تواصل ميليشيا الحوثي الإيرانية تحويل معاناة الأسر النازحة الفارة من جحيم الحرب إلى ورقة ضغط لفرض أجندتها الطائفية والمسلحة، بحرمانها من المساعدات الإغاثية التي تمثل شريان الحياة الوحيد لهذه الفئات الأكثر هشاشة. 

وبحسب بلاغ صادر عن مكتب الإعلام بمحافظة الحديدة، إن مئات النازحين في مديرية الزهرة حُرموا من حصصهم الغذائية التي توفرها منظمات دولية، بعدما اشترطت الميليشيا التحاقهم بدورات طائفية أو تجنيد أبنائهم مقابل إدراج أسمائهم في قوائم المستفيدين.

 وأوضحت المصادر أن مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين التابع للحوثيين في المديرية، يتورط في بيع كميات كبيرة من المساعدات في الأسواق المحلية، بالتواطؤ مع قيادات ميدانية، فيما يجبر آخرون على دفع مبالغ مالية كرشاوى مقابل الحصول على حقهم المشروع.

وأكدت السلطات المحلية أن نحو 90% من النازحين في مديرية الزهرة هم مهجرون قسراً من مديريتي حيران وميدي بمحافظة حجة، ويعيشون في مخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة، حيث تنعدم مياه الشرب النقية، ويغيب الصرف الصحي، وتتفاقم الأوضاع الصحية وسط انتشار الأمراض.

وتحذر منظمات حقوقية من أن استمرار هذا النهج الحوثي في تجويع النازحين واستغلال حاجتهم، يفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن ويقوّض جهود المجتمع الدولي في تقديم المساعدات، داعيةً الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية إلى وضع آليات رقابة صارمة تمنع وصول المساعدات إلى أيدي الميليشيا وتحويلها إلى أداة حرب ضد المدنيين.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

شاهد.. أداة مبتكرة تكشف هوية الأسماك عبر أصواتها

ليست كل الأصوات التي نسمعها في البحر مجرد أمواج أو تحركات الماء، فالأسماك تصدر أصواتا متنوعة لأغراض مختلفة، مثل طرق الزعانف أو فرقعات وطقطقات نتيجة حركات الفم أو الحنجرة، وأصوات فحيح وزمجرة للتواصل أو جذب الشريك، ومعرفة الصوت المميز لكل نوع من الأسماك لم يعد مجرد فضول علمي، بل أصبح أداة حيوية لحماية الشعاب المرجانية.

وتلعب الأسماك التي تعيش في الشعاب المرجانية دورا أساسيا في الحفاظ على توازنها، من خلال أكل الطحالب التي قد تغطي الشعاب وتعيق نموها، والمساهمة في التنوع البيولوجي عبر أدوارها المختلفة في السلسلة الغذائية ودورة المغذيات داخل النظام البيئي، وبما أن لكل نوع سلوكياته ونمطه الغذائي الخاص، فإن أي تغير في وجود أنواع معينة أو انخفاض أعدادها يمكن أن يكون إشارة مبكرة لتدهور البيئة نتيجة التلوث أو الصيد المفرط أو تغير المناخ.

ونجح مشروع بحثي مشترك بين " فيش آي كولبراتيف"، وهي منظمة غير ربحية متخصصة في تكنولوجيا الحفاظ على البيئة، وجامعتي كورنيل الأميركية وألتو بفنلندا، في تطوير أداة مبتكرة لتسجيل أصوات الأسماك في الشعاب المرجانية.

هذه التقنية تمكّن العلماء من تسجيل أصوات الأسماك وربط تلك الأصوات بنوع السمكة، وبالتالي يكون رصد التغيرات في أصوات وكثافة الأسماك، بمثابة إنذار مبكر للمشاكل البيئية، وتحديد المناطق الأكثر تضررا، واتخاذ إجراءات حماية أو إعادة تأهيل فعالة.

وإليك مقطع فيديو قصيرا نشره العلماء لمجموعة من هذه الأصوات التي تحدد الأسماك:

كيف تعمل الأداة الجديدة؟

وفق الدراسة المنشورة بدورية "ميثودز إن إيكولوجي أند إيفولوشن "، فإن الأداة الجديدة المسماه " يو بي إيه سي 360 "، أو الكاميرا الصوتية السلبية متعددة الاتجاهات تحت الماء، تجمع بين تسجيل الصوت تحت الماء وفيديو بزاوية 360 درجة.

