رسالة معتقل مصري تفتح جراح ومعاناة مئات الآلاف داخل المعتقلات
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
يعاني مئات الآلاف من المصريين من نتائج الحملات الأمنية والاعتقال التعسفي والأحكام القضائية القاسية عبر محاكمات مسيسة طالت أكثر من 100 ألف مصري، منذ الانقلاب العسكري منتصف عام 2013.
والشهر الماضي، دخل معتقلون سياسيون في سجن "بدر3" سيء السمعة في إضراب، للمطالبة بفتح الزيارة لكثير من المعتقلين الممنوعين منها، والسماح للمعتقلين المقرر لهم زيارات لا تتعدى 5 دقائق من خلف حاجز زجاجي بلمس أطفالهم والسلام عليهم واحتضانهم.
"حسام وكامليا"
وفي رسالة مؤثرة، من المعتقل المصري حسام أبو البخاري، إلى ابنته كامليا، بمناسبة عيد ميلادها الـ15، الذي حل الخميس، مطلع أيار/ مايو الجاري، كشفت عن أنه لم يعش معها إلا 3 سنوات فقط من عمرها حيث قضى نحو 12 عاما (2013- 2025) في محبسه على ذمة قضايا سياسية.
وكتب يقول: "حبيبتي كامليا، بنتي الغالية وروحي من جوة: كلما أتذكر يوم 1 مايو 2011، يوم خروجك لدنيانا بالسلامة، أتذكر إزاي كنت هطير من الفرحة بكِ".
وأضاف: "الحقيقة يا كامي إن علاقتي بالكون تغيرت بعد ما شرفتيه بوجودك، العالم من حولي تبدَّل"، متابعا: "ونشأت علاقة فريدة من وقتها بين حضرتك وحضرتي.. وحسيت إن علاقاتي بكل من حولي سيكون لها وضع آخر".
"سبيع وسيرين"
وفي ذات السياق، تداول صحفيون على نطاق واسع صورة لنقيب الصحفيين المصريين خالد البلشي، يحتضن الطفلة سيرين أحمد سبيع نجلة الصحفي المصري المعتقل، خلال إفطار نقابة الصحفيين رمضان الماضي.
حينها كتبت زوجة سبيع، إيمان محروس، عن معاناتها وأبنائها في زيارة زوجها الذي يقضي عامه العاشر ومؤخرا تم نقله لسجن بدر 3، ملمحة إلى منعها من الزيارة بحجة أن ابنها يرتدي شورت حتى الركبة، وأنها تواصلت مع نقيب الصحفيين لحل الأزمة، لافتة إلى أنه تم منعها وأولادها من زيارة زوجها من قبل أكتر من 3 سنوات.
وفي تدوينة ثانية لزوجة سبيع، كشفت عن معاناة ابنتها الصغرى "سيرين" من التشتت مع غياب والدها، وأن طفلتها طوال الوقت تحكي عنه لأقرانها، ملمحة إلى أنها عند قراءة درس باللغة العربية رأت صورة لأسرة مكتملة بالأب، فعبرت الصغيرة عن رغبتها في عائلة مثل تلك الصورة وأن يكون والدها معها.
وأوضحت أن "سيرين"، كان عمرها عامين عند اعتقال زوجها الذي لا يصدق أنها كبرت ولا يصدق أحدث صورها ويؤكد أن صورتها التي لا تفارق ذاكرته وهي تمسك به عند لحظة القبض عليه.
وقالت إن زوجها طلب أكثر من مرة من إدارة السجن أن يحتضن "سيرين"، ليشعر بها وتحس به، لكن طلبه قوبل بالرفض، موضحة أن معتقلي سجن بدر3 متمسكون بالاضراب لتحقيق مطلبهم بالسلام على ذويهم.
وتساءلت محروس، ألا يكفي ما طال نفسية "سيرين" وأخواتها من تحطيم؟، ألا يكفي أن أجمل سنوات عمرهم عاشوها محرومون من حضن أبيهم؟.
