خبراء أمميون: على العالم أن يتحرك فورًا لمنع القضاء على فلسطينيي غزة
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
حث أكثر من 30 خبيرًا مستقلًا يتعاون مع الأمم المتحدة، دول العالم على أن تتحرك على الفور لمنع القضاء على الفلسطينيين في قطاع غزة.
وشدد الخبراء الذين يعملون بتفويض من مجلس حقوق الإنسان في المنظمة لكن لا يتكلمون باسم المنظومة الأممية، على "ضرورة أن تتحرك الدول لوضع حد للإبادة الجماعية الجارية، وتفكيك نظام الفصل العنصري، وضمان مستقبل يعيش فيه الفلسطينيون والإسرائيليون جنبًا إلى جنبًا بحرية وكرامة".
وأكد الخبراء أن "الخيار جلي إما الوقوف موقف المتفرج ومشاهدة مذبحة الأبرياء أو المشاركة في صياغة حل عادل، وحثوا العالم على تجنب الهاوية الأخلاقية التي ننزلق إليها.
وأوضحوا أن الفظائع المتزايدة في غزة تمثل منعطفًا أخلاقيًا، مطالبين الدول بالتحرك الآن لوضع حد للعنف أو التفرج بأيد مكتوفة على القضاء على الفلسطينيين في غزة.
"كارثة إنسانية".. #فلسطين تعلن قطاع #غزة منطقة مجاعة#اليومhttps://t.co/7GBVlUj1Ai pic.twitter.com/Dk8zvo7RaT— صحيفة اليوم (@alyaum) May 7, 2025تهجير غالبية السكان
وأعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلية خطة للسيطرة على القطاع، تشمل تهجير غالبية السكان.
وأسفرت عمليات جيش الاحتلال عن دمار واسع في غزة، ومقتل عشرات الآلاف وكارثة إنسانية. ومنذ الثاني من مارس يمنع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع حيث يعيش 2,4 مليون شخص.
ويوم الثلاثاء، قال وزير الاحتلال بتسلئيل سموتريتش خلال مشاركته في ندوة، إن غزة ستكون مدمرة بالكامل بعد انتهاء الحرب، وأن سكان القطاع سيبدأون "بالمغادرة بأعداد كبيرة نحو دولة ثالثة" بعد نقلهم إلى جنوب القطاع.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } خبراء يحثون دول العالم على التحرك لمنع القضاء على الفلسطينيين في غزة - متداولة
وتساءل الخبراء وبينهم المقررة الأممية الخاصة للأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي "العالم يتفرج، فهل ستحترم الدول الأعضاء التزاماتها وتتدخل لوقف المجزرة والجوع والأمراض، فضلًا عن جرائم حرب أخرى وجرائم ضد الإنسانية ترتكب يُوميًا بلا عقاب؟"
وتابعوا: "فيما تناقش الدول المصطلحات الواجب استخدامها لمعرفة إن كانت إبادة جماعية أم لا، يواصل الاحتلال تدمير الحياة في غزة بلا هوادة، بهجمات برية وجوية وبحرية وسط تهجير ومجازر ترتكب بلا حسيب".
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: جنيف الأمم المتحدة الأمم المتحدة في غزة غزة الإبادة الجماعية الإبادة الجماعية الإسرائيلية الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني القضاء على فی غزة
إقرأ أيضاً:
«التكنولوجيا المتطورة».. القوة الضاربة في العالم
سميحة بنت ناصر الغابشية -
مع بداية الألفية الجديدة، انتقل العالم إلى مرحلة جديدة، وإلى بناء مختلف عن الماضي، مدن ذكية بمواصفات علمية وهندسية متطورة، وأدوات بناء تحاكي الخيال، وتسارع في شتى المجالات تنسف كل النظريات القديمة التي آمن بها الناس قديما.
أصبحت الحكومات في دول العالم تعي تماما حدود التحديات ومتطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية، ربما فاتورة البناء مرتفعة جدا، لكن في سبيل التقدم يتم توفير الإمكانيات ليظل السباق نحو الأمام قائما وشعلة متقدة في عقول وأنظار الشعوب.
بعض الدول رغم الأزمات الاقتصادية والتدهور في الخدمات تسعى جاهدة لوضع أقدامها على خارطة الوجود، تثقل أحيانا ميزانيتها بالديون لكنها تحاول أن تصل إلى إحداث بعض القفزات التكنولوجية والخروج من نقاط التخلف إلى مواكبة العصر وما يتطلبه من تضحيات للوصول إلى الأهداف.
