وسط تصاعد في التوترات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم، تستضيف سويسرا اليوم السبت، جولة جديدة من المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ويشارك في اللقاء، الذي يُعقد في جنيف، كل من وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت والممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير، إلى جانب نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ.

وتأتي هذه المحادثات في ظل أزمة متفاقمة فجّرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامبـ عبر فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 10% على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، إلى جانب رسوم إضافية استهدفت عدة شركاء تجاريين، مما أثار اضطرابات واسعة في الأسواق المالية وأسواق الأسهم العالمية.

ورغم أن الإدارة الأمريكية علّقت بعض هذه الرسوم في خطوة تهدف لتهيئة أجواء الحوار، إلا أن التعريفات المفروضة على الواردات الصينية لا تزال قائمة وتصل إلى 145%، وهو ما دفع بكين إلى الرد بإجراءات مماثلة شملت فرض رسوم تصل إلى 125% على منتجات أمريكية.

وتُعد محادثات جنيف أول محاولة جادة من الطرفين لكسر الجمود والدفع نحو تسوية النزاع التجاري، وسط مؤشرات تفيد بإمكانية أن تبادر واشنطن بخفض تدريجي للرسوم تمهيداً لاتفاق محتمل.

وفي هذا الإطار، كتب الرئيس ترامب على منصة “تروث سوشيال”: الرسوم الجمركية بنسبة 80% على الصين تبدو مناسبة! الأمر يرجع إلى سكوت بي بيسنت.

وفي وقت سابق، أكدت وزارة التجارة الصينية أنه يتعين على الولايات المتحدة إلغاء الرسوم الجمركية التي فرضتها ضد الصين إذا كانت ترغب فعلاً في التفاوض مع بكين.

وشددت الوزارة على أن الولايات المتحدة هي من بدأت الحرب التجارية بشكل أحادي، مشيرة إلى أن أي نية للتفاوض يجب أن تكون مدعومة بخطوات ملموسة من الجانب الأمريكي لتصحيح أخطائه، بما في ذلك إلغاء الرسوم الجمركية المفروضة.

وقالت الوزارة: “إذا كانت الولايات المتحدة تريد التفاوض، فيجب عليها أن تثبت صدقها وأن تكون مستعدة لاتخاذ خطوات لتصحيح أخطائها”، مضيفة أن عدم اتخاذ هذه الخطوات سيعني أن الولايات المتحدة غير جادة في مساعيها للتوصل إلى حل دبلوماسي.

كما أكدت وزارة التجارة الصينية أن النهج القائم على فرض الرسوم الجمركية لا يتماشى مع تصرفات دولة عظمى، مشيرة إلى أن التصريحات الأمريكية الأخيرة حول تعديل التعريفات الجمركية لا تكفي إذا لم تُترجم إلى أفعال. وحذرت من أن محاولة الولايات المتحدة ممارسة الضغوط أو الابتزاز عبر المفاوضات لن تنجح مع الصين، مؤكدة أن هذا النوع من السلوك قد يقوض الثقة المتبادلة بين الطرفين.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أمريكا الصين الصين وأمريكا جنيف دونالد ترامب سويسرا جنيف فرض رسوم جمركية الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة

إقرأ أيضاً:

ضغوط أمريكية وإقليمية لإحياء المفاوضات بين إسرائيل وحماس وسط تصاعد التوترات

كشفت قناة كان العبرية، نقلا عن مصادر مطلعة، أن الولايات المتحدة والوسطاء يمارسون ضغوطا على كل من إسرائيل وحركة حماس للعودة إلى طاولة المفاوضات لوقف الحرب في قطاع غزة.

وفي هذا السياق، صرح مسؤول إسرائيلي بأن إمكانية التوصل إلى صفقة ما زالت قائمة، رغم معارضة عدد من الوزراء داخل الكابينت الإسرائيلي.

وبحسب تقارير عربية، فإن الوسطاء يجرون اتصالات مكثفة مع الجانبين في محاولة للوصول إلى اتفاق قبل تنفيذ إسرائيل لعملية عسكرية شاملة جديدة في مدينة غزة.

وأوضحت المصادر أن هذه الاتصالات تدور حول حزمة مقترحات تشمل: وقف الحرب، انسحاب إسرائيلي شامل من قطاع غزة، إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين، نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، إبعاد عدد من قادة الجناح العسكري لحماس إلى خارج القطاع، تشكيل إدارة مهنية غير سياسية لإدارة شؤون غزة، مدعومة بجهاز شرطي مهني.

بسبب احتجاجات غزة.. جامعة كاليفورنيا تدرس تسوية بقيمة مليار دولار مع إدارة ترامباجتماع قطري-أميركي في إسبانيا لمناقشة خطة جديدة لإنهاء الحرب في غزةبسبب إعادة احتلال غزة.. اجتماع طارئ بالجامعة العربية للتصدي لجرائم إسرائيل

وأكدت المصادر أن هذه المقترحات لا تزال قيد البحث بين الوسطاء الثلاثة قبل عرضها رسميًا على الطرفين. وأشارت إلى وجود إمكانية للتوصل إلى اتفاق، ما لم تصر الحكومة الإسرائيلية على المضي في الحرب لتحقيق أهداف سياسية داخلية.

حماس: مرونة واستعداد للأسوأ

من جانبها، أبدت حركة حماس استعدادا للتجاوب مع المقترحات المطروحة، لكنها في الوقت ذاته تتهيأ لأسوأ السيناريوهات.

 وقالت الحركة في بيان رسمي صدر السبت: "قدمنا كل المرونة عبر الوسيطين المصري والقطري لإنجاح وقف إطلاق النار، ونحن مستعدون لصفقة شاملة للإفراج عن جميع أسرى الاحتلال بما يحقق وقف الحرب وانسحاب قوات العدو".

انقسامات داخل إسرائيل

تشهد الساحة الإسرائيلية انقساما حادا بشأن العملية العسكرية الجديدة المرتقبة للسيطرة على ما تبقى من قطاع غزة، والذي يشكل نحو 25% من مساحة القطاع ويضم الغالبية السكانية.

على المستوى السياسي توجد خلافات واضحة بين الحكومة والمعارضة، كما يعارض جيش الاحتلال العملية بينما تصر الحكومة عليها، أيضا داخل الحكومة نفسها يوجد بعض الوزراء والمسؤولين يعارضون العملية، بسبب مخاوف تتعلق بمصير الأسرى وتدهور مكانة إسرائيل الدولية.

ووفقا للتقارير فأن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يسيطر حاليًا على نحو 75% من قطاع غزة – بما في ذلك مناطق دمرت بالكامل مثل رفح وخان يونس وبيت حانون – عبر عن مخاوفه بشأن العملية العسكرية القادمة، مشيرا إلى أنها قد تؤدي إلى: تعريض حياة الأسرى للخطر، سقوط مزيد من الجنود دون تحقيق هدف تحريرهم، تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، تحمل مسؤولية إدارة القطاع عسكريًا وما يترتب على ذلك من أعباء مالية وبشرية وسياسية.

كما أبدى قادة جيش الاحتلال قلقهم من الاستنزاف المستمر للقوات، ونقص الموارد البشرية، حيث يخوض الجيش والاحتياط معارك مستمرة منذ أكثر من 21 شهرا دون توقف.

ويعتقد قادة عسكريون أن المكاسب المحتملة من العملية لا توازي الخسائر المتوقعة، ويرون أن الدوافع الحقيقية لها سياسية وشخصية، تصب في مصلحة رئيس الوزراء وحكومته، ولا تتعلق بأهداف عسكرية استراتيجية تخدم مصالح الدولة.

طباعة شارك إسرائيل وحركة حماس قطاع غزة وقف الحرب في قطاع غزة إسرائيل الكابينت الإسرائيلي المفاوضات بين إسرائيل وحماس

مقالات مشابهة

  • أمريكا والصين تمددان هدنة الرسوم الجمركية
  • ارتفاع أسعار النفط وسط تفاؤل بعد تمديد هدنة الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين
  • الولايات المتحدة والصين تمددان «الهدنة التجارية» 90 يوماً
  • ترامب يمدد تعليق الرسوم الجمركية على البضائع الصينية لمدة 90 يوما
  • ترامب يقدم عرضا للصين لخفض العجز التجاري مع الولايات المتحدة
  • الهند تقدر أن نحو 55% من السلع المصدّرة إلى أمريكا ستخضع لرسوم ترامب الجمركية
  • سويسرا منفتحة على مقترح لخفض الرسوم الجمركية الأميركية
  • الصين تكسب الحرب التجارية
  • مفاوضات متعثرة في جنيف لإقرار معاهدة عالمية للبلاستيك
  • ضغوط أمريكية وإقليمية لإحياء المفاوضات بين إسرائيل وحماس وسط تصاعد التوترات