«كنز الجد حمدان».. كتاب يؤكد تشكيل الوعي بالهوية
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
هزاع أبوالريش (أبوظبي)
أخبار ذات صلةنُظمت ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، في جناح وزارة الثقافة، جلسة قراءة حول كتاب «كنز الجد حمدان»، للكاتبة الشيخة روضة بنت نهيان بن زايد آل نهيان، عضو البرلمان الإماراتي للطفل في المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، «سفيرة القراءة للعام 2025»، حيث تحوّل النقاش إلى رحلة وجدانية عبر الزمن، حملت الحضور إلى سيرة وملامح حياة الأجداد، بما فيها من صبر وكرامة وبساطة ومعانٍ خالدة تستعيد عبق التاريخ بماضيه الأصيل، في أجواء ثقافية ملهمة وحافلة بمعاني الاعتزاز بالتراث والارتباط بالجذور الإماراتية الأصيلة.
تأتي هذه الجلسة في إطار الاحتفالات بيوم الطفل الإماراتي، التي انطلقت على مستوى الدولة يوم 15 مارس الماضي، وستتواصل على مدار العام تحت عنوان «الحق في الهوية والثقافة الوطنية»، وذلك بتوجيهات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.
وجاء الكتاب كوثيقة وطنية وثقافية، لم يكتفِ بتدوين الذاكرة، بل بعث فيها الحياة من خلال سرد قصصي مؤثر، يحمل في طياته عبق الماضي ومدى تألق الحكايات التي تشكّلت منها هوية الوطن.
وقالت الشيخة روضة بنت نهيان بن زايد آل نهيان، لـ «الاتحاد»:«لقد كتبت هذا الكتاب بقلبي قبل قلمي، وأردت أن يسمع أحفاد الغد صوت أجداد الأمس، ليدركوا أن الهوية ليست شعاراً، بل قصة كفاح وصبر وتراحم لا تموت».
كما تطرّقت المناقشات خلال جلسة القراءة إلى أهمية استلهام القيم التي عاشها الأجداد في زمن القسوة ومواجهة الصعوبات، حيث كانت الحياة مدرسة في الصبر، وكان التعاون فطرة والعطاء عادة لا يُنتظر مقابلها.
حمل الكتاب عمقاً إنسانياً يلامس وجدان القارئ، حيث إن الجد حمدان في القصة كما وصفته الكاتبة، لم يكن مجرد شخصية عائلية، بل كان رمزاً لوطن بأكمله، وشخصية تحمل كل ملامح البساطة والكرم والحكمة وتعكس الإرادة الصلبة، ويمثل إضافة نوعية في مسيرة الأدب التراثي الإماراتي، ويقدّم نموذجاً حياً لربط الأجيال الجديدة بتاريخهم عبر أسلوب مشوّق وصادق، كما أن الكتاب رسالة محبة ووفاء للوطن وللأجداد وتاريخهم الحافل بالعطاء والتضحيات.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: معرض أبوظبي الدولي للكتاب أبوظبي الإمارات معرض أبوظبي للكتاب وزارة الثقافة
إقرأ أيضاً:
هل يطالع الرئيس كامل إدريس كتاب تحفة الوزراء؟
في الأخبار أن الوزير الأمريكي إيلون ماسك ترك منصبه بعد أشهر قليلة من تقلده وزارة سميت بوزارة كفاءة الحكومة. ويبدو أن ماسك لم يكن الرجل المناسب في المكان المناسب.
اختيار الوزير من أصعب المهمات. وكما جاء في كتاب تحفة الوزراء للثعالبي فإن “الوزارة أبعد الأمور عن أن تحتمل غير أهلها، ولا يسوغ لكل أحد الطمع فيها… فأي أمر الرؤساء أعظم من صلاح الوزراء، وأي رئيس أسوأ لنفسه نظرًا من امرئ جعل بهذه المنزلة من لا يستحقها”.
ولنا العبرة وأي عبرة في الحوادث الجسام في بلادنا هذه عندما تقدم للمسؤولية من أساء استخدام المنصب، ومثلما يقول الثعالبي: “فكم من دماء أريقت، وبلاد خُربت ومحارم انتهكت، وسبب ذلك سوء اختيار الوزراء والمستشارين”، وأزيد من عندي: ” سوء اختيار نوّاب الرئيس”!
