يعمل خلف الكواليس.. مصادر تكشف لـCNN دور كوشنر في رحلة ترامب إلى السعودية والإمارات وقطر
تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT
(CNN) -- بينما يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأول رحلة خارجية رئيسية له إلى الشرق الأوسط، في فترة ولايته الثانية، تحولت أنظار بعض مسؤولي الإدارة بشكل خاص إلى وجه مألوف للمساعدة في التنقل بالمنطقة: جاريد كوشنر.
وينصح صهر الرئيس، الذي شغل منصب كبير مفاوضي الشرق الأوسط في ولاية ترامب الأولى وبنى علاقات عميقة مع القادة في المنطقة، بشكل غير رسمي مسؤولي الإدارة الحالية بشأن المفاوضات مع القادة العرب، وفق ما ذكره مسؤولون عدة في إدارة ترامب وأشخاص مقربون من كوشنر لـCNN.
ورغم أنه من غير المرجح أن ينضم كوشنر إلى ترامب في الرحلة، إلا أنه انخرط بعمق في مناقشات مع الدول العربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، حول توقيع اتفاقيات من شأنها تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، حسبما ذكرت مصادر.
وقالت المصادر إن على رأس أولويات الرئيس ترامب، الأسبوع المقبل، إبرام "اتفاقيات اقتصادية" مع المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، وهي محطاته الثلاث في الرحلة، من شأنها أن تعزز استثماراتهم في أمريكا.
وأضافت المصادر أن كوشنر وغيره من مستشاري ترامب كانوا يخططون بشكل خاص للوصول إلى هدف أكبر متمثل في توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية، وهي المعاهدات التي أُبرمت خلال ولاية ترامب الأولى بين بضع دول عربية وإسرائيل.
وقال أحد كبار مسؤولي البيت الأبيض لـCNN: "هذا موضوع للنقاش".
وكان لكوشنر دور محوري في إبرام اتفاق التطبيع بين الإمارات، التي سيزورها ترامب، وإسرائيل في عام 2020. وقدم الاستشارة لفريق ترامب حول طريقة مقاربة المحادثات الحساسة مع القادة السعوديين خلال الرحلة، حسبما ذكرت المصادر.
وقال أشخاص مشاركون في المناقشات إن إدارة ترامب لا تتوهم التوصل لاتفاق مع الرياض حين يغادر المسؤولون الأمريكيون الشرق الأوسط. لكنهم ينظرون إلى الاجتماعات وجها لوجه بين ترامب والقادة السعوديين كفرصة رئيسية لتحقيق تقدم.
وقال أحد كبار المسؤولين في إدارة ترامب المشاركين في المحادثات: "نتوقع تمامًا أن توقع دول أخرى على (الاتفاقيات) قبل السعودية"، وأضاف أن مسؤولي ترامب منخرطون في محادثات مع "مجموعة واسعة من البلدان".
وينظر البيت الأبيض إلى كوشنر باعتباره عنصرا أساسيا في المساعدة على التوصل إلى مثل هذه الاتفاقيات.
وقال مسؤول كبير ثان في الإدارة لشبكة CNN: "عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط، فإن جاريد خبير"، وتابع: "هو يعرف جميع اللاعبين وهو من الأشخاص القلائل الذين يحظون باهتمام القادة العرب وكذلك الإسرائيليين".
وأشار منتقدو ترامب وبعض الدبلوماسيين السابقين إلى أن كوشنر لديه مصالح تجارية في المنطقة، وهو ما يعقد مشاركته. وبعد فترة وجيزة من مغادرته واشنطن، أسس شركة Affinity Partners، وهي شركة استثمارية تلقت دعماً كبيراً من صناديق الثروة السيادية في الخليج.
وقال ستيفن تشيونغ، مدير الاتصالات في البيت الأبيض، في بيان لشبكة CNN: "قاد السيد كوشنر بعضًا من أكبر نجاحات الإدارة الأولى، بما في ذلك الاتفاقيات الإبراهيمية التاريخية للمساعدة في إحلال السلام في الشرق الأوسط. ولا شك أن هذه الإدارة تُقدّر خبرته وترحب بنصائحه في جميع المجالات التي يرغب في تقديم المساعدة فيها".
تحديات جديدة في الشرق الأوسط
شهدت ديناميكيات الشرق الأوسط تغيرًا ملحوظًا منذ ولاية ترامب الأولى. فقد تسببت هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والحرب التي تلتها في غزة، في تجدد الخلاف بين إسرائيل وجيرانها العرب.
