الجزيرة:
2025-08-10@13:38:10 GMT

شاهد.. تفاقم أزمة المياه في الجنوب اللبناني

تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT

شاهد.. تفاقم أزمة المياه في الجنوب اللبناني

جنوب لبنان- صباح كل يوم يحمل حسن الترك عدّة غالونات (عبوات كبيرة) بلاستيكية من بيته المتضرر في بلدة الناقورة قضاء صور جنوب لبنان، ويتوجه إلى خزان كبير استُحدث أول البلدة لتجميع المياه، ليملأها بهدف الاستخدام المنزلي. فالمياه غائبة تماما عن الناقورة، كحال معظم القرى والبلدات اللبنانية الحدودية مع فلسطين المحتلة.

فبعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على لبنان، أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي على قصف خزانات تجميع المياه في عشرات البلدات الجنوبية، ومع دخول عناصره إلى الجنوب عمدت جرافاته إلى نبش البنية التحتية الخاصة بالمياه والصرف الصحي، وكذلك جرف مضخات المياه العامة والخاصة، لتدمير مصادر المياه وجعل عودة الأهالي إلى بلداتهم أمرا مستحيلا.

خزانات المياه متناثرة في كافة الأرجاء (الجزيرة) لا حياة دون مياه

يتحدث الترك للجزيرة نت عن معاناته اليومية، التي تشبه معاناة جميع من عادوا إلى بلداتهم الحدودية، إذ تعتبر أزمة المياه العقبة الأولى لهذه العودة، فالكهرباء يجري تأمينها عبر ألواح الطاقة الشمسية، أما المياه فيصعب تأمينها بعد غيابها عن المنازل وبعد تدمير خزانات المياه في القرى والبلدات.

ويقول الترك "المياه شريان الحياة، وبدون مياه الحياة مستحيلة، وأنا أنزل وأملأ هذه الغالونات يوميا لكي أتوضأ للصلاة ولأغسل حاجياتي، وعائلتي لم تستطع العودة معي إلى البلدة بل بقيت في صور، لأن البيت غير صالح للسكن ولا يوجد فيه كهرباء ولا مياه، ولو أن المياه موجودة لتشجع الناس على العودة إلى بيوتهم، ولو كانت مدمرة".

إعلان

ومن خلال جولة الجزيرة نت في الناقورة لاحظنا كيف أن شبكات المياه مقتلعة من تحت الأرض، وكيف أن المضخات مخرّبة بشكل كبير، أما الخزانات البلاستيكية والحديدية الخاصة بالمنازل فمتطايرة ومتناثرة في كافة الأرجاء.

وفيق سبليني يتفقد مضخة بستانه في بلدة الناقورة (الجزيرة) المزارعون يستغيثون

فقدان المياه ليس عائقا أمام عودة السكان إلى بيوتهم فحسب، بل هو عائق أيضا أمام عودة المزارعين إلى بساتينهم، فقرى الجنوب تعتمد على الزراعة بشكل أساسي، حيث تشتهر بزراعات الحمضيات والأفوكادو والتبغ والعديد من الزراعات الاستوائية، إلا أن الاحتلال عمد على تجريف هذه البساتين واقتلاع مصادر المياه فيها، مما ألحق خسائر فادحة بالمزارعين.

ويقف وفيق سبليني على أنقاض بستانه المجرّف بالكامل، ويتفقد المضخات المدمّرة، ويتحدث للجزيرة نت عن خسائره الكبيرة، ويقول "قام جيش العدو الإسرائيلي بتجريف البستان بالكامل بالجرافة، ولم يترك منه إلا 4 أو 5 شجرات، وجرّف الخزانات والأرض والجدران وشبكات المياه، وسقطت مضخة في البئر وضاعت ولم نستطع إخراجها، وهذه المضخات لها أهمية كبيرة بالنسبة لنا لأننا نروي بها الأشجار".

