أبوظبي (الاتحاد)
يشكل الجناح الثقافي محطة بارزة في فضاءات الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه معرض أبوظبي الدولي للكتاب، إذ يقدم رؤية متكاملة تعكس مشاريع وإنجازات قطاع الثقافة في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وتسهم في تعزيز الهوية الثقافية للإمارة من خلال عرض ثري للإرث المعنوي، ودعم إنتاج المعرفة، والانفتاح على الحوار الثقافي العالمي.


يتضمن الجناح مجموعة من الأقسام المتنوعة التي تسلط الضوء على جهود الدائرة في صون التراث غير المادي، من بينها ركن بيت الحرفيين، حيث تُمارس حرفة السدو «النسيج اليدوي» مباشرة أمام الزوار، بوصفها أحد العناصر الثقافية المدرجة على قائمة التراث غير المادي في «اليونسكو» منذ عام 2011.
كما ينظم تدريب متخصص للمعلمين للتعريف بالعناصر الـ34 القابلة للتسجيل في قائمة «اليونسكو»، إلى جانب عرض شامل للعناصر الإماراتية المسجلة مثل التغرودة، الصقارة، القهوة العربية، المجلس، والعيالة.
ويبرز الجناح اهتمام الدائرة بتطوير المتاحف والمواقع التاريخية، من بينها متحف اللوفر أبوظبي، ومتحف زايد الوطني، بالإضافة إلى إشرافها على مواقع تراثية مهمة، مثل قصر الحصن، وقلعة الجاهلي، ومتحف قصر العين.
ويعرض الجناح، للمرة الأولى أمام الجمهور، خمس مخطوطات نادرة بطريقة العرض التفاعلي «بلاتفورم»، وتشمل «شرح الشافية في علم الصرف»، و«تلخيص المفتاح في المعاني والبيان»، و«ديوان ابن حمزة»، و«مصحف» يعود إلى القرن الثاني عشر الهجري، ما يتيح للزوار فرصة فريدة للاطلاع على كنوز معرفية أصيلة من التراث العربي والإسلامي.
كما يلقي الجناح الضوء على شبكة مكتبات أبوظبي العامة، بوصفها مراكز مجتمعية شاملة توفر موارد أدبية وتعليمية متعددة، إلى جانب عرض مجموعة من إصدارات الدائرة الحديثة، منها كتاب «العصر الذهبي للحضارة العربية»، وكتاب «ليوا»، الذي يستعرض تاريخ ومعالم المنطقة.
أما مكتبة أبوظبي للأطفال، إحدى مبادرات المجمع الثقافي، فتقدم برامج تفاعلية ثرية موجهة للفئة العمرية من الطفولة المبكرة حتى 14 عاماً. وتعد المكتبة من بين الأكبر على مستوى المنطقة، كونها تضم أكثر من 60 ألف كتاب بلغات عدة، وتجمع بين خدمات الإعارة ومجموعة واسعة من البرامج القرائية والتكنولوجية، منها ورش الذكاء الاصطناعي، وكتابة القصص، والكوميكس، وبرامج نوادي القراءة.
في أجواء من الحماسة، يشهد الجناح يومياً عروضاً مسرحية لقصص مختارة، بالإضافة إلى ورش تطبيقية إبداعية، وفعاليات لتكريم الفائزين بمسابقات القراءة والكتابة، ما يجعل الجناح الثقافي تجربة متكاملة تمزج بين الأصالة والتجديد، وتُجسّد رؤية أبوظبي في جعل الثقافة نمط حياة ومجال إبداع دائم. 

أخبار ذات صلة «جائزة خليفة لنخيل التمر» تعرض سبعة إصدارات جديدة في «أبوظبي للكتاب» «من بيروت إلى العالم»..  نشر الأدب العربي منذ 1863

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الجناح الثقافي معرض أبوظبي الدولي للكتاب

إقرأ أيضاً:

حكومة كفاءات مستقلة.. سلاح ذو حدّين

حكومة كفاءات مستقلة.. سلاح ذو حدّين

محمد الحسن محمد نور

في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها السودان، وتحت الضغط الهائل الذي تمارسه أطراف متعددة على حكومة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، خرج رئيس مجلس السيادة بقرار تشكيل حكومة مدنية من كفاءات مستقلة، مستجيبًا بذلك لأهم مطلب ظلّت الأغلبية الصامتة تردده وتنتظره منذ اندلاع الأزمة.

