من أبل إلى جنرال موتورز.. رسوم ترامب تكلف الشركات الأميركية عشرات المليارات
تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT
تستعد الشركات الأميركية، من "أبل" إلى "جنرال موتورز"، لتكبد أضرار بعشرات المليارات من الدولارات نتيجة حرب الرسوم الجمركية التي أطلقها الرئيس دونالد ترمب، وذلك حتى قبل أن تصل غالبية السلع المتأثرة إلى الأسواق.
من بين الشركات الأميركية التي أفصحت حتى الآن عن توقعاتها المالية، تتوقع "جنرال موتورز" خسائر بقيمة 5 مليارات دولار العام الجاري، بينما تتوقع "أبل" تكاليف إضافية تبلغ 900 مليون دولار في الربع الحالي.
فرضت إدارة الرئيس، دونالد ترمب، رسوماً جمركية شاملة على معظم الواردات، مُستهدفةً بعض الدول والقطاعات برسوم إضافية. وبلغت نسبة الرسوم على العديد من الواردات الصينية 145%، فيما ردّت بكين بفرض ضرائب استيراد تصل إلى 125% على السلع الأميركية. كما تخضع واردات الصلب والألمنيوم لرسوم جمركية أميركية بنسبة 25%.
تحذيرات لا تفي التأثير الفعلي للرسوم حقه
قد لا تعكس التحذيرات الاستباقية من هذه الشركات الكبرى وغيرها الحجم الحقيقي للضرر الذي سيلحق بالأرباح الصافية، ولم تقدم شركات عديدة بعد أي توقعات استرشادية مالية، إذ يتبع بعضها نهج الانتظار والترقّب، فيما ألمحت شركات أخرى إلى حجم الضرر المتوقع من خلال توسيع نطاق نفقاتها، أو سحب توقعاتها للعام بأكمله، أو التحذير من أن ارتفاع الأسعار سيؤدي إلى تراجع الطلب الاستهلاكي.
فعلى سبيل المثال، رفعت شركة "ميتا بلاتفورمز" توقعاتها للإنفاق الرأسمالي خلال العام الجاري بمقدار 7 مليارات دولار، وعزت ذلك جزئياً إلى الارتفاع الأعلى من التقديرات في تكاليف استيراد المعدات من الأسواق العالمية.
قالت سوزان لي، المديرة المالية للشركة المالكة لـ"فيسبوك" و"إنستغرام"، خلال مكالمة مع المحللين: "يكتنف عدم يقين كبير هذا الأمر نظراً للمحادثات التجارية المستمرة".
عدم اليقين يهيمن على مكالمات الأرباح
باتت عبارة "عدم اليقين" من أكثر المصطلحات استخداماً لدى كبار التنفيذيين خلال مكالمات نتائج الأعمال الفصلية. فقد وردت هذه الكلمة أكثر من 6 آلاف مرة حتى الآن في هذه المكالمات خلال الموسم الحالي، وهو أعلى عدد منذ الأيام الأولى لجائحة كورونا في منتصف عام 2020.
لم تُعلن عشرات الشركات، مثل "إنفيديا"، و"أوراكل"، و"هوم ديبوت"، و"وولمارت"، عن نتائجها المالية الأحدث بعد، ولم ترد على أسئلة المحللين بشأن التأثير المحتمل للرسوم الجمركية.
ومن المرجح أن تتأثر بعض القطاعات، مثل الإعلانات عبر الإنترنت، في وقت لاحق من العام الجاري، وذلك فقط في حال قررت الشركات خفض ميزانياتها لتعويض ارتفاع التكاليف أو تراجع الطلب الاستهلاكي.
الشركات تعجل الواردات وتنقل الإنتاج
تستجيب إدارات الشركات لهذا الواقع بطرق متنوعة، مثل محاولة نقل الإنتاج خارج الصين والتعجيل بطلب المواد قبل ارتفاع الأسعار المتوقع.
فمثلاً، قالت شركة "مايكروسوفت" أن مبيعات نظام "ويندوز" ومنتجات أخرى ارتفعت بوتيرة أسرع من المتوقع مع ملء العملاء لمخزوناتهم تحسباً للرسوم الجمركية.
كما سارعت شركة "أمازون" إلى شراء جزء من مخزونها في الربع الأول قبل فرض الرسوم المتوقعة. وقد ساهمت هذه المشتريات، إلى جانب تكاليف أخرى مرتبطة بإرجاع البضائع من قبل العملاء، في تقليص ربحية الشركة خلال الربع الأول بنحو مليار دولار.
قال آندي غاسي، الرئيس التنفيذي لشركة "أمازون"، للمحللين خلال مكالمة جماعية: "من الواضح أننا لا نعرف تماماً إلى أين ستتجه الأمور في ما يخص الرسوم الجمركية أو متى سيتم حسمها".
