في الشهر الماضي، التقى قائد القيادة الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ، الأدميرال صموئيل بابارو، بنظرائه من أستراليا والهند واليابان في نيودلهي. أعلنت هذه المجموعة غير الرسمية المكونة من أربع دول، والمعروفة باسم «الرباعية»، مرارًا وتكرارًا أنها لا تمتلك ركيزة دفاعية، لذا يُعد اجتماع قادتها العسكريين حدثًا نادرًا للغاية.

في يناير ركز اجتماع وزراء خارجية «الرباعية» على القضايا الأمنية، على نحو غير معتاد، فمنذ تأسيسها، تعاملت «الرباعية» أساسًا مع تحديات أمنية غير تقليدية، مثل الكوارث الطبيعية والصيد غير المشروع، بينما امتنعت إلى حد كبير عن دمج عملياتها العسكرية التقليدية، ومع ذلك، قد يتغير هذا النهج قريبًا، وهو تغيير سيكون موضع ترحيب، إذ لم تعد الولايات المتحدة وشركاؤها قادرين على تجاهل أهمية التعاون الأمني في مواجهة تنامي قوة الصين ونفوذها.

رغم حجم وأهمية الاستراتيجية للمحيط الهندي، غالبًا ما اعتبره الاستراتيجيون الأمريكيون منطقة راكدة. صحيح أن أخطر التهديدات الأمنية لواشنطن تتركز في غرب المحيط الهادئ، إلا أن منطقة المحيط الهندي بدورها تحظى بأهمية حاسمة، فممراته البحرية تربط اقتصادات آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، ويزخر المحيط بموارد سمكية ومعدنية أساسية للأمن الغذائي الإقليمي وسلاسل التوريد العالمية.

اليوم، يتغير ميزان القوى في المحيط الهندي بطرق تهدد مصالح الولايات المتحدة وشركائها في الرباعية، فالصين تعمل على توسيع نفوذها في المنطقة من خلال شراء دعم النخب السياسية، وبناء بنى تحتية كالموانئ والسكك الحديدية، إلى جانب تسريع بناء أسطول بحري بعيد المدى وتعزيز أنشطتها الاستخباراتية.

وإذا عجزت الولايات المتحدة وحلفاؤها عن التصدي لطموحات بكين، فسيتزايد تعرضهم لضغوطها. ومع توسع الوجود البحري الصيني خلال العقد المقبل، قد تتعرض ممرات الشحن العالمية للتهديد، كما ستتمكن بكين من استغلال موارد المنطقة واستعراض قوتها بما يفوق قدراتها الحالية.

قبل فوات الأوان، تحتاج الولايات المتحدة إلى صياغة استراتيجية متكاملة للمحيط الهندي، تركز على معالجة مخاوف دول المنطقة، وتُعزز قدرة واشنطن على استخدام قوتها العسكرية عند الضرورة.

في السنوات الأخيرة، اتسمت سياسة الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ بالعمومية والغموض؛ فقد اقتصر هدفها المعلن على تعزيز «منافع عامة دولية» والحفاظ على «منطقة حرة ومفتوحة»، وهي شعارات واسعة بما يكفي لعدم إثارة الجدل، لكنها فضفاضة بحيث لا تقدم إطارًا عمليًا للعمل في المحيط الهندي، ومن دون استراتيجية واضحة ومتكاملة، ستتزايد التحديات الأمنية الناجمة عن صعود الصين، سواء من حيث العدد أو الخطورة.

على واشنطن أن تُدرك أن التوسع العسكري الصيني في المحيط الهندي يشكل تهديدًا طويل الأمد لمصالح الولايات المتحدة وشركائها، فالنشاط المتزايد للغواصات الصينية سيتجاوز قريبًا قدرة الهند، أو أي دولة أخرى، على التصدي له، ورغم أن البحرية الهندية تنفّذ عمليات نشطة عبر المحيط الهندي، إلا أن استثمارها في القدرات الجديدة يبقى محدودًا مقارنة بالصين، وقد تباطأ بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة. وعلى الرغم من إطلاق الهند بين الحين والآخر سفنًا جديدة تبدو مبهرة، إلا أن الواقع يكشف عن قصور في تجهيزها لمواجهة تصاعد الوجود البحري الصيني.

نظرًا لهذه المخاطر، يجب على الولايات المتحدة أن تتعامل بجدية مع التعاون العسكري مع شركائها في «الرباعية».

فعلى مدار الأعوام الماضية، ركزت دول الرباعية على مبادرات غير عسكرية، مثل توزيع لقاحات «كوفيد-19»، وإجراء أبحاث السرطان، وتطوير معايير الاتصالات الدولية. هدفت هذه الجهود إلى تعزيز قدرة الدول الصغيرة على الصمود أمام الضغوط الصينية، عبر تحسين بنيتها التحتية للاتصالات وتقليل اعتمادها على الموردين الصينيين المرتبطين بالحكومة، بالإضافة إلى تقديم مساعدات طارئة لمواجهة الكوارث الطبيعية، مثل الانهيار الأرضي في بابوا غينيا الجديدة، والإعصار الذي ضرب فيتنام العام الماضي، كما ساعدت الرباعية العديد من الدول على الوصول إلى بيانات تجارية لرصد عمليات الصيد والشحن غير المشروع في مياهها الإقليمية.

ومع ذلك، لا تزال «الرباعية» تتجنب أي تعاون عسكري قد يُفسر على أنه مسعى لبناء قوة قتالية مشتركة، خشية إثارة قلق دول جنوب شرق آسيا من تصاعد التنافس الأمني بين الولايات المتحدة والصين. وقد اقتصر التعاون العسكري بين الدول الأعضاء على ترتيبات خارج إطار الرباعية، مثل التدريبات البحرية السنوية ضمن سلسلة «مالابار»، التي تجمع الدول الأربع لكنها لا تصنف رسميًا كنشاط رباعي. تسهم هذه التدريبات في تعزيز عادات التعاون العسكري، لكنها لا تحدث تغييرًا جوهريًا في ميزان القوى العسكري مع الصين.

من خلال اقتصارها على تقديم المنافع العامة الدولية، والعمل الأمني غير التقليدي، والتعاون العسكري المحدود للغاية، تظل «الرباعية» غير قادرة على ردع الأنشطة العسكرية الصينية المتزايدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

في الوقت الحالي، تلعب الهند دور «مزود الأمن الصافي» للمنطقة، وتسعى إلى ضمان استمرار الوضع القائم الملائم. وبتزايد قدراتها ونفوذها، كثّفت الهند من جهودها في مجال الإغاثة الإنسانية، وقدّمت مساعدات أمنية أساسية للدول الإقليمية الأصغر. منذ عام 2023، بدأت الهند أيضًا بالتنسيق مع الولايات المتحدة وشركائها ضمن القوات البحرية المشتركة، وهو تحالف دولي في شمال غرب المحيط الهندي، لمكافحة القرصنة. رغم أهمية مساهمات الهند في تعزيز الأمن الإقليمي، إلا أنها لن تكون كافية بمفردها لمواجهة الوجود البحري الصيني المتنامي.

ينبغي أن يكون بناء قوة عسكرية جماعية هدفًا محوريًا لأي استراتيجية أمريكية جديدة في المحيط الهندي، وعلى واشنطن أن تراعي المصالح الاقتصادية والبيئية للدول الإقليمية، لا يمكن أن تقتصر استراتيجيتها على توفير المنافع العامة، بل ينبغي أن تعمل على صياغة استراتيجية تعزز الأسس التمكينية لقوتها العسكرية وقوة شركائها: الاستخبارات، والعمليات، والاستعداد، والتحديث.

هذه الأسس، غير المرتبطة بمهمة بعينها، تُعزز القدرة على تنفيذ مجموعة واسعة من المهام، بدءًا من الإغاثة الإنسانية وصولًا إلى العمليات القتالية، كما توفر خيارات سياسية متعددة، مما يمنح واشنطن وشركاءها مرونة أكبر، ويُبقي خصومهم، في حالة من عدم اليقين.

تُعد الاستخبارات الركيزة الأساسية لأي قوة عسكرية، إذ يحتاج الجيش الأمريكي وشركاؤه إلى وعي أوضح بالوضع، لا بشأن سفن الصيد غير المشروع فحسب، بل أيضًا تجاه السفن العسكرية القادرة على التهرب من الاكتشاف، وينبغي لواشنطن وشركائها تحسين قدرتهم على تبادل المعلومات الاستخباراتية الدقيقة حول القوات المعادية. حاليًا، يعيق نقص قنوات الاتصال الآمن وتبادل البيانات الفعّال، القدرة على التعاون العملياتي بين القوات الأمريكية والقوات الهندية، رغم استخدام الهند لمعدات أمريكية مثل طائرات P-8.

