أبوظبي (الاتحاد)
ضمن فعاليات الدورة الـ 34 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، انعقدت جلسة بعنوان «من بيروت إلى العالم - دار صادر ونشر الأدب العربي منذ عام 1863» للاحتفاء بالإرث الثقافي لواحدةٍ من أعرق دور النشر وأكثرها تأثيراً في العالم العربي.
وألقى نبيل صادر، الرئيس التنفيذي للدار، كلمةً مؤثرة استحضر فيها الإرث العريق لدار النشر التي أسستها عائلته، والتي تعود جذورها إلى العام 1863.

وروى صادر كيف اضطر جده الأكبر إبراهيم إلى مغادرة جنوب لبنان إثر أحداث العام 1860 ليستقر في بيروت. وهناك، أسس حياةً جديدة، وبدأ بصناعة وبيع مسابح الصلاة إلى جانب الكتيبات الدينية الصغيرة، وسرعان ما أفضَت هذه البداية المتواضعة إلى تأسيس ما عُرف في البداية بـ «المكتبة العامة»، ومن ثم عُرفت لاحقاً باسم دار صادر.
واستعرض الرئيس التنفيذي للدار إسهامات الأجيال السابقة، ومن بينها إصدار مجلة «الأنيس» الأدبية، ونشر أعمال بارزة لأيقوناتٍ أدبية مثل جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة. وفي احتفائه بمسيرة تتجاوز المئة والستين عاماً من العطاء الثقافي، أكّد التزام دار صادر الدائم برسالتها النبيلة: أن تظل منارة للمعرفة وجسراً ثقافياً يربط بين الأجيال.
وقال إن «تكريم دار صادر في معرض أبوظبي الدولي للكتاب يتعدّى مجرد الاحتفاء بدارٍ للنشر، فهذه مؤسسة راسخة كان لها دور محوري في صون التراث العربي والنهوض بفكر الإنسان العربي وثقافته».
وأشار صادر إلى إحضار النسخ الأصلية لبعض منشورات الدار من بيروت للعرض، مما أتاح للحضور فرصة استكشاف لمحةٍ نادرة عن تاريخ النشر العربي.
وأضاف: «حتى الذين لم يكونوا يعرفون القراءة والكتابة أبدوا اهتماماً حقيقياً بالمعرفة في تلك الحقبة مع عدم وجود المذياع أو محرك البحث جوجل أو شبكة الإنترنت آنذاك».
واستعرض جورج أبي صالح، الأمين العام للحركة الثقافية - انطلياس، الأبعاد الثقافية الأوسع لدار النشر المرموقة، مشيراً إلى رحلة إبراهيم صادر من قريته إلى بيروت في خضم مرحلة شهدت فيها البلاد تحولات جذرية.
وفي إطار تعليقه على المشهد الرقمي الحديث، قال أبي صالح: «حقق الإنترنت انتشاراً واسعاً، لكن منافعه اقتصرت بشكل أساسي على كبريات المؤسسات العالمية. ولم يجنِ ثماره فعلياً سوى قلة قليلة فقط من الشخصيات البارزة في العالم العربي. وقد أوجد هذا الأمر معوقات جمّة أمام الناشرين العرب في سعيهم لإبراز العمق الحقيقي للهوية العربية».
وتحدثت سارة صادر، مديرة العلاقات العامة والاتصالات في دار صادر وإحدى أفراد الجيل السادس لعائلة صادر، عن خبرتها في صون هذا الموروث. وقالت بهذا الصدد «بدأت مسيرتي المهنية في مجال سرد القصص والتواصل. واطلعت في سياق ذلك على جميع إصدارات الدار، بدءاً من عام 1863 إلى يومنا هذا».
وأكدت على تطور أساليب النشر والتسويق في ظل التقدم التكنولوجي، موضحة: «بات بإمكاننا اليوم نقل الكتب إلى دول أخرى والاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي للارتقاء بقدراتنا في قطاع النشر. وكثيراً ما يسألني الناس عمّا إذا كانت عادة القراءة لا تزال حاضرةً في العالم العربي. وأنا واثقة بأن العرب لا يزالون محافظين على تراثهم، وثقافتهم، ولا يزال الشعر يشكّل جزءاً أصيلاً من الهوية العربية». 

أخبار ذات صلة «ليالي الشعر».. أمسيتان عن «الهايكو» الخليجي وتكريم لميعة عون: لن نتهاون مع من يورطون لبنان في حروب ويعرضونه للخطر معرض أبوظبي الدولي للكتاب تابع التغطية كاملة

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: معرض أبوظبي الدولي للكتاب بيروت لبنان الأدب العربي دار صادر

إقرأ أيضاً:

«جماليات الهوية في الفن التشكيلي».. أمسية أدبية وفنية بنادي الأدب ببنها

نظم نادي الأدب بقصر ثقافة بنها، اليوم الخميس، بالتعاون مع مكتبة مصر العامة، أمسية أدبية وفنية بعنوان "دراما التشكيل وفلسفة وجماليات المنظور والمكان في الفن التشكيلي العربي المعاصر".

قدّم خلال الأمسية الفنان التشكيلي والناقد محمد عكاشة رؤية نقدية وفكرية شاملة تناولت ملامح الهوية المصرية والعربية في أعمال عدد من الفنانين التشكيليين المعاصرين.

كما سلّط "عكاشة" الضوء على تجربة الفنان عادل ثروت، مشيراً إلى ما تحمله أعماله من قيم لونية وخطية جديدة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتراث المصري المتنوع، واصفاً إياها بأنها تؤسس لمذهب فني متفرد، من خلال معالجاته المبتكرة للمنظور والزمن والفراغ المحيط بالشكل واللون.

تناول الناقد محمد عكاشة، تجربة الفنان الفطري عبده رمزي، الذي يصوغ أعماله من الحديد الخردة، باحثاً عن الجمال في المهمل والمجتزأ، ومشكّلاً قطعاً فنية ذات تعبير قوي عبر التلحيم والطرق، في محاولة لخلق علاقة بصرية جديدة بين المادة الأصلية والشكل الإبداعي الناتج.

مقالات مشابهة

  • «أبوظبي العالمي» يستقطب 10 آلاف مشارك بمعرض التوظيف الافتراضي
  • بيان صادر عن قيادة الجيش.. هذا ما جاء فيه
  • «جماليات الهوية في الفن التشكيلي».. أمسية أدبية وفنية بنادي الأدب ببنها
  • نغوغي وا ثيونغو.. أديب أفريقيا الذي خلع الحداثة الاستعمارية
  • “إيفانتي” تطلق ميزة “النشر المرحلي” لتعزيز مرونة الأمن السيبراني في دول الخليج
  • أبوظبي تستضيف “ألعاب المستقبل 2025” في ديسمبر المقبل
  • بيان صادر عن شركة CFI الأردن
  • باتريك وايت..لماذا رفض النجومية والشهرة؟
  • ارتفاع مؤشرات السعادة في أبوظبي.. المدينة الأكثر أماناً في العالم
  • مؤسسة لمراقبة الصحف الإلكترونية تضم افرادا من القوات النظامية