الدروز بين سندان نزع السلاح ومطرقة التدخل الخارجي
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
في تطور متسارع يشهده الجنوب السوري، تتفاقم الأوضاع في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، وسط مؤشرات على تدخلات إقليمية ودولية، تكشف عن نوايا خفية لإعادة رسم المشهد في جنوب سوريا، إسرائيل، كعادتها، وجدت في التوترات الطائفية ذريعة جديدة للتدخل، معلنة من طرف واحد "حماية الدروز"، بعد أن وجهت ضربات إلى مقرات قرب القصر الرئاسي في دمشق.
في سابقة لافتة، خرج شيخ الطائفة الدرزية في الجولان المحتل ليشكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ما وصفه بـ"حماية أبناء الطائفة"، رغم أن الضربات استهدفت أراضٍ سورية ذات سيادة، ما أثار غضبًا عربيًا واسعًا، لا سيما من السعودية التي أبدت اعتراضها الصريح على التصعيد الإسرائيلي، محذرة من تداعيات هذه الهجمات على وحدة سوريا وأمن المنطقة.
في لبنان، سارع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط إلى التحرك سياسيًا، بعد تصريحاته التي أثارت ردود فعل داخلية وخارجية. غادر بيروت متجهًا إلى منطقة الجبل المتاخمة للسويداء، حيث اجتمع بعدد من الزعماء الدروز في محاولة لوقف نزيف الدم والحيلولة دون انفجار الوضع. التحرك اللبناني لم يكن معزولًا، فقد شهد مقر مشيخة العقل اجتماعًا غير مسبوق لسفراء عدد من الدول العربية مع زعماء الطوائف، في محاولة لاحتواء الأزمة قبل أن تتفاقم.
السويداء اليوم تقف على مفترق طرق. الدروز يرفضون تسليم سلاحهم بدعوى الدفاع عن النفس، بينما تصر الحكومة السورية الجديدة على فرض سلطتها ونزع سلاح كل الميليشيات، بما فيها الفصائل الدرزية المحلية. وسط هذا الانقسام، تلوح إسرائيل بورقة "الحماية"، مدعية أن تدخلها جاء استجابة لمطالب درزية، بينما يرى مراقبون أن تل أبيب تسعى لإيجاد موطئ قدم جديد في الجنوب السوري من خلال تغذية الصراعات الداخلية، تمامًا كما فعلت في سيناريوهات مشابهة في مناطق أخرى.
علاقة الدروز بإسرائيل: لمحة مختصرةمنذ احتلال الجولان عام 1967، حاولت إسرائيل استمالة جزء من الدروز عبر سياسات ناعمة وأخرى أمنية، وقد تم تجنيد عدد من الدروز في الجيش الإسرائيلي، رغم رفض شريحة واسعة منهم لهذه العلاقة. في المقابل، لعب دروز الجولان دورًا وطنيًا بارزًا في مقاومة الاحتلال ورفض التجنيد الإجباري، وهو ما يُظهر انقسامًا داخل الطائفة تجاه إسرائيل بين فئة رافضة وأخرى متماهية، غالبًا تحت الضغط أو بفعل الحسابات الجغرافية والسياسية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الحكومة السورية الجديدة الطائفة الدرزية
إقرأ أيضاً:
الأمين العام لحزب الله: كل من يطالب بتسليم السلاح يخدم المشروع الإسرائيلي
أكد نعيم قاسم في كلمته: "لن نقبل بأن يكون لبنان ملحقًا بإسرائيل، ولو اجتمع العالم كلّه، ولو قُتلنا جميعًا". اعلان
أكّد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، في كلمة ألقاها عبر الشاشة بمناسبة الذكرى السنوية لاغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر، الذي قُتل بضربة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية، أن سلاح الحزب "شأن داخلي لبناني"، مشدّدًا على أن "هذا السلاح ليس وسيلة تهديد، بل جزء من استراتيجية الدفاع الوطني التي تُصان بها سيادة لبنان واستقلاله".
وأضاف قاسم أن "إسرائيل واصلت خرق اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر 2024، بهدف الضغط على حزب الله وإجباره على التخلي عن سلاحه"، معتبرًا أن أي مطالبة بتسليمه "تخدم المشروع الصهيوني والأمريكي في المنطقة".
وأكد أن "سلاح حزب الله ليس ضد اللبنانيين، ولا يستخدم داخل الأراضي اللبنانية أبدًا"، مشيرًا إلى أن وجوده يُعدّ "ردعًا استراتيجيًا ضد التهديدات الخارجية"، لا سيما بعد ما وصفه بـ"التوسع الإسرائيلي المتواصل في الجنوب اللبناني"، والذي يشبه ما يحدث في سوريا حسب قوله.