وقد صرح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بشكل لا لبس فيه أن الرياض لن تطبع العلاقات مع إسرائيل حتى يكون هناك مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية ونهاية دائمة للحرب في غزة، ولا يبدو أي منهما وشيكًا.
وفي ظل كل ذلك، أصبح اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي نُسب الفضل فيه لترامب في بداية ولايته، في حالة يرثى لها. وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه بصدد إطلاق مرحلة جديدة أكثر كثافة من الحرب في غزة، رغم أن مسؤولًا إسرائيليًا صرح بأنها ستبدأ بعد زيارة ترامب.
ولكن لا يزال من غير الواضح كيف يخطط ترامب لسد الفجوة مع الأمير محمد بن سلمان. لكن مقربين من كوشنر يقولون إنه يعتقد أن هناك مقترحات يمكن للإدارة تقديمها إلى ولي العهد من شأنها أن تخفف من موقفه بشأن الانضمام إلى الاتفاقيات فقط إذا كان لدى الفلسطينيين طريق واضح نحو إقامة دولتهم.
ورفض هؤلاء الأشخاص الإفصاح عن تفاصيل ما ستتضمنه المقترحات. وطوّر كوشنر علاقة شخصية وثيقة مع الأمير محمد بن سلمان خلال إدارة ترامب الأولى - وكان الاثنان يتواصلان غالبًا عبر تطبيق واتساب - ولا يزالان يتحدثان كثيرًا، وفقًا لمصادر مطلعة على علاقتهما.
قال أحد كبار المسؤولين في الإدارة المشاركين في المحادثات: "هناك طريقة، وقد فكّر جاريد فيها مليًا. إنه يفكر خارج الصندوق. ولكن هناك طريقة محتملة لحل هذه المشكلة المتعلقة بالسعوديين ودفعهم إلى البدء باتخاذ خطوات نحو التطبيع".
ورأى مبعوث الرئيس إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف - الذي تولى مهام أوسع نطاقا تشمل استلام ملفات المفاوضات مع روسيا وإيران – أمام حشد في السفارة الإسرائيلية في واشنطن هذا الأسبوع إنه يتوقع توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية قريبا.
وقال ويتكوف الذي من المتوقع أن يرافق ترامب في زيارته للشرق الأوسط: "نعتقد أننا سنعلن عن بعض أو الكثير من الأمور في القريب العاجل".
من سيكون في الجولة أيضا؟
ومن المقرر أن يسافر ترامب إلى الشرق الأوسط برفقة وفد كبير يضم عددا من الوزراء وكبار المسؤولين. ومن المتوقع أن يتوجه وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيغسيث ووزير الخزانة سكوت بيسنت إلى المنطقة، بشكل منفصل عن ترامب، للمشاركة في الاجتماعات. ومن المتوقع أيضًا أن ينضم وزير التجارة هوارد لوتنيك إلى الوفد. وسيرافق الرئيس أيضًا غالبية كبار موظفي البيت الأبيض، بمن فيهم رئيسة الموظفين سوزي وايلز، وعدد من موظفي البيت الأبيض، وفقًا لتصريحات مسؤولين كبار في البيت الأبيض لشبكة CNN.
وقال أحد المسؤولين في الإدارة عن الوفد الكبير: "كان هناك الكثير من الأشخاص الذين أرادوا أن يكونوا جزءًا من هذه الرحلة".
وأفادت مصادر بأن كوشنر، الذي من غير المرجح سفره، لا يملك ولا يرغب في تولي دور رسمي في ولاية ترامب الثانية. لكنه ظلّ لاعبًا أساسيًا خلف الكواليس في محادثات الشرق الأوسط، وفقًا للمصادر.
وقال أحد كبار المسؤولين في الإدارة: "إنه يُحب أن تكون له حرية التصرف. يُريد العمل خلف الكواليس حتى يُحقق نجاحًا يُمكّنه الإشارة إليه علنًا".
وأشار مصدر إلى أن انخراط كوشنر في هذه الاستشارات يعود إلى علاقته الشخصية الوثيقة مع ويتكوف.
ويقول مسؤولون في إدارة ترامب وأشخاص مقربون من كوشنر لشبكة CNN إن الرجلين كانا على اتصال منتظم منذ وصول الرئيس للسلطة، حيث كان كوشنر يقدم في كثير من الأحيان المشورة لويتكوف بشأن تعاملاته مع القادة العرب.
ومن المتوقع أن يسافر ويتكوف مع الرئيس إلى المنطقة الأسبوع المقبل، حسبما قال ثلاثة مسؤولين في إدارة ترامب.
وقال أحد المسؤولين: "لقد تمكن من مساعدة ستيف (ويتكوف) في التواصل مع الناس هناك، وهو يقدم استشارة لستيف".
