أعرب مسؤولون في منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة عن رفضهم القاطع لخطة تقودها الولايات المتحدة وتدعمها إسرائيل لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ، معتبرين أنها تنتهك المبادئ الإنسانية الأساسية وتعتمد على آليات غير شفافة، من بينها شركات خاصة ومتعاقدون أمنيون أمريكيون، لتوزيع مساعدات تقلّ كثيرًا عن الحدّ الأدنى اللازم لسكان القطاع المحاصر.

وأكد المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (أوتشا)، ينس ليرك، يوم الجمعة، أن وكالته “لن تشارك" في هذه الخطة، مضيفًا في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): “لا يوجد مبرر لإنشاء نظام يتعارض مع المبادئ الأساسية لأي منظمة إنسانية مبدئية".

ومنذ أوائل مارس/ آذار، منعت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ما فاقم من أزمة الجوع والمعاناة في ظل استمرار الحملة العسكرية. وقد دانت الأمم المتحدة بشدة هذا المنع رغم توفر المساعدات في مناطق قريبة.

كشف السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، أن الخطة الجديدة تشمل تأسيس مؤسسة خاصة مدعومة من الولايات المتحدة، ستقوم بتوزيع المساعدات من مواقع محددة، بهدف منع حركة حماس من الوصول إليها، حسبما أوردت شبكة CNN. ووفقًا للتقارير، فإن هذه المؤسسة، المسمّاة “مؤسسة غزة الإنسانية"، ستُشغّل مراكز التوزيع باستخدام متعاقدين عسكريين أمريكيين من القطاع الخاص إلى جانب عمّال إغاثة.

وتنصّ الخطة على إدخال 60 شاحنة فقط من المساعدات يوميًا، وهو رقم منخفض جدًا مقارنة بما كان يُسمح به خلال فترة الهدنة التي امتدت لشهرين قبل أن تنتهي في مارس/ آذار.

وتشير وثيقة صادرة عن “مؤسسة غزة الإنسانية" إلى أنه سيتم إنشاء أربعة مراكز توزيع في المرحلة الأولى، لتغطية احتياجات 1.2 مليون فلسطيني، أي نحو 60% من سكان غزة. في المقابل، تشير الأمم المتحدة إلى وجود 400 نقطة توزيع تعمل حاليًا ضمن نظامها.

ورغم أن هاكابي أكد أن إسرائيل لن تشارك في عملية التسليم المباشر للمساعدات، إلا أن القوات الإسرائيلية ستتولى تأمين محيط مراكز التوزيع. وذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل"، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن الحكومة والجيش الإسرائيليين كانا جزءًا من عملية وضع الخطة، رغم أن التنفيذ أوكل إلى جهة خاصة.

وفي تقرير لصحيفة “واشنطن بوست"، اعتبر مسؤولون إسرائيليون وعاملون في مجال الإغاثة أن هذه الخطة تمثل مبادرة إسرائيلية للسيطرة على عملية توزيع المساعدات داخل غزة، مشيرين إلى أن جميع المراكز ستقام في جنوب القطاع. كما عبّر مسؤولون من عشرات منظمات الإغاثة الدولية عن قلقهم من أن تقييد المساعدات إلى مواقع قليلة قد يؤدي إلى نزوح إضافي وتمييز في توزيع المعونات.

من جانبه، صرح جيمس إلدر، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أن الخطة ستؤدي إلى معاناة أكبر للأطفال، مضيفًا أن إنشاء جميع مراكز التوزيع في جنوب القطاع يبدو كأنه محاولة لـ"تسليح المساعدات" واستخدامها كوسيلة ضغط لإجبار الفلسطينيين على النزوح مجددًا. ونقلت وكالة أنباء الأمم المتحدة عن إلدر قوله إن الخطة “تنتهك المبادئ الإنسانية الأساسية" وتهدف إلى تعزيز السيطرة على المواد الأساسية اللازمة للحياة.

المصدر : وكالة سوا - صحيفة القدس العربي اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين صحيفة: دفع أميركي حثيث نحو هدنة مؤقّتة في غزة شهداء وإصابات في غارات إسرائيلية على غزة اليوم الدقران : عدة مستشفيات في غزة ستخرج عن الخدمة خلال عدة ساعات الأكثر قراءة صورة: استشهاد طفلة نتيجة سوء التغذية والجفاف في غزة "التنمية والإعلام المجتمعي" يصدر بيانا بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة صاروخ من اليمن يُدوّي في سماء القدس والبحر الميت رايتس ووتش: المجتمع الدولي عاجز عن القيام بدوره في غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی غزة

إقرأ أيضاً:

عاجل.. الأمم المتحدة: النازحون في غزة يواجهون ليالي متجمدة ونقصًا في الغذاء

قال مسئولون إن الأمم المتحدة وشركاءها يعملون على تسريع عمليات إيصال المساعدات المنقذة للحياة في جميع أنحاء غزة، مؤكدين أن جهود الإغاثة لا تزال مقيدة بسبب قيود الوصول والاحتياجات الإنسانية الهائلة.

