الذكاء الاصطناعي.. في ظل التوسع في مشروعات التحول الرقمي، تتزايد الحاجة إلى تحديد المهارات الرقمية الأكثر طلبًا، والوقوف على التحديات التي تواجه الدول في تأهيل الكوادر البشرية، وخاصة في مجالات الذكاء الصناعي وتكنولوجيا المعلومات.

وفي هذا السياق، تحدث المهندس خالد خليفة، الخبير التكنولوجي، لـ «الأسبوع»، عن رؤيته لمستقبل هذه القطاعات، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي يحتل الصدارة من حيث الأهمية، وأن مصر لا تعاني من تحديات حقيقية في تأهيل الكوادر، بل تحتاج فقط إلى اجتذاب الخبرات السابقة لدعم المبادرات الجديدة.

قال خليفة: «التوسعات في التحول الرقمي تجعلني أركز على مجالات متعددة، منها سلاسل الإمداد، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني. هناك توجهات جديدة متعددة، رغم أن الأمن السيبراني ليس مجالًا جديدًا، إلا أن تطوراته الحالية غير مسبوقة. أما الذكاء الاصطناعي، فبرأيي الشخصي وبناءً على معرفتي وتجربتي، فهو "نمبر وان" من حيث الأهمية. وهو المجال الوحيد الذي ظهرت منه منتجات نستخدمها فعليًا في حياتنا اليومية. لم نعد نلجأ إلى محركات البحث التقليدية مثل جوجل، بل أصبحنا نعتمد على أدوات مثل ChatGPT، فنقوم بتحميله على هواتفنا الذكية ونسأله مباشرة، فيقدم لنا إجابات. لذلك، فإن الذكاء الاصطناعي هو الأكثر انتشارًا والأكثر إفادة، والتخصص فيه فرصة ممتازة».

تحديات تواجه مصر في ظل الذكاء الاصطناعي

وحول التحديات التي قد تواجهها مصر في تأهيل كوادرها البشرية، قال: «في الحقيقة، لا أرى أن مصر تواجه تحديات في هذا الجانب. لدينا كوادر مصرية قادرة ومتميزة على المستوى العالمي، ولديها القدرة على تأهيل أجيال جديدة. ولكن، ما يمكن اعتباره توجهًا ضروريًا وليس تحديًا، هو ضرورة جذب الكوادر ذات الخبرة، خاصة من الأجيال السابقة، مثل خريجي الأعوام من 2000 حتى 2010، وهم من العاملين في السوق منذ أكثر من 10 أو 15 عامًا وحققوا نجاحات واضحة. يجب تسليط الضوء على هؤلاء الناجحين ليكونوا قدوة للأجيال القادمة».

المهندس خالد خليفة، الخبير التكنولوجي

وأضاف: «هناك كفاءات مصرية لديها الرغبة في تأسيس مبادرات رقمية، وقد شاركت شخصيًا في أحد هذه المبادرات منذ 5 سنوات، بالتعاون مع المعونة الأمريكية (USAID) و مدارس السويدي، وقد تخرج منها الآن دفعتان أو ثلاث. هذه المدارس، إلى جانب مبادرات مماثلة من توشيبا العربي، تقدم نموذجًا رائدًا، حيث تم تأسيس مدارس تكنولوجيا معلومات مخصصة للطلاب بعد المرحلة الإعدادية. يتخرج منها الطالب وهو مؤهل كفني رقمي، بديلًا عن النماذج التقليدية مثل دبلوم الصنايع أو الزراعة. هذه المدارس تقدم مناهج قوية ومتخصصة في مجالات التكنولوجيا، وتدرس البرمجة والذكاء الاصطناعي، ما يمكن هؤلاء الشباب من دخول سوق العمل في سن مبكرة».

وأشار إلى أن: «المبادرات الحالية تستهدف الفئات العمرية التي لم تتوفر لها هذه الفرص في وقتها. كما أن هناك توجهًا نحو دعم الطلاب من المرحلة الإعدادية، وتمكينهم من استكمال تعليمهم حتى الجامعة من خلال معادلات تؤهلهم للالتحاق بكليات مثل حاسبات ومعلومات أو الهندسة. وبهذا يصبح الطالب مطبقًا فعليًا للمهارات التي درسها».