وذكر مسؤول آخر لشبكة CNN أن كوشنر "كان أكبر داعم لويتكوف، إذ ساعده على فهم القضايا والتعامل مع الشخصيات المختلفة. إنه يشعر بالارتياح في الكواليس".
وحضر كوشنر إلى البيت الأبيض، الثلاثاء، لحضور مراسم أداء ويتكوف اليمين الدستورية. بالإضافة إلى تقديم المشورة لويتكوف، التقى كوشنر أحيانًا مع روبيو، الذي يشغل حاليًا منصب مستشار الأمن القومي المؤقت للرئيس.
أمريكاإسرائيلالإماراتالسعوديةقطرنشر الجمعة، 09 مايو / أيار 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: فی البیت الأبیض کبار المسؤولین فی إدارة ترامب المسؤولین فی الشرق الأوسط ترامب الأولى ولایة ترامب فی الإدارة من المتوقع مع القادة أحد کبار وقال أحد فی غزة
إقرأ أيضاً:
السعودية والإمارات من بين دول أطلعتها الهند على الخطوات المتخذة ضد باكستان.. مسؤول هندي يكشف لـCNN
(CNN)-- شنّت الهند ضربات عسكرية على باكستان، الأربعاء، وزعمت باكستان أنها أسقطت خمس طائرات تابعة لسلاح الجو الهندي، في تصعيد دفع الدولتين إلى شفا الحرب.
ويضع هذا التصعيد الهند وباكستان، الجارتان اللتان لهما تاريخ طويل من الصراع، في منطقة خطرة، حيث تعهدت إسلام آباد بالرد على الضربات الهندية، ودعا المجتمع الدولي إلى ضبط النفس.
كيف يتفاعل العالم؟
أثارت الضربات قلقًا عالميًا ودعواتٍ للدولتين لمنع المزيد من التصعيد، إذ أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن "قلقه العميق" إزاء الضربات الهندية، محذرًا من أن العالم "لا يستطيع تحمل مواجهة عسكرية" بين الدولتين.
وقالت الولايات المتحدة - التي حثت كلا البلدين على ضبط النفس الأسبوع الماضي - إنها "تراقب التطورات عن كثب"، وفقًا لمتحدث باسم وزارة الخارجية، وقال المتحدث: "نحن على علم بالتقارير، ولكن ليس لدينا تقييم نقدمه في الوقت الحالي.. لا يزال هذا الوضع متطورًا، ونحن نراقب التطورات عن كثب".
كما دعت الإمارات العربية المتحدة والصين واليابان كلا الجانبين إلى خفض التصعيد.
وصرح مسؤول حكومي هندي رفيع لشبكة CNNأن نيودلهي أطلعت نظرائها الدوليين على الخطوات التي اتخذتها، بما في ذلك الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية وروسيا.
ماذا قد يحدث الآن؟
كانت الحروب الثلاث السابقة على كشمير دامية؛ إذ أودت الحرب الأخيرة عام 1999 بحياة أكثر من ألف جندي باكستاني، وفقًا لأكثر التقديرات تحفظًا.
وفي العقود التي تلت ذلك، خاضت الجماعات المسلحة معارك ضد قوات الأمن الهندية، وأسفرت أعمال العنف عن مقتل عشرات الآلاف، وقد اشتبك البلدان عدة مرات، كان آخرها عام 2019 عندما شنت الهند غارات جوية على باكستان بعد أن حمّلت إسلام آباد مسؤولية هجوم انتحاري بسيارة مفخخة في المنطقة.
لكن تلك الاشتباكات الأخيرة لم تنفجر إلى حرب شاملة، إذ يدرك الجانبان المخاطر؛ فمنذ عام 1999، عمل البلدان على تعزيز جيشيهما، بما في ذلك تسليحهما بالأسلحة النووية.
ماذا يحدث على الأرض؟
الأربعاء، تبادل الجانبان أيضًا القصف وإطلاق النار عبر خط السيطرة، وهو الحدود الفعلية التي تقسم كشمير، وأدت الضربات إلى تعطيل الرحلات الجوية، حيث أغلقت باكستان أجزاءً من مجالها الجوي، وتتجنب العديد من شركات الطيران الدولية الكبرى التحليق فوق باكستان، بينما أفادت العديد من شركات الطيران الهندية بتعطيل رحلاتها وإغلاق مطارات في شمال البلاد.
في سياق متصل: شهد خط السيطرة تبادلًا منتظمًا لإطلاق النار في الأسابيع التي تلت مذبحة باهالغام.