أحمد الرخ: مناسك الحج تعبُّدية تُظهر إخلاص النية لله
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
أكد الدكتور أحمد الرخ، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن من أعظم الدروس التي يتعلمها المسلم من مناسك الحج هي إخلاص النية لله وحده، مشيرًا إلى أن هذا المعنى يتجلى بوضوح في صيغة التلبية التي يرددها الحاج منذ بداية النسك، قائلاً: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك"، فهي إعلان صريح بأن المقصود من كل هذه الأعمال هو وجه الله تعالى فقط.
وأوضح أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، في تصريح له، أن أغلب مناسك الحج تُعد من العبادات التعبدية المحضة التي يؤديها المسلم دون أن يبحث عن عللها أو غاياتها، قائلاً: "عندما يرتدي الحاج الإزار والرداء، أو يطوف حول الكعبة، أو يرجم الجمرات، أو يبيت في مزدلفة، فإن العقل البشري قد لا يدرك الحكمة الكاملة من كل فعل، لكنها أعمال تعبدية خالصة تقتضي التسليم لأمر الله دون نقاش".
وأضاف: "التعبد في الحج يعني التسليم، وكأن الحاج يقول بلسان حاله: سلّمت أمري لله، كما كان يقول علماؤنا قديمًا: سلّم أمرك لله تسلم".
وأشار إلى أن اتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أداء المناسك يمثل أحد أعظم مقاصد الحج، قائلاً: "كل شعيرة نؤديها في الحج فيها إحياء لسنة النبي، وتعبير عن محبتنا واتباعنا له، مصداقًا لقوله تعالى: «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله».
هل يجوز للمحرم تغيير ملابس الإحرام أثناء مناسك الحج ؟.. الإفتاء توضح
كيف تحمي نفسك من العدوى أثناء السفر لأداء مناسك الحج؟
أمور مباحة للمُحرِم والحائض أثناء أداء مناسك الحج.. الإفتاء تكشف عنها
حكم التصوير أثناء مناسك الحج و العمرة .. الإفتاء تحذر من هذا الأمر
سفر المرأة لأداء مناسك الحج بدون محرم.. دار الإفتاء تحسم الجدل
هل يجوز استخدام مزيل العرق برائحة أثناء مناسك الحج؟.. الإفتاء توضح
كيفية أداء مناسك الحج خطوة خطوة .. شرح مفصل لحج التمتع والقران والإفراد
كيفية مناسك الحج بالترتيب .. شرح بالتفصيل من أول الإحرام إلى طواف الوداع
واستشهد بموقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند تقبيله الحجر الأسود، حين قال: "إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك"، لافتًا إلى أن هذا الموقف يُبرز المعنى التعبدي واتباع السنة حتى في الأمور التي قد تبدو غريبة للعقل.
كما تطرق إلى سُنّة "الرمل"، وهو الإسراع في المشي في أول ثلاثة أشواط من الطواف، والذي كان في الأصل ردًا عمليًا على المشركين حين اتهموا المسلمين بالضعف والمرض بعد هجرتهم للمدينة، فقال عمر: "ما لنا والرمل؟" ثم عاد وقال: "شيء فعله رسول الله فلا نتركه".
وأكد أن التيسير من مقاصد الشريعة في الحج أيضًا، مشيرًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم في يوم النحر: "افعل ولا حرج"، مما يدل على أن الشريعة راعت ظروف الزحام والمشقة في أداء المناسك، والحج مدرسة عملية في التسليم، والإخلاص، والاتباع، والتيسير، وكل ركن فيه درس عظيم لو تدبره الحاج.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مناسك الحج إخلاص النية إخلاص النية لله أداء مناسک الحج
إقرأ أيضاً:
هل صلاة الفجر سُنة أم فرض؟.. الإفتاء تصحح خطأ شائعا
لاشك أن سؤال هل صلاة الفجر سنة أم فرض ؟ يُعد من أهم الأمور التي فيها بعض اللبس عند البعض ، ومن ثم ينبغي معرفة حقيقتها ، حيث إن فضل صلاة الفجر في وقتها عظيم، وأنه لهذا أوصى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بالحرص على اغتنامه، وهو ما يشير إلى أهمية السؤال عن هل صلاة الفجر سنة أم فرض وآخر وقت صلاة الفجر، لعل به يتوقف البعض عن التهاون فيها، فتحت بند السهر سواء بدافع العمل أو الدراسة أو حتى من باب التسلية يفوتهم فضل صلاة الفجر في وقتها، ولا شك أنه لو علم أولئك النائمون عن صلاة الفجر أن هذا يضيع عليهم ويحرمهم من فضل صلاة الفجر في وقتها الذي يعادل ما يقرب من عشرين مكافأة ربانية في الدنيا والآخرة، سيسارعون لاغتنام فضله لكن أولا عليهم أن يعرفوا هل صلاة الفجر سنة أم فرض ؟.
