صحيفة الأيام البحرينية:
2025-08-01@16:35:58 GMT

علم لصناعة الجهل

تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT

علم لصناعة الجهل

قرأنا في المدرسة وسمعنا من الكبار بأن العلم نور وباب للتطور والتقدم، لكن هل سمعت يومًا من الأيام بأن العلم قد يكون ظلاما وتدليسا وتشتيتا وبوابة لصناعة الجهل، ومن الممكن أن تسخدم العلم لتلقين الأفكار وتشويه المعتقدات. نعم.. هذا هو علم التجهيل..«اغنوتلوجي» وهو علم لنشر الجهل بطرق عملية، وهذا العلم هو ضمن علم اجتماع المعرفة، إن كلمة «اغنوتلوجي» مبينة على الكلمة اليونانية الكلاسيكية الجديدة «أغنوسيس» تعني عدم المعرفة، وهذه الكلمة الجديدة أصبحت تشير إلى دراسة الأفعال المقصودة والمتعمدة لإشاعة الحيرة والشك والخداع بهدف تحقيق مكسب أو بيع سلعة أو نشر الجدل لاستنزاف طاقة البشر.

علم التجهيل «أغنوتلوجي» وهو دراسة الجهل أو الشك المتعمد الناجم عن الثقافة، وهو نطاق بحث فلسفي جديد نسبيا يتعلق بالكيفية التي يُبنَى بها الجهل بين الناس عن طريق التشكيك، لا سيما من خلال نشر بيانات علمية غير دقيقة أو مُضلِّلة لا تُكذِّب آراء العلماء، بل تجعلها فقط «احتمالية»، على سبيل المثال نحن نعرف منذ الخمسينيات والستينيات أن التدخين ضار جدا بالصحة. بدأ بروكتر تضليل الناس وثبت أن التدخين لا علاقة له بالسرطان، واللعب في نتائجها حتى يتم تشتت الانتباه فيحتار الناس بين الدراسات المتناقضة، فلا يعرفون إن كان التدخين مرتبطا بالسرطان أم لا. وهذا ما يفسر إن تم استخدام نور العلم في تشويه مخرجاته ووضعها حسب مصالح شخصية أو تجارية، أو ما شابه، بهدف التشتيت والتضليل، حيث هذا العلم يعتمد على دراسة عميقة لسلوك الناس وصحة نفسية، فهو متطور على الدوام وباستمرار، ليتوافق ويتناسب مع حاجات الوقت. ويذهب روبرت بروكتر إلى القول بأنَّ سياسة التجهيل قد ظهرت بعد الحرب العالمية الأولى في الشركات التجارية الكبرى من خلال تسويقها لمنتجاتها، وذلك بنشر معلومات زائفة وغير صحيحة على أنَّها حقائق بهدف كسب الأرباح عبر تضليل المستهلكين، كما ذهب إلى أنَّ سياسة التجهيل تقوم على استغلال ضعف المنظومة التعليمية وتردِّيها في المكان المراد ممارستها فيه، فهو أسلوب يُستخدم لتضليل الناس وخداعهم من خلال نشر معلومات تعزِّز تشويه الحقائق باستخدام وسائل ومهارات متقدمة بحيث تبدو الحقائق مشوشة. يقول أفلاطون: «إن الجهل أصل كلّ الشرور»، إذ إنه بسبب الجهل ينجم الثراء الفاحش والفقر المدقع، وينجم الطغيان والخضوع، وبسببه قد ينجم الاستبداد أو الفوضى، والجهل هو أساس الفساد وعدو الإبداع، سواء كان ذلك الفساد فسادًا سياسيًا، أو ماليًا، أو فكريًا أو روحيًا، ويمكن أيضًا أن يرتبط ذلك بالفساد السلوكي والفساد الأيكولوجي، ولكن الجهل ليس هو عكس المعرفة، وهو معرفة تصنيع الجهل وتوزيعه لأهداف تجارية او مالية او سياسية، الجهل ليس انعدام المعرفة فقط، بل هو «مُنتَج» يتم صنعه وتوزيعه لأهداف معيّنة غالبًا سياسية أو تجارية ولتوزيع هذا الجهل بين أطياف المجتمع. علم التجهيل بأنه نشر لمعلومات أو حذف لمعلومات لأجل التأثير في تفكير الجمهور، والحصول على نتائج يستفيد منها أصحاب المصالح. الأمر الذي يجعلها تضاد وتُعاكس فكر معرفي آخر، وهو العلم الذي يدرس صناعة ونشر الجهل بطرق عِلْميَّة رصينة. علم التجهيل على اعتبار أن الجهل ليس مجرد غياب للمعرفة، وإنما نتاج معارك ثقافية وتجارية وسياسية. علم التجهيل واحد من أبرز الظواهر الاجتماعية والعلمية والثقافية، فأساس التجهيل هو الكذب والخداع والتزييف والمغالطات، وهذه الصفة لازمت على مدى قرون عدة وحتى يومنا هذا. د. معراج أحمد معراج الندوي