من الحقائق الواضحة والتي لا مناص ذكرها، أن العالم من حولنا لم يعد كما كان في الماضي دولا متناثرة أو قارات متباعدة أو عالم مجهول لا يرتبط بعضه ببعض، بل أصبح نواة فيزيائية تجتمع حولها الكتل البشرية من كل مكان، من يمعن النظر طويلا يكتشف أسرارا مهمة في هذا الكوكب، فبالرغم من الحروب والدمار والكوارث الطبيعية إلا أن هناك تغيرًا جذريًا في البنى التحتية في مدن العالم، فلا الحرب والصراعات تنتهي، ولا مراحل البناء والتطوير تتوقف.
هل تغير شكل العالم والإنسانية ؟ اعتقد من البديهي أن تكون الإجابة نعم، وتأكيدا لذلك علينا أن نرى حجم التطور الهائل الذي شهده العالم سواء في الأغراض السلمية أو الحربية، فمن مصانع الأسلحة المتطورة يقف الشخص منا منبهرا بما تم إنتاجه من أسلحة دمار لا يمكن وصفها إلا بأنها قادرة على «إبادة البشرية» كذلك هو الحال بالنسبة إلى الإنتاج الذري الذي لا يزال يشكل تهديدا على البشرية في حال استخدامه بدون وعي أو مسؤولية.
الحكومات لم تتأخر طويلا في تبني مشروعات التكنولوجيا الرقمية والمعاملات الإلكترونية وصولا إلى سطوع نجم «الذكاء الاصطناعي» وما شابه من انبهار وخوف وتوجس في قدرته على استيعاب الواقع وتحويله إلى شيء جديد لم تألفه البشرية من قبل، سواء كانت هذه الاستخدامات قانونية أو غير قانونية إلا أنه علم «قديم-جديد»، أصبح نوعا من التجارة الرائدة في العالم، فكل المؤسسات والهيئات والحكومات لديها شغف في استعمال هذا العلم في إنجاز معاملاتها ومنحه الثقة في مساعدتها ماليا وعلميا، إذن باختصار تام العالم أصبح أكثر رغبة في الوصول إلى مراحل متقدمة من التطور حتى وإن كانت على حساب «الأمن والاستقرار العالمي».
في الوقت الراهن بدأت بعض الدول الكبرى مرحلة التفكير العميق في كيفية انتزاع الأفضلية من أيدي «المحاربين القدماء» أي الذي كان لهم الريادة والسبق في الصناعة التكنولوجية، وهذا التنافس ما بين الغريم القديم والمستخدم الجدي هو الخروج بسلسلة من الابتكارات التي تدر الأموال الطائلة، في الوقت ذاته تحدث نوعا من التقدم البشري في مجال التطور التكنولوجي.
وفي هذا السباق المحتدم، بزغ فجر دول جديدة في مجال الصناعة، وأطلت بوجهها كمنافس قوي حتى وإن لم تكن يوما ضمن قائمة التصنيف العالمي في مجال «الريادة الدولية»، لكنها الآن أصبحت تشكل ثقلا دوليا بفضل ما تقدمه من تكنولوجيا متطورة ليس في مجال متخصصة بعينه، وإنما في مجالات متعددة، وبالمقابل خفت نجم بعض الدول التي كانت يوما اسما لامعا وموثوق في قدراته على الإبهار بجودة صناعته التي غزت العالم بسبب ارتفاع الأيدي العاملة وقلة الإقبال على البضائع مرتفعة التكلفة.
لم يعد العالم يخطو خطواته المتثاقلة كما كان في الماضي البعيد، بل كل شيء قد تغير إلى الأفضل من الجهة التقنية، ولكنه أصبح مرعبا في خطورته على حياة الناس من جهة أخرى، ولأن الخطر قد زاد عن الحد المعقول، فإن العالم بحاجة ماسة إلى إعادة النظر في بعض النقاط المهمة ومنها الحد من انتشار الأسلحة الفتاكة وتخزينها في أماكن غير آمنة، أيضا مراعاة الجوانب الإنسانية عند استخدام السلاح ضد المدنيين خاصة وأن العالم قد شهد مآسي خلال بعض الفترات بسبب استخدام بعض الدول أسلحة محرمة دوليا ضد الأبرياء.
