باريس-سانا

أعربت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” السيدة أودري أزولاي خلال لقائها اليوم وزير الثقافة السيد محمد ياسين الصالح في مقر المنظمة بباريس عن تعازيها الحارّة للشعب السوري في ضحايا التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في منطقة الدويلعة بدمشق، وأسفر عن ارتقاء 25 شخصاً وإصابة 63.

وأكدت أزولاي وقوف اليونسكو إلى جانب سوريا في حماية أرواح الأبرياء، وصون المعالم الثقافية والدينية.

من جهته، أوضح وزير الثقافة أن استهداف دور العبادة في سوريا هو استهداف مباشر لقيم التعدد والتسامح التي شكّلت جوهر الهوية السورية على مرّ القرون، ونوه بموقف اليونسكو الإنساني وتضامنها مع الشعب السوري في مواجهة هذه الجرائم.

وتناول اللقاء آليات تعزيز التعاون بين سوريا واليونسكو في المجالات الثقافية والتربوية والتعليمية، حيث شدد الجانبان على أهمية تفعيل القرار الأخير الصادر عن المجلس التنفيذي لليونسكو بشأن سوريا، بما يشمل حماية المواقع الأثرية المدرجة على قائمة التراث العالمي، ودعم القطاع التربوي في ظل التحديات الراهنة.

واتفق الطرفان على تشكيل فرق عمل مشتركة لمتابعة تنفيذ بنود القرار، والتنسيق مع الجهات السورية المعنية، بما يسهم في صون التراث الثقافي، وتعزيز صمود المؤسسات التعليمية والثقافية في البلاد.

ويأتي هذا اللقاء في إطار توجه وزارة الثقافة إلى ترسيخ الشراكات الثقافية الدولية، وتفعيل التعاون مع المنظمات الأممية، بما يسهم في صون الإرث الثقافي في سياق التعافي الوطني وإعادة البناء.

تابعوا أخبار سانا على

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

زوما يدافع عن زيارته للمغرب: العلم الجنوب أفريقي ملك للشعب وليس للحكومة

واجه الرئيس الجنوب أفريقي الأسبق جاكوب زوما انتقادات حادة لرفعه العلم الوطني لبلاده خلال زيارته إلى المغرب، لكنه تمسّك بموقفه، مؤكداً أن العلم يرمز للأمة بأكملها ولا يقتصر على الحكومة. وبحسبه، فإن الأمر يتجاوز الجدل البروتوكولي، ليعكس رؤية مغايرة لمفهوم السيادة والدبلوماسية.

زوما، الذي لم يقدّم أي اعتذار، تحدث في مؤتمر صحفي عُقد في ساندتون قرب جوهانسبورغ في 8 غشت 2025، رداً على الانتقادات التي أثارتها زيارته الأخيرة إلى المغرب. وما أثار غضب خصومه هو ظهوره بجانب وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، في لقاء غير رسمي عُقد في 15 يوليوز بالرباط، وإلى جانبه العلم الجنوب أفريقي.

وقال زوما بسخرية: «علم جنوب أفريقيا لا يخص الحكومة، بل جميع المواطنين. كل دولة لها علم وطني، وهذا العلم يعود للشعب. لماذا يُستغرب ذلك؟». وأوضح أن خطوته ليست مجرد حادث بروتوكولي عابر، بل رسالة رمزية لإعادة السيادة للشعب، مؤكداً أن الأمة أكبر من مؤسسات الحكم القائمة.

وزارة العلاقات الدولية والتعاون الجنوب أفريقية (DIRCO) وصفت ما جرى بـ«الاستخدام غير المناسب» للرموز الوطنية في إطار غير مصرح به، وأكد وزيرها رونالد لامولا أن «هذا اللقاء لا يعبر عن الموقف الرسمي لجنوب أفريقيا»، موجهاً احتجاجاً دبلوماسياً للحكومة المغربية. بالنسبة لبريتوريا، فإن الدبلوماسية الرسمية وحدها تملك الشرعية لتمثيل البلاد في الخارج.

