تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: ما حكم التهادي بين المسلمين وغيرهم والمجاملة بينهم؟

وأجابت الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال وقالت: إن الأصل في العلاقة بين المسلمين وغيرهم هو التعايش والتكامل والتعارف والتعاون، والإسلام هو دين السلام والرحمة والبر والصلة.

وأشارت الى ان الله تعالى أمر  بالإحسان إلى الخلق كافة، والتهادي بين الناس هو من أعظم مظاهر الإحسان والبر، ومن أكثر ما يُورث التآلف والصفاء، فهو مستحب على وجه العموم؛ لا فرق في ذلك بين مسلم وغير مسلم، بل هو في حق غير المسلم آكد استحبابًا وأشد مشروعية؛ من جهة أنه إحسان للإنسان، وأنه من السنة.

هل يجوز دفن المسلم في مقابر غير المسلمين؟ الإفتاء توضح الحكم الشرعيحكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم.. أمين الإفتاء يكشفما حكم الترحم على غير المسلم والدعاء له؟ .. أمين الفتوى يجيبحكم زواج المسلمة من غير المسلم.. الأزهر يحسم الأمر

ولفتت الى انه ثبت ذلك بالنصوص الشرعية من القرآن الكريم في التعامل بالبر والصلة، ورد التحية بالتحية، ومقابلة الهدية بالهدية، ومجازاة الإحسان بالإحسان، وفي السنة النبوية الشريفة من الأمر بمكافأة صاحب الهدية، وقبول النبي صلى الله عليه وآله وسلم الهدايا من غير المسلمين، وأمره بذلك، وإثابتهم عليها، واشتهر ذلك من فعل الصحابة رضي الله عنهم؛ حتى كانوا يقدِّمون حق غير المسلم في الجوار ويبدأون به.

وأضافت: ونص الفقهاء على عِظم حق غير المسلم، وأن ظلمه أشد جرمًا، ونص جماعة منهم على مشروعية رد السلام عليهم، فيُستَحبُّ التهادي وتُشرَع المجاملات الحسنة في الأعياد والأفراح والمناسبات بين المسلمين وغيرهم؛ لما في ذلك من إرساء روابط التآخي والتآلف، وبث روح الوطنية والتكاتف.

مساعدة غير المسلم

قال الشيخ محمد عبد السميع أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن مساعدة غير المسلم مستحبة في كل الأحوال، والنبي صلى الله عليه سلم كان يدعو للبر لغير المسلمين من أهل الكتاب وأهل الذمة.

واستشهد أمين الفتوى، خلال فيديو عبر القناة الرسمية لدار الإفتاء، بقوله تعالى "لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" .وأضاف: أن المساعدة التي تكون بالأموال شريطة أن تكون من الصدقات لأن الزكاة لها أحكام ، ويجوز إعطاء غير المسلم من الصدقة وبابها واسع .

هل يجوز رد السلام على غير المسلم

قال الشيخ أحمد المالكي، أحد علماء الأزهر الشريف، إن الإسلام الحنيف دلنا على تبادل تحية "السلام عليكم" كما فى قوله تعالى "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا".

وأضاف المالكي، فى لقائه على فضائية "أزهري"، أن البعض يحرم رد السلام على غير المسلمين، منوها بأن أَبِي سِنَانٍ قَالَ: "قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ : الْمَجُوسِيُّ يُولِينِي مِنْ نَفْسِهِ وَيُسَلِّمُ عَلَيَّ، أَفَأَرُدُّ عَلَيْهِ؟ فقَالَ سَعِيدٌ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ نَحْوٍ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: "لَوْ قَالَ لِي فِرْعَوْنُ خَيْرًا لَرَدَدْتُ عَلَيْهِ".

وأشار إلى أن تحية السلام مشروعة لكل الناس على وجه الأرض، ففيها وبها يبدأ التعايش بين الناس.

طباعة شارك الإفتاء حكم التهادي بين المسلمين وغيرهم مساعدة غير المسلم هل يجوز رد السلام على غير المسلم

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإفتاء على غیر المسلم غیر المسلمین رد السلام

إقرأ أيضاً:

حكم شراء الذهب المصوغ بالتقسيط.. أمين الإفتاء يوضح

قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إن بيع الذهب المصوغ – أي المشغول – يختلف حكمه عن بيع الذهب الخام أو غير المصوغ، مؤكدًا أن الفتوى الحالية في دار الإفتاء تجيز بيعه كأي سلعة أخرى، سواء بالتقسيط أو مع دفع فارق السعر عند الاستبدال.

وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الذهب بالذهب والفضة بالفضة... مثلًا بمثل، يدًا بيد، سواء بسواء"، وقد فهم بعض الفقهاء من هذا الحديث أن بيع الذهب لا يجوز إلا إذا كان متساويًا في الوزن، مع التسليم في نفس المجلس، بشرط أن يكون الذهب يُباع بذهب مثله، أي من نفس النوع.