وتتطلب مهمة بناء أسس القوة العسكرية أيضًا تحسين آليات تنسيق العمليات العسكرية المشتركة. على غرار ما فعلته الولايات المتحدة عام 2003 بإنشاء مركز العمليات الجوية المشتركة في قطر لتنسيق قوات التحالف بالشرق الأوسط، يمكن تكييف نموذج مشابه للتنسيق العسكري في أوقات السلم بالمحيط الهندي والمناطق المجاورة، وبالنظر إلى اعتماد واشنطن على حقوق الوصول والتمركز والتحليق عبر العديد من الدول الأجنبية، ينبغي لشركائها، مثل أستراليا والهند، توسيع نطاق هذه الامتيازات، ليس فقط لصالح الولايات المتحدة، بل أيضًا لصالح بعضهم البعض.

أخيرًا، يجب على الولايات المتحدة وشركائها مواصلة تعزيز الجاهزية العسكرية وتحديث القوات بمعدات جديدة، ويشمل ذلك دعم جهود الصيانة والإصلاح والتجديد، بما في ذلك في الدول الصديقة. ومع مرور الوقت، ينبغي دمج أبحاث الدفاع وسلاسل التوريد، بما يسمح بتجميع المواهب والقدرات الصناعية.

في هذا السياق، تبرز تجارب ناجحة، مثل شركة أندوريل الأمريكية التي أنشأت سلسلة توريد عالمية لتزويد البحرية الأسترالية بمركبات بحرية غير مأهولة خلال فترة زمنية قياسية، ومبادرة شركاء AUKUS الذين طوروا خوارزميات لمعالجة بيانات السونار المشتركة لتعقب الغواصات. بإمكان هذه القدرات الجديدة أن تُحدث تغييرات ملموسة وسريعة في ميزان القوى بالمحيط الهندي.

ورغم أن بعض هذه الجهود قد بدأ بالفعل، إلا أنه لا يزال يتسم بالتشتت، لذلك، تحتاج واشنطن إلى استراتيجية جديدة تحدد الأولويات العسكرية بوضوح، وتصدر التوجيهات على أعلى مستوى، بما يسهم في تنسيق الجهود داخليًا بين الوكالات الأمريكية، وخارجيًا مع الحلفاء والشركاء.

لا يمكن لأي استراتيجية أمريكية أن تنجح دون دعم الحلفاء والشركاء، وينطبق هذا بشكل خاص على منطقة المحيط الهندي، حيث تركّز واشنطن، وبشكل مُبرّر، وموارد متزايدة على المنافسة الأمنية في غرب المحيط الهادئ. تُعدّ الهند القوة المحورية في المحيط الهندي، لما تتمتع به من نفوذ يمتد عبر كامل المنطقة، ولعلاقتها الاستراتيجية العميقة مع الولايات المتحدة، كما تُعد أستراليا شريكًا أمنيًا فاعلًا وفعّالًا، إذ تراقب بعضًا من أكثر نقاط الاختناق أهمية في شرق المحيط.ستكون الهند وأستراليا في صميم أي استراتيجية أمريكية مقبلة، لكن يمكن أن تنضم إليهما دول أخرى مثل فرنسا، وإندونيسيا، واليابان، وجميعها تمتلك مصالح حيوية في المحيط الهندي.

سيتفاعل كل شريك في مجموعة الرباعية (كواد) مع واشنطن من موقعه الخاص، حاملًا معه مزايا مختلفة واهتمامات فريدة، ومع ذلك، فإن التعاون العسكري مع الولايات المتحدة من شأنه أن يعزز قدرة هذه الدول على اتخاذ قرارات سيادية مستقلة، وبشكل جماعي، يمكن لهذا التعاون أن يُنتج موقفًا عسكريًا أكثر حزمًا، ويوسّع الخيارات السياسية المتاحة لهم في المنطقة، ولتحقيق ذلك، ينبغي أن يعملوا مع واشنطن على تعزيز الأسس التمكينية للقوة العسكرية في المحيط الهندي.