"جعفر وآمنة"
وفي حديثه لـ"عربي21"، كشف مدير حملة "حقهم" لحقوق الإنسان الإعلامي مسعد البربري، أن "هناك حالات كثيرة يعاني أبناء المعتقلين فيها من حرمانهم من رؤية آبائهم المعتقلين لسنوات وصلت 12 عاما ويزيد".
ولفت إلى حالة المعتقل جعفر الزعفراني، نجل الدكتور إبراهيم الزعفراني، وابنته آمنة، مؤكدا أنها "حالة مأساوية جدا، حيث كتبت زوجته كثيرا عن وضع آمنة التي تركها جعفر بعمر العامين، ولاقت رسالتها لأبيها ورسالة أبيها لها تفاعلا واسعا بين داعمي ملف المعتقلين".
ونشرت والدة آمنة، صورة لخطاب كتبته هي في بدايات المرحلة الابتدائية حيث قالت: "بابا حبيبي، عامل إيه، انت وحشتني قوي قوي قوي، بحبك قوي يابابا، ويارب ترجع البيت قريب".
جعفر (35 عاما) أحد شباب ثورة يناير 2011، ومعتقل منذ العام 2014، ومحكوم بالمؤبد منذ 2017، وفي رسالة مؤثرة له قال: "أمي، زوجتي، أختي، وابنتي آمنة، لا أتصور زيارة دونهم، لم يتخلفن عن واحدة بما تحمله الزيارة من عنت ونصب، بل إني أشعر أن حياتهن متوقفة لغيابي، عبر نظراتهن أول الزيارة وآخرها أشعر أن حياتهن تسحب منهن".
"ممنوع من اللمس"
وفي السياق، أضاف البربري، بعدا آخر لتلك القضية، مشيرا إلى معاناة أهالي المعتقلين وأبنائهم خلال زيارة ذويهم في سجن "بدر3"، موضحا أن "المعتقلين دخلوا هناك في إضراب للمطالبة فقط بتمكينهم من السلام على أطفالهم بعد انتهاء مكالمة الدقائق الخمسة بينهم في الكبينة الزجاجية خلال الزيارة".
وعاد بذاكرته للوراء، حينما جرى اعتقاله عام 2014، مبينا أن "معتقلي سجن العقرب قاموا بنفس الإضراب سابقا حتى نتمكن بعد انتهاء مكالة الـ5 دقائق من السلام على أطفالنا واحتضانهم داخل ممر موجود بين كل كبينتين".
وأشار إلى "موقف شخصي لأسرته في سجن العقرب يكشف عن حجم المعاناة النفسية التي يصنعها أمن السجون بأفكار شيطانية"، وفق قوله.
وبين أنه "تم السماح لبناتي بالمرحلة الإعدادية والابتدائية والحضانة بالسلام علي، وتم منع ابنتي الكبرى طالبة المرحلة الثانوية، والتي اعترضت وحدث مشكلة كبيرة نتيجة أزمة صنعوها لمضايقتي وأطفالي".
ويوضح أن "الوضع القائم في سجن بدر3، ومن قبله العقرب، مؤلم حيث يجري منع الأطفال في الزيارة من لمس آبائهم، فبعد حرمان سنوات طويلة جدا من زيارة كانوا يحلمون بها وعندما تمكنوا منها، اكتشفوا أن هناك أزمة ثانية في انتظارهم، وهي منعهم من احتضان آبائهم المعتقلين وتقبيلهم، وهذا موضوع قاسي على أي طفل"، لافتا إلى أن "باقي السجون بها زيارات عادية".
"عودة وعارف"
وتحدث الحقوقي والإعلامي المصري، عن نماذج عديدة لأبناء معتقلين يعانون مع حرمانهم من زيارة آبائهم لأكثر من 12 عاما، وخاصة المصنفون كقيادات بجماعة الإخوان المسلمين المحرومون من الزيارة منذ اعتقالهم عامي 2013، و2014.
وأشار لأسماء وزير التموين الأسبق باسم عودة، والمتحدث الإعلامي للجماعة أحمد عارف، مذكرا أنهما بعد حرمانهما من رؤية أبنائهما منذ اعتقالهما، طالب عودة خلال محاكمتهما في آيار/ مايو 2016، من المحكمة السماح له أن يهدى ابنته وردة، وتلمس عارفن لقاء أولاده، في مشهد إنساني قاسي، رصدته الكاميرات.