 

وقالت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب: "لقد تحمل الناس في غزة خسائر لا يمكن تصورها".وأضافت: "المأوى ليس ترفًا؛ إنه يسمح للعائلات بالراحة، والبقاء دافئة، والبدء في إعادة بناء حياتهم. كل شخص يستحق العيش بأمان وكرامة، ويجب أن تصل المساعدات الإنسانية إلى الجميع، في كل مكان".


وحذرت إيمي بوب من أن "العديد من الأشخاص يعودون ليجدوا منازلهم قد تحولت إلى أنقاض"، مشيرة إلى أن التعافي "لا يمكن أن يبدأ بدون سكن آمن".

ومنذ وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الجاري، أرسلت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أكثر من 47 ألف مادة إغاثية، بما في ذلك 2500 خيمة، لمساعدة العائلات على إعادة البناء وسط الدمار، بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة.


وتعد احتياجات المأوى قصوى، حيث قدر أن 90% من السكان نازحون ويحتاج ما لا يقل عن 1.5 مليون شخص بشكل عاجل إلى مساعدة في المأوى في حالات الطوارئ.

وعلى الرغم من وقف إطلاق النار، تستمر التأخيرات الجمركية، وانعدام الأمن، والمعابر المحدودة في إعاقة إيصال المساعدات.. وقد قامت المنظمة الدولية للهجرة بتخزين ملايين مواد الإغاثة مسبقًا في الأردن القريب، بما في ذلك 28 ألف خيمة إضافية وأكثر من أربعة ملايين مادة إمدادات شتوية جاهزة للنشر السريع بمجرد تحسن الوصول.

وفي مقر الأمم المتحدة في نيويورك، قال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن الأمم المتحدة وشركاءها يصعدون خدمات الغذاء والتغذية والمياه بموجب خطة الاستجابة للأمم المتحدة لمدة 60 يوما.

وقال: "يوزع شركاؤنا الآن أكثر من مليون وجبة ساخنة يوميا في جميع أنحاء القطاع"، مضيفا أن ستة مخابز تدعمها الأمم المتحدة استأنفت إنتاج الخبز.

وأشار المتحدث إلى أن "في هذا الأسبوع وحده، قدم الشركاء ما يكفي من الأغذية العلاجية لعلاج 1200 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد".

كما يجري توسيع دعم المياه والصرف الصحي، حيث تم توزيع مئات الآلاف من حفاضات الأطفال والأوعية ومجموعات النظافة، وتم تركيب 140 خزان مياه جديد لتوسيع نقاط الوصول المجتمعية.

وتستمر المساعدات في الدخول عبر المعبرين العاملين: كرم أبو سالم وكيسوفيم. وفي يوم الأربعاء وحده، تم جمع 127 شاحنة منسقة من الأمم المتحدة لتوزيعها داخل غزة، تحمل الغذاء والخيام والإمدادات الطبية والوقود.

وأكد "فرحان حق" أنه "يمكن ويجب فعل المزيد"، وحث إسرائيل على فتح معابر إضافية، وخاصة إلى الشمال، وتسهيل وصول المنظمات غير الحكومية..وقال:" نحن بحاجة إلى وصول إنساني كامل وآمن وغير مقيد.. الاحتياجات هائلة – وتتزايد يومًا بعد يوم".

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تدعو إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في الفاشر وأنحاء السودان
  • الاحتلال يتهم قوات “اليونيفيل” بإسقاط مسيّرة إسرائيلية جنوب لبنان
  • مؤسسة غزة الإنسانية متشبثة بلعب دور جديد في القطاع المدمر
  • استئناف دخول المساعدات الإنسانية من معبر كرم أبو سالم لقطاع غزة
  • "إكسترا نيوز": دفعات جديدة من المساعدات الإنسانية تستعد لدخول غزة
  • أطباء بلا حدود: إسرائيل تواصل استخدام المساعدات الإنسانية كورقة ضغط ضد الفلسطينيين
  • هيئة دولية: “إسرائيل” تواصل الإبادة البطيئة والتجويع واستهداف الأونروا في غزة
  • من العمل الإنساني إلى الصراع السياسي.. الأمم المتحدة يغيّرون قواعد اللعبة مع الحوثي
  • الأمم المتحدة تحذر من منع إسرائيل إدخال المساعدات إلى غزة
  • عاجل.. الأمم المتحدة: النازحون في غزة يواجهون ليالي متجمدة ونقصًا في الغذاء