صراحة نيوز ـ كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة جونز هوبكينز (Johns Hopkins University) أن البشر يتفوقون على نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية في وصف التفاعلات الاجتماعية وتفسيرها ضمن مشاهد ديناميكية. وتُعد هذه القدرة ضرورية لتطوير السيارات الذاتية القيادة والروبوتات المساعدة التي تعتمد بنحو أساسي على الذكاء الاصطناعي للتنقل الآمن في البيئات الحقيقية.

تُبرز الدراسة أن أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية تعاني مشكلة في فهم التفاعلات الاجتماعية الدقيقة والإشارات السياقية الأساسية للتفاعل الفعّال مع البشر. وتشير النتائج إلى أن هذا القصور قد يكون سببه طبيعة البُنية الأساسية لنماذج الذكاء الاصطناعي الحالية.

عُرضت نتائج الدراسة في مؤتمر (International Conference on Learning Representations) للتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي في 24 أبريل. وقد قالت (Leyla Isik)، المؤلفة الرئيسية للدراسة و الأستاذة المساعدة في قسم علوم الإدراك في جامعة جونز هوبكينز: “على سبيل المثال: نظام الذكاء الاصطناعي في السيارات الذاتية القيادة، يحتاج إلى تعرّف نوايا وأهداف وتصرفات السائقين والمشاة من البشر. نريد منه أن يعرف في أي اتجاه سيبدأ أحد المشاة بالسير، أو كون شخصين يتحدثان معًا أم على وشك عبور الشارع. وفي أي وقت نريد فيه أن يتفاعل الذكاء الاصطناعي مع البشر بنحو مباشر، نحتاج منه أن يفهم ما يقوم به الناس. وهذه الدراسة تسلط الضوء على أن أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية غير قادرة على ذلك حتى الآن”.

تفاصيل الدراسة
للمقارنة بين أداء نماذج الذكاء الاصطناعي والبشر في فهم التفاعلات الاجتماعية، طُلب من مشاركين بشريين مشاهدة مقاطع فيديو قصيرة مدتها ثلاث ثوانٍ، وتقييم سمات مهمة لفهم التفاعلات الاجتماعية، وشملت المقاطع مشاهد لأشخاص إما يتفاعلون مع بعضهم بنحو مباشر، أو يقومون بأنشطة تعاونية، أو ينفذون أنشطة مستقلة.

بعد ذلك، طُلب من أكثر من 350 نموذجًا للذكاء الاصطناعي – وقد تضمَّن ذلك نماذج لغوية ونماذج تدربت على مقاطع فيديو وأخرى تدربت على صور ثابتة – التنبؤ بكيفية تقييم البشر للمقاطع، وكيف ستكون استجابات أدمغتهم عند المشاهدة.

قدّم المشاركون البشريون إجابات متقاربة، ولم تتمكن نماذج الذكاء الاصطناعي من بلوغ مستوى الدقة نفسه بغض النظر عن حجمها أو نوعية البيانات التي تدربت عليها. فلم تتمكن النماذج المدربة باستخدام مقاطع فيديو من وصف ما يفعله الأشخاص بدقة، وحتى النماذج المعتمدة على الصور الثابتة لم تستطع فهم أن بعض الأشخاص الذين يظهرون في مقاطع الفيديو يتواصلون معًا. وأما النماذج اللغوية فقد أظهرت أداء أفضل في التنبؤ بالسلوك البشري.

فجوة في تطوير الذكاء الاصطناعي
قال الباحثون إن النتائج تُظهر تباينًا كبيرًا مع نجاح الذكاء الاصطناعي في تفسير الصور الثابتة. وقالت Kathy Garcia، طالبة الدكتوراه وإحدى مؤلفات الدراسة: “رؤية صورةٍ وتعرُّف الوجوه والأشياء لم يعد أمرًا كافيًا. كانت تلك خطوة أولى لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، ولكن الحياة الواقعية ليست ثابتة. نحن بحاجة إلى أن يفهم الذكاء الاصطناعي العلاقات والسياق وديناميكيات التفاعلات الاجتماعية، وتشير هذه الدراسة إلى أن هناك فجوة في تطوير النماذج الحالية”.

