رد على الأستاذ طارق الجزولي: بين شرف الكلمة وجبن التحرير
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
السيد رئيس تحرير سودانايل،
قرأت بيانكم الذي قررتم فيه سحب مقالي المعنون “*قرناص: عار الدولة ولذة الطاعة”*، وقد دُهِشتُ لا من سحب المقال في ذاته، بل من لغة البيان التي بلغت من التهويل ما يجعل القارئ يظن أنه أمام دعوة للتحريض، لا تأملًا في أنماط الطاعة والانضباط التي شكّلت بنية الوعي السوداني في ظل دولة الإنقاذ.
لقد اتهمتم المقال بتجاوز حرية التعبير إلى “الإسفاف والتناول الشخصي”، بينما لم يتضمن المقال – نصًا أو تضمينًا – اسمًا معينًا ولا إساءةً شخصية لأي فرد. ما فعله المقال هو تفكيك خطاب الطاعة الذي تربّى عليه جيل كامل من الكُتاب والمثقفين في حضن الدولة السلطوية، ومن بينهم الأستاذ طارق الجزولي، الذي تحول جسده اللغوي إلى أداة للتهذيب والتأنيب، بلغة أخلاقية تقمع في ظاهرها ما تدعي إصلاحه.
لقد قلت في المقال، وأعيد هنا قوله، إن أخطر ما فعلته الدولة ليس القتل وحده، بل استبطان الناس لأخلاقيات الطاعة والتبرير والتجميل. وإن نقد هذه الأخلاقيات لا يعني إهانة من يحملها، بل يعني مساءلة بنيتها، مساءلة خطاب “الأب/الدولة” الذي ما زال يرعى الثقافة السودانية ويملي عليها ما يجوز وما لا يجوز.
وإذا كان المقال مؤلمًا، فلأنه وضع الإصبع على جرح مستور: جرح الطاعة المقنعة بلغة العفاف، وجرح الانضباط المقنّع بلبوس النصح. أما ما اعتبرتموه “إسفافًا”، فهو في حقيقته استعارات صادمة، نعم، لكنها ضرورية لفهم كيف تتنكر الدولة في هيئة جسد، وكيف يُعاد إنتاج العبودية الطوعية عبر رموز ناعمة.
ومن المؤسف أن تنحاز صحيفتكم، التي احترمناها طويلًا، إلى منطق الاعتذار لا للقارئ، بل لمن مسّه المقال برمزيته، في سابقة لا تُشرف تاريخ سودانايل الذي لطالما تصدّرت ساحة التعبير الحر. بل الأدهى أن تصفوا المقال بأنه “يشين الصحيفة”، لا لخلل في منطقه، بل لأنه هزَّ سياج الوقار الكاذب الذي يحتمي به بعض رموز الاستبداد الناعم.
أي مهنية هذه التي تتبرأ من نص تحليلي صادم، بينما تتيح لمنظري الطاعة إعادة إنتاج خطاب السلطة بلا مراجعة؟ وأي “شرف للمهنة” تُدافع عنه صحيفة تتنكر لكاتبها وتقدّم اعتذارًا خاصًا لسفيرة، لا لأن المقال ذكرها، بل لأن شبح النقد اقترب من حقلها الرمزي؟
لقد أخطأتم مرتين: مرة بسحب النص دون نقاش أو حق للكاتب في الدفاع، ومرة ثانية حين أدنتم النص بلغة لا تليق إلا بمنبر فقد أعصابه أمام مقال فكري. وإنني إذ أردّ، لا أطلب إعادة النشر، بل أعيد للقارئ حقه في التفكير مجددًا في النص الذي هزّكم، لا لأنه مسّ شرف الناس، بل لأنه سأل: ما معنى الشرف حين يصبح طاعة عمياء لسلطة صامتة؟
الدكتور الوليد علي مادبو
[email protected]
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الغلق الإدارى والتشميع لـ 10 منشأت تجارية لإدارتها دون ترخيص بحى غرب المنصورة
تابع الأستــاذ محمد أميـــن الدمـــرداش رئيس حى غرب المنصورة اليوم الخمبس الموافق ١١-١٢-٢٠٢٥ أعمال الغلق الأدارى والتشميع لعدد 10 منشأت تجارية بنطاق حى غرب لإدارتها دون ترخيص من السلطة المختصة.
جاء ذلك في إطار توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بالتصدي لكافة أشكال التعديات وتحقيق الإنضباط والإلتزام بالقوانين المنظمة للعمل بجميع المواقع لتوفير إحتياجات المواطنين وتلبية مطالبهم،وتنفيذا لتكليفات الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، وبالمتابعة من الدكتورة منال عوض وزير التنمية المحلية، واللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية فى هذا الشأن.
وقاد الحملة الدكتورة رولا مدحت نائب رئيس حى غرب المنصورة، واللجنة المشكلة من الأستاذ هانى أحمد مدير مركز إصدار تراخيص المحال العامة، وطاقم العمل بمركز إصدار التراخيص بحى غرب الأستاذ عبيدة أبو الفتوح، والأستاذ محمد شكرى ، وبحضور عضو قانونى من الشئون القانونية بحى غرب، والأستاذ أحمد حسن من المتابعة الميدانية، وقوة من شرطة قسم أول المنصورة للتأمين أثناء تنفيذ قرارات الغلق الأدارى.
وفى ذات السياق أكد " الأميـــن " رئيس حى غرب المنصورة بأن الحملات مستمرة لحين تحقيق الانضباط، وأشار إلى أن هذه الحملات تأتي بهدف إحكام الرقابة على المحال العامة والمنشآت التجارية على مستوى الميادين والشوارع الكائنة بنطاق الحى .
تقرير أعلامي: محمد صلاح دياب