وأوضح البربري، أن "هناك معتقلون آخرون مثلهم ممنوعون من الزيارة لنحو 12 عاما، لم يروا أبناءهم من الأساس ولا يعلموا عنهم شيئا وعن حياتهم ووضعهم وتعليمهم ومستقبلهم، مثل أيمن هدهود، وجهاد الحداد، وكلهم لديهم أبناء تركوهم صغارا عند الاعتقال وكبروا بمقدار 12 عاما دون أن يروهم".
"حمزة وياسين"
ولفت أيضا، إلى حالة الصحفي محمد سعيد فهمي، المعتقل منذ حزيران/ يونيو 2018، وحرمانه من نجليه حمزة وياسين، موضحا أن "الأخير ولد بعد سجن أبيه، ولم يعيش مع والده خارج المعتقل".
وكانت زوجة سعيد، أسماء محمود، قد كتبت عن معاناة نجليها مع حرمانهما من والدهما، قائلة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أن حمزة كان لديه 3 سنوات ونصف عند اعتقال محمد، وأنه في الصف الخامس الابتدائي الآن، موضحة أن "ياسين اتولد ومحمد محبوس، والآن دخل المدرسة".
"بسمة وسلمى"
وفي السياق، يعاني أبناء المعتقلات السياسيات من أزمات نفسية خطيرة، فيما كشفت منظمات حقوقية مصرية عن أزمة الطفلين سلمى ويوسف نجلي المعتقلة بسمة رفعت –محكومة بـ15 عاما-، حيث جرى اعتقال الأب ياسر عرفات –محكوم بالمؤبد-، ثم الأم بعده بأيام.
ويظل في الذاكرة، ما نقله حقوقيون على لسان سلمى، بإحدى الزيارات: "أنا تعبت ماما في سجن وبابا في سجن بعيد .. هو مينفعش يتجمعوا مع بعض في مكان واحد".
"واقع مر.. وأزمة زواج"
ويؤكد أحد قيادات الصف الثاني من جماعة الإخوان المسلمين أن "هناك أزمة كبيرة تطال بنات أغلب المعتقلين، حيث توجد حالة من الإعراض عن الزواج بكثيرات منهن، فيما اقتربت كثيرات من سن 30 عاما ولم يتقدم أحد لخطبتهن، خوفا من أن يطالهم التصنيف بالانتماء للجماعة".
ويلفت في حديثه إلى "عربي21"، أن "أسر المعتقلين تقبل بأي متقدم حتى لو كان وضعه التعليمي والمالي أقل من مكانة الفتيات وتعليمهن، متجاوزين الكثير من تعقيدات الزواج من حيث شروط المسكن والشبكة والمؤخر وتكاليف الزفاف".
وأشار إلى أن "أغلب بنات المعتقلين الذين يعرفهم متعلمات تعليم عالي ومتفوقات دراسيا في كليات بين الطب بتخصصاته والهندسة والعلوم واللغات والتربية وغيرها، ومشهود لهن بالخلق الرفيع ورغم ذلك ومع حرمانهن من آبائهن لأكثر من 12 عاما لا يجدون الدعم من الأقارب الذين انفض أغلبهم إلى حياتهم، وابتعدوا عن حياة أبناء المعتقلين وأزماتهم".
"جرائم ممنهجة"
وأكد أن "النظام المصري يقوم بجريمة ممنهجة بحق أبناء المعتقلين من الذكور والإناث"، موضحا أنه "يتسنزفهم ماليا بتغريب المعتقلين ما يزيد من تكاليف الزيارات وإرهاق الأهل والأبناء، وفقدانهم الأمل، وعدم التركيز في مستقبلهم التعليمي، وإهمال زواج البنات، وبناء مستقبل للأولاد، فهو أمر مقصود"، وفق قوله.