وتعمل الأداة بطريقة مبتكرة، فكل صوت يتم التقاطه تحت الماء يُصحب بتسجيل فيديو كامل للمشهد المحيط، مما يسمح للعلماء برؤية السمكة المصدرة للصوت في اللحظة نفسها، وبمرور الوقت، تتشكل مكتبة صوتية لكل نوع، ما يجعل التعرف على الأسماك ممكنا حتى من دون رؤيتها مباشرة، فقط من أصواتها المميزة.

إعلان

وتمتلك الأداة عدة مزايا تجعلها ثورية في مراقبة الشعاب المرجانية، فهي تلتقط الصوت من جميع الاتجاهات، ويمكن تركها في البيئة البحرية لتسجل عدة ساعات أو أيام دون الحاجة لغواصين أو قوارب، ما يتيح مراقبة مستمرة لسلوكيات وأنشطة الأسماك على مدار اليوم والليل، كما يمكن استخدام الأصوات الملتقطة لتدريب برامج الذكاء الاصطناعي للتعرف تلقائيا على الأنواع البحرية في المستقبل.

والناتج العملي لهذه التقنية مذهل، إذ أصبح بإمكان العلماء تحديد مناطق الشعاب المرجانية الأكثر تضررا، ورصد التغيرات في كثافة الأسماك وأنواعها، ما يوفر إنذارا مبكرا لأي مشاكل بيئية ويمكّن من اتخاذ إجراءات حماية وإعادة تأهيل فعّالة للحفاظ على الشعاب المرجانية.

سمك الزيبرا (شترستوك)أهمية المراقبة المستمرة

ويقول الدكتور مارك دانتزكر، المؤلف الرئيسي للدراسة والمدير التنفيذي لمؤسسة "فيش آي كولبراتيف" في بيان نشره الموقع الإلكتروني لجامعة كورنيل "الشعاب المرجانية تتراجع بسرعة، مهددة ليس فقط التنوع البيولوجي، بل أيضا الأمن الغذائي وسبل عيش ما يقرب من مليار شخص يعتمدون عليها، ولذلك يجب المراقبة الفعالة لهذه النظم البيئية باستمرار".

وتغطي الشعاب المرجانية الاستوائية الضحلة 0.1% فقط من قاع المحيط، لكنها تدعم 25% من جميع الكائنات البحرية، ومع ذلك، فهي تعاني من تراجع عالمي ناجم عن ضغوط مثل تغير المناخ، والتلوث، والصيد غير المستدام، وهذا الوضع يجعل المراقبة الفعالة أكثر أهمية من أي وقت مضى، كما يوضح دانتزكر.

ويضيف أن "الحكومات والمنظمات غير الحكومية تستثمر مليارات الدولارات في حماية الشعاب واستعادتها، وهذا ليس كافيا، لذا يجب أن نضمن أن تُستخدم هذه الأموال المحدودة بفعالية، ونحن بحاجة لتتبع كيفية استجابة الشعاب المرجانية لكل من الضغوط البيئية والتدخلات، والأداة الجديدة تساعدنا في ذلك".

مقالات مشابهة

  • حولها الحوثيون إلى ثكنة عسكرية.. تهجير مستمر لأهالي حرض وميدي منذ 7 سنوات
  • حين تتحول المشاعر المقدسة إلى أداة للتجنيد لاختراق ساحة التأثير اليمني
  • تأكيد علاقة الصحة النفسية بجودة الحياة في احتفال بشمال الباطنة
  • غرفة العمليات الحكومية: نواصل تنسيق الجهود الإغاثية وإعادة الخدمات بغزة
  • تدشين إصدار 4000 بطاقة شخصية جديدة لمستحقي الزكاة في الزهرة بالحديدة
  • الحوثيون يوقفون هجماتهم على إسرائيل والسفن بالبحر الأحمر.. هل يبحثون عن عدو جديد؟
  • الإمارات تواصل جهودها الإغاثية في غزة .. “الفارس الشهم 3” تقدّم 21 صهريجا لمواجهة شح المياه
  • عقب اتفاق شرم الشيخ.. المساعدات المصرية ترافق عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة
  • شاهد.. أداة مبتكرة تكشف هوية الأسماك عبر أصواتها
  • أحمد الشناوي: مصر أعادت الحياة لغزة وفرضت منطق السلام على الجميع