وقال إن "الكيان الإسرائيلي لا يهتم بأمن مستوطناته في الشمال الفلسطيني المحتل، بل يسعى إلى توسيع نفوذه على كامل الأراضي اللبنانية"، مضيفًا أن "الولايات المتحدة تسعى إلى تدمير البنية السياسية والاجتماعية للبنان، وإثارة فتنة داخلية لخدمة مشروعها المعروف بالشرق الأوسط الجديد"، وفق تعبيره.
وأشار قاسم إلى أن لبنان، بكل طوائفه، يواجه اليوم "خطرًا وجوديًا حقيقيًا" من قبل "إسرائيل، والولايات المتحدة، والجماعات التكفيرية".
وأردف: "لن نقبل بأن يكون لبنان ملحقًا بإسرائيل، ولو اجتمع الكون كله، ولو قُتلنا جميعًا، ولن نقبل بذلك ما دام فينا عرق ينبض وفينا نفس حي".
وأوضح أن حزب الله "ليس ضعيفًا"، مؤكّدًا على حضوره السياسي والشعبي "القوي" داخل المجتمع اللبناني، وقال: "عندما أصبحت الدولة مسؤولة عن الأمن، لم نعد نتحمل وحدنا مسؤولية التصدي للعدوان، لكننا لن نستسلم لأي محاولة لفرض تسوية تُنهي وجودنا السياسي أو العسكري".
Related "الكلمات لن تكون كافية"... باراك ينبه لبنان وحزب الله من استمرار الجمود في ملف السلاحضغط أمريكي على لبنان لإصدار قرار وزاري بنزع سلاح حزب الله قبل استئناف المحادثاتالجيش الإسرائيلي يُعلن تفاصيل أنشطته العسكرية في لبنان.. ومصادر رويترز: حزب الله يرفض تسليم سلاحه استمرار الغارات الإسرائيلية رغم الاتفاقعلى صعيد الملف الأمني، تستمر إسرائيل في تنفيذ غارات جوية في مناطق لبنانية متعددة، خاصة في الجنوب، حيث تدّعي توجيهها ضد "عناصر مسلحة مرتبطَة بحزب الله أو مواقع له". وتؤكد تل أبيب أنها ستواصل العمل "لإزالة أي تهديد يُشكل خطراً عليها"، مطالبة بوقف "إعادة ترميم القدرات العسكرية" للجماعة.
وفي المقابل، أفاد تقرير لوكالة "رويترز" بأن الولايات المتحدة تُكثف ضغوطها على الحكومة اللبنانية لإصدار قرار وزاري رسمي يلتزم بنزع سلاح حزب الله، كشرط مسبق لاستئناف المفاوضات حول وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.
وأوضح التقرير أن المبعوث الأمريكي توم باراك لن يُرسل إلى بيروت لإجراء مفاوضات مع المسؤولين اللبنانيين، إلا إذا تمّ التزام حكومة بيروت بخطوة واضحة في هذا الإطار، مشيرًا إلى أن واشنطن بدأت تُصرّ على إجراء تصويت سريع في مجلس الوزراء على القرار.
خارطة طريق أمريكية مقابل تمسك حزب الله بالسلاحتجري محادثات بين بيروت وواشنطن منذ نحو ستة أسابيع حول خارطة طريق أمريكية تنصّ على نزع سلاح حزب الله بالكامل، مقابل وقف إسرائيل لضرباتها الجوية وسحب قواتها من خمس نقاط حدودية في جنوب لبنان.
وبحسب المصادر، فإن الاقتراح الأصلي يتضمّن شرطًا مركزيًا يتمثل في إصدار قرار وزاري لبناني يتعهد بنزع السلاح، وهو ما رفضه حزب الله علنًا، لكنه قد يدرس إمكانية تقليص الترسانة العسكرية بشكل محدود.
وقد طلب رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، الحليف الرئيسي لحزب الله، من الولايات المتحدة ضمان وقف إسرائيل لضرباتها الجوية كخطوة أولى، قبل المضي في أي عملية تنفيذ لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم.
لكن التقارير أفادت بأن إسرائيل رفضت هذا الاقتراح في نهاية الأسبوع الماضي، ما دفع واشنطن إلى تعزيز ضغوطها على بيروت، وبدء إجراءات رسمية لتقييد الدعم السياسي والعسكري حتى تُتخذ خطوات ملموسة.
بعد زيارة إلى بيروت، كتب المبعوث الأمريكي توم براك منشورًا على موقع "إكس"، قال فيه: "ما دام حزب الله يحتفظ بالسلاح، فلن تكفي الكلمات. على الحكومة وحزب الله الالتزام الكامل والتحرك الآن، حتى لا يُسلّم الشعب اللبناني إلى الوضع الراهن المتداعي".
ووفي السياق، دعا رئيس الوزراء نواف سلام الى جلسة حكومية تعقد الأسبوع المقبل من أجل "استكمال البحث في تنفيذ البيان الوزاري في شقه المتعلق ببسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية حصراً"، إضافة الى "البحث في الترتيبات الخاصة بوقف إطلاق النار".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة