في تطور متسارع يشهده الجنوب السوري، تتفاقم الأوضاع في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، وسط مؤشرات على تدخلات إقليمية ودولية، تكشف عن نوايا خفية لإعادة رسم المشهد في جنوب سوريا، إسرائيل، كعادتها، وجدت في التوترات الطائفية ذريعة جديدة للتدخل، معلنة من طرف واحد "حماية الدروز"، بعد أن وجهت ضربات إلى مقرات قرب القصر الرئاسي في دمشق.

في سابقة لافتة، خرج شيخ الطائفة الدرزية في الجولان المحتل ليشكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ما وصفه بـ"حماية أبناء الطائفة"، رغم أن الضربات استهدفت أراضٍ سورية ذات سيادة، ما أثار غضبًا عربيًا واسعًا، لا سيما من السعودية التي أبدت اعتراضها الصريح على التصعيد الإسرائيلي، محذرة من تداعيات هذه الهجمات على وحدة سوريا وأمن المنطقة.

في لبنان، سارع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط إلى التحرك سياسيًا، بعد تصريحاته التي أثارت ردود فعل داخلية وخارجية. غادر بيروت متجهًا إلى منطقة الجبل المتاخمة للسويداء، حيث اجتمع بعدد من الزعماء الدروز في محاولة لوقف نزيف الدم والحيلولة دون انفجار الوضع. التحرك اللبناني لم يكن معزولًا، فقد شهد مقر مشيخة العقل اجتماعًا غير مسبوق لسفراء عدد من الدول العربية مع زعماء الطوائف، في محاولة لاحتواء الأزمة قبل أن تتفاقم.

السويداء اليوم تقف على مفترق طرق. الدروز يرفضون تسليم سلاحهم بدعوى الدفاع عن النفس، بينما تصر الحكومة السورية الجديدة على فرض سلطتها ونزع سلاح كل الميليشيات، بما فيها الفصائل الدرزية المحلية. وسط هذا الانقسام، تلوح إسرائيل بورقة "الحماية"، مدعية أن تدخلها جاء استجابة لمطالب درزية، بينما يرى مراقبون أن تل أبيب تسعى لإيجاد موطئ قدم جديد في الجنوب السوري من خلال تغذية الصراعات الداخلية، تمامًا كما فعلت في سيناريوهات مشابهة في مناطق أخرى.

علاقة الدروز بإسرائيل: لمحة مختصرة

منذ احتلال الجولان عام 1967، حاولت إسرائيل استمالة جزء من الدروز عبر سياسات ناعمة وأخرى أمنية، وقد تم تجنيد عدد من الدروز في الجيش الإسرائيلي، رغم رفض شريحة واسعة منهم لهذه العلاقة. في المقابل، لعب دروز الجولان دورًا وطنيًا بارزًا في مقاومة الاحتلال ورفض التجنيد الإجباري، وهو ما يُظهر انقسامًا داخل الطائفة تجاه إسرائيل بين فئة رافضة وأخرى متماهية، غالبًا تحت الضغط أو بفعل الحسابات الجغرافية والسياسية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الحكومة السورية الجديدة الطائفة الدرزية

إقرأ أيضاً:

غرفة دبي العالمية تفتتح مكتبها الخارجي الـ 36 في بانكوك

دبي (الاتحاد)
 افتتحت غرفة دبي العالمية، إحدى الغرف الثلاث العاملة تحت مظلة غرف دبي، مكتباً تمثيلياً خارجياً جديداً في العاصمة التايلاندية بانكوك، ليرتفع بذلك عدد المكاتب التمثيلية الخارجية للغرفة إلى 36 حول العالم.وسيعمل المكتب الجديد على استقطاب الشركات والاستثمارات من تايلاند إلى دبي، ودعم توسع شركات دبي، وتعزيز العلاقات التجارية الثنائية، وسيركز على دعم المصالح المشتركة للشركات العاملة في الجانبين، وتعزيز التعاون مع مجتمع الأعمال التايلاندي، وبناء علاقات راسخة مع الشركاء في القطاعين العام والخاص.
وسيقوم المكتب كذلك بعرض المزايا التنافسية لدبي، وترسيخ مكانتها وجهةً عالميةً للأعمال، فضلاً عن مشاركة المعلومات الاستثمارية الضرورية لمساعدة الشركات التايلاندية على دخول سوق دبي، والاستفادة من مكانة الإمارة كبوابة للتوسع العالمي. وتندرج هذه الخطوة في إطار مبادرة «دبي جلوبال» التي تهدف إلى تأسيس 50 مكتباً تمثيلياً حول العالم بحلول عام 2030، وذلك للإسهام في ترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً رائداً للأعمال من خلال استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وقال محمد علي راشد لوتاه، مدير عام غرف دبي، إن تايلاند تتميز بمكانة مهمة ضمن قائمة الشركاء التجاريين لدبي، وإن افتتاح المكتب الجديد في بانكوك هو خطوة مهمة ضمن الجهود المبذولة لتعزيز علاقات دبي التجارية مع دول العالم.
وأضاف أن المكتب سيعمل على بناء فرص جديدة للشركات التايلاندية الراغبة في توسيع أعمالها إلى دبي، والاستفادة من المقومات الاستراتيجية التي تتمتع بها الإمارة كمركز رئيسي للنمو والإسهام في الارتقاء بالروابط الاستثمارية البينية.
وتم افتتاح المكتب خلال منتدى «مزاولة الأعمال في تايلاند» الذي عقد ضمن فعاليات البعثة التجارية التي نظمتها غرفة تجارة دبي إلى جنوب شرق آسيا، وذلك في إطار مبادرة «آفاق جديدة للتوسع الخارجي».
واستقطبت فعاليات المنتدى في بانكوك 474 مشاركاً من الشخصيات الرسمية وقادة الأعمال والشركات التايلاندية المهتمة باستكشاف فرص الشراكات مع أعضاء وفد الغرفة، حيث تم تنسيق 288 اجتماع أعمال ثنائياً بين شركات دبي ونظرائها من الشركات التايلاندية.
وكانت قيمة التجارة غير النفطية بين دبي وتايلاند بلغت 23.8 مليار درهم خلال عام 2024، بنمو 23.3% على أساس سنوي، فيما ارتفع عدد الشركات التايلاندية النشطة المسجلة في عضوية غرفة تجارة دبي إلى 190 شركة بنهاية العام الماضي بنمو 28.4% على أساس سنوي، ما يعكس نمو العلاقات بين مجتمعات الأعمال في دبي وتايلاند.
وحددت غرفة تجارة دبي مجموعة من القطاعات الواعدة للتصدير إلى تايلاند، بما في ذلك منتجات الحديد والألمنيوم، والأسمدة والأعلاف، بالإضافة إلى منتجات التجميل. أما أهم القطاعات التي توفر فرصاً استثمارياً مهمة لشركات دبي في تايلاند، فتتمثل في خدمات التأجير، والطاقة المتجددة، وخدمات الشحن والتوزيع، والسياحة العلاجية.

أخبار ذات صلة انطلاقة قوية لبطولة آسيا لهوكي الجليد للسيدات في العين مسؤولون تايلانديون: قفزة في الاستثمارات الإماراتية في تايلاند

مقالات مشابهة

  • غرفة دبي العالمية تفتتح مكتبها الخارجي الـ 36 في بانكوك
  • مشيخة العقل هنأت الدروز بعيد الأضحى: للتخفيف قدر الإمكان من مظاهر الابتهاج
  • الشرطة الفرنسية تقف متفرجة بينما يتجه زورق مهاجرين إلى بريطانيا
  • مصر وتونس والجزائر يرفضون كل أشكال التدخل الخارجي في ليبيا
  • ألمانيا تضغط على إسرائيل.. السلاح مقابل تحسين الوضع الإنساني في غزة
  • رأي.. عمر حرقوص يكتب: حزب الله.. سلام مع إسرائيل وحرب على سلام
  • كان مكبًا للنفايات.. إسرائيل تتابع ترميم قبر "إسحاق جاؤون" في بغداد
  • ريف دمشق.. الفصائل الدرزية تعلن الاستنفار عقب اتهامها بقتل قيادي أمني
  • الجمارك تحبط تهريب 1.3 طن من الزبيب الخارجي بمركز عفار
  • بعد الغارات العنيفة على الجنوب... إسرائيل تكشف ما تم استهدافه