وأوضح خليفة أنه: «مرة أخرى، لا أعتبر أن هناك تحديات كبيرة، بل أرى أن المفتاح الحقيقي هو جذب الكوادر البشرية ذات الخبرة والحافز لتأهيل الأجيال الجديدة. على سبيل المثال، مبادرة مثل (ITI) التي تمتد 9 أشهر.

وفيما يخص تطوير البنية التحتية الرقمية في مصر، أوضح المهندس خالد خليفة أنه: «ينبغي أن نركز على جذب استثمارات في مجال تكنولوجيا المعلومات، مع الانتباه للاشتراطات المطلوبة من الشركات العالمية. على سبيل المثال، إذا تمكنا من استقطاب شركات كبرى مثل أمازون لإنشاء مراكز بيانات في مصر، سيكون ذلك تقدمًا مهمًا. لدينا شركات كبرى مثل راية وفودافون، لكنها تخدم السوق المحلي فقط ولا تبيع خدماتها للعالم الخارجي. وعندما ننظر إلى تفضيل بعض الشركات العالمية إنشاء مراكز بيانات في السعودية بدلًا من مصر، يجب أن نسأل: لماذا؟ بالرغم من موقعنا الجغرافي الاستراتيجي في قلب الشرق الأوسط وإفريقيا».

الذكاء الاصطناعي

وتابع قائلًا: «اشتراطات الشركات العالمية ليست من اختصاصي، لكن ما يمكنني قوله هو أن علينا توفير بنية تحتية قوية جدًا. على سبيل المثال، ما هو وضع خدمة الإنترنت لديك في المنزل؟ إذا كانت الشركات العالمية ترغب في الاستثمار، فهي بحاجة إلى بنية إنترنت قوية ومستقرة قبل أن تتحدث عن أي شيء آخر. تطوير هذه البنية مسؤولية الجهات المعنية مثل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهم الأقدر على تحديد المطلوب لجعل مصر جاذبة للاستثمار ومنافسة لدول مثل السعودية».

وحول قدرة مصر على مواكبة التطور التكنولوجي العالمي، أكد قائلًا: «في الواقع، مصر تواكب التطور التكنولوجي بشكل جيد، وهي غير مقصرة. ولكن للأسف، كثير من هذا التقدم يتم خارج حدودها. فالكفاءات المصرية تسهم في هذا التقدم من الخارج. على سبيل المثال، أنا أواكب هذا التطور كمصري، ولكن من خارج بلدي. رغم ذلك، أصرّ على أن يبقى مقر أعمالي الأساسي في مصر، لأنني مؤمن بأن استثماري يجب أن يظل داخل وطني».

اقرأ أيضاًخاص| خبير تكنولوجي: مبادرة الرواد الرقميون لدعم التصدير الرقمي وريادة مصر في تكنولوجيا المعلومات

كامل توفيق: «مبادرة الرواد الرقميون تعزز مهارات الشباب في تكنولوجيا المعلومات وتدعم الاقتصاد»

مبادرة الرواد الرقميون لتأهيل 5000 شاب في المهارات الرقمية.. «الاتصالات» تكشف التفاصيل

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: التكنولوجيا الأمن السيبراني التعليم الفني التحول الرقمي الذكاء الاصطناعي تكنولوجيا المعلومات مصر الرقمية الاقتصاد الرقمي المهارات الرقمية مراكز البيانات البنية التحتية الرقمية تدريب الكوادر سلاسل الإمداد البرمجة مستقبل العمل الرواد الرقميون مدارس السويدي الاستثمار التكنولوجي الابتكار الرقمي تکنولوجیا المعلومات الذکاء الاصطناعی الشرکات العالمیة على سبیل المثال

إقرأ أيضاً:

غوغل تطور البحث الصوتي.. تفاعل ذكي مدعوم بـ«الذكاء الاصطناعي»

أعلنت شركة غوغل عن إطلاق ميزة مبتكرة تحت اسم «Search Live»، تتيح للمستخدمين إجراء محادثات صوتية مباشرة مع محرك البحث عبر «وضع الذكاء الاصطناعي» (AI Mode)، في خطوة تهدف إلى إعادة تعريف تجربة البحث التقليدية وتحويلها إلى تفاعل أكثر حيوية وسلاسة.