خلال الأشهر الثلاثة الماضية، أثارت إدارة ترامب شكوكًا حول مدى التزام الولايات المتحدة تجاه شركائها، ومع ذلك، لا تزال المؤسسة العسكرية الأمريكية مهتمة بتطوير قدراتها بالتعاون مع القوات الحليفة، في وقت تتزايد فيه رغبة هذه القوات في تعميق التعاون الأمني لمواجهة أي تهديد، وفي ظل التقلبات الكبيرة التي تعانيها السياسات الأمريكية المتعلقة بالتجارة والمساعدات، ينبغي على صناع السياسات الأمنية في واشنطن أن يواصلوا تقديم بديل فعّال للهيمنة الصينية في المنطقة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة وشرکائها فی المحیط الهندی التعاون العسکری منطقة المحیط ومع ذلک إلا أن

إقرأ أيضاً:

هل تتحرك واشنطن لإسقاط مادورو؟.. أسئلة حول استراتيجية ترامب المتصاعدة في فنزويلا

يستمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إرسال إشارات متناقضة بشأن فنزويلا، في ظلّ تصاعد التوتر بين واشنطن وكراكاس، بعد مصادرة ناقلة نفط قبالة السواحل الفنزويلية الأربعاء، في خطوة اعتبرت تصعيدا جديدا يثير تساؤلات حول طبيعة الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة.

ويثير هذا التحرك جدلا واسعا بين المراقبين حول ما إذا كانت واشنطن تسعى فعلا إلى محاربة تهريب المخدرات، أم تمهد لعملية تستهدف تغيير النظام في كراكاس، خاصة مع الانتشار العسكري الواسع للولايات المتحدة في البحر الكاريبي، وتكرار الضربات ضد قوارب تتهمها واشنطن بالتورّط في الاتجار بالمخدرات.

إشارات متضاربة من ترامب
في مقابلة مع موقع بوليتيكو الثلاثاء الماضي، قال ترامب إن "أيامه باتت معدودة" في إشارة إلى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، من دون الكشف عن الآليات التي يعول عليها لتحقيق ذلك.

وعندما سئل عن استبعاد إرسال قوات برية إلى فنزويلا، تهرب ترامب من إجابة واضحة، مدركا أن عملية عسكرية واسعة لا تحظى بأي دعم سياسي داخل الولايات المتحدة. 

لكنه في المقابل أشار إلى أنه منح الضوء الأخضر لعمليات سرية داخل فنزويلا، ملمحا قبل أسابيع إلى احتمال تنفيذ عمليات برية "قريبا جدا".

ويرى ويل فريمان، الباحث في مجلس العلاقات الخارجية، أن التعزيزات العسكرية الأمريكية في المنطقة أقرب إلى "عملية نفسية تهدف إلى التخويف"، أكثر من كونها تمهيدا لعمل عسكري شامل.

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Arabi21 - عربي21‎‏ (@‏‎arabi21news‎‏)‎‏
بين مكافحة المخدرات وتغيير النظام
يشير فيل غونسون، الخبير في الشؤون الفنزويلية لدى مجموعة الأزمات الدولية، إلى أن واشنطن قد تجد نفسها محرجة إذا أمرت أسطولها بالمغادرة من دون القيام بأي تحرك ملموس، خاصة بعد نشر قوة بحرية ضخمة تضم 11 سفينة، بينها حاملة الطائرات العملاقة "جيرالد فورد".

ويرجح فريمان أن تشهد المنطقة نوعا من التدخل العسكري البري، "ربما في فنزويلا أو كولومبيا"، لكنه يستبعد أن يكون هذا كافيا لإسقاط مادورو. ومن السيناريوهات المطروحة استهداف منشآت عسكرية تزعم واشنطن ضلوعها في تهريب المخدرات، أو ضرب معسكرات "جيش التحرير الوطني" قرب الحدود الكولومبية.

كما قد تستهدف الولايات المتحدة مختبرات تصنيع المخدرات داخل فنزويلا، رغم محدوديتها، بحسب غونسون.

وتشير التقديرات إلى أن الفنتانيل — المتهم الرئيسي في أزمة الجرعات المميتة داخل الولايات المتحدة — يأتي بالأساس من المكسيك، إلا أن واشنطن صنفت عددا من كارتيلات المخدرات في أمريكا اللاتينية كـ"منظمات إرهابية أجنبية"، بما فيها "كارتيل دي لوس سوليس" الفنزويلي، وهو ما قد يستخدم كغطاء قانوني لأي هجوم.