لكن أليس الثعالبي وكتابه مما عفَّى عليهما الزمن؟ نحن في عصر المؤسسية والذكاء الاصطناعي، ثم تأتي لتحدثنا عن الثعالبي وكتابه المنشور قبل ألف سنة!
والحقيقة أن أول ما خطر بالذهن عندما سمعت باستقالة ماسك من الحكومة الأمريكية؛ عنوانُ هذا الكتاب الذي كان تحقيقه أول الأمر في جامعة أمريكية وعلى يد محققة أمريكية.
يستشهد الثعالبي بما أخرجه أبو داود من حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله بالأمير خيرًا جعل له وزير صدق، إن نسي ذكَّره وإن ذكر أعانه، وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء إن نسي لم يذكَّره وإن ذكره لم يُعِنه”.
ومن أهم صفات الوزير الصالح أن يكون شريفًا، ولا يؤهل لها الوضيع المجهول، كما فعل غير واحد من الملوك، ومنهم عز الدين بختيار أحد السلاطين البويهيين استوزر صاحب مطبخه أبا طاهر محمد بن بقية، وتعجب الناس من وزارته، وقال قائلهم: من الغضارة (القصعة) إلى الوزارة.
ويستطرد الكتاب في شرح ذلك بالقول: أن يكون وزير الملك يجمع بين الأصل والفضل والقول الفصل، والأدب الجزل، والرأي الثاقب والتدبير الصائب…
ولعل الكلام عن الشرف والفضل ليس مقصودًا به التمييز والتفرقة العنصرية بلغة عصرنا، وإنما القصد منه كما نقول: “الزول عينُه مليانة”، و”عنده ضهر”، أي عزوة في أهله وقومه، أو كما قال الشيخ العبيد ود بدر: “الما عندو ضهر وما بحمل السهر ووشو ما فيهو قهر هو اليجز ومرتو التهز”.
وعلى ذكر “ما بحمل السهر”، فإن الرئيس والوزير في بلدنا خاصة لا بد أن يكون صحيح الجسد، قوي البنية.
ويُنسب إلى الرئيس جعفر نميري رحمه الله قوله: إن رئيس السودان يجب أن يكون ذا لياقة عالية، لأنه سيصافح الشعب السوداني كله! وسمعت من الوزير مصطفى عثمان أن وزير الخارجية الأمريكي كولن بأول عندما نزل من طائرته في دارفور وجد صفًا طويلا من المستقبلين ينتظره، فاعتذر عن عدم تمكنه من مصافحة كل هؤلاء، وأخبره الوزير السوداني أن هذا شيء غير مستحسن في أعراف السودانيين، فوعد بأن يعوِّض ما فات عندما يغادر فيسلم على المصطفين لوداعه!
وصحيح الجسد وقوي البنية؛ هو من عناه الثعالبي في كتابه فقال: هو من لم يوهنه ضعف الهرم، ولم يغيره حادث السقم… ويُروي عن أكثم بن صيفي حكيم العرب، عندما اجتمعت عليه بنو تميم في حرب يوم الكُلاب فقالوا: أشر علينا بالصواب، فإنك شيخنا، وموضع الرأي منا، فقال لهم: إن الكبر قد شاع في جميع بدني وإنما قلبي بصحة مني، وليس معي من حدة الذهن ما أبتدي به الرأي، ولكنكم تقولون فأستمع لأني أعرف الصواب إذا مرَّ بي.
وأوشك في خاتمة مقالي هذا أن أفعل مثل ما يفعل أصحاب (اللايفات) في وسائل التواصل الاجتماعي فأستحث من يطلع عليه بـ “الشير”، حتى تصل الرسالة إلى الرئيس البرهان ورئيس الوزراء كامل إدريس، وإني أظن أنها ربما وصلت إلى ترامب نفسه! ومن قبل فاجأتني رسالة من وزارة الخارجية الأمريكية تردّ على شيء سطرناه في هذه الأسافير، وسبحان الله القائل: “ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد”.
دكتور عثمان أبو زيد
إنضم لقناة النيلين على واتساب