ويلفت سبليني إلى أن بلدته تعتمد على الآبار في الناقورة بشكل أساسي، فهي لا تعتمد على المياه من خارج البلدة، وهذه الآبار مع مضخاتها جرى تدميرها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي حرم البلدة من مصادر مياهها، ويناشد سبليني الدولة اللبنانية والدول العربية والصديقة بضرورة إنشاء صندوق خاص لدعم أهالي الجنوب، ليعيدوا بناء بيوتهم ويعودوا إلى بساتينهم من جديد.

محمد سبليني هو الآخر يملك عدة بساتين في بلدته الناقورة، ويتحدث للجزيرة نت عن تجريف الاحتلال الإسرائيلي لمضخات المياه في بساتينه بالجرافات، ويؤكد استحالة العودة إلى البساتين والزراعة فيها، في ظل خروج الآبار عن الخدمة، فهي المصدر الوحيد للمياه في البلدة.

إعلان

ويقول سبليني "أخرجت المولدات وأصلحتها، ولكني لم أجد قطع تبديل للآبار، والآن ليس لدي القدرة على الاستمرار، فلم يعد لدي مواسم زراعية لكي أبيعها، ونحن بحاجة إلى التفاتة من الدولة والمعنيين لكي نعاود نشاطنا، وإلا سنضطر إلى هجرة بساتيننا".

جيش الاحتلال دمر 3 مضخات مياه رئيسية في الناقورة (الجزيرة) حلول مؤقتة من البلدية

عودة الناس إلى الناقورة مرتبطة بعودة البنى التحتية وعلى رأسها المياه، بحسب رئيس بلدية الناقورة عباس عواضة الذي أكد للجزيرة نت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي جرف 3 محطات مياه أساسية في البلدة بشكل كامل، وذلك بعد وقف إطلاق النار، وكذلك عمد إلى تجريف البنية التحتية، ومن ضمنها خطوط مياه الشفة التي تنقل المياه من الآبار إلى أحياء البلدة.

حلول مؤقتة أجرتها البلدية لتأمين المياه للأهالي العائدين إلى قريتهم، فقد أصلحت البلدية بئرا للمياه، وتقوم الجرارات بتوزيع المياه منه على البلدة، كما أقامت البلدية خزانات عند مداخل الأحياء لتقريب المياه للأهالي.

ويناشد رئيس بلدية الناقورة الدولة ومؤسسة مياه لبنان الجنوبي، التدخل السريع لإعادة تشغيل الآبار وبناء شبكة المياه ولو بشكل جزئي، في الأماكن التي عاد إليها السكان، فالمياه تُعتبر شريان الحياة وعنصر صمود بوجه الاحتلال، حسب كلامه.

أضرار بالملايين

قيمة الأضرار الناجمة عن استهداف البنية التحتية الخاصة بالمياه في الجنوب جراء الحرب الإسرائيلية على لبنان تقدّر بـ100 مليون دولار، بحسب مدير عام مؤسسة مياه لبنان الجنوبي وسيم ضاهر، إذ أكد للجزيرة نت أنه بين 30 و35 بلدة جنوبية جرى تدمير بنيتها التحتية بشكل كبير جدا، من شبكات وخزانات ومضخات.

ويشدد ضاهر على أن إعادة المياه إلى البلدات الجنوبية، وخاصة تلك الواقعة في منطقة الشريط الحدودي، أمر في غاية الأهمية، لأن عودة الأهالي مرتبطة بعودة المياه، أكان للاستعمالات المنزلية أو الزراعية أو حتى أعمال البناء

إعلان

ويؤكد أن المؤسسة حاضرة بكوادرها ومهندسيها وموظفيها للبدء بورش الإصلاح والبناء، ولكن هناك معضلة وهي الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، والتي لم توفر الخزانات المستحدثة في بعض القرى الجنوبية حيث استهدفتها بالمسيّرات، مطالبا الدولة بضرورة معالجة المشكلة.

