بين التطبيع والنقابات والغلاء في المغرب.. بنكيران يشعل الساحة من جديد
تاريخ النشر: 2nd, May 2025 GMT
في أول ظهور سياسي له بعد تجديد الثقة فيه أميناً عاماً لحزب العدالة والتنمية، اختار عبد الإله بنكيران مناسبة عيد العمال ليطلق خطاباً صاخباً من على منصة الذراع النقابي للحزب، محمّلاً برسائل متعددة الاتجاهات، تتراوح بين الاتهام والانتقاد، وبين التحذير والدعوة إلى المراجعة.
لكن خلف هذا الخطاب الحاد، يبرز رهان أعمق: كيف يمكن لبنكيران أن يقود معارضة شرسة دون الاصطدام بثوابت الدولة؟ وكيف له أن يعيد تشكيل ملامح الحزب المهزوم انتخابياً في مشهد سياسي واجتماعي متحول؟
العودة إلى الساحة تبدو هذه المرة أكثر تعقيداً، في ظل تراجع الثقة في الفاعلين السياسيين، وتصاعد الحس النقدي في الشارع، واحتدام النقاش حول قضايا التطبيع، والهوية، والعدالة الاجتماعية.
وهنا تبرز معادلة بنكيران المعهودة: الصدع بالحق في مواجهة السلطة، مع ولاء غير مشروط للمؤسسة الملكية، باعتبارها في نظره ضامناً للوحدة والاستقرار.
رسائل نارية وسياق سياسي متأزم
في أول خروج سياسي له بعد إعادة انتخابه أميناً عاماً لحزب العدالة والتنمية في مؤتمره الوطني التاسع، اختار عبد الإله بنكيران مناسبة فاتح ماي، من على منصة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب (الذراع النقابي للحزب)، ليطلق خطاباً نارياً حمل رسائل حادة في اتجاهات متعددة: النقابات، الحكومة، الدولة، المدافعين عن التطبيع، والإعلام، وحتى بعض الرموز السابقة في المشهد النقابي.
صعود على أنقاض الهزيمة
عودة بنكيران إلى الأمانة العامة جاءت بعد الزلزال الانتخابي الذي أسقط الحزب من القمة إلى القاع في انتخابات 2021. هذا الظهور، إذن، لم يكن عادياً، بل هو تعبير عن استئناف معركة إعادة بناء حزب جريح، وتسويق زعامة تستند إلى خطاب شعبوي صريح، لا يخشى الاصطدام ولا المواقف الراديكالية، خاصة في ظل ما يراه بنكيران “ردّة سياسية وأخلاقية” تعرفها البلاد.
اتهامات ثقيلة.. المال مقابل الصمت
هاجم بنكيران النقابات المغربية دون مواربة، وخص بالذكر الاتحاد المغربي للشغل ورئيسه الميلودي موخاريق، متهماً إياهم بـ”الاتجار بالعمال” وأخذ الأموال من الدولة في مقابل الصمت على الظلم الاجتماعي، معتبراً أن هذه النقابات “تخيف العمال من الطرد” وتُسهم في “هضم الحقوق”.
وفي مقابل هذا الهجوم، مجّد بنكيران نقابة حزبه واعتبرها الاستثناء النزيه، داعياً الشغيلة إلى الانضمام إليها وعدم الخوف، قائلاً إن “الدولة لا تتدخل، وإذا تدخلت فسنقف في وجهها”.
رسائل للدولة.. لا قداسة فوق النقد
في تعبير نادر من زعيم سياسي مغربي، خاطب بنكيران الدولة قائلاً: “ماشي هي الله!”، في سياق دعوته إلى رفض الظلم والتطبيع مع الخوف. هذا التصريح يعكس ميلاً متصاعداً لديه لكسر سقف “الخطاب الرسمي المتحفظ”، مذكّراً بأدبيات ما قبل رئاسة الحكومة، حيث كان لخطابه الصدامي وقع تعبوي كبير في صفوف أنصاره.
قضية فلسطين والتطبيع.. محور الخطاب والمشاعر
خصص بنكيران جزءاً كبيراً من خطابه للقضية الفلسطينية، متهماً من يدافعون عن إسرائيل في المغرب بأنهم “يفعلون ذلك من أجل المال”، معتبراً أن “الدولة الصهيونية تخلو من الإنسانية”، وأن أموال التطبيع “لا تختلف عن أموال الدعارة”.
