إسرائيل تؤيد خطة ترامب للمساعدات في غزة وتحذر من "حرب للأبد"
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الأحد، دعم بلاده "الكامل" للخطة الأميركية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، التي لن تكون إسرائيل جزءا منها.
وقال ساعر خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني يوهان فاديفول: "تدعم إسرائيل بشكل كامل خطة إدارة ترامب التي قدمها الجمعة السفير الأميركي في إسرائيل مايك هاكابي".
وكان السفير الأميركي في إسرائيل أعلن الجمعة إنشاء مؤسسة جديدة ستتولى توزيع مساعدات إنسانية في قطاع غزة الذي يشهد حربا مدمرة، وحيث تسبب حصار إسرائيلي مطبق منذ أكثر من شهرين في نقص حاد في كافة المواد، من الغذاء والمياه النظيفة إلى الوقود والأدوية.
وأشاد ساعر بالخطة، وقال إن المساعدات ستصل إلى المدنيين مباشرة وستمنع حماس من "وضع يدها عليها".
وبحسب وزير الخارجية، فـ"خلال هذه الحرب، سمحت إسرائيل بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة وسهلت وصولها، لكن حماس سرقت هذه المساعدات من الشعب".
وأضاف: "إذا استمرت المساعدات بالوصول إلى حماس وليس إلى سكان غزة، فستستمر الحرب إلى الأبد".
وكانت حركة حماس نفت هذه التهم مرارا وتكرارا، واتهمت إسرائيل تستخدم "سلاح التجويع" في الحرب.
وأكد ساعر على تصريحات هاكابي أن الجيش الإسرائيلي لن يشارك في توزيع المساعدات، بل سيوفر "الأمن العسكري اللازم" ليتم إيصالها إلى المدنيين.
وقوبلت المبادرة الأميركية بانتقادات دولية، إذ يبدو أنها تغيّب دور الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، وستجري تغييرات واسعة على الهيئات الإنسانية الموجودة حاليا في غزة.
لكن هاكابي قال: "ندعو الأمم المتحدة. ندعو كل منظمة غير حكومية. ندعو كل حكومة. ندعو كل من كان مهتما بالأمر للانضمام إلى هذه العملية".
وعبر عن أمله في أن تنفذ الخطة في وقت "قريب جدا" من دون أن يقدم جدولا زمنيا لعملية الإغاثة، أو معلومات إضافية عن المؤسسة غير الحكومية التي ستشارك فيها.
وقال هاكابي، وهو حاكم ولاية جمهوري سابق ومؤيد علني لإسرائيل، إن هناك "عدة شركاء وافقوا بالفعل على المشاركة في هذا الجهد"، من دون أن يسميهم.
ومنذ الثاني من مارس الماضي لم تسمح إسرائيل بدخول أي مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر، وسط جمود في المحادثات مع حماس واستئناف هجومها في 18 مارس منهية بذلك هدنة استمرت شهرين.
وشهدت الهدنة زيادة في المساعدات التي دخلت القطاع، وأُطلق سراح رهائن إسرائيليين مقابل إطلاق سراح فلسطينيين معتقلين لدى إسرائيل.
ورغم المخاوف من مجاعة وشيكة، تنفي إسرائيل وجود أزمة إنسانية تلوح في الأفق، وتتهم حماس بنهب المساعدات.
وكان القيادي في حركة حماس باسم نعيم اعتبر أن الخطة الأميركية ليست بعيدة عن "التصور الإسرائيلي" للمساعدات، مشددا على أن "حق الشعب الفلسطيني في الحصول على طعامه وشرابه ودوائه حق مكفول في القانون الإنساني الدولي حتى في حالة الحرب، وليس محل تفاوض، والكيان الإسرائيلي عليه القيام بواجباته كدولة احتلال".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات ترامب إسرائيل حماس التجويع غزة هاكابي مساعدات إنسانية أزمة إنسانية باسم نعيم إسرائيل مساعدات غزة خطة ترامب خطة ترامب لغزة ترامب إسرائيل حماس التجويع غزة هاكابي مساعدات إنسانية أزمة إنسانية باسم نعيم أخبار إسرائيل
إقرأ أيضاً:
إسرائيل- حماس.. مَن يجوع مَن؟