تجربة صوتية ذكية في متناول اليد

الميزة متوفرة حالياً لمستخدمي تطبيق غوغل على نظامي «أندرويد» و«iOS» داخل الولايات المتحدة، ضمن إطار تجربة «مختبرات غوغل» (Google Labs)، مع تركيز خاص على تلبية احتياجات المستخدمين الذين يفضلون التفاعل الصوتي أثناء التنقل أو أثناء أداء مهام متعددة دون التوقف عن استخدام أجهزتهم.

كيف تعمل «Search Live»؟

يبدأ المستخدم بالضغط على أيقونة «Live» أسفل شريط البحث، ومن ثم طرح أسئلته صوتياً، ليقوم نموذج الذكاء الاصطناعي بالرد فوراً وبشكل موجز، مع إمكانية متابعة الحوار بنفس السياق دون الحاجة لإعادة صياغة الأسئلة، مما يخلق تجربة تفاعلية مستمرة تشبه التحدث مع مساعد شخصي.

إلى جانب ذلك، تظهر على الشاشة روابط لمصادر موثوقة تمكن المستخدم من التعمق في الموضوع إذا رغب، وتتيح الميزة أيضاً تشغيل المحادثة في الخلفية، مما يسمح بمواصلة التصفح أو استخدام تطبيقات أخرى بحرية دون انقطاع في التواصل الصوتي.

مزايا تقنية متقدمة لتعزيز التفاعل

تعتمد «Search Live» على نسخة مخصصة من نموذج الذكاء الاصطناعي «جيميناي» (Gemini) من غوغل، والذي صُمم لتعزيز دقة وسلاسة التفاعل الصوتي، كما تستفيد الميزة من تقنية «تفرّع الاستعلامات» (Query Fan-out)، التي توسع نطاق النتائج لتشمل مزيجاً من الردود الآلية والبشرية، ما يعزز جودة وعمق المعلومات المقدمة.

آفاق مستقبلية لتجربة بحث متعددة الوسائط

رغم تركيز غوغل الحالي على التفاعل الصوتي، تلمح الشركة إلى خطط تطويرية مستقبلية تتضمن البحث عبر الكاميرا، ما سيوسع تجربة البحث ليشمل وسائط متعددة تمكّن المستخدم من التفاعل مع العالم المحيط بطريقة تشبه التفاعل البشري الطبيعي.

ماذا يعني هذا للمستقبل؟

تشكل «Search Live» خطوة مهمة في مسيرة غوغل لإعادة صياغة مفهوم البحث الإلكتروني، ما يفتح تساؤلات واسعة حول إمكانية أن يكون التفاعل الصوتي الذكي هو المستقبل الجديد للبحث الرقمي في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث تصبح المحادثة المباشرة مع محرك البحث جزءاً من روتين الحياة اليومية للمستخدمين حول العالم.

مقالات مشابهة

  • ما كمية الطاقة التي يستهلكها الذكاء الاصطناعي لتقديم إجابة واحدة؟
  • هكذا سيهيمن الذكاء الاصطناعي على المهن بحلول 2027
  • دراسة صادمة.. أنظمة الذكاء الاصطناعي تظهر سلوكا خطيرا للحفاظ على بقائها
  • مساعد الذكاء الاصطناعي بواتساب يسرب رقم هاتف أحد المستخدمين
  • خبير تكنولوجي: وكلاء الذكاء الاصطناعي سيشاركون البشر حياةتهم بحلول 2027
  • خبير تكنولوجي: الذكاء الاصطناعي بدون رقابة قد يتحوّل إلى خطر وجودي للبشرية
  • أبل تدرس الاستحواذ على Perplexity AI لتعويض تأخرها في سباق الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي في التحكيم الرياضي بين الدقة والتحديات
  • محتوى بلا بشر… الذكاء الاصطناعي يغزو تيك توك والارباح تتضاعف
  • غوغل تطور البحث الصوتي.. تفاعل ذكي مدعوم بـ«الذكاء الاصطناعي»