قصف بورتسودان بالمسيرات وانقطاع الكهرباء في المقر الموقت للحكومة
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
الخرطوم - لليوم الثالث على التوالي، قصفت مسيرات الثلاثاء 6مايو2025، المطار وقاعدة للجيش ومحطة الكهرباء في مدينة بورتسودان، المقر الموقت للحكومة السودانية الموالية للجيش.
بعد أن تعرض مطار المدينة وقاعدتها العسكرية للقصف فجر الثلاثاء، قصفت مسيرات محطة الكهرباء الرئيسية متسببة بانقطاع التيار الكهربائي.
تأتي الهجمات بعد يوم على تعرض المستودع الرئيسي للوقود ما تسبب بحريق كبير في جنوب المدينة التي كانت إلى وقت قريب تُعد ملاذا آمنا لمئات آلاف النازحين الفارين بسبب الحرب المستمرة منذ عامين.
وأعلنت الشركة الوطنية للكهرباء أن الهجمات استهدفت محطة بورتسودان التحويلية وأن فرقها تعمل على تقييم الأضرار.
وأفاد أحد مراسلي فرانس برس بسماع دوي انفجارات فجرا وتصاعد سحب الدخان فوق المدينة، من ناحية الميناء ومن مستودع الوقود في الجنوب، وهي مشاهد التقطتها عدسة فرانس برس وتظهر مدى قوة الضربة.
وقال حسين ابراهيم البالغ 64 عاما والنازح من ولاية الجزيرة بسبب الحرب وهو يتابع الدخان الكثيف المنبعث من الحريق إن "ما حدث أمس واليوم أكد لنا أن هذه الحرب ستصلنا في أي مكان"، يقف في الشارع يراقب الدخان المنبعث من الحريق.
وقال مسؤول في المطار لوكالة فرانس برس إن مسيّرة "استهدفت الجزء المدني من مطار بورتسودان" بعد يومين من أول استهداف لهذه القاعدة نسبها الجيش السوداني لقوات الدعم السريع.
وألغيت كل الرحلات في المطار الذي يعد بوابة الوصول الرئيسية للبلد الذي دمرته الحرب، وفق المسؤول ذاته.
وقال مصدر في الجيش لوكالة فرانس برس إن مسيرة أخرى استهدفت القاعدة الرئيسية للجيش في وسط المدينة فيما أفاد شهود بسقوط مسيرة في محيط أحد الفنادق.
وتقع قاعدة الجيش كما الفندق على مقربة من مقر قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الذي يخوض منذ نيسان/أبريل 2023 حربا ضد قوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، على خلفية صراع على السلطة.
وقصفت مسيرة ثالثة مستودع الوقود بالقرب من الجزء الجنوبي من ميناء بورتسودان في الوسط المكتظ للمدينة التي انتقلت إليها الأمم المتحدة ووكالات إنسانية ومئات آلاف الأشخاص بعد مغادرة العاصمة الخرطوم.
وأفاد شهود في شمال المدينة بسماع أصوات مضادات أرضية تنطلق من قاعدة عسكرية.
وتستخدم قوات الدعم السريع الطائرات المسيّرة منذ خسارتها أراضي من بينها كامل الخرطوم تقريبا، وباتت تشن هجمات على مواقع في عمق مناطق سيطرة الجيش.
- مركز لتنسيق المساعدات -
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين أن الهجوم على المدينة "تطور مقلق يهدد حماية المدنيين والعمليات الإنسانية".
تصل إلى بورتسودان الغالبية العظمى من المساعدات الإنسانية إلى السودان الذي أعلنت فيه المجاعة ويعاني نحو 25 مليونا من سكانه من انعدام الأمن الغذائي الشديد.
وفي المطار "اندلعت النيران إلى عدد من المنشآت" عقب القصف حسبما أفاد أحد المسافرين وكالة فرانس برس.
وقال المصدر في الجيش إن الضربة "استهدفت خزانات الوقود في مطار بورتسودان".
