هم نبت شيطاني جاء به زارعه الغربي المجرم من وراء البحار ليغرسه خنجرا في قلب الأمة فلا تتعافى مادام مقيما في هذا القلب” فلسطين ” ….
ونحن أبناء هذه الأرض تتكلم بلساننا ونتكلم بلسانها.. تعرفنا ونعرفها.. تشبهنا ونشبهها….
هم لا ذاكرة لهم في هذه الأرض..
لا يحفظون أسماءها. .
ولا يشمون رائحة ترابها.. ولا يميزون بين زعترها وميرميتها.
ولا يعرفون ألوان حجارتها..
ولا أسماء جبالها ووديانها وتلالها وعيونها وشطآنها ومواسمها ورموزها ..
ولا تهزهم مواويلها وعتاباها وأشعارها وترويداتها..
ولا يتذوقون مفتولها ولا مناسفها ومسخنها ومجدرتها وملوخيتها وحلوياتها…
ولا يرتدون عباءتها ولا قمبازها ولا سروالها ولا غدفتها ولا ثوبها ولا كوفيتها …
ولا يعرفون أسماء ولا ألوان طيورها وأسماكها وفراشاتها وزهورها وكرومها وبياراتها وآبارها وأشجارها وخيولها …
ونحن نسمي أيامنا وتواريخنا وأولادنا وأفراحنا وأتراحنا بأسماء أسلافنا الذين جبلت بهم تربتنا وعادوا إلينا في دورات الحياة بجينات هذه الأرض الآتية من الأزل…..
هم الباطل المتسلح بقوة الغدر والخيانة والفجور والإثم والعدوان والكذب والخيانة والعهر والفاحشة والرذيلة …
ونحن الحق المتسلح بقوة الإيمان والصدق والصبر والأمانة والفضيلة والوفاء والرحمة والسخاء والحب والتوكل والفداء…
هم بلا جذور رغم أن لهم قرابة ثمانية عقود مذ زرعوا في أرضنا قسرا.. ذلك أن الأرض لم تتعرف عليهم.. ولم تمنحهم كلمة سرها.. ولا سنن تفاعلها.. ولا طريق رحمها…
ولأنهم كذلك فهم يعيشون أزمة الوجود على هذه الأرض.. أزمة الغربة التي بسطت سلطتها على مشاعرهم القادمة من أشتات الشعوب.. وأزمة اكتناه سرقتهم التي حاولوا كتمها وحجبها وهي تزداد ظهورا وسطوعا…
ولأنهم كذلك فهم يتوحشون في طمس الحقيقة التي يمثلها شعب الأرض.. وفي سبيل ذلك يقتلون ويدمرون ويهجرون ويعادون كل حقائق الواقع والتاريخ ولا يفلحون ويعودون فلا يزيدهم ذلك إلا فشلا ويأسا.. ويعودون كشارب من البحر كلما شرب كلما زاد ظمأ ولا ينقص من البحر شيئا..
هكذا هم كلما شربوا من دمنا زادوا تعطشا للدم..
فلا هم يرتوون…ولا نحن نعدم الدم بل نزيد …حتى يقتلهم دمنا…فنكون مصداق الدم الذي انتصر على السيف…
واليوم بفضل الله لم نعد نقاتل بدمنا فحسب.
فهم ليسوا قابيل ونحن لسنا هابيل…
نحن اليوم نقاتل.. ونعد.. ونستجيب لأمر الله ولداعي الله ..وبقدر التحقق من ذلك نستدعي وعد الله.. صدقا بصدق.. وذكرا بذكر ..ونصرا بنصر…
” فاذكروني أذكركم..”
” إن تنصروا الله ينصركم..”..
وكلما أعرضنا عن الله حيل بيننا وبين الفتح الموعود والنصر العزيز…وهذه سنة الله التي لا تبديل لها ولا تحويل…
هم يعتمدون على سيف البغي الأعمى الذي يقتل صاحبه …ونحن نتوكل على الله القاهر فوق عباده.. الذي أرادنا أن نكون سيوفا وقذائف للحق يقذفها على الباطل فتدمغه فاذا هو زاهق…وأن نكون كذلك فهو واجب وتكليف هذا العصر وليس هناك ما هو أوجب منه ..وبه يميز الله الخبيث من الطيب.. والمؤمن من المنافق…….
هذه هي طبيعة المعركة التي يخوضها شرفاء الأمة في غزة واليمن ومن يقف في خندقهم ويأوي إلى فسطاطهم..
” والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون”
*كاتب وباحث فلسطيني
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
???? الجهة التي سيقع عليها الدور بعد السودان سوف تبدأ الحرب فيها بالمسيرات
والعاقبة عندكم في المسيرات
في اغنية للفنان صلاح مصطفي ما يحكي حالنا اليوم إذ جاء (كنا في غمرة هنانا وفي دروب الريد مشينا /فجأة اتبدل مصيرنا وجارت الايام علينا) كل الذين رحلوا عن الدنيا في السودان قبل ١٥ /بريل ٢٠٢٣ لو قدر لأحدهم أن ينهض من قبره ورأى ما نحن فيه اليوم فلن يصدق ما يراه.. فقد كنا مثل بقية خلق الله نعيش حياتنا بالطول والعرض وننسرب منها بكل هدؤ واحدا تلو الآخر ليحل محلنا من يأتي بعدنا… نعم كنا نشاهد الكوارث والموت بالجملة في بعض أنحاء العالم لابل وفي بعض أطرافنا ولكن في معظمنا ما كنا نوقن أن هنا موتا مجانيا غير موت الله والرسول العادي نعم كنا نعلم أن هناك (ميتة وخراب ديار) ولكن ما كنا نظن انها ستقع علينا وما كنا نظن أن هناك نهبا وسلبا وسحلا واغتصابا قبل خروج الروح.. ما كنا نظن أن من سلم من تلك النسخة من الموت المجاني سوف تأتي المسيرات وتنقض على مصادر الحياة لنموت موتا بطيئا… في ظني أن الذين حكموا على السودان بالإعدام قد ندموا على نسختهم الأولى لأنها أكثر كلفة فنسخة المسيرات أقل تكلفة أكثر تسلية
إذن الجهة التي سيقع عليها الدور بعد السودان سوف تبدأ الحرب فيها بالمسيرات ولن تحتاج أن تبدأ بالتحشيد والسلب والنهب والاغتصاب.. تطلق المسيرة وانت جالس في مكتب مكيف وأمامك كاسك وربما إلى جانبك صديقتك فما أجملها من حرب.. فأنتم في كل المنطقة وفي كل الإقليم يامن تعيشون الان في غمرة هناكم وتمشون في دروب الريد كما نحن قبل ١٥ أبريل ٢٠٢٣ ولا تدرون كما كنا (بما كان الزمن ضامر)
لن تضعوا مضادات أرضية امام العمارات السوامق ولا مضادات أمام مصادر الطاقة سوف تنهال عليكم المسيرات من جهات ليس في حسبانكم الان… فاي جهة مهما كانت حقيرة لها نوايا شريرة وحقد أعمى وتمتلك مالا في أي صقع من أصقاع الدنيا يمكن أن تمتلك مسيرات لأن التقانة اليوم على قفا من يشيل.. لقد انتهى احتكار التقانة تماما . بعبارة أوضح امتلاك المسيرات لايحتاج إلى دول ولا يحتاج إلى مؤسسات.. والطرف الثالث في أي حرب دوما موجود وقد لايحتاج إطلاق المسيرات إلى حرب…. يقول علم النقائض كل شي في الدنيا يحمل بذور فنائه في داخله فلا توجد قوة مطلقة
لا يوجد إنسان سوي في الدنيا يعجبه الخراب فالعمران والحياة الرغدة والرفاهية تتمناها لنفسك ولغيرك ولكن يا أهل الإقليم كل الإقليم لا بل العالم وكل مدن الدنيا التي (تنوم وتصحى على مخدات الطرب) ما حدث للسودان قد مهد الطريق لحزب الخراب لكي يستفحل ويبطش بالجميع ويا عقلاء الإقليم كل الإقليم إذا لم تتحركوا الان نعم الان فقط سوف تقولون أكلنا يوم اكل الثور الكحيان.. الله يشهد اننا لانحسدكم ولن نتمنى زوال نعمتكم ونعلم انكم لن تسمعوا صوتنا الخافت ولكنها كلمة حاكت في صدرنا فاخرجناها…
كسرة؛…
اغنية صلاح مصطفى المشار إليها في بداية المقال يقول مطلعها (مرة صابر فوق ازايا مرة شائل جرحي وابكي /يا حبيبي الدنيا حالها يوم تفرح ويوم تبكي ..) ولولا اني قادي تقانة لا انزلتها هنا فاسمعوها بصوت صلاح نفسه وليس بصوت نادر خضر فنادر صاحب صوت نادر وقد أجاد أداء كل أغنيات صلاح مصطفى الا هذة
عبد اللطيف البوني