ويلفت ضاهر إلى أن المؤسسة بدأت بإصلاح مضخة الطبية جنوب لبنان، والتي كانت قد تضررت بفعل الاعتداءات الإسرائيلية، وأنها ستقوم كذلك بالبدء بمشروع إعادة بناء مضخة الوزاني التي دمرتها إسرائيل بشكل كامل، لتأمين المياه إلى القرى الجنوبية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الاحتلال الإسرائیلی للجزیرة نت المیاه فی

إقرأ أيضاً:

شهداء وجرحى من الجيش اللبناني جراء انفجار ذخائر من مخلفات الاحتلال

قتل وأصيب عدد من أفراد الجيش اللبناني، في انفجار ذخائر من مخلفات جيش الاحتلال الإسرائيلي بقضاء صور جنوبي البلاد.

وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية: "انفجرت ذخائر من مخلفات العدوان الاسرائيلي على الجنوب بفريق هندسة تابع للجيش اللبناني، وذلك خلال تفكيك الفريق بعض القذائف في المنطقة الواقعة بين بلدة مجدلزون ــ وزبقين بقضاء صور".

وأشارت الوكالة إلى وجود "معلومات عن وقوع إصابات بينهم شهداء"، دون مزيد من التفاصيل.

وشنت "إسرائيل" في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول/ سبتمبر 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح.


وفي 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف لإطلاق النار بين حزب الله و"إسرائيل"، لكن تل أبيب خرقته أكثر من 3 آلاف مرة، ما أسفر عن 280 قتيلا و586 جريحا، وفق بيانات رسمية.

وفي تحد لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحابا جزئيا من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.

والخميس، أعلنت وكالة الأنباء اللبنانية استشهاد 8 أشخاص، بينهم سوري، وإصابة 12 آخرين جراء 3 غارات جوية إسرائيلية استهدفت مناطق شرقي وجنوبي البلاد.

وتعتبر حصيلة الشخداء الخميس، الأكبر منذ 3 أسابيع، في ظل خرقات جديدة لاتفاق وقف إطلاق النار القائم منذ أواخر 2024.


وذكرت الوكالة نقلا عن وزارة الصحة، أن "6 أشخاص استشهدوا وأصيب 10 آخرون في حصيلة نهائية في استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة على طريق المصنع الدولي في منطقة البقاع شرقي البلاد".

وفي وقت سابق الخميس، قالت الوكالة ذاتها إن "مسيرة معادية استهدفت مواطنا أمام منزله في بلدة كفردان غرب بعلبك (شرق)، ما أدى إلى استشهاده"، دون مزيد من التفاصيل.

كما استشهد مواطن سوري وأصيب شخصان، الخميس، في غارات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على بلدة دير سريان في محافظة النبطية جنوبي لبنان، وفق المصدر نفسه.

مقالات مشابهة

  • رغم اتفاق وقف إطلاق النار .. جيش الاحتلال يواصل انتهاكاته بجنوب لبنان
  • الوطنية للنفط تزوّد بلدية أجخرة بمضخات غاطسة لمعالجة أزمة مياه الشرب
  • خبر متداول.. ما حقيقة تعرض دورية للجيش لانفجار لغم في الناقورة؟
  • هيئة مياه ومشاريع الريف تؤهل كوادرها على استكشاف المياه الجوفية
  • الجيش اللبناني: 6 قتلى وإصابة آخرين أثناء كشف وتفكيك مخزن أسلحة بقضاء صور
  • الجيش اللبناني يصدر بيانا بشأن انفجار في مخزن أسلحة بالجنوب
  • شهداء وجرحى من الجيش اللبناني جراء انفجار ذخائر من مخلفات الاحتلال
  • ذخائر من مخلفات العدوان الاسرائيلي تصيب عسكريين بالجيش اللبناني
  • روشتة برلمانية لحل أزمة الزيوت المستعملة وتدويرها بشكل آمن
  • مياه القناة تعلن القضاء على ضعف المياه في منشية مبارك ببورسعيد