وأوضح أن "في أغلب الحالات هناك معتقل وابنه، أو معتقل وزوج ابنته، أو معتقل وأخيه، ما يزيد حجم الأزمة وتكاليفها داخل كل أسرة ويغلق كل الأبواب أمام أبناء المعتقلين في الدراسة والعمل والزواج والانخراط في المجتمع الذي ينأى بعيدا عنهم".
ولفت إلى "حالة أسرة معتقل وابنه تم غلق باب رزق الأسرة، بعد تجارة واسعة، لتعيش فقط الأسرة المكونة من أم وابنة وزوجة ابن وطفل بالمرحلة الابتدائية على معاش الأم فقط، بعد فقدان الأب المعتقل عمله كمعلم وعدم حصوله على معاشه الشهري".
وتحدث عن "حالة زوجة معتقل مصابة بمرض مناعي، تسبب قيام نجلتها برعايتها في تأخر زواجها"، مؤكدا أن "كثير من أسر المعتقلين يتصلون به لطلب عريس لبناتهم".
وأشار إلى "حالة أخرى لأسرة معتقلين اثنين، أب وابنه، يعاني الحفيدين من أمراض خطيرة ويحتاجان رعاية خاصة وأدوية وعلاج يتكلف كثيرا، ومع دخل مادي سابق مفقود دفعت الحاجة الجدة للعمل بالتجارة، وطالت العنوسة إحدى البنات".
وألمح إلى أن "بيت به شقيقين معتقلين يعاني نجل أحدهما من مرض ذهني، وبسبب غياب العائل وعدم وجود دخل مادي جرى إهمال حالة الطفل، لكنه في المقابل تمكن شقيقه من التفوق الدراسي حتى وصل إلى دراسة الطب".
وختم مؤكدا أن "أبناء المعتقلين محرومون أيضا من التقدم للوظائف الحكومية أو الوصول إلى العمل الإداري في الدولة، حيث مرت عشرات المسابقات بوزارتي التعليم والأوقاف والأزهر وغيرها، دون تعيين أحد حيث منعت التقارير الأمنية التقدم من الأساس إلى تلك المسابقات".
"أبناء داخل السجون"
ويشير المحامي المصري (ع. ف)، إلى جانب آخر من معاناة أبناء المعتقلين، موضحا أن "الكثير منهم تعرضوا للاعتقال كون آبائهم ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، أو أن آباءهم تعرضوا للاعتقال، بالرغم من أنهم ليس لهم أي نشاط سياسي أو انتماء حزبي أو دور مجتمعي".
ويلفت بحديثه لـ"عربي21"، إلى "اعتقال الطالب باسل، بعد اعتقال أبيه، حيث توعدته قوات الأمن لاعترضه على اعتقال والده الإمام بالأوقاف، لتعود القوات لاحقا وتحطم البيت كاملا وتسرق محتوياته وتعتقل الطالب الجامعي، وتحبسه، ورغم انتهاء محكوميته وصدور قرار بإخلاء سبيله، جرى تدويره بقضية جديدة، وضاعت آماله باستكمال دراسته والزواج".
ويذكر، حالة أخرى، "لنجل معتقل، منتمي للجماعة جرى اعتقال نجله بعد اعتقاله بفترة قصيرة ثم جرى إخلاء سبيله، بعدما تأكدوا أنه لا علاقة له بأي عمل سياسي، وأنه مدخن شره، لكنهم بعد أيام عاودوا مطاردته وعندما لم يجدوه حطموا محله التجاري وسرقته، وواصلوا مطاردته لعامين حتى القبض عليه".
ويوضح أن "بعض أبناء المعتقلين حاولوا الظهور بمظهر المؤيد للنظام بالانتماء لأحزاب (مستقبل وطن) و(حماة وطن) وغيرها، إلا أن الأمن الوطني واصل مطاردة بعضهم وقام باعتقالهم، تنكيلا بآبائهم المعتقلين، في حملات طالت حتى أزواج بعض بنات المعتقلين نكاية بهم"، وفق قوله.
ويلفت إلى أن "أسرة تنتمي إلى لجماعة الإخوان، وسقط منها شهيدا يوم مجزرة (رابعة العدوية)، لم يتركها الأمن الوطني، وقام باعتقال مهندس وطبيب ورجل أعمال، و3 من الأبناء بالدراسة الثانوية والجامعية، فيما تمكن أحدهم من الفرار للخارج".