ويعتقد الباحثون أن سبب هذه الفجوة هو أن الشبكات العصبية للذكاء الاصطناعي استُلهمت من البنية الدماغية المسؤولة عن معالجة الصور الثابتة، وهي مختلفة عن المناطق الدماغية التي تتعامل مع المشاهد الاجتماعية الديناميكية.

وقالت (Leyla Isik): “هناك الكثير من التفاصيل الدقيقة التي يمكن استخلاصها من نتائج الدراسة، لكن الاستنتاج المهم هو أن جميع نماذج الذكاء الاصطناعي المتوفرة حاليًا لا يمكنها مطابقة استجابات الدماغ والسلوك البشري للمشاهد الديناميكية، كما تفعل تلك النماذج مع الصور الثابتة. وأعتقد أن هناك شيئًا أساسيًا في الطريقة التي يعالج بها الإنسان المشاهد تفتقر إليه هذه النماذج”.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن علوم و تكنولوجيا علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن عربي ودولي ثقافة وفنون عربي ودولي اخبار الاردن الشباب والرياضة عربي ودولي اخبار الاردن نماذج الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی

إقرأ أيضاً:

دراسة: استخدام الذكاء الاصطناعي في الكتابة يؤثر سلبًا في نشاط الدماغ

كشفت دراسة حديثة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، أن الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT في مهام الكتابة يؤدي إلى تراجع ملحوظ في نشاط الدماغ والوظائف المعرفية، مقارنةً بمن يستخدمون محركات البحث أو يعتمدون على مهاراتهم الذاتية في الكتابة.

تفاصيل دراسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا

أجرى باحثون من مختبر Media Lab التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، دراسة استمرت لمدة تبلغ أربعة أشهر، قارنوا فيها بين ثلاث مجموعات من المشاركين في أثناء إنجاز مهام كتابية.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين استخدموا ChatGPT أتموا مهامهم الكتابية بسرعة تجاوزت غيرهم بنسبة قدرها 60%، لكن جاء ذلك على حساب الجهد العقلي المرتبط بفهم المعلومات وتنظيمها في الذاكرة الطويلة الأمد.فقد سجلوا انخفاضًا بنسبة قدرها 32% فيما يُعرف بـ (Germane Cognitive Load)، وهو مؤشر على مدى استيعاب الدماغ للمعلومات بنحو عميق وتنظيمها في الذاكرة الطويلة الأمد.

وأظهرت الدراسة أيضًا، أن المقالات التي كتبتها المجموعة التي استخدمت ChatGPT كانت متشابهة بنحو ملحوظ وافتقرت إلى الأصالة، كما عبّر المشاركون عن شعور ضعيف بالانتماء أو «الملكية» تجاه ما كتبوه.

chatgpt تدهور أداة الباحثون

ومع تكرار استخدام الأداة، لاحظ الباحثون تدهورًا تدريجيًا في الأداء، فقد أصبح المستخدمون يكتفون بنسخ النصوص المولدة دون مراجعة أو تفكير نقدي. واستمرت هذه التأثيرات السلبية حتى بعد التوقف عن استخدام الأداة، مما يشير إلى احتمالية حدوث تغيّرات دائمة في طريقة عمل الدماغ.

ومن المُتوقع أن تكون أدمغة الشباب، التي ما تزال في طور النمو، أكثر عرضة لهذه التأثيرات، مما يثير القلق من الانتشار الواسع لأدوات الذكاء الاصطناعي في البيئات التعليمية.