استُقبل هذا القرار كما يُستقبل الضوء في آخر النفق، باعتباره بارقة أمل حقيقية في واقع مأزوم، بات فيه الأمل عملة نادرة.

تعاملنا معه، كما تعاملت معه قطاعات واسعة من الشعب، على أنه التحوّل الذي تأخر كثيرًا، لكنه قد يشكّل بداية مسار عقلاني يخرج البلاد من متاهة التيه والخراب.

ولأننا ندرك حجم التحديات التي تواجه الجميع، بمن فيهم الفريق البرهان نفسه، فقد تمسّكنا بالأمل، وعلّقنا عليه رجاءً صادقًا بأن يفي بالعهد، وألا يحيد عمّا أعلنه- “حكومة كفاءات مستقلة بكامل”، لا طوعًا ولا تحت أي ضغط.

ومع ذلك، نبقى في موقع من يراقب بعين مفتوحة، فالتجاذبات التي تحيط به معلومة، ومحاولات التراجع عن العهد – سواء كانت علنية أو مستترة – أمر متوقّع.

ولذا نقولها بوضوح: إن حكومة إدريس ستترنح، بل قد تسقط، إذا فُرضت عليها وزارات سيادية من خارج نطاق الكفاءات، أو تم تمرير قرارات تُقوّض استقلالها بأي شكل من الأشكال. وتقع على البرهان بشكل مباشر مسؤولية حماية خياره هذا، وعلى وجه التحديد، عليه معالجة الأمر مع حركات الكفاح المسلح المتحالفة معه واقناعها بإعلاء مصلحة الوطن، درءًا لأي خلافات قد تطيح بالمشروع.

لكننا الآن نترك كل هذا جانبًا، ونغض الطرف مؤقتًا عن تلك الاحتمالات، لنمضي قدماً في دعم التجربة، نقدًا وتقويمًا، إسنادًا وتثبيتًا، لأنها تمثّل الأمل الوحيد الذي لاح وسط هذه العتمة واليأس الكبير الذي يعيشه الشعب.

غير أن مفهوم “الكفاءات المستقلة” كما يُطرح الآن، يبدو مختزلًا وناقصًا، ويستدعي التوقّف عنده والنقاش حول جدواه. فالمعنى السائد حاليًا – حسب تصريحات رئيس الوزراء – يركّز فقط على اختيار الوزراء لشغل المناصب الدستورية حسب التخصص الأكاديمي، أي أن الوزير يجب أن يكون مؤهلًا علميًا في مجال وزارته، ولا شيء غير ذلك.

وهنا يظهر قصور الفكرة، حيث إن الذاكرة السودانية مليئة بالأسماء التي تقلّدت مناصب رفيعة تحت عباءة الكفاءة الأكاديمية، وربما الخبرة الإدارية أيضًا في بعض الأحيان، وكانت النتيجة كارثية. حيث تحولوا – من خلال تقديس تلك الألقاب العلمية – إلى رموز لا تُمسّ. وحين جلسوا على كراسيهم، لم يروا فيها مسؤولية، بل مغنمًا شخصيًا نالوه بمؤهلاتهم وجدارتهم لا يجرؤ أحد على منازعتهم فيه. والأمثلة كثيرة جدًا، ولا حاجة لنا في ذكرها.

وهذا مركب نقص، وانعكاس لعقلية مهزومة بفعل الاستلاب الفكري الغربي. فهي تستبطن – دون وعي – أن الألقاب هي الجدارة، وهي الكفاءة، بل هي جوهر القيادة. ولذلك صرنا نُفاخر بلقب “بروفيسور” أو “دكتور” يسبق اسم الوزير.

وعلى الرغم من وضوح فقر التجربة التي أكدت أن جميع  أولئك كانوا قد استبدوا برأيهم ولم يفكروا في الأداء الجماعي، إلا أن الظاهرة قد أصبحت إرثًا ضارًا يجب التخلص منه، واستبداله بهياكل جماعية فاعلة.

