الجزيرة:
2025-08-12@07:02:59 GMT

من الرياض إلى الدوحة.. إيران تمهّد لطاولة مسقط

تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT

من الرياض إلى الدوحة.. إيران تمهّد لطاولة مسقط

طهران- يبدأ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي -اليوم السبت- جولة تشمل الرياض والدوحة، وذلك قبل يوم واحد من انعقاد الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في مسقط.

ووفقا لما أعلنه عراقجي، تهدف الزيارة إلى تبادل وجهات النظر مع دول الجوار، وإطلاعها على آخر تطورات المفاوضات التي تترقبها المنطقة.

وتتزامن هذه التحركات مع استعداد الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقيام بجولة تشمل السعودية وقطر والإمارات بين 13 و16 مايو/أيار الجاري، وهو ما يضيف بُعدا دوليا جديدا للجهود الإقليمية الرامية إلى تهدئة التوترات.

وتجري الجولة الرابعة من المفاوضات على وقع خلاف حول التسمية الجغرافية للخليج، إذ أعلن ترامب عزمه اتخاذ قرار بشأن التسمية الرسمية التي ستعتمدها الولايات المتحدة، عقب تقارير إعلامية أفادت بنيته إطلاق اسم "الخليج العربي" أو "خليج العرب" على المسطح المائي الذي تصرّ إيران على تسميته "الخليج الفارسي"، مما أثار ردود فعل في طهران.

ويرى خبراء أن هذه القضية تعكس التوترات المتجددة، وتبرز الحاجة إلى مزيد من الحوار والتفاهم المشترك.

تقارب إقليمي

يقول خبير الشؤون الإقليمية محمد بيات إن زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى قطر والسعودية تأتي في وقت حساس، وقبيل عقد الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، وتهدف إلى تبادل الآراء مع الدولتين العربيتين وإطلاعهما على آخر التطورات في المفاوضات، خاصة في ظل ما وصفه بالتقارب الحاصل بين مواقف إيران والدول الخليجية بشأن ضرورة تقليص التوترات في المنطقة.

إعلان

ورأى بيات -في حديث للجزيرة نت- أن هذا التطور يعكس تحولات جيوسياسية كبيرة في المنطقة، خاصة بعد "السابع من أكتوبر/تشرين الأول"، إذ بات من الواضح أن دول مجلس التعاون الخليجي أصبحت أكثر تقبلا لفكرة الاتفاق بين طهران وواشنطن، على حد تعبيره.

وأضاف أن الدول الخليجية باتت تدرك ضرورة كبح التصعيد الإسرائيلي على حدود 1967 (الضفة الغربية وقطاع غزة)، والحد من التوترات في المنطقة، مما يسهم في تقوية العلاقات بين إيران ودول جنوب الخليج.

وفي ما يتعلق بالموقف الأميركي، يعتقد بيات أن الإدارة الأميركية الحالية تحت قيادة ترامب أكثر مرونة في التعامل مع إيران، مقارنة بمواقفها السابقة. ويلفت إلى وجود مؤشرات على إمكانية إعلان اتفاق نووي جديد مع طهران، بالإضافة إلى احتمال ظهور خطة أميركية جديدة بشأن الحرب في غزة، وهو ما يشير إلى تغير في لهجة السياسة الأميركية في المنطقة.

خريطة إيران ودول الخليج العربي (الجزيرة) التهدئة الإقليمية

من جهتها، رأت خبيرة شؤون دول الخليج هدى يوسفي أن زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى الرياض والدوحة تأتي في توقيت بالغ الحساسية، وتعكس مساعي طهران لإعادة تموضعها إقليميا في ظل متغيرات جيوسياسية متسارعة.

وأوضحت يوسفي -في حديثها للجزيرة نت- أن الزيارة تحمل رسائل متعددة، أبرزها سعي إيران لتقليص فجوة الثقة مع دول مجلس التعاون الخليجي، وتأكيد رغبتها في حل القضايا الإقليمية عبر الحوار، وليس عبر المواجهة أو التصعيد.

وتعوّل إيران -وفق الخبيرة- على دور قطر بوصفها وسيطا موثوقا، خاصة في ظل علاقة الدوحة المتوازنة مع كل من طهران وواشنطن، مضيفة أن قطر تمتلك موقعا إستراتيجيا يسمح لها بلعب دور إيجابي سواء في خفض التصعيد أو التمهيد لتفاهمات إقليمية، وهو ما يجعل زيارة عراقجي إلى الدوحة "أكثر من مجرد زيارة بروتوكولية".

إعلان

كما اعتبرت أن السعودية أيضا، "رغم تحفظها التقليدي"، باتت أكثر انفتاحا على فكرة التفاهم الإقليمي، خصوصا في ظل سعيها لتنفيذ مشاريعها التنموية ضمن رؤية 2030، التي تتطلب استقرارا طويل الأمد في محيطها الإقليمي.

