تطورات الحرب.. الهند أعلنتها وباكستان تعلن إسقاط 5 مقاتلات
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
في ظل التصعيد بين الهند وباكستان التي تتهم جارتها النووية بإعلان أحادي للحرب، إلا أنها أكدت استعدادها لخوض أي مغامرة جديدة من الجانب الهندي "بالشكل المناسب".
اقرأ ايضاًجاء ذلك على لسان نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار في مقابلة أجراها مع "الجزيرة مباشر" أكد خلالها أن "الهجوم الهندي على بلاده ليلة أمس يُعد إعلانًا أحاديًا للحرب"، وأن بلاده سترد على أي مغامرة جديدة من جانب الهند بشكل مناسب".
وأوضح إسحاق دار أن تطور النزاع الحالي "مرهون بموقف الهند"، مضيفًا "تقاريرهم الإعلامية تشير إلى أن عملياتهم قد انتهت، ونحن بدورنا أبلغنا أكثر من 24 دولة برغبتنا في وقف التصعيد والتزامنا بضبط النفس".
وتعود شرارة الحرب لاتهام الهند باكستان بهجوم أودى بحياة 26 شخصا في كشمير الهندية، فيما نفى الوزير الباكستاني وجود أي علاقة لبلاده بهجوم باهالغام الذي وقع في 22 نيسان/ إبريل الماضي.
واعتبر الوزير أن "الهند فبركت الحادث واتخذته ذريعة للهجوم"، مضيفًا "طالبنا مرارًا بإجراء تحقيق دولي مستقل، ومستعدون للتعاون مع فريق تحقيق مستقل مكوّن من 3 أو 4 دول".
وفي المقابلة ذاته، كشف الوزير أن الجيش الباكستاني واجه المقاتلات الهندية في معركة جوية استمرت قرابة ساعة، وقال "أصدرنا تعليمات لقواتنا بإسقاط الطائرات الهندية التي تلقي القنابل على بلادنا. الهند تعرف عاقبة الهجوم وجيشنا أظهر لمحة من ذلك ليلة أمس".
وتبادلت الهند وباكستان عمليات القصف العنيف، مساء الثلاثاء، في أخطر مواجهة عسكرية بين البلدين النوويين منذ أكثر من عقدين، ما أسفر عن مقتل 26 مدنيًا في الجانب الباكستاني، و12 شخصًا في الجانب الهندي، إضافة إلى عشرات الجرحى.
وذكرت السلطات الباكستانية أن الصواريخ الهندية استهدفت 6 مدن في كشمير والبنجاب، ما أدى إلى مقتل 26 مدنيًا وإصابة 46 آخرين، وألحقت أضرارًا بمنشآت حيوية، منها سد نيلوم-جيلوم لتوليد الطاقة.
وأعلن الجيش الباكستاني إسقاط 5 طائرات هندية خلال الاشتباكات الجوية التي اندلعت ليل الثلاثاء–الأربعاء.
من جانبه، كشف وزير الإعلام الباكستاني أن الهند تدعم الإرهاب في مناطق مختلفة وأكد أن "طياري باكستان خاضوا معركة جوية استمرت لأكثر من ساعة" مؤكداً إسقاط 5 طائرات تابعة للجيش الهندي "وأن قوات بلاده أكثر احترافية".
وبحسب الوزير، فإن "الهند لم تقدم أي دليل على تورط باكستان في هجوم كشمير ونطالب بتحقيق دولي"، مؤكداً أنه "لا مبرر للهجوم الهندي وردنا كان دفاعا عن النفس" ضد "الهند التي اعتبرها دولة راعية للإرهاب".
وأشارت تقارير إعلامية إلى ارتفاع عدد القتلى والجرحى بين الجانبين، حيث أسفر تبادل القصف المتبادل عن 31 قتيلاً في الجانب الباكستاني و15 في الطرف الهندي، في أخطر مواجهة عسكرية بين البلدين منذ عقدين.
اقرأ ايضاًوكشف المتحدث باسم الجيش الباكستاني، اليوم الأربعاء، عن ارتفاع عدد القتلى إلى 31 وإصابة 46 في الضربات الهندية على باكستان والجزء الباكستاني من كشمير.
المصدر: وكالات
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: إسقاط 5
إقرأ أيضاً:
على حافة الهاوية: حرب الهند وباكستان.. نارٌ تحت رماد كشمير
يقف العالم باسره يشاهد الصراعات إقليميًا ودوليًا، تهديدات هنا وهناك، وحروب ودمار وأشلاء.. الموت من كل جانب، أصوات الجرحى والنائحات لا يكاد يصمت، ضجيج لا يقف لا يعطي فرصة للروح أن تاخذ هدأة، فلسطين الحرب الاوكارنية الروسية، الصراعات النووية قيد الانتظار والتفعيل في أيَّة لحظة. فقط لا ينقطع هذا الضجيج، سوى ببيان أو اعتراض أو شجب أممي، حيث تقف الدبلوماسيات عاجزة أمام مشهد تحكمه الرصاصة والبطل فيه مفقود، والضحية إنسان.