أما إذا توجهنا إلى الصناعة الذكية، والاختراعات الحديثة، فإننا ندرك أن أنظار الجميع تتجه نحو إحداث بركان مرعب يخرج من بين طبقات الأرض ولكن بطفرات تكنولوجية هائلة لم يكن العالم يعرفها يوما أو يتوقعها.
ليس من العدل أن نعقد مقارنة ما بين «الأمس واليوم»، فالإمكانيات المادية والثروات المتعددة هي من وفرت التمويل اللازم في مجال البحث العلمي والابتكار، فمع توفر أدوات الصرف على المشروعات البحثية بدأ العالم مرحلة الاستكشاف والتطوير والتحديث وإيجاد البديل المتطور الذي يتماشى مع العصر الحديث، فلو طرقنا أبواب الاختراعات الحديثة لوجدنا موسوعة عالمية من الأشياء التي أصبحت تدخل يوميا في صميم حياة الناس ولم تكن موجودة في السابق سواء في الأشياء التي تم إضافتها لتخدم الإنسان وتسهل عليه أعماله اليومية أو تحدث فارقا نوعيا في شكل نمط الحياة الجديدة التي يعيشها بين الناس أو يتخاطب بها مع العالم.
كل شيء بات أكثر تقدما من جهة، لكن خطره زاد على الإنسان، ففي كل مجال هناك نسبة من المخاطر يواجهها الناس إذا ما استغلت تلك الأشياء بشكل عكسي، سواء في المعاملات اليومية أو في نطاق النزاعات الدولية.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، شهد قطاع الاتصالات والتعاملات الإلكترونية تطورا لافتا ومبهرا، فأصبح التعامل الإلكتروني ضرورة ملحة لإنجاز مليارات المعاملات حول العالم، ولكن البعض يستغل هذا الجانب لأغراضه الشخصية فيعبث في الأيقونات ويحاول التربص بالآخرين وإيقاع الضرر بهم.
من الأمثلة الأخرى، وجود منظومات متطورة من الأسلحة والمعدات العسكرية سرع من اشتعال فتيل الحروب ما بين الدول، فقرار الحرب أصبح سهلا للغاية، فمع أول شرارة لنزاعات إقليمية أو دولية يبدأ معه سماع صوت الانفجارات ورؤية حجم الدمار الهائل في الممتلكات والأرواح.
في السابق كان قرار الحرب من القرارات الصعبة والمهمة التي تحتاج إلى استعداد خاص، والاشتباكات المتقطعة لم تكن تؤدي أحيانا إلى الوصول إلى حرب طويلة، أما اليوم ومع الإمكانيات المتطورة أصبح الاشتباك البسيط بداية سريعة لتحول إلى حرب طاحنة، فالتكنولوجيا العسكرية والتقنيات الحديثة المتطورة أصبحت أشد فتكا على بالبشر، وبالتوازي مع النزاع المسلح تشتعل حرب أخرى في الخفاء وهي «الحروب الإلكترونية» التي تغزو أنظمة الطرف الآخر وتعطيل شبكات الكهرباء والمواصلات وغيرها من خلال الدخول على أنظمة العمل الإلكترونية بهدف يقاع الخسائر في وقت وجيز.
إن الحراك التقني أوجد حالة من التشابك والمنافسة بين الدول، والحروب الحالية خرجت من نطاق استخدام البارود والقنابل إلى حروب أخرى مثل الحروب التجارية وفرض الرسوم الجمركية وحرب المياه والغذاء وغيرها.
لا نريد أن نذكر قطاعا وننسى آخر، لكن ما نود الوصول إليه أن العالم يشهد طفرة كبيرة «غير متوقعة» من التطورات التكنولوجية، وربما سلاح الذكاء الاصطناعي سوف يكون له تأثير إيجابي وآخر سبلي على الحياة بشكل عام، ولذا بات لزاما على الإنسان أن يتعامل مع هذه التقنية بشيء من الحذر وعدم الأمان لكل شيء يراه أمامه.
وبعيدا عن الخوض في تفاصيل «الذكاء الاصطناعي» وما يقوم به حاليا من مشروعات علمية وتقنية، فإن المستقبل يبدو غامضا بعض الشيء، الخوف يتركز في كيفية التعامل مع كل الأشياء التي تصل إلينا على أنها حقيقة وبعيدة عن إطار التزييف أو الخداع دون التيقن من مصداقيتها قبل تجربتها!