ولكي نتخلص من هذه الممارسة الضارة، علينا أن ننظر حولنا ونسأل: هل سمعتم عن رئيس أو وزير أمريكي أو بريطاني أو صيني يُشار إليه بذلك؟

هل سمعتم بـ”بروفيسور” جو بايدن، أو “دكتور” باراك أوباما، أو “الخبير الاستراتيجي” شي جين بينغ، أو “الدكتورة” مارغريت تاتشر؟

كلهم قادوا دولهم بأسماء مجردة من الزينة الأكاديمية، لأن ما يهم هناك هو الإنجاز، لا اللقب.

هذا الاستلاب الفكري، وهذه الهزيمة أمام الغرب، عمّقت فقدان الثقة بالذات، وأفرغت الفعل السياسي من مضمونه. وهكذا، استبدلنا القدرة بالألقاب، واستبدلنا الإنجازات بالشهادات، فخسرنا الاثنين.

لكننا لسنا بلا بدائل. ففي مواجهة هذا النهج، نجد أن الرؤية التي قدمها تجمع المستقلين في فبراير من هذا العام تمثّل أكثر الطروحات واقعية ونضجًا. فهي لا تكتفي بإعلان نوايا، بل تطرح آلية تنفيذ دقيقة، تجعل من الوزير منفّذا داخل منظومة صنع قرار جماعية، لا صاحب سلطة مطلقة.

هذه الرؤية تقترح أن تُتخذ القرارات داخل لجان متخصصة، تُشكّل وفق خطط مسبقة، وتشارك فيها قوى المجتمع كافة، ثم تُسلَّم للوزراء وأصحاب الاختصاص لإجازتها من قبل هياكل صنع القرار الحكومية لمباشرة التنفيذ فقط. وبذلك، تُبنى السلطة على التعاون لا على التفويض المطلق، وعلى التنظيم لا على الألقاب.

ولعلّ نجاح أي انتقال لا يكون عبر الحكومة وحدها، بل من خلال تحرّك النخب الفكرية، وتعبئة الشباب ولجان الأحياء، وتفعيل آليات الوعي الجماعي، لنبذ الكراهية، وترسيخ مفاهيم التنظيم الانضباط والعمل المؤسسي، بما يضمن توحيد الجبهة الداخلية، واستقرار الدولة وانتقالها من الفوضى إلى البناء.

إن حكومة الكفاءات المستقلة تبدو – للوهلة الأولى – حلًا أنيقًا، لكنها إن تُركت بلا إطار جماعي، ولا رقابة مجتمعية، ستتحوّل إلى سلاحٍ آخر من أسلحة الفوضى، مقنّع في قشرة الكفاءات.

رابط رؤية تجمع المستقلين للحل السياسي الشامل للأزمة السودانية (11 فبراير 2025):

رئيس تجمع المستقلين يعلن الرؤية الشاملة للحل السياسي الشامل للأزمة السودانية.

 

الوسومالسودان الكفاءات المستقلة باراك أوباما تجمع المستقلين جو بايدن شي جين بينغ عبد الفتاح البرهان كامل إدريس مجلس السيادة محمد الحسن محمد نور

مقالات مشابهة

  • حكومة كفاءات مستقلة.. سلاح ذو حدّين
  • المديرة العامة لليونسكو خلال لقائها وزير الثقافة: تعازينا للشعب السوري في ضحايا التفجير بكنيسة مار إلياس بدمشق
  • جامعة أبوظبي تدخل قائمة أفضل 400 جامعة في العالم
  • الأربعاء.. قصور الثقافة تدشن "صالون النشر الثقافي" بالجيزة
  • كلية كنغز لندن: نقترب من إنهاء عملنا في مشروع إدارة التراث الثقافي في ليبيا
  • جناح المملكة في إكسبو 2025 أوساكا يتجاوز المليون زائر ويواصل إبهار العالم
  • الاتفاق يوافق على بيع جراي ويتحصل على بند مفاجئ
  • اليوم.. حسين فهمي ضيف الجلسة الأولى لبرنامج المعرض العام الثقافي
  • شرطة أبوظبي تكرّم 140 منتسباً تقديراً لتفانيهم بالعمل
  • جلسات توعوية حول مبادرة «مديم» وبرنامج «نمو» في أبوظبي