أكثر من مائة عام، ومنذ وعد بلفور، تعرض الفلسطينيون أصحاب الأرض والجغرافيا والتاريخ إلى صنوف العذاب، تعرضوا لها بمساندة بريطانية- أمريكية- غربية، يلاقون خلال تلك السنوات الويلات، تلك الويلات كالقتل، التهجير، التجويع، الاعتقال، والتدمير، ومن سرقة الكيان الصهيوني المحتل لثروات ومقدرات الشعب الفلسطيني، ومن محاصرته وتجويعه، ناهيك عن جرائم المستوطنين الوافدين على أرض فلسطين من الشتات طوال هذا التاريخ، والذين أفسدوا في الأرض مرتكبين أبشع الجرائم في حق الفلسطينيين أصحاب الحق، وفي حق مقدساتهم ورموزهم وثرواتهم، وصولاً إلى نكبة حرب 1948، ونكسة عام 1967، وما احتوت عليه كل تلك السنوات من جرائم وتهويد واعتقال، وذلك من أجل إجبار الفلسطينيين على الرحيل من أرضهم، فحتى الاتفاقات الدولية المبرمة خلال تسعينيات القرن الماضي، وغيرها من القوانين الصادرة من المؤسسات الأممية، لم تحترمها إسرائيل بقادتها المتطرفين، هؤلاء المتطرفون الذين واصلوا خطط التجويع، القتل، الاعتقال، التهجير، والعمل على ضم ما تبقى من أرض فلسطين بمساندة أمريكية غربية، ووصولاً الآن إلى هذا السيناريو الكارثي الأسوأ في التاريخ، والذي تقوم به دولة الاحتلال في قطاع غزة، وما ترتكبه حكومة نتنياهو المتطرفة من جرائم إبادة جماعية بغطاء أمريكي بقطاع غزة والضفة، كان الأسوأ والأبشع فيها قتل أكثر من 61 ألفًا من أبناء غزة، ناهيك عن إصابة أكثر من مائتي ألف، وقيام الكيان المحتل بإحداث كامل الخراب بقطاع غزة، فمن تلك الجرائم البشعة اتباع الكيان المحتل تنفيذ خطة التجويع الفاضحة تجاه أبناء غزة المحاصرين، مع منع واتباع سياسة ممنهجة لعدم دخول المساعدات الإنسانية لشهور طويلة عن قطاع غزة، والفاضح في هذا الأمر هو أن قادة إسرائيل يتهمون حركة حماس بأنها هي التي تسرق المساعدات من أيدي الجوعى من أبناء غزة، والأكثر غرابة من ذلك، اتهام بعض الحاقدين على مصر والفاسدين من جماعة الإخوان الإرهابية مصر بأنها المسئولة عن غلق معبر رفح من جانبها، مانعة وصول المساعدات إلى أبناء غزة.
فمع سياسة التجويع الفاضحة التي تعتبر وصمة عار في جبين الإنسانية والمجتمع الدولي، يأتي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليمنح إسرائيل مؤخرًا غطاء سياسيًّا كاملاً للقضاء على حماس، مانحًا الضوء الأخضر لقادة إسرائيل للقضاء على قطاع غزة واحتلاله بالكامل، الأمر الذي سيعرض ما يقارب مليوني فلسطيني من أبناء غزة إلى مزيد من القتل والتجويع والتهجير وزيادة المعاناة الإنسانية.
وللأسف فإن حركة حماس تقوم بقصد، أو غير قصد ببعض الأفعال التي من شأنها إعطاء إسرائيل الذريعة لكي تزيد القتل والدمار والتجويع، ومن تلك الأفعال بعض الصور المسيئة في تسليم الأسرى الإسرائيليين، ومؤخرًا إظهار الأسيرين الإسرائيليين في وضع صحي مزرٍ بسبب شح الغذاء والدواء، ما دفع إسرائيل إلى استغلال هذا الفعل، وانعقاد مجلس الأمن مؤخرًا لبحث ما تقوم به حركة حماس من أجل تشويه صورة الحركة، وكدافع لمواصلة إسرائيل إجرامها في غزة، وصولاً إلى احتلال كامل للقطاع، وقد ردت الكثير من المنظمات الأممية وعلى رأسهم منظمة الصحة العالمية والأونروا بأن إسرائيل وبمساندة أمريكا هي المسئولة عن تجويع الفلسطينيين واستهدافهم وملاحقتهم داخل القطاع المدمر، وجعل منافذ الغذاء التي يشرف عليها الإسرائيليون والأمريكيون مصيدة، وفخًّا لقتل المزيد من أبناء غزة، ما دفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤخرًا بوصفه أن الحرب الوحشية الموسعة داخل قطاع غزة لم تعد حربًا لتحقيق أهداف سياسية، أو لتحرير الأسرى الإسرائيليين، بل أصبحت حربًا من أجل التجويع والإبادة وتصفية القضية الفلسطينية، معتبرًا حياة الفلسطينيين الآن تستخدم كورقة للمساومة، فيما يقف الضمير الإنساني والمجتمع الدولي متفرجًا على الأحداث، ولهذا فقد حذر الرئيس السيسي أمريكا وإسرائيل من تداعيات احتلال قطاع غزة الذي يعمل من أجله بنيامين نتنياهو، وحكومته المتطرفة، مشددًا على أن مصر وعلى الرغم من الشائعات المغرضة والكاذبة ستظل منفذًا لدخول المساعدات، وليست بوابة للتهجير، وبأن مصر غير مستعدة لاستقبال أو قبول هذا التهجير الذي من شأنه تصفية تلك القضية التاريخية العادلة، ولربما يشهد المؤتمر الأممي القادم اعتراف الكثير من الدول بالدولة الفلسطينية المحتلة.