تغيّرات في الأنشطة العصبية في الدماغ

اعتمدت الدراسة على فحوصات التخطيط الكهربائي للدماغ «EEG» لرصد الأنشطة العصبية. وقد أظهرت النتائج أن المشاركين الذين كتبوا بالاعتماد على قدراتهم الذاتية كان لديهم اتصالات عصبية أكثر ترابطًا من غيرهم، إذ سُجل لديهم 79 اتصالًا عصبيًا في نطاق موجات ألفا المرتبطة بالتركيز والتفكير الإبداعي. وأما الذين استخدموا محركات البحث فحققوا مستوى أداء متوسط، وسجل مستخدمو ChatGPT أضعف أداء بلغ 42 اتصالًا فقط.

كما رُصد انخفاض مماثل في نطاق موجات «ثيتا» Theta، المرتبط بالذاكرة والتحكم التنفيذي، إذ بلغ عدد الاتصالات العصبية لدى المجموعة التي اعتمدت على مهاراتها الذاتية في الكتابة 65 اتصالًا، مقابل 29 اتصالًا عصبيًا فقط لدى مستخدمي ChatGPT. وتُشير هذه الفروقات إلى وجود علاقة عكسية بين الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي وبين انخراط الدماغ في معالجة المعلومات.

خلل في الذاكرة وتراجع القدرة على التذكر

من أكثر النتائج إثارة للقلق، أن ما نسبته 83% من مستخدمي ChatGPT لم يتمكنوا من تذكّر اقتباسات من مقالات كتبوها قبل دقائق فقط، وبلغت النسبة 11.1% فقط لدى من استخدموا محركات البحث أو كتبوا دون مساعدة. وعند مطالبتهم بإعادة كتابة المقال دون استخدام الذكاء الاصطناعي، عجزوا عن تذكر معظم المحتوى، مما يشير إلى ضعف معالجة المعلومات في الذاكرة الطويلة الأمد.

تأثيرات مستقبلية في التعليم

تثير نتائج هذه الدراسة تساؤلات جوهرية عن الخطر المرتبط بالاستخدام الواسع لأدوات الذكاء الاصطناعي في البيئات التعليمية، خاصة لدى الفئات العمرية الصغيرة التي ما تزال في طور تطوير قدراتها العقلية. وقد حذّرت الباحثة الرئيسية في الدراسة، Nataliya Kosmyna من أن الطلاب الذين يعتمدون على أدوات مثل ChatGPT قد يطوّرون أنماطًا معرفية مختلفة تؤثر في مهاراتهم الذهنية المستقبلية.

وتتوافق هذه النتائج مع دراسات أخرى تشير إلى أن الاستخدام المكثف للذكاء الاصطناعي قد يُساهم في زيادة الشعور بالوحدة وانخفاض الإبداع، حتى مع مساهمته في تحسين الإنتاجية.

اقرأ أيضاًالتكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي يعيدان تشكيل مستقبل التعليم

«ميتا» تستثمر 14.3 مليار دولار في شركة الذكاء الاصطناعي «سكيل»

الذكاء الاصطناعي يزف بشرى سارة لـ الأهلي قبل مواجهة إنتر ميامي

مقالات مشابهة

  • ما كمية الطاقة التي يستهلكها الذكاء الاصطناعي لتقديم إجابة واحدة؟
  • هكذا سيهيمن الذكاء الاصطناعي على المهن بحلول 2027
  • دراسة صادمة.. أنظمة الذكاء الاصطناعي تظهر سلوكا خطيرا للحفاظ على بقائها
  • “آبل”: الذكاء الاصطناعي يفتقر للتفكير العميق
  • خبير تكنولوجي: وكلاء الذكاء الاصطناعي سيشاركون البشر حياةتهم بحلول 2027
  • اشتداد المنافسة بين الموسيقيين ونماذج الذكاء الاصطناعي في عالم الموسيقى
  • دراسة: استخدام الذكاء الاصطناعي في الكتابة يؤثر سلبًا في نشاط الدماغ
  • دراسة تكشف كيف نجا البشر الأوائل من ظروف البيئات القاسية
  • الذكاء الاصطناعي بين الابتكار والابتزاز.. تقارير أنثروبيك تكشف الحقيقة
  • حسب أبحاث آبل.. الذكاء الاصطناعي غير قادر على التفكير العميق