وكشف عن واقعة، مثرة للجدل، موضحا أن "أحد أبناء المعتقلين منذ 2013، جرى اعتقاله من كمين مرور ليلي، بعدما قرأ الضابط بيانات البطاقة الشخصية وتأكد من صلة القرابة بين اسم الشاب وأبيه المعتقل، واعتقله دون أن يرتكب جريمة".
وفي أزمة أخرى، قال إنها "واجهت العديد من بنات المعتقلين"، أشار إلى "العديد من حالات الطلاق التي حضرها لبنات معتقلين، وتعرض إحداهن للضرب المبرح والامتهان والطرد وحرمانها من أولادها إثر اعتقال 2 من إخوتها، بقضية أثارت جدلا بإحدى القرى".
"انتقام ممنهج"
وفي ذلك السياق، يعاني أبناء كبار وقدامى المعتقلين باعتقالهم، وهروبهم خارج البلاد، وبينهم ما طال عائلة القيادي بجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد البلتاجي، باعتقال نجله أنس نهاية 2013، وفرار نجله الطبيب عمار ووالدته السيدة سناء عبدالجواد للخارج
وكتبت السيدة سناء سابقا إن "ما يحدث لأنس البلتاجي يعكس حرب الانتقام السياسي، التي تدور رحاها داخل السجون وأماكن الاحتجاز".
وضع أنس البلتاجي، يكاد يتطابق مع أزمات عائشة وسعد الشاطر، نجلي نائب المرشد العام خيرت الشاطر، والمحامي أسامة مرسي، نجل الرئيس الراحل محمد مرسي.
وفي آخر حالات الانتقام من أبناء المعتقلين، يلفت حقوقيون إلى اعتقال نجل الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح، من وحدة مرور بالقاهرة، 16 نيسان/ أبريل الماضي، أثناء تجديد رخصة سيارته.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية المصريين المعتقلين السجون مصر الإنقلاب السيسي السجون المعتقلين المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإخوان المسلمین أبناء المعتقلین جرى اعتقال موضحا أن إلى أن فی سجن
إقرأ أيضاً:
بعد وفاة الهويريني.. من هم أبرز المعتقلين الذين قضوا في السجون السعودية؟
توفي الداعية السعودي وليد الهويريني قبل أيام إثر معاناته من تدهور في حالته الصحية عقب شهور من الإفراج عنه في السعودية، بعد اعتقال دام نحو سبع سنوات.
وفتحت وفاة الهويريني الحديث مجددا عن حالات الانتهاكات داخل السجون السعودية، والتي تسببت بحسب منظمات حقوقية بعشرات الوفيات، منها ما هو معلن ومنها غير ذلك.
وتزايدت التحذيرات مؤخرا من أن السلطات السعودية تمارس عملية قتل ممنهج ضد عدد من الدعاة المعتقلين، وفي مقدمتهم الشيخ سلمان العودة الذي يقترب من إتمام عامه الثامن في السجون.
قادته تغريدة إلى السجن.. وأمله أن تطير العصافير غدًا! ????️ #سلمان_العودة.. جسدٌ قيده الظلم، وكلمة تنتظر شمس الحرية.. في حكاية لم تنتهِ بعد!
(مشاهد تخيلية مُولَّدة بالذكاء الاصطناعي، مستندة إلى أحداث واقعية)????
--
#عربي21 | #السعودية pic.twitter.com/EN8XiAIDv1 — عربي21 (@Arabi21News) May 1, 2025
وترصد "عربي21" أبرز حالات الوفاة لمعتقلين قضوا في السجون السعودية، أو بعد الإفراج عنهم بفترة وجيزة.
عبد الله الحامد
في 24 نيسان/ أبريل 2020، توفي الحقوقي البارز عبد الله الحامد بعد نحو سبع سنوات من اعتقاله، حيث كان يمضي حكما بالسجن 10 سنوات.
