فرقة الأنفوشي تقدم "الموتى السائرون" في الدورة 32 لمهرجان نوادي المسرح
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
قدم أمس السبت، العرض المسرحي "الموتى السائرون"، على مسرح قصر ثقافة القناطر الخيرية ضمن عروض المهرجان الختامي لنوادي المسرح، في دورته الثانية والثلاثين، والمقام برعاية د. أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة خالد اللبان، وتنفذ فعالياته حتى ١٠ مايو الحالي، بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة.
العرض لفرقة نادي مسرح الأنفوشي، عن نص "ثورة الموتى" للكاتب أريون شو، دراماتورج باسم رزق، وإخراج أحمد مجدي، ويسلط الضوء على الضغوط النفسية التي يواجهها الفرد داخل المجتمع، والتي قد تؤدي به إلى الإصابة باضطراب فقدان الهوية التفارقي، نتيجة ما يتعرض له من قمع وتهميش خلال الطفولة.
شهد العرض الفنان أحمد الشافعي، رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية، سمر الوزير، مدير عام الإدارة العامة للمسرح، الكاتب والناقد يسري حسان، وأعضاء لجنة التحكيم: د. محمد زعيمة، د. مصطفى حامد، الموسيقار د. وليد الشهاوي، الكاتب سعيد حجاج، المخرج سامح مجاهد، الفنان محمد حجاج مدير عام الفنون الشعبية سابقا، وربيع عوض، مدير قصر ثقافة القناطر الخيرية، ولفيف من القيادات الثقافية والمسرحيين.
أحداث ثورة الموتى
وأشار أحمد مجدي، مخرج العرض، أن العمل المسرحي "يناقش فكرة الانتحار النفسي الذي يعيشه البعض نتيجة العجز عن قول كلمة "لا"، بدءا من مرحلة الطفولة، وذلك سواء في الأمور الحياتية اليومية أو الاختيارات الشخصية، وتم التعبير عن ذلك من خلال طرح قصة رجل يواجه الكثير من الضغوط في المجتمع، ولا يجد من يدعمه، الأمر الذي يتسبب في تدميره نفسيًا.
وأضاف أن الفكرة تم تطويرها من خلال الاستعانة بنص الكاتب الأمريكي، مع إعادة توظيفه بما يتماشى مع طبيعة المشاهد المسرحية، حيث يتخيل البطل ثلاثة سيناريوهات مختلفة لحياته لكنه يعجز عن إيجاد ذاته، في رسالة تؤكد أهمية احترام الشخص لذاته وحقه في الرفض، بدلا من الخضوع المستمر للضغوط التي تفقده هويته.
وقال الفنان إبراهيم الألفي، أحد أبطال العرض المسرحي: أجسد شخصية "الجنرال" الذي يعاني من عدم القدرة على قول "لا" نتيجة أساليب خاطئة في التربية منذ الصغر، فأسرته تتحكم بجميع شئونه، مشيرًا إلى أن العرض يقدم رسالة مهمة وهي ضرورة تربية الأبناء على اتخاذ القرار المناسب، وقول "لا" في المواقف التي تستحق الرفض.
وأوضحت الفنانة ناهد محفوظ، أن العرض يناقش قضية إنسانية بأسلوب مختلف، مضيفة أنها تجسد دور الأم، وهي شخصية محورية في ذهن بطل العرض الذي يعاني من اضطراب الهوية التفارقي، أو ما يعرف بتعدد الشخصيات.
ومن ناحيته أوضح الفنان مروان عوض، أنه يؤدي شخصية الضابط "الذراع الأيمن" للقيادات العليا، ويعاني من صراعات داخلية نتيجة التناقضات التي نتجت بسبب ما مر به من ظروف في الصغر، بين حياته العسكرية، مشيرا إلى أن أي خلل يتعرض له الإنسان خلال التنشئة، يتسبب في كارثة مستقبلية.
وأشارت مهندسة الديكور مريم أحمد، أن العرض يندرج تحت مسمى "المسرح العبثي"، وهو ما استدعى التفكير في ديكور غير تقليدي يعتمد على ما يعرف بالمنظور المعكوس أو المقلوب، بحيث تبدو الأشياء المألوفة غير منطقية، وذلك بما يتناسب مع الرؤية الإخراجية والفكرة العامة للنص.
تفاصيل مسرحية "الموتى السائرون"
"الموتى السائرون"، أداء: إبراهيم الألفي، حاتم جمال، محمد درويش، عبد الله محمد، علي ناصر، مينا جرجس، مروان عوض، محمد مرسي، محمد الصاوي، مصطفي صبحي، ناهد محفوظ، شريهان زاهر، آلاء سامي، أحمد صيام، محمد طنطاوي، علي محمود، هدير طارق، عمر غزال، وأحمد إبراهيم.
