فرنسا – أعربت لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب عن قلقها إزاء التقارير العديدة التي تتحدث عن الاستخدام المفرط للقوة من جانب الشرطة في فرنسا.

وأصدرت لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة اليوم نتائجها بشأن فرنسا، حيث تتضمن النتائج أهم مخاوف اللجنة وتوصياتها بشأن تنفيذ اتفاقية “مناهضة التعذيب”.

وأوضحت لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب في بيان: “أعربت اللجنة عن قلقها العميق إزاء التقارير العديدة التي تتحدث عن الاستخدام المفرط للقوة، بما في ذلك القوة المميتة، وسوء المعاملة من جانب مسؤولي إنفاذ القانون، وخاصة أثناء عمليات التفتيش على جانب الطريق، والاحتجاز، والإخلاء القسري، والمظاهرات”.

وأشارت اللجنة إلى أن “هذه الانتهاكات تؤثر بشكل غير متناسب على الأقليات، وخاصة الأشخاص من أصل إفريقي، أو من أصل عربي أو من الديانة الإسلامية، والشعوب الأصلية”.

وأضاف البيان: “اللجنة تعرب عن قلقها إزاء استمرار اكتظاظ السجون وسوء الظروف المادية في العديد من مرافق الاحتجاز، لا سيما في أقاليم ما وراء البحار، كما تعرب عن قلقها إزاء العنف المستمر بين المحتجزين والتقارير عن سوء المعاملة من جانب موظفي السجون”. فيما أوصت اللجنة “فرنسا بمواصلة جهودها لتحسين ظروف الاحتجاز والحد من الاكتظاظ في السجون وغيرها من أماكن الاحتجاز، بما في ذلك إنشاء آلية ملزمة لتنظيم السجون واللجوء إلى تدابير غير احتجازية وتعديل العقوبات”.

كما أكد البيان أن “اللجنة حثت فرنسا على ضمان إجراء تحقيق سريع ونزيه من قبل هيئة مستقلة، وتقديم المسؤولين إلى العدالة، وتوفير التعويض المناسب للضحايا وأسرهم”.

وشهدت العاصمة الفرنسية باريس يوم أمس عمليات توقيف واعتقال من طرف قوات الأمن الفرنسية لعدد من المشتبه بهم خلال تظاهرة الأول من مايو (عيد العمال العالمي).

 

المصدر: “نوفوستي”

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: عن قلقها

إقرأ أيضاً:

الوجوه المتعددة للبذاءة (2)

د. ناهد محمد الحسن

لم تولد البذاءة ثورية، ولم تُخلق لتكون شعارًا سياسيًا أو صوتًا للجماهير. لكن عندما تشتدّ الأزمات، يعاد ترتيب وظائف الأشياء، وتجد الكلمات المنفية إلى حواف اللغة طريقها فجأة إلى مركز الساحة. ولكي نفهم البذاءة في سياق المقاومة، لا بد أن نستدعي أعمق نقد وُجه للّغة. وهو النقد الذي قدمه ماركس، وإنجلز، وتروتسكي لما يسمّى بالأخلاق البرجوازية. فالأدب الاجتماعي يخبرنا أن “التهذيب” لم يكن يومًا قيمة محايدة. كأن طبقة كاملة من القواعد صُمِّمت لتقول من يحق له الكلام، وكيف يجب أن يتكلم، وعلى أي نبرة، وضمن أي حدود. بهذه القواعد، تُحكم المجتمعات دون شرطة، ويُربّى الناس على احترام كلمات معينة وتجنّب أخرى،

لا بدافع الأخلاق… بل بدافع السلطة. “فالطبقة التي تملك الامتيازات تملك أيضًا حق تعريف “اللغة المهذّبة”، ومن يخرج عن لغتها، يخرج عن طاعتها. هنا تمامًا يظهر معنى استخدام البذاءة كسلاح مقاومة. إنها ليست رغبة في “التدنّي”، بل رغبة في نزع قدسية اللغة التي حصرت الحقيقة في يد الأقوياء. ولهذا قال تروتسكي  رأيًا جوهريًا:

إن البذاءة حين تخرج من أفواه المقهورين لا تشرح يأسهم، بل تشرح وعيهم بما فُرض عليهم.