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

مشهد يؤكد الخيانة.. «إخواني» يرفع العلم الإسرائيلي أمام السفارة المصرية في تل أبيب

في تغطية استثنائية على شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، عبرت الإعلامية فيروز مكي، مذيعة برنامج «مطروح للنقاش»، عن صدمتها الشديدة من مشهد لم يكن متوقعًا، حيث ظهر أحد أعضاء الحركة الإسلامية من عرب فلسطين، وينتمي للإخوان الإرهابية، ظهر في تل أبيب يحمل العلم الإسرائيلي أمام السفارة المصرية، متهمًا القاهرة بالمسؤولية عن الحصار الإنساني المفروض على قطاع غزة.

وقالت فيروز مكي: «في مشهد ربما لم نره من قبل ولم ننتظر في الحقيقة أن نراه، اليوم بدنا نرى فلسطينيا يحمل العلم الإسرائيلي ملوحا به أمام السفارة المصرية، المصرية التي وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني، التي وقفت ضد تفريغ القضية الفلسطينية، التي وقفت ضد تهجير المواطن الفلسطيني من قطاع غزة».

وأضافت: «اليوم نرى فلسطينيا يحمل علم إسرائيل في تل أبيب ويتظاهر أمام السفارة المصرية محملا إياها مسؤولية الحصار الإنساني الذي يقبع تحته قطاع غزة منذ بدء الأزمة حتى الآن».

المعبر مغلق من الجانب االفلسطيني

وتابعت: «مصر التي قدمت أكثر من 1200 طن المساعدات خلال أسبوعين فقط، مصر التي لم تتوقف قوافلها أمام معبر رفح لولا أن المعبر كان مغلقا من الجانب الفلسطيني والمسؤول عنه هي دولة الاحتلال الإسرائيلية».

فلسطيني لا يتظاهر ضد الحصار الإسرائيلي

وأوضحت المذيعة: «بدنا نرى اليوم ولأول مرة فلسطينيا لا يتظاهر في تل أبيب ضد الحصار الإنساني الذي تقوم به دولة الاحتلال على المواطن الفلسطيني، على تجويع الطفل الفلسطيني الذي توفي جائعا، على المجاعة التي يعيشها أهلنا في قطاع غزة، بدنا نرى فلسطينيا للمرة الأولى يلوح بعلم أزرق بعلم إسرائيل في قلب تل أبيب أمام سفارتنا المصرية».

دبلوماسية مصرية دعمت الاعتراف بالدولة الفلسطينية

وواصلت حديثها قائلة: «السفارة التي دبلوماسيتها المصرية كانت سببا في اعتراف دول مؤخرا بدولة فلسطينية مستقلة والحديث عن هذا الأمر، كان آخرهم فرنسا وبعدها المملكة المتحدة التي تحدثت أيضا عن أنها تنوي الاعتراف بدولة فلسطينية».

تغطية استثنائية ومشهد لا يُصدق

وعبّرت فيروز مكي عن دهشتها بالقول: «في الحقيقة أن المشهد صادم يعني حتى لا يمكنني أن أعبر عنه بكلمات، لا أجد الكلمات التي من شأنها أن تعبر عن ما نشعر به أو ما يمكن أن نتناوله في هذه التغطية، هي تغطية بالتأكيد استثنائية، تغطية بالتأكيد لأول مرة نراها في شاشة القاهرة الإخبارية، ونحن مضطرون للذهاب لهذه التغطية للحديث عنها بقدر ما نحن أيضا متفاجئين بأننا بدنا نرى العلم الإسرائيلي يلوح في يد فلسطينيا أمام السفارة المصرية، ويحملها ذنب الحصار الإسرائيلي الإنساني على قطاع غزة».

مصر لم تتخلَ عن غزة

وأكدت: «مصر التي حتى اليوم لم تتوانى يوما عن تقديم يد العون والمساعدة سواء في الأروقة السياسية والدبلوماسية، لم تتوانى يوما عن الدفاع عن القضية الفلسطينية».