تصميم الديكور والملابس مريم أحمد، تنفيذ ديكور معاذ مدحت ولبني الإمام، تصميم وتنفيذ إضاءة جاسر إبراهيم الفرن، ماكياج ومؤثرات آلاء مجدي، تنفيذ موسيقي محمد إبراهيم، مخرج منفذ باسم رزق وأحمد فرغلي.
وينفذ المهرجان من خلال الإدارة المركزية للشئون الفنية، ويشارك به هذا الموسم 27 عرضا مسرحيا من مختلف الأقاليم الثقافية، ويصدر عنه نشرة يومية.
عرض صندوق يعقوب
وتتواصل فعاليات المهرجان اليوم الأحد، مع العرض المسرحي "صندوق يعقوب" لفرقة مصطفى كامل، تأليف أحمد الغندور، وإخراج عبد الرحمن كمال، ويعرض في السادسة مساء، يليه "The Dung" لفرقة الشاطبي، عن نص "مكان مع الخنازير" للكاتب أثول فيجارد، وإخراج محمد بسيوني.
ويعد المهرجان أحد أبرز المنصات الثقافية لاكتشاف ودعم المواهب المسرحية الشابة من مختلف المحافظات، حيث تتيح الهيئة العامة لقصور الثقافة من خلاله مساحة حرة للإبداع والتجريب، تأكيدا على دورها في تحقيق العدالة الثقافية وتعزيز الحراك الفني بالمجتمع.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الهيئة العامة لقصور الثقافة الفنون الشعبية قصور الثقافة القناطر الخيرية مصطفى كامل من خلال
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاد جورج سيدهم.. عبقري الكوميديا الذي أضحك أجيالًا وخطفه المرض في عز مجده (تقرير)
في مثل هذا اليوم، 28 مايو، وُلد النجم الراحل جورج سيدهم عام 1938، ليصبح لاحقًا أحد أعمدة الكوميديا المصرية والعربية، واسمًا خالدًا في ذاكرة الفن، بفضل موهبة نادرة ومشوار إبداعي امتد لعقود، ترك خلالها بصمات لا تُنسى في المسرح والتلفزيون والسينما.
بدأت موهبة جورج في التمثيل مبكرًا، خلال دراسته الثانوية، حيث تألق في تقليد الشخصيات وأصبح رئيس فرقة التمثيل بالمدرسة، لكنه دخل الاحتراف من أوسع أبوابه عندما التقى بـالضيف أحمد وسمير غانم، ليشكلوا سويًا فرقة “ثلاثي أضواء المسرح”، التي قدّمت عروضًا ومونولوجات كوميدية لاقت نجاحًا مدويًا، أبرزها فقرة “الشحاتين حول العالم” في برنامج “مع الناس”.
ما بعد الثلاثي: “المتزوجون” وذكريات لا تُنسى
بعد وفاة الضيف أحمد عام 1970، واصل جورج مسيرته مع سمير غانم، وكان من بين أهم ما قدماه سويًا مسرحية “المتزوجون”، التي أصبحت من أيقونات المسرح الكوميدي المصري، بفضل شخصياتها الساخرة وإفيهاتها الخالدة، ولا تزال تُعرض حتى اليوم.
المرض والغياب الحزين
في منتصف التسعينيات، تعرّض جورج سيدهم لجلطة دماغية أدت إلى إصابته بشلل جزئي وفقدانه للنطق، ليبتعد عن الأضواء ويغيب عن جمهوره، لكن في عام 2014، عاد بلمحة من الماضي، حين شارك في إعلان تلفزيوني بصحبة سمير غانم وشيرين، مجسدين شخصياتهم في “المتزوجون” وكأن الزمن توقف لحظة تكريم.
أبرز أعماله السينمائية والتلفزيونية
شارك جورج في عدد من أنجح أفلام السبعينيات والثمانينيات، منها:
• البحث عن فضيحة
• عالم عيال عيال
• الشقة من حق الزوجة
• المعتوه
• الجراج
• معبودة الجماهير
• آخر شقاوة
• قاع المدينة
• فرقة المرح
• الشقيقان
كما ترك بصمة خاصة في الدراما التلفزيونية من خلال أعمال مثل:
• بوابة الحلواني
• حكايات هو وهي
• رأفت الهجان (ضيف شرف مميز)
• أصيلة
• أهلًا بالسكان
في لقاء نادر ببرنامج “أهلًا وسهلًا”، حذّره عرّاف من كتمان حزنه وغضبه، مشيرًا إلى أن حالته النفسية قد تنعكس على صحته الجسدية. وكأنها نبوءة، تحققت لاحقًا حين أُصيب جورج بالمرض الذي أوقف مسيرته الفنية التي ما دام أحبها وعاش لأجلها.
جورج سيدهم لم يكن مجرد فنان كوميدي، بل كان مدرسة قائمة بذاتها، تمزج بين الذكاء الفني والإنسانية العذبة، فاستحق أن يُلقب بـ”الوجه الباسم للفن المصري”. رحل عن عالمنا عام 2020، لكن ضحكته، ومواهبه، لا تزال تملأ الشاشات والقلوب.