ونقل الحامد من سجن الحائر بالرياض إلى العناية المركزة في 9 نيسان/ أبريل 2020 بعد تعرضه لجلطة دماعية ودخوله في غيبوبة، إلا أنه ما لبث أن فارق الحياة بعد أيام.
موسى القرني
في تشرين الأول/ أكتوبر 2021، توفي الداعية موسى القرني في سجن المباحث السعودية، وذلك بعد 15 عاماً من اعتقاله.
وكان القرني قد اعتقل في شباط/ فبراير 2007 برفقة عدد من الأكاديميين والقضاة.
صالح الشيحي
في 19 تموز/ يوليو 2020، توفي الكاتب الصحفي صالح الشيحي، بعد شهرين فقط من الإفراج عنه، حيث خرج في حالة صحية سيئة، قيل حينها إنها مرتبطة بإصابته بفيروس "كورونا".
وكان الشيحي اعتقل في كانون الثاني/ يناير 2018، وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات يعقبها خمس سنوات منع من السفر، بسبب انتقادات وجهها للديوان الملكي
فهد القاضي
في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، تأكدت أنباء وفاة الداعية فهد القاضي، المحكوم بالسجن 6 سنوات، علما أنه اعتقل في 2016.
وكان القاضي معتقلاً على خلفية خطاب نصيحة سري وجهه للديوان الملكي.
صالح الضميري
في 3 آب/ أغسطس 2019، توفي الداعية المعتقل صالح الضميري في سجن الطرفية السياسي بمنطقة القصيم.
وذكرت منظمات حقوقية أن الضميري توفي جراء الإهمال الطبي، حيث كان يعاني من أمراض في القلب وكان قد وضع في العزل الانفرادي طيلة الفترة الماضية رغم معاناته.
أحمد العماري الزهراني
في كانون الثاني/ يناير 2019، أعلن عن وفاة الداعية أحمد العماري الزهراني، وهو أكاديمي سابق جامعة الملك سعود.
وتوفي العماري بعد نحو أسبوع من إطلاق سراحه في حالة موت دماغي، حيث نُقل إلى مجمع الملك عبد الله الطبي بجدة، علما أن وفاته جاءت بعد نحو 4 شهور فقط من اعتقاله.
مطلق بن نغيمش الدويش
في شباط/ فبراير 2022، توفي المعتقل مطلق بن نغيمش الدويش داخل السجن، بعد صراع طويل مع المرض، علما أنه اعتقل في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، على خلفية تغريدات احتج من خلالها على اعتقال شيخ قبيلة عتيبة، فيصل بن سلطان بن حميد لانتقاده "هيئة الترفيه".
عبد العزيز الزهراني
في 9 نيسان/ أبريل 2023، توفي الأكاديمي السعودي عبد العزيز الزهراني، أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود سابقاً، بعد معاناته من مرض السرطان.
وكان الزهراني قد اعتقل في أيلول/ سبتمبر 2017 في حملة اعتقالات طالت دعاة وأكاديميين عقب الأزمة مع قطر، وأفرجت عنه السلطات قبل وفاته بنحو عام.
قاسم القثردي
في 29 نيسان/ أبريل الماضي، توفي الأكاديمي والداعية السعودي قاسم القثردي في سجن المباحث بمدينة أبها جنوب المملكة، بحسب ما أعلنت منظمة "سند" الحقوقية.
القثردي، أستاذ متقاعد من جامعة الملك خالد ورئيس جمعية "تراتيل" لتحفيظ القرآن، اعتقل عام 2021 بتهمة حضوره سابقا لديوانية الشيخ المعتقل عوض القرني.
أحمد السطان
أعلن الحقوقي السعودي عبد الله العودة، في تشرين أول/ أكتوبر 2024 عن وفاة المواطن أحمد السلطان معتقل منذ نحو عام ونصف، داخل السجن، بعد تدهور حالته الصحية.
وذكر العودة، وهو نجل الداعية المعتقل سلمان العودة، أن المهندس أحمد السلطان توفي بعد عام ونصف من اعتقاله إثر "الإهمال الصحي" داخل السجن.
وقال العودة إن السلطان اعتقل بسبب تغريدات اعتبرتها السلطات مخالفة لتوجهات الحكومة السعودية.
