وزعت مبادرة “كان ياما كان” التابعة للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين خمس مكتبات مصغّرة على عدد من المدارس المغربية بالتعاون مع المجلس المغربي لكتب اليافعين بإجمالي 1000 كتاب باللغة العربية للأطفال واليافعين في إطار حرص المجلس على تمكين الأطفال من الوصول إلى مصادر معرفية تواكب احتياجاتهم وتنمّي مهاراتهم.


وشملت المبادرة خمس مدارس في مناطق مختلفة من المغرب حيث جرى تجهيز كل مكتبة بـ200 نسخة من الكتب عالية الجودة تم اختيارها بعناية لتناسب مختلف الفئات العمرية من الأطفال واليافعين وتضمنت الكتب موضوعات في الأدب والعلوم والتنمية الذاتية وقصصاً خيالية وتربوية تُعزز القيم الإنسانية وتلهم الأطفال للتفكير النقدي والاستكشاف والإبداع.
وخلال تواجد وفد المجلس الإماراتي لكتب اليافعين في المدارس التي شملتها المبادرة تم تنظيم ورش قرائية تفاعلية وجلسات لسرد القصص بالتعاون مع مختصين في أدب الطفل بهدف توفير بيئة محفّزة للقراءة داخل المدرسة وتشجيع الطلاب على التفاعل مع الكتاب وتنمية مهاراتهم اللغوية والتواصلية وشهدت هذه الجلسات تفاعلاً واسعاً من الأطفال والمعلمين الذين عبّروا عن سعادتهم بوجود مكتبات تتضمن أحدث وأفضل الكتب والقصص العربية.
وقالت مروة العقروبي رئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين : جاء تنفيذ هذه المبادرة مرة أخرى في المغرب إيماناً منا بأن كل كتاب يُمنح لطفل هو بذرة تُزرع في أرض خصبة وتوزيع هذه المكتبات ليس مشروعاً مؤقتاً بل هو التزام طويل الأمد نحو بناء أجيال قارئة وواعية فالكتب تفتح أمام الأطفال نوافذ على عوالم جديدة من الخيال والمعرفة والأمل وقد سعينا من خلال المبادرة إلى توفير كتب تحاكي اهتمامات الطفل العربي وتُعزز ارتباطه بهويته ولغته مع الانفتاح على ثقافات أخرى بطريقة إيجابية وآمنة.
وأضافت تشكّل الشراكة البنّاءة مع المجلس المغربي لكتب اليافعين في تنفيذ هذه المبادرة نموذجاً ملهماً للتعاون العربي في قطاع أدب الطفل وتشجيع القراءة ونتطلّع لأن تكون هذه الخطوة بداية لمبادرات أكبر تشمل دولاً أخرى في المنطقة والعالم فالثقافة يجب أن تكون جسراً دائماً بين الشعوب والاستثمار في الطفل القارئ هو استثمار في مستقبل أكثر إشراقاً واستقرارا وإنسانية.
وتُعد هذه المبادرة امتداداً لمشاريع سابقة نفّذها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين في المملكة المغربية حيث قامت مبادرة “كان ياما كان” في نوفمبر 2023 خلال مشاركتها في المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء بتوزيع 1000 كتاب على طلاب مدرسة “مولاي إسماعيل” في مدينة صفرو و هدفت زيارة هذه المدرسة إلى دعم الأطفال في المناطق البعيدة بكتب مختارة بعناية تخاطب عقولهم ومشاعرهم وتمنحهم فرصة للاستمتاع والتعلّم في آنٍ واحد.
ويحرص القائمون على مبادرة “كان ياما كان” على اختيار الكتب بعناية فائقة بحيث تكون ذات محتوىً غنياً ومتنوعاً من حيث الموضوعات والأساليب ومناسبة لعمر الطفل وثقافته وتضم المكتبات المتنقلة التي يتم توزيعها كتباً تراعي التنوع الثقافي وتوفر محتوىً يُعزز التفكير النقدي والانفتاح على الآخر دون التفريط بالهوية والخصوصية و تسهم في ذات الوقت في إثراء معلومات الطفل وتنمية خياله وفكره وتجعله أكثر إقبالاً واهتماماً على القراءة.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

أهالي غزة يجابهون الحرب بالموسيقى وسط الدمار والحصار

وسط دمار الحرب وقصف الطائرات، يُمسك أهالي غزة بالآلات الموسيقية ليعبروا عن صمودهم ورفضهم للاستسلام. في مخيمات النزوح وزحام المعاناة، تصبح الموسيقى لغة الأمل، حيث يعزف الأطفال والشباب النغمات بين الخيم، ليصنعوا من الألم جسرًا نحو الحياة. اعلان

وسط دمار الحرب وقصف الطائرات، تبقى الموسيقى صوتًا للأمل في قلب غزة. في مخيمات النازحين وزحام المعاناة، يُقاوم الفلسطينيون الألم بالعزف والغناء، حيث تتحول الآلات الموسيقية إلى سلاحٍ ناعم يزرع الفرح ويعيد للطفل براءته، ويذكّر الجميع بأن الحياة لا تزال تستحق العيش.

ساحة الجندي المجهول، القلب النابض لمدينة غزة التي فقدت صخبها وعاد إليها الوجع بصمت. هنا، حيث تحولت الساحة إلى مخيم مؤقت للنازحين، تجمع مئات العائلات تحت خيم ممزقة، وسط نقص حاد في أدنى مقومات الحياة، يعيش أحمد أبو عمشة، معلم الموسيقى، مع عائلته، بعد أكثر من 19 شهرًا من النزوح المستمر.