الرئيس السيسي أول من دعا إلى قمة السلام

وأضافت فيروز مكي: «الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان الرئيس الأول الذي يقول على العلن لن نشارك في هذا الظلم ضد الشعب الفلسطيني، كان الرئيس الأول الذي يدعو لقمة بعد أسبوعين فقط من الأزمة في قطاع غزة ومن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بعد أسبوعين كان هناك قمة السلام المصرية التي دعت لها القاهرة، وحضرها أكثر من 21 قائد من دول العالم سواء الأوروبية أو العربية للوقوف ضد تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وهي كانت خطة معلنة من الجانب الإسرائيلي وليست سرا».

مصر واجهت مشروع ترامب الترفيهي لإعادة إعمار غزة

وتابعت: «مصر وقفت مرارا وتكرارا ووقفت مرة ثانية أمام ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حين تحدث عن المشروع الترفيهي الذي يتحدث عنه في إعادة إعمار غزة، بغض النظر عن حق هؤلاء في أرضهم، عن حق هؤلاء في البقاء، وعن حق هؤلاء في التواجد في أرضهم».

دعم لحكومة نتنياهو رغم الجرائم بحق غزة

وأشارت إلى أن: «اليوم بدنا نرى فلسطينيا يرفع صورا ويرفع علما إسرائيلي في قلب تل أبيب مساندا للحكومة الإسرائيلية، مساندا لحكومة بنيامين نتنياهو، التي جوعت أطفال غزة، التي قتلت أطفال غزة، التي روعت أهالي قطاع غزة».

اتهامات لمصر رغم إغلاق المعبر من الجانب الآخر

وأضافت مكي: «فلسطينيا في تل أبيب يحمل علم إسرائيلي أمام السفارة المصرية ويتهمها بحصار قطاع غزة عن طريق إغلاق معبر رفح، بالرغم من أن يعني هناك مؤسسات مدنية، وهناك مؤسسات أممية، وهناك رؤساء دول مثل إيمانويل ماكرون، جميع هؤلاء كانوا حاضرين أمام معبر رفح، الرئيس السيسي أخذ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى العريش ووقف أمام معبر رفح ليريه المعبر وهو مغلق من الجانب الآخر، المعبر لم يكن يوما مغلقا من الجانب المصري».

وبيّنت المذيعة: «إذا كان المعبر مغلقا من الجانب المصري فلماذا ستتوافد سيارات المساعدات على المعبر من الجانب المصري؟ إذا كانت مصر هي من أغلقت معبر رفح كما الآن يحاولون الترويج وكما يحاولون اليوم تلفيق التهم لمصر، وهو طبعا الأمر واضح وصريح، كل الأمر أن مصر وقفت بالمرصاد أمام مخططات إسرائيلية كان من شأنها أن تمرر لولا أن مصر وقفت في طريق هذه المؤامرات وفي طريق هذه الخطط، فاليوم نرى هذا المشهد الذي لم نكن نتمنى ولم نكن في الحقيقة نتخيل أن نراه في يوم من الأيام».

اقرأ أيضاًشهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على مدينتي غزة وخان يونس

«أطباء بلا حدود»: التجويع الإسرائيلي يفاقم سوء التغذية بين أطفال غزة

استشهاد 20 فلسطينيا بينهم 15 من منتظري المساعدات في قصف الاحتلال على غزة

مقالات مشابهة

  • مفارقة الشفافية.. هل تزيد ثقة الناس في العلم عبر الكذب؟
  • مشهد يؤكد الخيانة.. «إخواني» يرفع العلم الإسرائيلي أمام السفارة المصرية في تل أبيب
  • صعدة تحيي ذكرى قدوم الإمام الهادي إلى اليمن
  • محاضرة عن طلب العلم ضمن صيف البوادي بأدم
  • وزير التعليم العالي: قرارات استراتيجية لتطوير بنك المعرفة المصري
  • عاشور: الانفتاح المعرفي والتعاون الدولي يدعمان أولوية مصر في التعليم الرقمي
  • عاشور في أمستردام: تعزيز التعاون مع إلسيفير لدعم بنك المعرفة والانضمام لجامعات الجيل الرابع
  • كلّاس: تعالوا نستعيد شرفية خدمة العلم
  • ارتفاع إيرادات مصر لصناعة الكيماوية لتسجل مليار جنيه في العام المالي الماضي
  • الصيام المتقطع… بين العلم والتجربة