يمانيون:
2025-06-10@02:55:15 GMT

جُرمُ الأمريكي يتجدِّدٌ بحق الأفارقة

تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT

جُرمُ الأمريكي يتجدِّدٌ بحق الأفارقة

يمانيون/ تقارير

يُعَد اليمن الوجهةَ الأولى في اتّجاهات الهجرة من دول القرن الإفريقي، ومقصدًا للعديد من المهاجرين الأفارقة الفارِّين من الصراعات السياسية والعنف الإثني والعرقي وانتشار الجفاف والمجاعات في هذه الدول.

ويستقبل اليمن منذ زمنٍ بعيد العديد من المهاجرين القادمين من إفريقيا لا سِـيَّـما من دول شرق القارة، وتشهد الآونة الأخيرة زيادة ملحوظة في تدفقات المهاجرين، حَيثُ وصل عدد المهاجرين إلى اليمن نحو 6350 خلال شهر أُكتوبر 2024م، بزيادة بنسبة 136 % عن شهر سبتمبر، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن إجمالي عدد المهاجرين الأفارقة في اليمن يتراوح ما بين 200 ألف- 308 آلاف.

ووفقًا للأمم المتحدة، ارتفع عددهم إلى (97210 في عام 2023م)، مقارنة بالأعوام السابقة؛ إذ ينحدر أغلب المهاجرين من إثيوبيا 88٪، بالإضافة إلى 12٪ من الصومال وأقل من 1 % من دول أُخرى.

ومع بدء العدوان على اليمن في مارس 2015م، تدهورت أوضاع اللاجئين الأفارقة، حَيثُ تعرض البعض منهم لأشكالٍ مختلفة من التعذيب والعنف والامتهان للكرامة الإنسانية، ومواجهة خطر الموت، خُصُوصًا في المناطق والمدن الخاضعة لقوى التحالف الذي تقوده السعوديّة والإمارات.

ونظرًا للحاجة الشديدة إلى مقاتلين مرتزِقة جدد في صفوف القوات التي تديرها الرياض وأبو ظبي بعد أن تآكلت قواتها البشرية في الميدان؛ بسَببِ المعارك العنيفة منذ عام 2015م، لجأت إلى الاستعاضة بالمهاجرين الأفارقة، عبر إغرائهم بالمال السعوديّ والإماراتي، والوعود المختلفة.

وتوضح الكثير من التقارير والدراسات، لجوء التحالف الذي تقوده السعوديّة إلى استغلال المهاجرين الأفارقة ضمن حملات تعبوية وتجنيدهم كمرتزِقةٍ على غرار المرتزِقة المحليين، و”البلاك ووتر والجنجويد”، غير أن الكثير منهم رفض الانخراط في القتال.

وأكّـدت التقارير أن رفض المهاجرين الأفارقة كان منطقيًّا، “فمن فر؛ بسَببِ العنف والقتال في بلده، محالٌ أن يقاتِلَ في معاركَ ليس له فيها لا ناقة ولا جمل”، الأمر الذي فرض على قوى التحالف ملاحقتهم، حَيثُ اعتقلت في 2023م، ما يزيد عن 4000 مهاجر في تعز ومأرب وشبوة وحضرموت وتم نقلهم إلى مراكز الترحيل في عدن، بمزاعم أنهم “يشكلون خطرًا على المجتمع”.

ومنذ أن قرّرت صنعاءُ التدخُّلَ لإسناد جبهة غزة في مواجهة كيان العدوّ الصهيوني، صعَّدت الجماعاتُ المسلحةُ في المناطق اليمنية الخاضعة لسلطات الرياض وأبو ظبي من استهدافها للمهاجرين الأفارقة؛ ما جعلهم يتوجّـهون إلى المناطقِ الشمالية الخاضِعة لسلطة صنعاء والتي شعروا أنها أكثر أمنًا وعدلًا.

واللافت -وَفقًا لمراقبين- يصدر بين الفينة والأُخرى عن التحالف السعوديّ وأدواته عبر وسائل إعلامه وقنواته المختلفة، رسائلُ تحريضية على المهاجرين الأفارقة لتحقيق أغراض دعائية ونفسية تستهدف حكومة صنعاء؛ لإظهارها بصورة الضعيف الذي يقوم بتجنيد المهاجرين الأفارقة، تعويضًا عن خسائرها البشرية، جاعلين من اهتمامها الكبير بهم دليلًا على هذا الاتّهام.

