شكك محللون عسكريون إسرائيليون، اليوم الأحد، في خروج قرار الكابينيت السياسي – الأمني، أول من أمس، لاحتلال قطاع غزة كله إلى حيز التنفيذ، وحذروا من عواقب ردود الفعل الدولية وخاصة إعلان المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، عن وقف تصدير أسلحة إلى إسرائيل.

واعتبر المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، أن "الحديث لا يدور عن احتلال حقيقي لغزة، ولا عن خطة غايتها الحقيقية السيطرة على القطاع.

هذه خطة غايتها كسب الوقت لصالح صفقة مخطوفين جزئية، كتلك التي أعلن نتنياهو أنه يعارضها، من خلال التسويق لقاعدته الانتخابية أسطورة ’هجوم’ واسع من شأنه إدخال إسرائيل إلى مواجهات مع المجتمع الدولي والجمهور الإسرائيلي الواسع الذي يعارضها".

وأضاف يهوشواع أنه "سنخاطر ونقول إن الخطة لن تنفذ، لكن ثمن التسونامي السياسي والشرخ الداخلي في المجتمع الإسرائيلي سندفعه نحن (أي الجمهور). وهذه ليست خطة لهزيمة حماس ، وإنما لإحضار صفقة. وهذا القرار لا يقود إلى أزمة بين المستوى السياسي والجيش فقط، وإنما يحول الجيش الإسرائيلي إلى أداة لعبة سياسية تحت ضغط".

وأشار إلى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، وصف هذه الخطة بأنها "مصيدة إستراتيجية"، وأنه "حسب زامير، يجري الحديث عن إخلاء قرابة مليون غزي لا مكان يمكنهم التوجه إليه. وكل من يعرف الوضع الميداني يدرك أن هذه عملية مستحيلة".

وتابع يهوشواع أن "حقيقة أن القطاع مدمر بمعظمه، وفيما لا يوجد مكان يُنقل إليه مليون مواطن والحلول الإنسانية غير موجودة، إنما يعزز صعوبة ذلك. إلى جانب ذلك، قدم زامير، الذي يعتزم البقاء في منصبه، تقريرا حول إرهاق القوات وحجم الإصابات وتدهور الشرعية الدولية".

وأشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى "وجود فجوة كبيرة بين الشكل الذي استُعرض فيه قرار الكابينيت بخصوص توسيع القتال في القطاع، وبين ما يبدو أنه تبعات فعلية للقرار. ومن الناحية الرسمية، وافق الكابينيت على قرار نتنياهو وصادق على احتلال مدينة غزة، تمهيدا لاحتلال كامل لقطاع. ومن الناحية الفعلية، الصياغات والاشتراطات في القرار من شأنها أن تؤجل تنفيذه لحوال شهرين، إذا كان سينفذ أصلا".

وأضاف أنه سيتعين على نتنياهو أن يواجه صعوبتين أساسيتين إذا أراد احتلال قطاع غزة. "الصعوبة الأولى هي أن الولايات المتحدة تطالبه بخطوات إنسانية، بينها إدخال مساعدات كبيرة إلى القطاع وإقامة مراكز توزيع كثيرة وإخلاء حذر وتدريجي للسكان الفلسطينيين من مدينة غزة ومحيطها، يصل عددهم إلى مليون نسمة. وهذا يستغرق وقتا، وقسم من تنفيذ ذلك متعلق بمنظمات دولية لا تخضع للجدول الزمني الإسرائيلي".

وأضاف هرئيل أن "الصعوبة الثانية تتعلق باستدعاء قوات الاحتياط. وحسب الجيش الإسرائيلي، ثمة حاجة إلى استدعاء ما بين 120 ألفا إلى 250 ألف عنصر في الاحتياط. ومنذ الآن، نسبة الامتثال في وحدات الاحتياط في حالة سقوط حر (انخفاض كبير)، والضباط يغطون على ذلك باستدعاء حثيث لعناصر احتياط لا ينتمون إلى وحدات، ويحولون الخدمة العسكرية خلال الأزمات إلى مصدر رزق ويتنقلون بين القيادات والكتائب".

وتابع هرئيل أن "نص بيانات الكابينيت، مقابل التوقعات التي ينثرها نتنياهو وأنصارها، محدود للغاية. ولم يُذكر فيها احتلال وإنما سيطرة، ولا ’تشجيع هجرة طوعية"، ولا ’المدينة الإنسانية’ المروعة أيضا. وليس واضحا إذا كان هذا متعلقا بحذر أو ربما بإملاء أميركي. كما أن الكابينيت لا يعلن إذا كانت وجهته نحو صفقة مخطوفين أم صفقة شاملة".

بدوره، أشار المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، إلى أن قرار الكابينيت حول احتلال مدينة غزة "قد يتضح أنه نقطة ضعف، رغم أنه ليس واضحا إلى أين ستقود: وفيما نتنياهو ووزراء الكابينيت يريدون هزيمة حماس، يتزايد التخوف من أنها هي التي ستهزم إسرائيل".