يرى عالم الإجتماع إرفنغ غوفمان أن المجتمع يشبه مسرحًا كبيرًا. في واجهته الأمامية الناس مؤدّبون، منمقون، خاضعون للسياق. بينما يقبع في واجهته الخلفية الغضب، السخط، الخوف، التناقضات. السلطة تريد من الناس أن يظلّوا على الواجهة الأمامية دائمًا. أن يبتلعوا الظلم بهدوء. أن يتحدثوا بلغة مهذّبة حتى وهم يُعذبون. لكن الثورات لا تقوم على المسرح الأمامي.

الثورات تبدأ حين يقتحم الناس الواجهة بالكلمات التي كانت محصورة في الخلفية. وهنا يتضح دور البذاءة. فالبذاءة هي اللحظة التي يسقط فيها الستار. ويظهر الواقع كما هو دون تجميل. وتفسد اللعبة الاجتماعية. لهذا تخشاها السلطة…لأنها تكسر وجودها الرمزي قبل وجودها العسكري. تحوّل الزعيم إلى رجل، والشرطة إلى أفراد، والدولة إلى جهاز قابِل للنقد.

 

في السودان، لم يكن شعار “تسقط بس” بذاءة، لكنه كان كسرًا للنبرة الرسمية. أما البذاءات التي لحقت به في الشوارع فكانت…تمرّدًا على اللغة التي طالبت الناس بالانحناء قبل التفكير.

تُظهر التجارب النفسية أن الخوف يُفقد الإنسان قدرته على الكلام المنظّم. البذاءة تظهر عندما يبدأ الحاجز العصبي بين الخوف والصوت في التهشّم. في الأنظمة السلطوية، يُربّى الناس على الصمت. يُعلَّمون أن الكلام مخاطرة. وأن الغضب يحتاج إذنًا. وأن الاعتراض يجب أن يكون “محترمًا” لكي يُسمع. لكن الانفجار الأول للحرية ليس هتافًا مهذّبًا. إنه كلمة حادّة، بسيطة، محرّمة، تنجح في اختراق الصمت لأن الجهاز العصبي نفسه يدفع بها إلى الخارج.

وهذا يفسّر شيئًا مهمًا؛ ان الجماهير لا تختار البذاءة لأنها جريئة، بل لأنها الكلمة الوحيدة القادرة على حمل الانفعال عندما تضيق اللغة المهذّبة. البذاءة هنا ليست إساءةبل استعادة لسلطة الصوت.

حين تتراكم كل هذه الطبقات، اللغة، الطبقة، التمثيل الاجتماعي، علم النفس، يتحوّل معنى البذاءة. لتصبح دفاعًا عن الحق في الكلام. انحيازًا للحقيقة العارية على حساب التجميل. رفضًا للمقام اللغوي الذي تفرضه السلطة. نقطة التحوّل من الخوف إلى الجرأة.

تاريخيًا، استخدمت المجتمعات البذاءة حين ينهار العقد الاجتماعي، أو يتوحّش الاستبداد، أو تصبح اللغة الرسمية عقبة أمام قول الحقيقة. في تلك اللحظة، لا يعود للكلمة البذيئة معناها الأخلاقي، بل معناها السياسي: أن أستعيد حقي في اللغة لكي أستعيد حقي في العالم.

 

نواصل. عن البذاءة كأداة مقاومة

 

 

 

الوسومناهد محمد الحسن

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تختار الرئيس العراقي السابق برهم صالح مفوضاً سامياً لشؤون اللاجئين
  • الاتحاد الأوروبي: نشعر بالقلق الشديد إزاء الوضع الإنساني  في غزة
  • الأمم المتحدة قلقة إزاء إحالة موظفين أمميين إلى محكمة حوثية خاصة وتطالب بإطلاق سراحهم
  • “التعذيب الأقسى نوعا”.. هيئة الأسرى تحذر من “تجمد الأسرى” في سجون الاحتلال
  • ما أبرز التقارير الصادرة بشأن الأوضاع في دارفور والفاشر؟
  • "مهرجان صحار" يعد الجمهور بفعاليات استثنائية ونقلة نوعية في الأنشطة
  • الوجوه المتعددة للبذاءة (2)
  • استشهاد أسير من بيت لحم في سجون الاحتلال وتصاعد جرائم التعذيب
  • استشهاد أسير في سجون الاحتلال من بيت لحم وتصاعد جرائم التعذيب
  • إخلاء سبيل الصحافي مهدي غزار بعد توقيفه من قِبل الشرطة الفرنسية