ليبيا – قال المستشار السياسي إبراهيم لاصيفر ، إن الجنوب محتل، ليس فقط من العناصر المعارضة للسلطات الرسمية في الدول الأفريقية المجاورة، بل أيضاً من طرف مجموعات تهريب البشر والجريمة المنظمة والعناصر المتطرفة، متهماً السلطات الأمنية والعسكرية بترك ثكناتهم على الحدود الليبية، مقابل الانغماس في الصفقات السياسية طمعاً في الحكم ما سيكلف الدولة الليبية خسارتها للجنوب، على حد تعبيره.

لاصيفر وفي تصريحات خاصة لموقع “اندبندنت عربية” أوضح أن الوضع الأمني الهش في ليبيا هو ما وفر مناخاً ملائماً لتحويل جنوب البلاد إلى منطقة صراع ملتهبة غائبة تماماً عن قائمة أولويات المسؤولين الليبيين، وما تدخل السلطات الرسمية التشادية لقتال العناصر المعارضة لحكمها من دون أي رد فعل من الدولة الليبية إلا دليل على أن الجنوب هو فعلياً منفصل عن الدولة الليبية.

وأرجع لاصيفر ذلك إلى جملة من العوامل في مقدمتها الرابط الاجتماعي والجغرافي الذي لعب دوراً في تحول الحدود الجنوبية الليبية إلى مكب للعناصر المعارضة لأنظمة الحكم الأفريقية، منوهاً بأن هذه التشكيلات استغلت امتدادها العرقي في ليبيا (قبيلة التبو وقبيلة الطوارق) لتجد لنفسها موطئ قدم داخل الأراضي الليبية وخصوصاً بمدينة مرزق الغنية بالنفط.

وأشار إلى أن وجود هذه المجموعات بمعية هذه الترسانة من السلاح تجعل من الجنوب الليبي في حالة احتلال متواصلة، حيث لا كلمة تعلو على كلمة هذه العناصر الأفريقية المسلحة، موضحاً أنهم أصبحوا جزءاً من العملية السياسية الليبية إذ لا يمكن تجاهل وجودهم عند الحديث عن عملية انتخابية أو عملية حصر سكانية.

ودعا لاصيفر الساسة الليبيين إلى عدم إهمال هذا الموضوع، فدخول جيش أجنبي إلى ليبيا وشنه لعملية عسكرية مباشرة من أراضيها هو أمر في غاية الخطورة، لا سيما أن “فاكت” أعلنت إلغاء وقف إطلاق النار المعلن في أبريل 2021، زد على ذلك هشاشة الخاصرة الأمنية الأفريقية ودخول المسؤولين الليبيين في سبات عن هذه البقعة الجغرافية (الجنوب) الشاسعة التي تحتضن أهم عناصر الأمن القومي لليبيا على غرار المياه جوفية، وخطوط إنتاج الحبوب الحكومية وأحواض النفط والغاز، بخاصة في ظل إمكانية كبيرة لاندلاع حرب الشوارع في تشاد، إضافة إلى الحزام السوداني الملتهب، وجميعها عناصر لن تؤثر في الجنوب فقط بل ستمتد ألسنتها نحو بقية المدن الليبية، خصوصاً الساحلية منها على غرار بنغازي وسرت وطرابلس، وفق تعبيره.

وتعليقاً على موافقة حكومة تصريف الأعمال برئاسة عبدالحميد الدبيبة على قصف الجيش التشادي لعناصر المعارضة داخل الجنوب، أكد لاصيفر أن الأمر تم بالفعل بخاصة أن العملية العسكرية جاءت بعد لقاء جمع عضو المجلس الرئاسي موسى الكوني بالرئيس التشادي محمد ديبي في 11 من الشهر الجاري.

ونوه بأن حكومة الدبيبة مستفيدة بشكل هام من قصف المعارضة التشادية بالجنوب الليبي فمن الطبيعي أن تقدم موافقتها بذلك، خصوصاً أن المعارضة التشادية مدعومة عسكرياً من قبل قوات فاغنر الروسية، وبهذا تكون حكومة الدبيبة قد حققت العديد من المكاسب الإقليمية والدولية على حساب خليفة حفتر الذي يسيطر على الجنوب الليبي.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

الخطوط الجوية الليبية تنفي شائعات الإفلاس وتناشد الدولة للتدخل العاجل

نفت شركة الخطوط الجوية الليبية ما وصفتها بـ “الشائعات المتداولة” حول إعلان إفلاسها، مؤكدة استمرار عملياتها التشغيلية وتسيير جميع الرحلات وفقا لجداولها المعتادة.

وفي بيان رسمي، أكدت الشركة أنها تعمل على تجاوز التحديات المالية والفنية التي تواجهها من خلال خطط إستراتيجية تهدف إلى تعزيز كفاءتها وضمان استمراريتها.

من جانبه، أوضح المتحدث الرسمي باسم الشركة، أحمد الطيرة، أن الإدارة تبذل قصارى جهدها لإعادة هيكلة الشركة والنهوض بها، لكنه وجه نداء عاجلا إلى الدولة الليبية والجهات المختصة لتقديم الدعم اللازم لإنقاذ هذا المرفق الحيويّ.

وشدد الطيرة على أن الشركة لم تتلقَّ أيّ دعم حقيقي خلال السنوات الثلاث الماضية، خاصة بعد الأضرار الجسيمة التي لحقت بأسطولها خلال الأحداث التي شهدتها العاصمة طرابلس.

وفي وقت سابق من اليوم أصدرت إدارة الخطوط الجوية الليبية بيانًا بشأن الأسباب وراء الأزمة الحادة التي تمر بها، والتي أدت إلى تأخر صرف مرتبات العاملين وحرمانهم من العديد من المزايا، مؤكدة أن الظروف الحالية خارجة عن إرادتها.

وأوضحت الإدارة أن الأزمة بدأت بعد التوقف القسري لعملياتها نتيجة الأضرار الجسيمة التي لحقت بمعظم طائراتها ومخازن قطع الغيار خلال الاشتباكات التي شهدها مطار طرابلس الدولي، مشيرة إلى أن هذه الأضرار أسفرت عن تدمير جل الأسطول، مما أجبر الشركة على العمل بطائرة واحدة أو طائرتين في أفضل الأحوال.

المصدر: شركة الخطوط الليبية.

الخطوط الجوية الليبية Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • خلال أسبوع.. ضبط أكثر من 17 ألف مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود
  • ضبط 18 ألف مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع
  • الحملات الميدانية المشتركة تضبط (17863) مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود في مناطق المملكة خلال أسبوع
  • أوغلو: التكتلات التقليدية في شرق المتوسط انتهت وتركيا تتحرك بذكاء في ليبيا
  • كوري شمالي يعبر الحدود المحصنة إلى الجنوب
  • "الجوازات" تصدر (8,155) قرارًا إداريًا بحق مخالفين لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود
  • سلام: لا استقرار في لبنان مع وجود انتهاكات إسرائيلية
  • قاضٍ فيدرالي يُبطل أمر ترامب بشأن تعليق طلبات اللجوء على الحدود الجنوبية
  • غاز المتوسط يشعل التوتر مجددا بين ليبيا وتركيا واليونان
  • الخطوط الجوية الليبية تنفي شائعات الإفلاس وتناشد الدولة للتدخل العاجل