وذهب أبعد من ذلك حين أشار إلى أن المغاربة مستعدون للذهاب للقتال في فلسطين لو فُتح الباب لذلك، في خطاب يثير مشاعر الهوية والانتماء التاريخي والديني، ويعيد تذكير المغاربة بإجماعهم السابق على القضية الفلسطينية، في مقابل تصاعد خطاب “تازة قبل غزة”.
خطاب اجتماعي غاضب
لم يغفل بنكيران توجيه السهام إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ساخراً من ذبحه لـ60 خروفاً في منطقة أݣوراي، بينما ملايين المغاربة عاجزون عن شراء الأضحية.
كما اتهم الحكومة بالخضوع فقط لمنطق الإضرابات والضوضاء، وتجاهل العمال مقابل الاستجابة لمطالب الموظفين، في تمييز صارخ بين فئات الشغيلة. ودعا لرفع أجور عمال النظافة والبسطاء، في رسالة تلامس الطبقات المهمشة وتعيد للعدالة والتنمية جزءاً من خطابه الاجتماعي الذي فقده في الحكومة.
الملف الأمازيغي.. محاولة استباقية لضبط التوازن
في لحظة حساسة تعرف فيها بعض المناطق الأمازيغية تصاعداً في التعبير الهوياتي، أرسل بنكيران رسالة مزدوجة: اعتراف ضمني بوجود مشاكل تحتاج الحل، مقابل تحذير شديد اللهجة من مغامرات شبيهة بـ”كردستان”، قائلاً إن ذلك “لن يؤدي إلى شيء”.
هذا الموقف يندرج ضمن محاولة الحزب لاستعادة موقعه كوسيط وطني جامع بين الهويات، بعيداً عن الاستقطابات المتطرفة.
استدعاء الأندلس وتحذير من التفتت الداخلي
أنهى بنكيران خطابه باستدعاء تجربة الأندلس، حين تفرقت الإمارات وسقطت الواحدة تلو الأخرى، كرسالة رمزية تؤكد أن المشروع الوطني مهدد إذا تخلّى المغرب عن أولوياته الكبرى وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
بنكيران يعود، لكن البلد ليس كما تركه
عبد الإله بنكيران يعود إلى المشهد الحزبي والنقابي محمولاً على رصيد شعبوي لم يُستهلك بالكامل، لكن مغرب اليوم ليس مغرب ما قبل 2011، والخطابات النارية قد تعبّئ، لكنها لا تبني وحدها مشهداً سياسياً فعالاً. التحدي أمامه هو الموازنة بين معارضة شرسة، وبناء بدائل مقنعة، في ظل ساحة سياسية متغيرة ومجتمع أكثر وعياً وتشكيكاً في النوايا.
وهذا ما عبّر عنه بنكيران نفسه خلال المؤتمر الوطني التاسع للحزب، حين أكد بوضوح أنه يميّز بين الاحترام الواجب للدولة، والنقد الضروري من أجل مصلحة البلاد، في إشارة إلى أن معركته المقبلة لن تكون ضد الدولة، بل من داخل منطق الإصلاح الوطني، مع الحفاظ على صوت معارض لا يخشى الصدع بالحق.
وفي خلفية هذا السياق، لا يمكن إغفال الطابع الاستثنائي للنموذج المغربي في التفاعل مع تعبيرات الحركة الإسلامية، سواء من داخل المؤسسات أو في الشارع، ولا مع المظاهرات الشعبية المتصاعدة ضد التطبيع، والتي تُمنح في الغالب هامشاً من التعبير قلّ نظيره في محيط إقليمي تتسم أنظمته بتضييق شامل على مثل هذه الحركات.
هذا الاستثناء المغربي، رغم هشاشته أحياناً، يمنح لبنكيران وحزبه مجالاً للمناورة، وفرصة لإعادة التموضع، لكن أيضاً مسؤولية في عدم استنزاف هذا الهامش.
بنكيران والملك
رغم نبرته المعارضة الصاخبة وانتقاداته الحادة للحكومة والنقابات وحتى بعض مؤسسات الدولة، ظل عبد الإله بنكيران حريصاً على وضع المؤسسة الملكية خارج دائرة المواجهة. فدفاعه المستميت عن الملك ظل ثابتاً في كل محطاته، وهو يعتبر أن “الملكية هي الضامن لوحدة البلاد واستقرارها”، ويكرر باستمرار أن ولاءه للملك لا يعني الصمت عن الاختلالات، بل يندرج ضمن فهمه الخاص لمفهوم “النصح لأولي الأمر” في إطار المرجعية الإسلامية.