في الأسابيع القليلة الماضية قصفت قوات الدعم السريع بنى تحتية مدنية في مناطق مختلفة من شمال شرق البلاد الذي يسيطر عليه الجيش، ما تسبب بانقطاع واسع النطاق للكهرباء عن ملايين الأشخاص.
وأسفرت الحرب في السودان عن سقوط عشرات آلاف القتلى وتشريد 13 مليون نسمة فيما تعاني بعض المناطق المجاعة، وسط "أسوأ أزمة إنسانية" في العالم بحسب الأمم المتحدة.
زاد اعتماد قوات الدعم السريع التي تسيطر مع حلفائها على معظم إقليم دارفور في الغرب ومناطق في الجنوب، على الطائرات المسيّرة والمدافع البعيدة المدى في الآونة الأخيرة بعد خسارتها مواقع عسكرية في الخرطوم ووسط السودان.
وتستخدم قوات الدعم السريع طائرات مُسيّرة بدائية الصنع وأخرى متطورة، يتهم الجيش الإمارات العربية المتحدة بتزويدها بها.
واتهم وزير الإعلام السوداني خالد العيسى الإمارات مجددا بتزويد قوات الدعم السريع بالطائرات المسيرة المستخدمة في الهجمات.
وقال الوزير "زرت قبل قليل مستودعات الوقود بالميناء الجنوبي في مدينة بورتسودان والتي تعرضت صباح اليوم لاعتداء إجرامي وإرهابي باستخدام الطائرات المسيّرة التي توفرها دولة الإمارات العربية المتحدة لوكيلها المتمثل في ميليشيا الدعم السريع الإرهابية".
رفضت محكمة العدل الدولية الاثنين دعوى رفعها السودان ضد الإمارات بتهمة التواطؤ في ارتكاب إبادة جماعية بدعمها لقوات الدعم السريع.
وأكدت وزارة الخارجية السودانية الثلاثاء احترام حجة أن المحكمة لا تتمتع بالاختصاص القضائي للبت في القضية بسبب إبداء الإمارات تحفظا لدى توقيعها اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية عام 2005.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
مقتل فتاتين وجرح سبع أخريات بنيران “الدعم السريع”.. أين؟
متابعات- تاق برس- شهدت قرية قرني الواقعة شمال غرب مدينة الفاشر حادثة مأساوية راح ضحيتها فتاتان بينما أصيبت سبع نساء أخريات بجروح متفاوتة. وذلك عقب إطلاق نار مباشر عليهن من قبل عناصر تابعة لقوات الدعم السريع، بحسب ما ورد من مصادر محلية وشهود عيان.
وتعود تفاصيل الحادثة إلى اعتراض قوة من عناصر الدعم السريع طريق نساء كن على ظهور دوابهن ويحملن مواد غذائية باتجاه مدينة الفاشر المحاصرة؛ واتهام الفتاتين بتهريب مواد غذائية الى المدينة قبل أن تطلق النار عليهن مما أدى إلى وفاة إحداهن فورًا، فيما توفيت الثانية لاحقا متاثرة بجراحها.
وأكد الشهود أن القوة ذاتها قامت بمصادرة المؤن وجلد بقية النساء بالسياط، مما أسفر عن إصابة سبع نساء أخريات، بعضهن في حالة حرجة.
وأفاد الشهود أن قائد استخبارات الدعم السريع بشمال دارفور، عباس كتر، أصدر قرارًا عسكريًا صارمًا بمنع استخدام أي وسائل تنقل بين قرية قرني ومدينة الفاشر، وهو ما فُهم أنه محاولة إضافية لإحكام الحصار على المدينة ومنع دخول أي إمدادات غذائية أو دوائية من المناطق الريفية المجاورة.
تعاني مدينة الفاشر منذ أكثر من شهر من حصار خانق فرضته قوات الدعم السريع، مما تسبب في انهيار كامل للوضع الإنساني داخل المدينة، وشهدت الأسابيع الماضية موجات نزوح جماعي إلى مناطق كورما، مليط، طويلة، كتم، ومناطق شرق السودان، في ظل انعدام الغذاء والدواء وارتفاع معدلات الجوع والمرض.
الدعم السريعالفاشرمقتل فتاتين