حالات أخرى
خلال السنوات الماضية، كشفت منظمات حقوقية عن حالات وفيات أخرى لمعتقلين بسبب "الإهمال الطبي" أو التعذيب، وأبرزها بحسب ما نقلت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان:
مكي العريض: في 4 آذار/ مارس 2016، قُتل تحت التعذيب بعد يومين من اعتقاله، وظهرت آثار تعذيب بشعة على جسده، بحسب المنظمة.
محمد رضا الحساوي: توفي في كانون الثاني/ يناير 2017 بعد عامين من اعتقاله، وقالت المنظمة إنه ظهرت كدمات وآثار على جسده.
سلطان الدعيس: توفي في كانون الأول/ ديسمبر 2010 في سجن الطرفية، وأكد قبل وفاته تعرضه للتعذيب، وظهرت علامات واضحة على جسده بعد الوفاة، وفقا للمنظمة.
نزار آل محسن: توفي في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016 في مركز شرطة تاروت (شرق المملكة)، وادعت السلطات سكتة قلبية، لكن مصادر أشارت إلى نزيف داخلي وضرب على الرأس، على حد قول المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان.
جابر حبيب العقيلي: توفي في 12 كانون الثاني/ يناير 2017 بظروف غامضة بعد أسبوع من اعتقاله، وزعمت السلطات انتحاره لكن عائلته رفضت الرواية، وفقا للمنظمة.
علي النزغة: توفي في آذار/ مارس 2018 في سجن المباحث، بعد اعتقاله في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017. وقالت المنظمة إن ذويه منعوا من تصوير جثمانه لإخفاء آثار التعذيب.
حسين الربح: توفي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 في سجن المباحث العامة، وتعرض لتعذيب وحشي منذ اعتقاله في آب/ أغسطس 2017، وفقا للمنظمة ذاتها.
حبيب الشويخات: توفي في كانون الثاني/ يناير 2018 بعد معاناة مع السرطان واضطرابات قلبية وتدهور صحي بسبب الإهمال الطبي المتعمد، رغم مناشدة والده الديوان الملكي، بحسب ما قالت المنظمة.
أحمد الشايع: توفي في 8 آب/ أغسطس 2019 في سجن الطرفية، ويُعتقد بحسب المنظمة أنه تعرض لإهمال صحي متعمد وتعذيب جسدي ونفسي.
حنان الذبياني: في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2016، توفيت في سجن ذهبان بظروف غامضة، ولم يُسمح لذويها برؤية وجهها إلا عند الصلاة عليها، وأجبروا على التوقيع على إقرار بالوفاة الطبيعية، بحسب المنظمة.
حمد عبد الله الصالحي: توفي في آذار/ مارس 2018 في سجن الطرفية، بعد 13 عاماً من الاعتقال و7 أعوام في العزل الانفرادي، رغم تدهور حالته الصحية.
محمد باني الرويلي: توفي في 17 تموز/ يوليو 2018 داخل السجن العام بسكاكا، بعد اعتقاله تعسفياً بسبب اعتراضه لموكب أمير المنطقة، وفقا للمنظمة ذاتها
لطفي آل حبيب: توفي في آب/ أغسطس 2018 بعد 3 أيام من اعتقاله، وزعمت السلطات انتحاره، لكن عائلته شككت في ذلك ورفضت السلطات تسليم الجثمان دون توقيع إقرار الانتحار، بحسب ما قالت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان.
بشير المطلق: في 25 آب/ أغسطس 2018، توفي في سجن المباحث بالدمام، وادعت السلطات سكتة دماغية، لكن مصادر أكدت للمنظمة معاناته من آلام ومضاعفات التعذيب وحرمانه من الرعاية الصحية.
يشار إلى أن السعودية نفت مرارا وجود أي حالات انتهاكات في سجونها، وذلك من خلال بيانات لهيئة حقوق الإنسان الحكومية، وبيانات لجهات أخرى تمثل الرأي الرسمي للمملكة.
يذكر أن السعودية من الدول التي صادقت على اتفاقية مناهضة التعذيب عام 1997.