قطاع السيارات أكبر المتضررين من الرسوم
تُعد "جنرال موتورز"، التي تستورد سيارات من كوريا الجنوبية وكندا والمكسيك، من أكبر الخاسرين حتى الآن في صفوف الشركات الأميركية. إذ تُعتبر الشركة، التي تتخذ في ديترويت مقراً لها، إلى جانب شركات صناعة السيارات الأخرى، من بين الأكثر تضرراً، في ظل فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على معظم السيارات المستوردة. كما تؤثر رسوم منفصلة على قطع الغيار المستوردة سلباً على السيارات المُصنّعة في مصانع السيارات الأميركية.
أما شركة "فورد موتور"، المنافسة، والتي تُنتج 80% من السيارات التي تبيعها في السوق الأميركية محلياً، فقد صرّحت في 5 مايو بأن الرسوم الجمركية ستؤدي إلى تقليص أرباحها قبل احتساب الفوائد والضرائب بنحو 1.5 مليار دولار العام الجاري. وتقدّر شركة تصنيع الدراجات النارية "هارلي-دافيدسون" (Harley-Davidson) أن تكلفها الرسوم الجمركية 175 مليون دولار العام الجاري.
تشعر شركات تصنيع أخرى بالضغط ذاته على أرباحها نتيجة الرسوم الجمركية. فقد قدّرت شركة "بروكتر آند غامبل" (Procter & Gamble Co) أن الرسوم الحالية والمقترحة قد تضيف ما بين مليار دولار و1.5 مليار دولار إلى تكاليفها السنوية. وتخطط عملاقة السلع الاستهلاكية لمواجهة ذلك جزئياً من خلال رفع أسعار منتجاتها.
قال أندريه شولتِن، المدير المالي للشركة، خلال مكالمة أرباح مع المحللين في 24 أبريل: "الأمر ليس بسيطاً".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رسوم ترمب الشركات الأميركية الرسوم الجمركي الشرکات الأمیرکیة الرسوم الجمرکیة جنرال موتورز العام الجاری ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
كانت الأرخص.. أول سيارة يرتفع سعرها بفضل الرسوم الجمركية
حققت فورد مافريك نجاحًا ساحقًا منذ إطلاقها عام 2022، خصوصًا بسعرها الجذاب الذي بدأ بأقل من 20,000 دولار، لكن الأمور تغيّرت سريعًا؛ فاليوم يبدأ سعرها الأساسي من 28,145 دولارًا، وعند إضافة رسوم ال، يصل إلى 29,840 دولارًا — بزيادة تبلغ 8,150 دولارًا خلال ثلاث3 سنوات فقط.
وجاء الارتفاع الأكبر في الشهور الأخيرة، إذ قفز السعر من 23,920 دولارًا عام 2024 إلى 26,995 دولارًا مطلع 2025، قبل أن تدخل زيادة إضافية قدرها 1,150 دولارًا حيّز التنفيذ في مايو، بحسب مذكرة تداولها وكلاء فورد وانتشرت عبر منصة Reddit.
ويرجح أن تكون هذه الزيادات مرتبطة بالتغيّرات الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب على السيارات المستوردة، خاصة أن مافريك تُجمع في المكسيك.
وصرح الرئيس التنفيذي لشركة فورد «جيم فارلي» خلال مؤتمر أرباح الربع الأول، بأن الأثر الصافي للرسوم الجمركية على فورد سيبلغ نحو 1.5 مليار دولار، مشيرًا إلى أن تأثيرات المنافسة وسلسلة التوريد لا تزال غير واضحة.
ولم تشمل الزيادات فقط المافريك الهجينة، بل امتدت إلى باقي الطرازات والإكسسوارات:
1,150 دولارًا على طرازات XL وXLT وLariat الهجينة بالدفع الأمامي والدفع الرباعي.700 دولار على غير الهجينة.زيادات صغيرة تتراوح بين 10 إلى 100 دولار على تجهيزات مثل أغطية الصندوق ورسوم الوجهة.وحتى سيارات أخرى مثل برونكو سبورت 2025، المجمّعة في المكسيك، شهدت ارتفاعًا بالسعر الأساسي إلى 30,995 دولارًا، بزيادة 1,000 دولار عن الأشهر الماضية.
ولم تعلق فورد رسميًا بعد على هذه التعديلات، لكن من الواضح أن المستهلكين والمحللين يترقبون تأثير الرسوم الجمركية في الأشهر المقبلة، وسط تساؤلات عن مدى قدرة فورد على الحفاظ على جاذبيتها السعرية في مواجهة تحديات السوق.