هذا التوازن بين النقد السياسي والدفاع عن الثوابت، وعلى رأسها المؤسسة الملكية، يشكل أحد أسرار بقاء بنكيران لاعباً مقبولاً داخل الحقل السياسي المغربي، رغم تقلباته وخطابه الحاد. وهو ما يمنحه هامشاً فريداً لممارسة معارضة علنية، دون الوقوع في الصدام المباشر مع مركز الحكم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية المواقف المغربية المغرب مواقف سياسة اسلاميون المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عبد الإله بنکیران
إقرأ أيضاً:
قبلان: الحكومة بلا أولويات اقتصادية أو مالية وفريقها فاشل
رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أن "لبنان الغارق بالأزمات العميقة يعاني من فريق غير قادر على إدارة هذه الأزمات، والحكومة اللبنانية بلا أولويات اقتصادية أو مالية وفريقها فاشل ويعيد إغراق البلد بعقدة الأزمات الهيكلية، ووعود الحكومة بالإنقاذ الاقتصادي تحترق بقرار رفع أسعار المحروقات الذي يحرق البلد ويزيد من أعباء السقوط العامودي للإقتصاد الهشّ، وبدلاً من تمويل واردات الخزينة عن طريق محاربة التهرّب الضريبي واستثمار أصول الدولة وتحسين الجباية وإصلاح قطاع الجمارك والمرافئ ومحاربة الفساد وتشجيع السياحة وتفعيل الشراكة المنتجة مع القطاع الخاص وتنفيذ مشروع إصلاح الكهرباء والسدود والإستثمار بالبنية الإنتاجية وتنشيط الإقتصاد غير الضريبي والكفّ عن سياسة الأعباء المالية وتمكين الشفافية إذ بالحكومة اللبنانية تفاجئنا بقرارات ارتجالية تضرب بنية الأمل بالإنعاش الاقتصادي خاصة قطاع الزراعة والصناعة وتطال الطبقة الفقيرة بالصميم".
وتابع: "معلوم أنّ الكتلة البشرية والمالية لا تنفع بلا برامج وأدوات وتحفيز إنتاجي وتوفير مالي وحماية وطنية وليس بالمحارق الحكومية، وإرضاء صندوق النقد والبنك الدولي يضع لبنان ببرّاد الموتى، ولمن لا يعلم الحكومة بلا رؤية اقتصادية ومالية وهي تتخبط، والحل بحكومة تقرأ البلد بأولوياته الإقتصادية المالية لا بنار المحروقات ولعبة الإغراق المالي والفشل السياسي فضلاً عن التزاماتها الدولية الفادحة التي تكاد تحرق لبنان". مواضيع ذات صلة قبلان: يمكن للحكومة أن تضعنا في قلب السلم الأهلي أو بقلب حرب أهلية Lebanon 24 قبلان: يمكن للحكومة أن تضعنا في قلب السلم الأهلي أو بقلب حرب أهلية 01/06/2025 13:05:37 01/06/2025 13:05:37 Lebanon 24 Lebanon 24 قبلان: لبنان بلا جيش ومقاومة ليس أكثر من فريسة دولية إقليمية Lebanon 24 قبلان: لبنان بلا جيش ومقاومة ليس أكثر من فريسة دولية إقليمية 01/06/2025 13:05:37 01/06/2025 13:05:37 Lebanon 24 Lebanon 24 قبلان: المطلوب تأكيد أولوية البلد بعيدا عن حرائق اللعبة الدولية الإقليمية Lebanon 24 قبلان: المطلوب تأكيد أولوية البلد بعيدا عن حرائق اللعبة الدولية الإقليمية 01/06/2025 13:05:37 01/06/2025 13:05:37 Lebanon 24 Lebanon 24 رئاسة الجمهورية السورية: اجتماع الحكومة الجديدة يبحث أولويات العمل الحكومي للمرحلة المقبلة Lebanon 24 رئاسة الجمهورية السورية: اجتماع الحكومة الجديدة يبحث أولويات العمل الحكومي للمرحلة المقبلة 01/06/2025 13:05:37 01/06/2025 13:05:37 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً 20 مليون دولار هبة من العراق لإعمار لبنان.. والرئيس عون: نشكر الدعم العراقي Lebanon 24 20 مليون دولار هبة من العراق لإعمار لبنان.. والرئيس عون: نشكر الدعم العراقي 05:47 | 2025-06-01 01/06/2025 05:47:12 Lebanon 24 Lebanon 24 دعوة من المطران عودة... ماذا قال؟ Lebanon 24 دعوة من المطران عودة... ماذا قال؟ 05:38 | 2025-06-01 01/06/2025 05:38:59 Lebanon 24 Lebanon 24 يعد اندلاعه صباحاً... إخماد الحريق في خراج بلدتي الهيشة والفرض- وادي خالد Lebanon 24 يعد اندلاعه صباحاً... إخماد الحريق في خراج بلدتي الهيشة والفرض- وادي خالد 05:29 | 2025-06-01 01/06/2025 05:29:53 Lebanon 24 Lebanon 24 الحريري مستذكرًا رشيد كرامي: رجل الدولة الوطني العروبي Lebanon 24 الحريري مستذكرًا رشيد كرامي: رجل الدولة الوطني العروبي 05:14 | 2025-06-01 01/06/2025 05:14:24 Lebanon 24 Lebanon 24 الصادق يدعو إلى محاسبة هؤلاء! Lebanon 24 الصادق يدعو إلى محاسبة هؤلاء! 05:14 | 2025-06-01 01/06/2025 05:14:04 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة تحذيرٌ بشأن الـ100 ألف ليرة.. معلومة للمواطنين Lebanon 24 تحذيرٌ بشأن الـ100 ألف ليرة.. معلومة للمواطنين 14:08 | 2025-05-31 31/05/2025 02:08:02 Lebanon 24 Lebanon 24 بالصور.. تايلاند تتربع على عرش مسابقة ملكة جمال العالم 2025 Lebanon 24 بالصور.. تايلاند تتربع على عرش مسابقة ملكة جمال العالم 2025 12:07 | 2025-05-31 31/05/2025 12:07:16 Lebanon 24 Lebanon 24 في الأسواق اللبنانية.. لماذا أصبح شراء أكثر من حبتين من هذا المنتج ممنوعًا؟ Lebanon 24 في الأسواق اللبنانية.. لماذا أصبح شراء أكثر من حبتين من هذا المنتج ممنوعًا؟ 15:15 | 2025-05-31 31/05/2025 03:15:31 Lebanon 24 Lebanon 24 من داخل السيارة... نبيلة عواد تنشر صورة جديدة لابنها عمر Lebanon 24 من داخل السيارة... نبيلة عواد تنشر صورة جديدة لابنها عمر 10:10 | 2025-05-31 31/05/2025 10:10:55 Lebanon 24 Lebanon 24 بسبب إبنيها كارل ومارسيل... هجوم جديد من نادين الراسي على جيسكار أبي نادر: لم تكن أباً Lebanon 24 بسبب إبنيها كارل ومارسيل... هجوم جديد من نادين الراسي على جيسكار أبي نادر: لم تكن أباً 07:38 | 2025-05-31 31/05/2025 07:38:15 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 05:47 | 2025-06-01 20 مليون دولار هبة من العراق لإعمار لبنان.. والرئيس عون: نشكر الدعم العراقي 05:38 | 2025-06-01 دعوة من المطران عودة... ماذا قال؟ 05:29 | 2025-06-01 يعد اندلاعه صباحاً... إخماد الحريق في خراج بلدتي الهيشة والفرض- وادي خالد 05:14 | 2025-06-01 الحريري مستذكرًا رشيد كرامي: رجل الدولة الوطني العروبي 05:14 | 2025-06-01 الصادق يدعو إلى محاسبة هؤلاء! 05:00 | 2025-06-01 عصابات تطوّق الضاحية.. معركة إنهائها "مطروحة"! فيديو مسلسلها الأكثر مشاهدة عبر التاريخ.. رحيل أيقونة "Mash" Lebanon 24 مسلسلها الأكثر مشاهدة عبر التاريخ.. رحيل أيقونة "Mash" 11:50 | 2025-05-31 01/06/2025 13:05:37 Lebanon 24 Lebanon 24 رقصت بإثارة ودلع.. للمرة الأولى روبي تُحيي حفلا في الأردن (فيديو) Lebanon 24 رقصت بإثارة ودلع.. للمرة الأولى روبي تُحيي حفلا في الأردن (فيديو) 01:50 | 2025-05-31 01/06/2025 13:05:37 Lebanon 24 Lebanon 24 حادث غريب.. هذا ما حصل مع رجلين داخل شاحنة قمامة (فيديو) Lebanon 24 حادث غريب.. هذا ما حصل مع رجلين داخل شاحنة قمامة (فيديو) 01:45 | 2025-05-30 01/06/2025 13:05:37 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24