الإفتاء: يجوز التكبير المطلق من أول أيام ذي الحجة وليس خاصا بالحجاجأعمال مستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة.. الإفتاء تكشف عنها60 نصيحة من دار الإفتاء لإغتنام العشر الاوائل من ذي الحجةالموافقة على إنشاء فرع متكامل لدار الإفتاء المصرية بالقليوبيةهل تصوير الشخص لنفسه أثناء أداء مناسك الحج حرام؟.. أمين الإفتاء يجيبما حكم رفض الرجل الإنفاق على علاج زوجته؟.. أمين الإفتاء يُجيب

وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، "إذا اختلف الجنس، كأن يُباع ذهب بفضة مثلًا، فيجوز التفاضل بشرط القبض في المجلس، أما في حال بيع الذهب المصوغ، فبعض أهل العلم اعتبروه سلعة، وليس نقدًا، لأنه دخلته الصناعة، وبالتالي لا تنطبق عليه أحكام الصرف".

حكم شراء الذهب المصوغ بالتقسيط

وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إلى أن هذا الرأي هو المعتمد حاليًا في دار الإفتاء المصرية، ويترتب عليه جواز شراء الذهب المصوغ بالتقسيط، أو بيعه نقدًا، أو حتى استبدال الذهب القديم بجديد مع دفع الفارق.

وتابع: "طالما أن الذهب دخلته الصناعة ولم يعد يُستخدم كنقد (دينار أو درهم)، فيعامل معاملة السلع، ويجوز شراؤه أو بيعه بأي وسيلة مباحة، وهذا ما عليه الفتوى المعتمدة حاليًا".

ما حكم بيع الذهب بالتقسيط؟

وكانت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، أجابت عن سؤال يقول سائله "أنا تاجر مجوهرات، وأبيع الذهب بالتقسيط، وسمعت أن هذه الطريقة محرمة، فما حكم الشرع في ذلك؟"، وذلك من خلال موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.

وقالت اللجنة في إجابتها: "الذهب من الأموال الربوية التي لا يجوز بيعها بجنسها نسيئة لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «لَا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلَا الْفِضَّةَ بِالْفِضَّةِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلَا تُفَضِّلُوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلَا تَبِيعُوا مِنْهَا غَائِبًا بِنَاجِزٍ».

وشددت اللجنة على أنه فلا يجوز بيع الذهب بجنسه بالتقسيط، بل لا بد من تسليم العوضين في مجلس العقد، هذا إذا كانت العملات التي يتم التعامل بها ذهبية كما كان الحال قديما، أما في واقعنا المعاصر فقد اختلف الحال وأصبح التعامل بالعملات الورقية، فهي جنس آخر غير جنس الذهب، فيجوز التفاضل والنَّساء عند اختلاف الجنس.

وتابعت: بالإضافة إلى أن بعض الفقهاء كمعاوية بن أبي سفيان، والحسن البصري، وإبراهيم النخعي، وبعض الحنابلة يرون أن الذهب المصوغ قد خرج بصياغته عن كونه ثمنا ووسيلة للتبادل، وانتفت عنه علة النقدية التي توجب فيه شرط التماثل، فصار كأيِّ سلعة من السلع التي يجوز بيعها نقدا أو نسيئة.

قال ابن قَيِّم الجوزية: "الحلية المباحة صارت بالصَّنعة المباحة من جنس الثياب والسلع، لا من جنس الأثمان، ولهذا لم تجب فيها الزكاة، فلا يجري الربا بينها وبين الأثمان، كما لا يجري بين الأثمان وبين سائر السلع، وإن كانت من غير جنسها، فإن هذه بالصِّناعة قد خرجت عن مقصود الأثمان وأُعدَّت للتجارة، فلا محذور في بيعها بجنسها".

وشددت على أن الذي عليه الفتوى هو جواز التعامل بالتقسيط في الذهب المصوغ بيعًا وشراءً، تحقيقًا لمصالح الناس، ورفعًا للحرج عنهم، خاصة ولأنه بدون تقسيط ثمن الذهب يقع كثير من الناس في حرج ومشقة وعنت وكلها مرفوعة عن الأمة بنصوص الكتاب والسنة.

طباعة شارك الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى دار الإفتاء الإفتاء بيع الذهب المصوغ الذهب شراء الذهب المصوغ بالتقسيط أمين الإفتاء

مقالات مشابهة

  • حكم ترك السعي في الحج وعدم صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم.. الإفتاء تجيب
  • حكم حلق الشعر وقص الأظافر لمن نوى الأضحية.. أمين الفتوى يجيب
  • إذا اجتمعت الأضحية والعقيقة فأيهما أولى بالتقديم؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز ترك المبيت بمزدلفة وما هو القدر الكافي للمكوث بها؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز إعطاء غير المسلم من لحوم الأضاحي؟.. دار الإفتاء: تؤلف القلوب
  • هل يجوز صلاة ركعتين تحية المسجد والإمام يخطب الجمعة؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز الإحرام للحج قبل الميقات؟.. الإفتاء تجيب
  • “حكماء المسلمين” يشارك في المؤتمر الدولي لمكافحة الإسلاموفوبيا
  • هل صام النبي العشر الأوائل من ذي الحجة؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم شراء الذهب المصوغ بالتقسيط.. أمين الإفتاء يوضح