غير أن تقاريرَ أمميةً -رغم انحيازها للتحالف- إلا أنها أكّـدت أن توجّـه معظم المهاجرين الأفارقة نحو المناطق الشمالية والوسطى من اليمن، لكونها مجتمعاتٍ أكثرَ استقرارًا نسبيًّا، وأكثرَ قُبولًا للمهاجرين الأفارقة؛ إذ يوجد في صنعاء وحدَها نحوَ 5000 أسرة إفريقية مهاجرة.

كما تعد محافظة صعدة -بحسب منظمات إنسانية وحقوقية- نقطة النهاية للرحلة بالنسبة لأُولئك الذين تقطعت بهم السُّبُلُ في الطريق، حَيثُ يمكنُهم الحصولُ على فرصة عمل، أَو التسرب عبر الحدود إلى دول الخليج، إن كُتبت لهم النجاة من رصاص وقذائف الموت أَو الملاحقة والأَسْر والتعذيب والامتهان بكل أشكاله في السجون السعوديّة.

 

جُرمُ الأمريكي متجدِّدٌ بحق الأفارقة:

كان من البديهي أن تسقط تبعات وتداعيات العدوان والحصار المفروض على اليمن منذ عشر سنوات، وتلقي بظلالها على المهاجرين الأفارقة، وتعترف المنظمة الدولية للهجرة أن عددًا كَبيرًا من المهاجرين الأفارقة الذين استقروا في اليمن استطاعوا الحصول على فرصة عمل في الصناعات الزراعية والحيوانية، وكذا في قطاعات غير رسمية، ويعملون في حقول القات في شمال اليمن.

غير أن الحدودَ السعوديّة، كانت منطلق المأساة؛ كون مدفعية وقناصة الجيش السعوديّ تحصُدُ أرواحَ المهاجرين الأفارقة وغيرهم من الجنسيات منذ سنوات؛ بتهمة التهريب أَو محاولة التهرب للأراضي السعوديّة.

وأفَادت منظمة الهجرة الدولية بأن نحوَ ألفَي شخص من المهاجرين ما بين قتلى ومصابين جراء هجمات سعوديّة عليهم، ويتلقى مئاتُ الأشخاص العلاجَ من إصابات بطلقات نارية في مستشفى تدعمُه المنظمةُ الدولية للهجرة بالقرب من مدينة صعدة الحدودية.

بدورها، أكّـدت العديدُ من المؤسّسات الحقوقية والإنسانية، مقتلَ أكثرَ من 382 لاجئًا ومهاجرًا إفريقيا في الفترة من يناير 2017م حتى منتصف 2024م.

وكان أولُ استهداف جوي لتحالف العدوان السعوديّ الإماراتي بالشراكة الأمريكية في سبتمبر 2017م، قد أَدَّى إلى مقتل وجرح عدد من المهاجرين الأفارقة، أثناء عبورهم إحدى الطرقات بالمتون محافظة الجوف، مُرورًا باصطيادهم المُستمرّ على الحدود، من قبل الجيش السعوديّ.

وانتهاءً بالمجزرة الأمريكية البشعة بحقهم، فجر الاثنين، في مركَزِ إيواء للمهاجرين الأفارقة في مدينة صعدة والتي راح ضحيتها أكثر من 115 إفريقيا ما بين شهيدٍ وجريح، والتي عَدَّها مراقبون استمرارًا للتعبئة الخاطئة والتحريض المُستمرّ عليهم، إذ أنها المرة الثانية التي يُستهدفُ الأفارقة في ذاتِ المكان في يناير من العامِ 2022م.

وبالتالي، فَــإنَّ تجربةَ المهاجرين الأفارقة في اليمن مثالٌ حقيقيٌّ على بشاعة وفَظاعة الإجرام الأمريكي المتجدد وانتهاكه المُستمرّ لحقوق الإنسان، وهو ما يتطلب تدخُّلًا قويًّا وفوريًّا من جانب المنظماتِ الإنسانية؛ لإيقاف هذا العبث، ما لم فهي شريكةٌ بصمتها.