وأردف ليمور أن ثمة دليلين على ذلك حدثا في نهاية الأسبوع الماضي. الدليل الأول يتعلق بقرار ألمانيا بفرض حظر بيع أسلحة قد يستخدمها الجيش الإسرائيلي في حرب غزة. ورغم أن السلاح المركزي الذي يستخدمه الجيش الإسرائيلي هو أميركي، لكن أهمية القرار الألماني هو أن من شأنه أن "يقود إلى تسونامي خطير" بأن تعلن دول أخرى عن حظر بيع أسلحة لإسرائيل.

وأضاف أن الدليل الثاني هو اللقاء بين المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، ورئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في إسبانيا، حيث بحثا في اتفاق شامل يؤدي إلى تبادل أسرى وإنهاء الحرب، وتقديمه إلى إسرائيل وحماس خلال أسبوعين، "وقد تجد إسرائيل نفسها أمام مطلب للرئيس ترامب بالتوصل إلى حل فوري".

وتابع أنه "إلى جانب الضغط الدولي المتصاعد، الذي سيؤدي الشهر المقبل إلى اعتراف متوقع من جانب دول مركزية في العالم بدولة فلسطينية، ستتعالى مطالب بأن يُفرض على إسرائيل إنهاء الحرب بدون شروط مريحة لها".

وحسب ليمور، فإن مسؤولين أمنيين ودبلوماسيين إسرائيليين حذروا في الأيام الأخيرة من أن "الحديث يدور عن خطر إستراتيجي على إسرائيل، لكن يبدو أن نتنياهو والوزراء تجاهلوا ذلك، مثلما تجاهلوا التخوف من مقتل مخطوفين وجنود".

ورأى ليمور أن قرارات الكابينيت "تبقي بأيدي الحكومة حيزا كافيا للحفاظ على حرب أبدية في غزة، باسم ضرورة جمع كافة البنادق وقتل جميع المخربين. ومن شأن هذه القرارات أن تقود إسرائيل إلى إقامة حكم عسكري بغياب منظومة إدارية بديلة في غزة".

وأضاف أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين أشاروا، في نهاية الأسبوع الماضي، إلى التجربة التاريخية المتراكمة للأميركيين في فيتنام وأفغانستان والعراق، وللروس في أفغانستان وأوكرانيا، وكذلك للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان. "ولم تنجح أي دولة في تنفيذ ما يتطلع الكابينيت إلى تنفيذه الآن، وبالتأكيد في باتت هناك سنتين من الحرب التي أرهقت الجيش، والجمهور منقسم، وفيما الشرعية العالمية في حضيض غير مسبوق".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية تفاصيل الخطة الإسرائيلية لاحتلال قطاع غزة كاتس يوعز ببقاء الجيش بمخيمات الضفة حتى نهاية العام عائلات الأسرى الإسرائيليين تدعو إلى إضراب شامل بالمرافق الاقتصادية الأحد المقبل الأكثر قراءة الصحة العالمية تدعو إلى مواصلة تدفق وزيادة المساعدات الطبية إلى غزة الصحة بغزة: 119 شهيدا و866 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية Weekly bulletin of the most important news from Gaza: July 27 to August 2, 2025 مصر: لا نمانع من استصدار قرار أممي لنشر قوات دولية في غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی احتلال قطاع غزة قرار الکابینیت

إقرأ أيضاً:

موقع إسرائيلي: السيسي يرفض لقاء نتنياهو وتفاقم الخلافات مع تل أبيب

أكدت وسائل إعلام عبرية، أن رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي لا يزال يرفض لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ظل تصاعد توترات سياسية وأمنية تشمل معبر رفح واتفاقية الغاز والحشود العسكرية في سيناء، إلى جانب مخاوف مصرية من إفادة مثل هذا اللقاء نتنياهو قبل الانتخابات.

ونقل موقع "زمان إسرائيل" عن مصدر مطلع، أن السيسي لم يعتزم في المرحلة الحالية عقد لقاء مع نتنياهو، رغم مساع إسرائيلية مكثفة لتحقيق ذلك، مشيرا إلى أن القاهرة شعرت باستياء متزايد من إسرائيل بسبب ملفات عالقة خلال الأشهر الأخيرة، ما قلل فرص أي اجتماع قريب، على الرغم من اهتمام كل من إسرائيل والولايات المتحدة بعقد هذا اللقاء.



وحذرت القاهرة خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، التي اندلعت بعد أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، من أي عمليات عسكرية قد تدفع الفلسطينيين جنوبا باتجاه شبه جزيرة سيناء، واعتبرت هذا السيناريو خطا أحمر وتهديدا مباشرا لأمنها القومي.

وأوضح المصدر أن مصر ظلت قلقة من عدم استبعاد إسرائيل لهذا الاحتمال، خاصة في ظل خططها لتركيز مشاريع إعادة الإعمار الأولى في مدينة رفح جنوب قطاع غزة المحاذية للحدود المصرية.