لكن زوما، الذي ابتعد عن مواقع القرار الرسمية، يتمسك بشرعية أخرى، هي شرعية التاريخ النضالي. فقد ذكّر حزبه uMkhonto we Sizwe (MK) بأن المغرب كان، منذ 1962، داعماً للكفاح ضد نظام الفصل العنصري وللجناح المسلح للحركة، والذي يحمل الحزب اسمه اليوم. ومن خلال هذه الزيارة، أراد زوما إعادة وصل ما انقطع في العلاقات الأفريقية، دون التخلي عن الإرث التاريخي أو الانصياع لسياسات حكومة يعتبرها بعيدة عن نبض الشعوب.

القضية فجّرت سجالاً سياسياً واسعاً، إذ وصف الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC)، فيكيلي مبالولا، زوما بـ«الخائن»، متهماً إياه بتقويض الموقف المؤيد لجبهة البوليساريو الذي تتبناه بريتوريا. غير أن هذه التصريحات تكشف، في العمق، عن خشية من أن يجسد زوما دبلوماسية موازية، شعبية، متحررة من القيود الحزبية.

من خلال رفع العلم في الرباط، شكّك زوما في احتكار الدولة لرواية السياسة الخارجية، مفضلاً خطاب الذاكرة والتضامن التاريخي الأفريقي على لغة الدبلوماسية الرسمية. واعتبر أن خطوته ليست شعبوية سطحية، بل تحرك استراتيجي لإحياء بُعد آخر من الهوية الجنوب أفريقية، المنفتحة على القارة، والمتحررة من إرث الاصطفافات الجيوسياسية للحرب الباردة.

ويبقى السؤال ما إذا كانت هذه المبادرة ستلقى صدى دائماً، لكنها بالتأكيد كشفت عن فجوة بين التمثيلات الرسمية والتطلعات الشعبية، وأعادت التذكير بأن الرموز الوطنية، سواء استُخدمت أو جرى الطعن فيها، تظل ساحات صراع فكري وسياسي. وزوما، بصفته سياسياً متمرّساً، يدرك ذلك جيداً.

 

كلمات دلالية المغرب جنوب إفريقيا زوما

مقالات مشابهة

  • مجلس الأعمال الأمريكي السوري: مؤتمر “SYNC’25 II” عامل مؤثر في تطوير التكنولوجيا والتحول الرقمي في سوريا
  • الأجندة الثقافية في سوريا ليوم السبت الـ 9 من آب 2025
  • زوما يدافع عن زيارته للمغرب: العلم الجنوب أفريقي ملك للشعب وليس للحكومة
  • دمشق تحتفي بتراثها الإسلامي في ثقافي العدوي
  • الأجندة الثقافية في سوريا ليوم الخميس الـ 7 من آب 2025
  • حرائق الغابات في الساحل السوري ضمن ورشة عمل بدمشق
  • مراسلة سانا: بحضور رسمي من الجانبين السوري والإماراتي، بدء الحفل الختامي لمسابقة تحدي القراءة العربي بموسمها التاسع على مستوى سوريا في دار الأوبرا بدمشق
  • المبعوث الأمريكي الخاص الى سوريا توماس باراك خلال حضوره مراسم توقيع مذكرات تفاهم استثمارية مع عدد من الشركات الدولية في قصر الشعب بدمشق: الأرض السورية تنتج العظماء، ودمشق تعتبر مركزاً للتجارة والنقل منذ آلاف السنين.
  • معاون وزير الطاقة لشؤون النفط لـ سانا: القرار يأتي ضمن رؤية داعمة لتحفيز النمو الصناعي وتخفيف أعباء الإنتاج عن الصناعيين، بما يسهم في تعزيز تنافسية الصناعة الوطنية واستقرار الأسواق
  • مراسل سانا بدمشق: الهلال الأحمر العربي السوري يتسلّم عيادتين طبيتين متنقلتين ضمن منحة مقدّمة من صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) بتمويل من مكتب المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية (ECHO)