 

نقلا عن المسيرة نت

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المهاجرین الأفارقة من المهاجرین الأفارقة فی السعودی ة

إقرأ أيضاً:

شخص خطير أشعل الحرب بين ترامب وماسك.. وهكذا انهار التحالف الأقوى في أمريكا

ترامب وماسك (وكالات)

كشفت وسائل إعلام أمريكية تفاصيل صادمة عن الكواليس التي فجّرت الخلاف الحاد بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والملياردير الشهير إيلون ماسك، في واقعة تسبّب فيها شخص واحد فقط، وملف واحد، غيّر كل شيء.

القصة بدأت بلحظات ما قبل دخول ماسك المكتب البيضاوي للمشاركة في حفل وداع ترامب. أحد مساعدي الأخير سلّمه ملفًا يحتوي على وثائق تكشف أن جاريد إسحاقمان – مرشّح ترامب لرئاسة وكالة "ناسا" والمقرّب من ماسك – قدّم تبرعات سابقة لسياسيين ديمقراطيين كبار.

اقرأ أيضاً تحذير طبي صادم في العيد: "قطعة لحمة" قد تدمّر قلبك وتخرب دماغك وكبدك 7 يونيو، 2025 أبو عبيدة يحذر: الأسير الإسرائيلي محاصر.. ولن يعود حيا 7 يونيو، 2025

ورغم الابتسامات أمام الكاميرات، تغيّر كل شيء خلف الأبواب المغلقة. فبمجرد مغادرتها، واجه ترامب ماسك بحدة، وأخذ يقرأ بصوت غاضب أسماء المتبرَّع لهم، في موقف أثار توترًا كبيرًا. حاول ماسك الدفاع عن صديقه، معتبرًا أن التبرعات لا تعكس بالضرورة ولاءً سياسيًا، وأن الكفاءة أهم من الانتماءات السابقة.

لكن ترامب رد بعبارة حاسمة نقلتها صحيفة نيويورك تايمز عن 13 مصدرًا مطّلعًا: "الناس لا يتغيرون."

المفاجأة كانت حين قرر ترامب لاحقًا، وبعد مراجعة الملف مرة أخرى، سحب ترشيح إسحاقمان بشكل نهائي. الأمر الذي صدم ماسك، خاصة وأن هذا المنصب يرتبط بشكل مباشر بشركته "سبيس إكس" ومشاريعه الفضائية الطموحة.

ذروة الخلاف جاءت بعد أيام، حين خرج ماسك بموقف علني وصفه كثيرون بـ"القاسي"، داعيًا إلى عزل ترامب وتعيين نائبه جي دي فانس بديلاً له، وهو ما اعتُبر إعلانًا رسميًا لانتهاء العلاقة بين الرجلين.

 

انهيار تحالف المصالح:

بحسب مقربين، فإن واقعة إسحاقمان كانت القشة التي قصمت ظهر العلاقة بين ترامب وماسك، والتي كانت تمر بمرحلة تراجع أصلاً في الشهور الأخيرة، نتيجة صراعات داخلية بين ماسك وبعض مستشاري ترامب.

مقالات مشابهة

  • كيف علّق الأفارقة على قرار حظر السفر الذي فرضه الرئيس ترامب؟
  • الحظر الأمريكي على دخول مواطني 12 دولة بينها اليمن يدخل حيز التنفيذ
  • تلاشي دعوات الانسحاب الأمريكي يرسم معادلة أمنية جديدة في العراق
  • الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على سفينة الإغاثة “مادلين” المتجهة إلى غزة
  • الارقام صادمة والتحقيقات تفضح المستور ..اليمن يغرق في طوفان المهاجرين والمهربين يزدهرون بدماء الأبرياء!
  • شخص خطير أشعل الحرب بين ترامب وماسك.. وهكذا انهار التحالف الأقوى في أمريكا
  • اليمن يشكو عدم القدرة على تحمل تدفق المهاجرين
  • العراق يؤكد الحاجة لبقاء التحالف الدولي
  • العراق بين واشنطن وبغداد.. تحالف الضرورة أم احتلال مقنع؟
  • العراق يرجو قوات التحالف بعدم مغادرة قواتها من سوريا