء الجامعة في مختلف التصنيفات الدولية مثل (QS، Times، Scimago)، وساهم في إبراز الجامعة كصرح علمي متميز على خارطة التعليم العالي والبحث العلمي في مصر والمنطقة.

مقالات مشابهة

  • مصاريف جامعة MUST.. شروط القبول وقائمة بالكليات المتاحة
  • عميد بجامعة القاهرة يفوز بجائزة التفوق للعلوم الاجتماعية: قدمت بنفسي
  • «التعليم العالي» تعلن القوائم المُحدثة لـ المؤسسات المُعتمدة على مستوى الجمهورية
  • ننشر القوائم المُحدثة لمؤسسات التعليم العالي المُعتمدة
  • تكليف الدكتور علي أبو شوشة نائبا لرئيس جامعة كفر الشيخ الأهلية
  • الدكتور إسماعيل القن قائما بأعمال رئيس جامعة كفر الشيخ اعتبارا من أغسطس
  • الرئيس السيسي يستعرض مستجدات صياغة رؤية استراتيجية لتجديد الخطاب الديني
  • وزير الأوقاف يستعرض أمام الرئيس السيسي وثيقة «تجديد الخطاب الديني»
  • وثيقة لتجديد الخطاب الديني.. تفاصيل اجتماع السيسي مع مدبولي والأزهري
  • الرئيس السيسي يتابع مُستجدات العمل لصياغة رؤية استراتيجية لتجديد الخطاب الديني