قال الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الفجر هو الصبح والصبح هو الفجر، وهذه الفريضة التي تعد فريضة أول النهار، يسن أن نؤدي قبلها ركعتين ثم نؤدي الفريضة، منوهًا بأن بعض الفقهاء يطلق على السنة مسمى الفجر، أما الفريضة فيطلق عليها الصبح، وكثير من الفقهاء يسمي الفريضة الفجر والصبح، فكلاهما تسمية لصلاة واحدة، هي صلاة الفريضة وسنتها قبلها، فيقولون سنة الصبح وسنة الفجر.
وأوضح الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء ، في إجابته عن سؤال هل صلاة الفجر سنة أم فرض ؟، أن البعض يعتقد خطأ أن صلاة الفجر تكون قبل شروق الشمس وصلاة الصبح بعد الشروق، وهو اعتقاد خاطئ.. "أحمد زي الحاج أحمد"، والمطلوب حين يؤذن للفجر أن يصلي المسلم ركعتين خفيفتين سنة عن النبي "صلى الله عليه وسلم"، وإذا فرغ منهما يصلي الفريضة وهي ركعتان، فالفجر فريضة، وهو الذي يؤدى جماعة في المسجد مثله مثل بقية الصلوات المفروضة.
وأضاف أن الفجر فريضة، وهو الذي يؤدى جماعة في المسجد مثله مثل بقية الصلوات المفروضة، والبعض يعتقد خطأ أن صلاة الفجر تكون قبل شروق الشمس وصلاة الصبح بعد الشروق، وهو اعتقاد خاطئ، فحين يؤذن للفجر يصلي المسلم ركعتين خفيفتين سنة عن النبي "صلى الله عليه وسلم"، وإذا فرغ منهما يصلي الفريضة وهي ركعتان.
صلاة الفجرتعد صلاة الفجر هي أوّل الصلوات الخمس المفروضات على جميع المسلمين، وهي صلاة جهرية تتكوّن من ركعتين مفروضة وركعتين سنة قبلها وتسمّى سنة الفجر أو ركعتا الفجر وهي سنة مؤكّدة واظب عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم-، وقد سُمّيت صلاة الفجر بهذا الاسم نسبةً إلى وقتها من الصبح الذي ينجلي فيه الظلام وينتشر الضوء في جميع الآفاق فقد سٌمّي فجرًا لانفجار الضوء وزوال العتمة والليل.
حكم صلاة الفجرورد أن صلاة الفجر فرض عَين على كل مسلم ومسلمة ذكرًا كان أو أنثى بالغًا عاقلًا؛ دَلّ على ذلك ما جاء في الكتاب من آيات وفي السنّة من أحاديث كثيرة تدل على حكم صلاة الفجر وأنّها فرض عين، قال الله- تعالى-: «فَأقيمُوا الصَلاةَ إنَّ الصَلاةَ كَانتْ عَلى المُؤمنينَ كِتابًا مَوقوتًا»، وقال الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-: «بُنيَ الإسلام على خمس؛ شهادة أنْ لا إله إلا الله وأن محمدًا عبدُه ورسوله، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وحج البيت، وصوم رمضان».
وقت صلاة الفجروعن وقت صلاة الفجر والصبح هو وقت واحد لأن صلاة الصبح وصلاة الفجر هما تسميتان لصلاةٍ واحدةٍ، فلا فرق بين كلٍ من الفجر والصبح، وقد ورد في الأحاديث النبوية الشريفة إطلاقُ التسميتين على الصلاة نفسها، فقد رُوي عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: «مَن صلَّى الصُّبحَ في جَماعةٍ فَهوَ في ذمَّةِ اللَّهِ تعالَى» ورُويت أحاديث عنه -عليه الصلاة والسلام استخدم فيها لفظ صلاة الفجر، جاء في الحديث الشريف: «فضلُ صلاة الجميعِ صلاةَ أحدِكم وحدَه، بخمسةٍ وعشرين جزءًا، وتَجتمع ملائكةُ الليلِ وملائكةُ النهارِ في صلاةِ الفجرِ».
و يكون فيه المسلمون نائمين، ولذلك فإنّ مَن يُصلّي الفجر يُجاهِد النفس جهادًا عظيمًا لينتصر على لذّة النوم والراحة، فيضطرّ لقطع النوم والراحة وأداء ما فرض الله تبارك وتعالى عليه ابتغاءً لمَرضاته تعالى، وطلبًا لمحبّته ومغفرته ورحمته وطمعًا بجنته، لذا كان أداء صلاة الفجر الحدّ الفاصل بين الإيمان والنفاق.