أبو عمشة ليس مجرد مدرس جيتار، بل هو رجل الرسالة، يحمل بين يديه آلة موسيقية بدل البندقية، ويرسم بالأوتار لوحة الأمل على خلفية الدمار. كان يسكن في بيت حانون، قبل أن تدمر الحرب كل شيء، وتطرده وزوجته وأطفاله من منزلهم. لكنه، وفي كل مرة اضطروا فيها للفرار، لم ينسَ أن يحمل الآلات الموسيقية معه. يقول: "إنها الشيء الوحيد الذي يمنحنا الأمل".

رحلة النزوح والبقاء

لم تكن حياة أبو عمشة سهلة منذ اندلاع الحرب. تعرضت عائلته للنزوح 12 مرة، قبل أن تستقر بهم الحال في مخيم ساحة الجندي المجهول. الطريق كان طويلًا ومليئًا بالمعاناة، لكنه ظل يحمل موسيقاه معه، كأنها جزء من نفسه.

وسط مشهد اليوميات الصعبة، من البحث عن المياه وتأمين لقمة العيش، يشق أبو عمشة طريقه عبر الزقاق الضيق في المخيم، ويحمل على كتفه زجاجات المياه، وعلى ذراعه جيتاره. وخلفه، يتبعه مجموعة من الأطفال الذين حولهم إلى طلاب، يتعلمون منه العزف، ويستعيدون من خلال الموسيقى شيئًا من براءتهم المفقودة.

Relatedاليونيسف: أكثر من 50 ألف طفل قُتلوا أو جُرحوا في غزة منذ 7 أكتوبر... والأهوال تتجاوز الوصفغزة: جوع وطوابير ولا حل في الأفق.. الآلاف يتجمعون أمام مركز جديد للمساعدات في رفحالجيش الإسرائيلي يقترب من السيطرة الكاملة على خان يونس وسط تصاعد وتيرة التصعيد في قطاع غزةطيور غزة

في إحدى محطات النزوح، في منطقة الماويسي بمدينة خانيونس، ولدت فكرة جديدة. شعر أبو عمشة أن الموسيقى يمكن أن تكون جسرًا يعبر به الأطفال فوق مأساتهم، فأسس مجموعة موسيقية أسماها "غناء طيور غزة" (GBS)، وتضم الأطفال المشردين الذين تميزوا بموهبتهم في الغناء والعزف.

قدمت المجموعة عدة عروض في مخيمات النازحين، واستقبلتها وسائل التواصل الاجتماعي باهتمام واسع، كصوتٍ يتعالى من تحت الركام، ليذكّر العالم بأن الإنسان الفلسطيني لا يموت، وأن الفرح يمكن أن ينبض حتى في أشد الظروف قسوة.

مولع، نجل أحمد، يبلغ من العمر 14 عامًا، وهو أحد أعضاء المجموعة. يعزف على آلة الناي، ويقول بكل ثقة رغم ما مرّ به: "لقد تم نزحنا أكثر من 11 مرة، وكنت دائمًا أحمل نايي معي. إنه الشيء الوحيد الذي يساعدني على نسيان صوت القصف". ويضيف أنه من الصعب العثور على مكان هادئ للعزف وسط الضوضاء، ولكنهم يحاولون التدرب داخل خيمة خاصة، بعيدًا عن ضجيج الألم.

أما الطفلة يارا، ذات العشر سنوات، فتتعلم العزف على الكمان. تعبر عن خوفها من كل عملية نزوح جديدة، لكنها تؤكد: "كلما شعرت بالخوف، ألتجئ إلى الموسيقى. فالموسيقى تجعلني أشعر بالأمان."

عزف الأمل تحت الخيم

داخل المخيم، تتجمع المجموعة يوميًا، وتبدأ الحكاية من جديد. الأطفال والشباب يعزفون مختلف الآلات الموسيقية تحت خيم ممزقة، في منظر قد يبدو غريبًا لمن لا يعرف المعنى الحقيقي للحياة. لكن هنا، في قلب غزة المنكوبة، أصبحت الموسيقى لغة جديدة، تتحدث بها الجيل الجديد عن الأمل، وعن الوطن، وعن الرغبة في العيش.

ويصر أحمد أبو عمشة، وهو ينظر إلى طلابه، على مواصلة رسالته الإنسانية. يقول بهدوء، بينما يعلو صوت العود في الخلفية: "نغني من أجل السلام، نغني من أجل الحياة، نغني من أجل قطاع غزة".

وفي ظل نقص الغذاء والماء والكهرباء، يبقى هذا المعلم يزرع الأمل، ليس بالكلمات فقط، بل بالأوتار، وبكل نغمة تُعزف في وجه القصف، وترتفع فوق دمار الأرض لتلامس سماء الإرادة والإنسان.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • العثور على جثة الطفل “فيصل” في نهر بطرابزون
  • “الطفولة والأمومة” يتدخل لإنقاذ الطفلة المعتدى عليها بالمهندسين
  • “ويبقى الأمل”.. فيلم وثائقي عالمي يبرز إنسانية الإمارات في غزة
  • الطفولة والأمومة يتدخل لإنقاذ طفلة واقعة فيديو المهندسين
  • «الطفولة والأمومة» يتدخل لحماية طفلة المهندسين ضحية عنف والدها
  • شرطة دبي تحمي قيم الأسرة بـ «أبي قدوتي»
  • أهالي غزة يجابهون الحرب بالموسيقى وسط الدمار والحصار
  • انطلاق مبادرة “رافد الحرمين” للارتقاء بخدمة ضيوف الرحمن
  • العثور على جثة الطفل السعودي “فيصل” في طرابزون التركية
  • تطبيق مبادرة “العلامة التغذوية” خلال الربع الرابع من 2025