وأشار موقع "معاريف أون لاين" إلى أن الخلافات تصاعدت حول معبر رفح، إذ سمحت إسرائيل بفتحه فقط للفلسطينيين المغادرين من قطاع غزة، وهي سياسة وصفها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الأسبوع الماضي، بأنها محاولة لتقليص عدد سكان القطاع، وهو ما أكدت القاهرة رفضها القاطع له.



وازدادت حدة التوتر في أكتوبر/تشرين الأول عندما انسحب وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين من حفل توقيع اتفاقية مربحة للغاز الطبيعي مع مصر، معتبرا أن بنود الاتفاق مجحفة بحق إسرائيل، ما أثار غضب القاهرة وواشنطن.

وفي سياق متصل، اتهم نتنياهو، والسفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة يحيئيل ليتر، ومسؤولون إسرائيليون آخرون، مصر مرارا بحشد قوات عسكرية في شبه جزيرة سيناء، معتبرين ذلك انتهاكا لمعاهدة السلام الموقعة عام 1979، بينما نفت القاهرة هذه الاتهامات بشكل قاطع.

وأشار الموقع إلى أن العلاقات بين نتنياهو والسيسي شهدت توترا مستمرا، إذ لم يتحدثا منذ ما قبل الحرب، ورغم محاولات نتنياهو في الأشهر الأخيرة تحسين العلاقات، لم يبد السيسي اهتماما بالانخراط في حوار في ظل غياب تغييرات جوهرية في سلوك إسرائيل تجاه مصر.

كما أضاف المصدر أن السيسي خشي أيضا من أن ينظر إليه باعتباره "داعما" لنتنياهو خلال عام الانتخابات الإسرائيلية.



وجاءت هذه المعطيات في وقت عمل فيه نتنياهو على تنظيم زيارة إلى القاهرة، آملا في لقاء السيسي وتوقيع صفقة بمليارات الدولارات لتزويد مصر بالغاز الطبيعي الإسرائيلي.

ووفق مصدر أمريكي رفيع المستوى، نسق المسؤولون الإسرائيليون هذه الجهود مع دبلوماسيين أمريكيين كبار.

وزار نتنياهو مصر علنا مرتين خلال عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وكانت آخر زيارة رسمية له في يناير/كانون الثاني 2011، إلى جانب اجتماعات أخرى عقدت سرا، ومنذ أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول، الذي أشعل حرب "السيوف الحديدية"، تجمدت العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين إلى حد كبير، باستثناء التنسيق الأمني المستمر، لا سيما بين أجهزة الاستخبارات، والذي ركز على ملف الأسرى.

وبرزت خلافات إضافية حول السيطرة على معبر رفح، ورفض مصر استقبال اللاجئين من قطاع غزة، واحتمال مشاركتها في قوة الاستقرار الدولية المزمع إنشاؤها في غزة، إضافة إلى محاولات تهريب طائرات مسيرة من مصر إلى داخل الأراضي المحتلة.

وذكر الموقع أن صفقة الغاز المقترحة، المقدرة قيمتها بنحو 35 مليار دولار، حملت فوائد اقتصادية واضحة للطرفين، غير أن إيلي كوهين حذر من أن الصادرات الواسعة قد تضر بأمن الطاقة الداخلي لإسرائيل، ما دفع إلى تأجيل الاتفاق إلى حين تسوية الخلافات الأمنية الأوسع مع مصر.

في المقابل، رأى نتنياهو أن الصفقة تمثل فرصة لإظهار أن إسرائيل تعزز وتوسع اتفاقيات السلام التي أبرمتها بعد الحرب في المنطقة، ولتعزيز رؤيته طويلة الأمد القائمة على استخدام احتياطيات الغاز الطبيعي الإسرائيلية لتأمين إيرادات حكومية مستدامة.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يقتل فلسطينيًا بزعم محاولة تنفيذ عملية طعن قرب الخليل
  • مباشر. تصعيد إسرائيلي في غزة والكشف عن تفاصيل استهداف رائد سعد وسط تصاعد الاحتجاجات ضد نتنياهو
  • مقتل مسؤول عسكري بارز لحماس في غزة بهجوم إسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة جنديين بانفجار عبوة ناسفة جنوبي غزة
  • عاجل | الجيش الإسرائيلي: إصابة جنديين من الاحتياط صباح اليوم جنوبي قطاع غزة إثر انفجار عبوة ناسفة
  • موقع إسرائيلي: السيسي يرفض لقاء نتنياهو وتفاقم الخلافات مع تل أبيب
  • تقرير إسرائيلي: السيسي يرفض لقاء نتنياهو
  • تقرير إسرائيلي: السيسي لا يعتزم لقاء نتنياهو
  • تقرير إسرائيلي: نتنياهو يخطط لزيارة القاهرة ولقاء السيسي
  • محلل سياسي: نتنياهو وحكومته أعاقا تنفيذ البروتوكول الإنساني في غزة رغم كارثة الأمطار