في الساعات الأولى من فجر اليوم الأربعاء بدا مشهد جديد، حيث دوّى خبر عاجل هزّ أرجاء العالم: الهند توجه ضربة عسكرية عميقة داخل الأراضي الباكستانية. وبينما بدأ الدخان يتصاعد فوق جبال كشمير المتنازع عليها، تسارعت المخاوف من أن تنزلق القوتان النوويتان في جنوب آسيا إلى مواجهة شاملة، قد تهزّ استقرار العالم بأسره.
لكن هذه الحرب، إن اندلعت، ليست وليدة اليوم. إنها نتيجة عقود طويلة من الدماء والدموع، والحدود المرسومة بالنار، والمصالح المتقاطعة، وجذورها تعود إلى لحظة الولادة العنيفة للهند وباكستان عام 1947.
كشمير.. شرارة لا تنطفئمنذ رسم خط رادكليف الحدودي إثر تقسيم الهند البريطانية، ظلت كشمير الجرح المفتوح بين الجارتين. ثلاث حروب كبرى، وعدد لا يحصى من المناوشات، كلها نشبت بسبب هذه البقعة الجبلية الساحرة التي تطل من أعالي الهيمالايا كأنها تنظر للعالم بحزن.
رغم أن الهند تسيطر على ثلثي ولاية جامو وكشمير، تطالب باكستان بإقليم كامل، مستندة إلى أغلبيته المسلمة. بينما ترى الهند أن كشمير جزء لا يتجزأ من سيادتها الوطنية.
في عام 2019، زاد التوتر حين ألغت حكومة ناريندرا مودي الوضع الخاص لكشمير، وأحكمت قبضتها العسكرية عليها، مما فجّر موجة احتجاجات عنيفة، وردود فعل غاضبة في إسلام آباد.
اليوم، بعد الهجوم الأخير، تعود كشمير إلى الواجهة، كميدان معركة وكسبب وجودي للخلاف.
ميزان القوة: من يتفوق؟حسب تقارير "التوازن العسكري"، تتفوق الهند بوضوح في القوة التقليدية:
ميزانية الدفاع الهندية: تعادل تسعة أضعاف الميزانية الباكستانية.
الجيش الهندي: 1.5 مليون جندي مقابل 660 ألفًا في باكستان.
القوة البرية: الهند تمتلك 3750 دبابة وأكثر من 10 آلاف قطعة مدفعية، بينما لا تمتلك باكستان سوى ثلثي هذه القوة.
البحرية الهندية: تملك حاملتي طائرات و16 غواصة هجومية، في مقابل أسطول أصغر وأكثر تواضعًا لدى باكستان.
القوة الجوية: تتقدم الهند بطائرات رافال وسوخوي، بينما تعتمد باكستان على JF-17 وJ-10 وعدد محدود من إف-16.
لكن التفوق الهندي في الأسلحة التقليدية يقابله توازن نووي هش: الهند تملك 180 رأسًا نوويًا، وباكستان 170 رأسًا. كلا البلدين قادران على إحداث دمار شامل في حال اندلاع مواجهة نووية.
ويحذر المحللون: "أي تصعيد غير محسوب قد يحول جنوب آسيا إلى جحيم نووي لا ينجو منه أحد."
العلاقات المتوترة: محطات على طريق النارالعلاقة بين الهند وباكستان أشبه بـ "رقصة فوق الجمر":
1947: تقسيم الهند وحرب كشمير الأولى.
1965: حرب كشمير الثانية.
1971: حرب أدت لانفصال شرق باكستان (بنغلاديش).
1998: التجارب النووية لكلا البلدين.
1999: حرب كارجيل في قمم جبال الهيمالايا.
2001: كادت الحرب تندلع إثر هجوم البرلمان الهندي.
2008: هجمات مومباي تفجّر محادثات السلام.
2019: إلغاء الوضع الخاص لكشمير، وتجميد العلاقات.
ورغم محاولات متكررة لرأب الصدع، من قمة شيملا إلى قمة لاهور، ومن حافلة دلهي-لاهور إلى زيارة مودي المفاجئة إلى باكستان عام 2015، كانت كل بادرة سلام تتحطم على صخرة الشكوك، والإرهاب، وصراع الهويات.
مخاوف عالمية: هل تشتعل الشرارة الأخيرة؟العالم يراقب الآن بقلق بالغ. فالهند وباكستان لا تمثلان قوتين إقليميتين فحسب، بل قوتين نوويتين في منطقة مأهولة تضم أكثر من مليار ونصف نسمة.
يرى الخبراء أن كشمير ستبقى حجر عثرة أمام السلام ما لم يُفتح حوار حقيقي يتجاوز الحسابات العسكرية والسياسية إلى معالجة جذور المظالم المحلية، وتحقيق تطلعات سكانها.
وفي ظل التصعيد الحالي، وإغلاق الأبواب الدبلوماسية، وقرع طبول الحرب، يبقى السؤال المخيف:
إلى متى يمكن أن تبقى النار تحت الرماد.. دون أن تحرق الجميع؟ إلى أين ستتجه الحرب الهندية الباكستانية؟