صاحب متجر المثلجات الوحيد الحائز على نجمة ميشلان يريد صنع آيس كريم شهي فقط
تاريخ النشر: 10th, August 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يوجد أكثر من 3 آلاف مطعم حول العالم حاصل على نجمة "ميشلان" واحدة على الأقل. ولكن واحدًا منها فقط يُعد مخصصًا بالكامل لبيع المثلجات. ولتجربته، عليك السفر إلى تايوان.
يقع مطعم "Minimal" في زقاق بمدينة تايتشونغ، بجوار جادة "Calligraphy Greenway" المظللة بالأشجار.
تأسس المطعم على يد الشيف، آرفين وان، عام 2021، وقد أُدرج في دليل "ميشلان" الخاص بتايوان الذي صدر في أغسطس/آب من 2024.
لكن بعد بضعة أشهر فقط من حصوله على النجمة، اتخذ وان قرارًا جريئًا يعكس الضغوط التي يواجهها كثير من الطهاة، إذ تخلى عن قائمة التذوّق التي كانت تقدَّم في مساحة منفصلة داخل المطعم، واختار التركيز فقط على بيع المثلجات الخاصة للطلبات الخارجية.
المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
كذبة أن الجيش الأخلاقي لا يريد دخول غزة
من تلك الأكاذيب التي تبرع إسرائيل بترويجها هي معارضة الجيش لفكرة احتلال غزة أو لتصعيد الحرب ضد المدنيين، مقابل إصرار المستوى السياسي على ذلك، في تعزيز مقصود لفكرة الجيش الأخلاقي المزعومة.
ما الذي يحدث؟ كل المستوى السياسي يريد أن يبيد غزة ويمحو ما تبقى منها فيما يقف الجيش معارضاً وبشدة لتلك الفكرة، بل يقوم قائده بالتصريح علناً بمعارضته لذلك، ويتحدث للكابينت حول مخاطر الخطوة القادمة، ويتم تسريب تحذيرات من أن الجيش قد لا يكون قادراً على تنفيذ المهام المطلوبة.
طوال فترة الحرب كان الجيش مع الصفقة، كأنه ليس هو من يقوم بقتل الناس، وطوال قرابة العامين كان الجيش يسعى لإقناع القيادة السياسية بضرورة التوصل لاتفاق ينهي الحرب.
وفيما كانت القيادة السياسية تواصل سعيها من أجل ضربة قاضية في غزة كان الجيش يقول شيئاً مختلفاً.
لاحظوا نحن لا نسمع الجنرالات يتحدثون بأصواتهم بل نقرأ أو نسمع من الآخرين ماذا قالوا.
الفكرة أن الجيش يجب أن يكون بمعزل عن أي توجهات قد تقدمه على أنه محب للحرب وساعٍ لها.
وفيما أيضاً ترتكز تصريحات الجيش المزعومة حول عدم الحاجة لدخول مدينة غزة ومخيمات المحافظة الوسطى على مبادئ حربية وعسكرية بمعنى أنها تشرح عدم جدوى الخطوة عسكريا إذ إنها لن تحقق شيئاً، فإن القصد من كل ذلك هو كشف الوجه الإنساني للجيش الأكثر أخلاقية في العالم الذي يبدو أكثر عقلانية من القيادة السياسية ويتفهم الوضع الإنساني في غزة بل إنه يدعو القيادة السياسية كما حدث في بعض «أفلام» الإعلام العبري إلى تخفيف قبضة الحصار عن غزة من أجل أن يجد الناس الطعام فلا يموتون.
وفيما يرتكز النقاش في المصرح به حول الضرورات الأمنية والعسكرية ويبدو كأنه يتم في سياق طبيعي، فإن المقصود من كل ذلك هو ذر الرماد في العيون، وتقديم ذات الصورة عن الجيش الذي لا يقتل لمجرد القتل والذي لا يذهب للحرب لأنه يريد ذلك بل إنه يعارض قيادته السياسية ويحاول ثنيها عن مواصلة الحرب. تتذكرون أن الجيش دائماً يبدو ويتم تقديمه على أنه مع إنهاء الحرب.
التصريحات الكاذبة التي يتم تسريبها تحت بند مصدر مسؤول في الجيش أو جنرال متقاعد أو ضابط يخدم في كتيبة المدرعات في غزة تقدم الجيش بوصفه يسعى لإنهاء الحرب ويطالب القيادة السياسية بإنجاز صفقة سياسية.