وأشارت الخبيرة إلى أن الزيارة تندرج كذلك ضمن محاولة إيران إضفاء بُعد إقليمي على مفاوضاتها مع الولايات المتحدة بشأن العقوبات، معتبرة أن أي اتفاق يفتح المجال أمام عودة إيران للأسواق العالمية، لا سيما في قطاع النفط، ستكون له تداعيات مباشرة على اقتصادات الخليج، وهو ما يدفع طهران لطمأنة جيرانها والتقليل من المخاوف المحتملة.

إلى جانب ذلك، تقول يوسفي إن إيران أصبحت تدرك أن النجاح في ملفها النووي لا يكتمل من دون غطاء إقليمي، "لذلك تبعث من خلال هذه الزيارة بإشارات تهدئة قد تُسهم في تخفيف منسوب التوتر المزمن في المنطقة".

وبينما تترقب المنطقة نتائج الجولة الرابعة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في مسقط غدا الأحد، تظل التساؤلات مفتوحة حول قدرة التحركات الدبلوماسية الأخيرة على تقليص التوترات الإقليمية وتحقيق تسوية مستدامة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجولة الرابعة من المفاوضات فی المنطقة دول الخلیج وهو ما

إقرأ أيضاً:

ترفض التفتيش.. إيران تعلن تفاصيل زيارة نائب مديرالطاقة الذرية

أعلن وزير خارجية إيران عباس عراقجي أن نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية سيزور طهران اليوم الاثنين.

وهذه الزيارة هي الأولى لمسؤول كبير في الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ علّقت إيران التعاون معها الشهر الماضي في أعقاب الحرب مع إسرائيل التي استمرت 12 يومًا.

أخبار متعلقة بشأن أوكرانيا.. ماذا تريد أوروبا من الاتفاق المنتظر بين أمريكا وروسيا؟عاجل: زلزال بقوة 6.1 ريختر يضرب غرب تركياإطار جديد للتعاون

وقال عراقجي للصحفيين "ستركز محادثاتنا مع الوكالة على إطار جديد للتعاون، ولن يبدأ التعاون قبل التوصل إلى اتفاق بشأن إطار جديد".

وأضاف أنه ليس من المقرر أن يجري نائب المدير العام للوكالة الدولية ماسيمو أبارو "عمليات تفتيش أو زيارات" للمواقع النووية، وفق ما نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا).

هجمات غير مسبوقة

في منتصف يونيو، شنت إسرائيل حملة هجمات غير مسبوقة استهدفت مواقع نووية وعسكرية إيرانية، وطالت أيضًا مناطق سكنية.

وانضمت الولايات المتحدة إلى الحملة بقصف 3 منشآت نووية في فوردو وأصفهان ونطنز.

الشهر الماضي، علقت إيران رسميًا تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرة إلى عدم إدانتها الضربات الإسرائيلية والأمريكية على مواقعها النووية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الضربات الأمريكية استهدفت المنئآت النووية الإيرانية - متداولة

وأدت الهجمات إلى تعطيل المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة والتي بدأت في أبريل.

ومثلت تلك المحادثات أعلى مستوى اتصال بين طهران وواشنطن منذ انسحبت الولايات المتحدة أحاديًا عام 2018 من اتفاق دولي بشأن الأنشطة النووية الإيرانية.

إيران تطالب بضمانات

منذ الحرب التي استمرت 12 يومًا، طالبت إيران بضمانات بعدم الإقدام على أي عمل عسكري ضدها قبل استئناف أي مفاوضات مع الولايات المتحدة.

وقال عراقجي إن إيران "تلقت رسائل" من الجانب الأمريكي بشأن استئناف المحادثات، وأوضح أنه "لم ينته من أي شيء" في هذا الشأن.

في 25 يوليو، التقى دبلوماسيون إيرانيون نظراءهم من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والذين هددوا بتفعيل عقوبات دولية ضد طهران بحلول نهاية أغسطس في حال عدم التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي.

وتتيح "آلية الزناد" إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الدولية.

وينتهي العمل بهذه الآلية في أكتوبر المقبل، وحذرت طهران من عواقب في حال تفعيلها.

وقال عراقجي إن "اتصالاتنا مع الأوروبيين مستمرة"، مضيفًا أن موعد الجولة المقبلة من المحادثات لم يتحدد بعد.

مقالات مشابهة

  • غياب الثقة في واشنطن مستمر.. إيران ترحب بتقليص أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات
  • سياسات إيران الإقليمية.. ماذا في رسائل طهران لبغداد وبيروت؟
  • رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران يزور العراق ولبنان
  • ترفض التفتيش.. إيران تعلن تفاصيل زيارة نائب مديرالطاقة الذرية
  • أكدت أن النووي «حق أصيل».. إيران: التفاوض مع واشنطن ليس تراجعاً
  • إيران: يمكن أن تنفد المياه من طهران بحلول أكتوبر
  • إيران تحذر: طهران قد تنفد من المياه بالكامل بحلول أكتوبر
  • ضغوط أمريكية وإقليمية لإحياء المفاوضات بين إسرائيل وحماس وسط تصاعد التوترات
  • يسرائيل هيوم تكشف تفاصيل جديدة عن العمليات الاستخبارية الإسرائيلية في إيران
  • إيران تعلن اعتقال 20 مشتبها بالتجسس لصالح الموساد الإسرائيلي