ما الهدف النهائي لترامب؟
عندما سئل ترامب عن الهدف النهائي من التحركات العسكرية، أجاب بأنه يريد "أن يعامل شعب فنزويلا بشكل جيد". وخلال ولايته الأولى، دفع بسياسة "الضغوط القصوى" ضد كاراكاس، من دون تحقيق نتائج ملموسة.

ورغم أن ترامب لا يعرف بتفضيله لسياسات تغيير الأنظمة، ويميل لمحاولة عقد "صفقات" مع الخصوم — كما حاول سابقا مع مادورو عبر مبعوثه ريتشارد غرينيل — إلا أن وزير الخارجية الحالي ماركو روبيو دفع بقوة نحو نهج أكثر تشددا مع النظام الفنزويلي.

ويعتقد فريمان أن مادورو سيظل في السلطة، لكنه لا يستبعد احتمال التوصل إلى اتفاق ما بين واشنطن وكراكاس، يمكن لترامب تقديمه كـ"إنجاز"، مثل اتفاق حول الهجرة أو مكافحة المخدرات.

أما غونسون، فيرى أنه في حال نجحت أمريكا في إسقاط مادورو، فسيكون هناك "استنكار عالمي لاستخدام القوة"، لكن "كثيرين سيتنفسون الصعداء في الخفاء".

بين تهديدات أمريكية وحشد فنزويلي
تصاعدت التوترات خلال الأشهر الأخيرة، إذ أصدر ترامب أمرا تنفيذيا في آب/أغسطس الماضي يسمح بزيادة استخدام الجيش تحت ذريعة "مكافحة عصابات المخدرات" في أمريكا اللاتينية. وفي هذا الإطار، أعلنت واشنطن إرسال سفن حربية وغواصة إلى السواحل الفنزويلية.

بدوره، قال وزير الحرب الأمريكي بيت هيغسيث إن الجيش "جاهز لتنفيذ عمليات، بما فيها تغيير النظام في فنزويلا".

ورد مادورو بإعلان تعبئة 4.5 ملايين فرد من القوات المدنية والعسكرية، مؤكداً استعداد بلاده "لصد أي هجوم محتمل".

اتهامات بالقانون الدولي
أثارت الضربات الأمريكية ضد قوارب في البحر الكاريبي والمحيط الهادي — بزعم تورطها في تهريب المخدرات — جدلا واسعا حول شرعية ما وصف بأنه "قتل خارج نطاق القانون"، إذ استهدفت الضربات أشخاصا على متن تلك القوارب بشكل مباشر.

وتتواصل التساؤلات حول ما إذا كانت التحركات الأمريكية تمهيدا لعملية عسكرية أو جزءا من سياسة ضغط نفسي وسياسي على كراكاس، في ظل غياب وضوح حقيقي في استراتيجية إدارة ترامب.

مقالات مشابهة

  • عملية سرّية في عرض المحيط.. قوات خاصة أمريكية تتحرّك ضد إيران
  • نيوزويك: 3 مؤشرات على حرب وشيكة بين الولايات المتحدة وفنزويلا
  • طبول الحرب تقرع في الكاريبي: 3 مؤشرات لاقتراب المواجهة بين أمريكا وفنزويلا
  • واشنطن توبخ رواندا بعد سيطرة متمردين على مدينة استراتيجية شرق الكونغو
  • فورين بوليسي: 3 دروس تعلمتها الصين من الولايات المتحدة
  • إجلاء عشرات آلاف السكان جراء فيضانات في الولايات المتحدة وكندا
  • استراتيجية الأمن القومي 2025 الأمريكية تعيد تشكيل نظرة واشنطن للعالم
  • هل تتحرك واشنطن لإسقاط مادورو؟.. أسئلة حول استراتيجية ترامب المتصاعدة في فنزويلا
  • لأول مرة.. الاستخبارات الدنماركية تصنّف أمريكا مصدر تهديد أمني محتمل
  • الاستدراج للمستنقع: لماذا يتجنب حلفاء واشنطن دعم عمليتها العسكرية في الكاريبي؟