لسان حال هذه التصريحات يقول إن المزيد من المعارك لن يجدي نفعا، وكأن الجيش حريص على حياة الأبرياء في غزة ويسعى لإنقاذهم من مخالب الساسة الشرسين.
طبعاً وجود نقاش داخلي في أروقة الحكم أمر طبيعي في أي نظام سياسي، فالسياسة نقاش حول الخيارات في المحصلة.
وأن يقوم الجيش بتقديم تصور حول سير المعارك وحول مستقبل هذه المعارك أمر طبيعي، ويحدث في كل مكان في العالم، فدور الجنرالات أن يقدموا رؤيتهم لمستقبل الحرب ويشرحوا للمستوى السياسي مآلات المعارك في المستقبل.
ومن المؤكد أن يجري في اجتماعات الكابينت الإسرائيلي نقاش وربما نقاش حاد بين الجنرالات ووزراء الحكومة خاصة من اليمين، وربما يصل الأمر لمستويات حادة، ولكن في المحصلة في كل حكومات العالم يتم نفس الأمر وحين ينتهي الاجتماع وحتى حين يتم تسريب معلومات عن مستقبل الحرب بعد مثل هذه الاجتماعات، لأن الناس تريد أن تعرف المخاطر التي تنتظرهم، فإن هذا يتم ضمن عمل الصحافة وليس وفق توجيهات من الأمن.
لم نسمع يوما مثلا أن الجيش كان أكثر تطرفاً من القيادة السياسية في وجهة نظره، دائماً يتم تقديم الجيش بوصفه الأقل تطرفاً والأقل ميلاً لاستمرار الحرب.
وهذا ليس جديداً، بل يمكن تتبعه عودة في الماضي إلى لحظات الاحتلال الأولى وإلى الانتفاضة الأولى والثانية.
وحتى في العلاقة مع السلطة ومع ضغط نتنياهو المتواصل لخنق السلطة، تخرج الأصوات من الجيش ومن المؤسسة الأمنية تقول بضرورة الحفاظ على السلطة وعدم الإجهاز عليها.
ما أقوله هنا إن هذا يتم وفق ترتيبات خاصة يتم فيها تقديم الجيش كجيش أخلاقي لا يريد الحروب ولا يذهب لها إلا مجبرا.
أمام كل هذا فإن الجيش يقتل لأنه مجبر على القتل، فالفلسطينيون هم الذين يضطرونه للقتل والمستوى السياسي هو الذي يضغط عليه من أجل مواصلة القتال، فهو يريد إنجاز صفقة وإنهاء الحرب.
الجيش الذي يرتكب المذابح ويشرد الناس ويحتفل جنوده بتدمير المباني على ساكنيها ويقوم أحدهم بإهداء ابنته في عيد ميلادها تدمير بناية على رؤوس من فيها، هذا الجيش تتناقل الأخبار أنه ضد الحرب وأن قائده على وشك الاستقالة إذا استمرت، وأن الضباط يوقعون على وثيقة يطالبون فيها بوقف الحرب ويعبرون عن عدم جهوزيتهم للاستمرار.
الأكثر مرارة كيف تتناقل وسائل الإعلام خاصة العربية منها
أخبار كثيرة كلها تصنع الصورة المقصودة، وتعزز المقولة التي تفرضها إسرائيل على الوعي بأن جيشها أخلاقي.
لاحظوا حتى لو كان هذا على حساب الساسة أنفسهم فلا بأس المهم أن يظل الجيش نقياً في نظر الغير.
والأكثر مرارة كيف تتناقل وسائل الإعلام خاصة العربية منها مثل هذه الأخبار. يتم تقديم الأمر كأن إسرائيل تمت هزيمتها وأن الجيش على وشك الهرب من غزة بل إنه سيهرب، فهو لا يستطيع الصمود أمام قوة المقاومة وغير ذلك من العبارات الكبيرة التي لا تفعل شيئاً إلا أنها تعيد إنتاج الصورة النمطية التي أرادت إسرائيل تسويقها وتسعى للحفاظ عليها.
إن متابعة الفضائيات العربية وربما لبعض مواقع التواصل الاجتماعي وما يكتب فيها لنصف ساعة يصيب المرء بالغثيان، فنحن مستهلكون ليس فقط للتكنولوجيا والبضائع الخارجية حتى للمقولات الإعلامية الجاهزة التي يتم تصديرها لنا.
يتم ترويج مثل هذه المقولات دون أن نعي أن كل شيء تتم صياغته بدقة وحرفية، وأنّ كل خبر وراءه قصداً ومبتغى.
الأيام الفلسطينية