هدية "القصر الطائر" من قطر لترامب تثير جدلًا دستوريًا في أمريكا
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
أثارت تقارير صحفية حديثة جدلًا واسعًا في الولايات المتحدة، بعدما كشفت عن استعداد إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لقبول طائرة فاخرة من طراز بوينج من العائلة المالكة القطرية، توصف بأنها "قصر طائر"، وذلك حسب ما نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وتأتي هذه الأنباء في وقت حساس سياسيًا، وسط تساؤلات من خبراء في الأخلاقيات والقانون، حول مدى توافق الهدية مع قواعد الدستور الأمريكي التي تحظر على المسؤولين قبول هدايا من حكومات أجنبية دون موافقة الكونجرس، وهو ما يعرف بـ بند المكافآت (Emoluments Clause).
ذكّرت الصحيفة البريطانية بأن الرؤساء الأمريكيين ما دام تلقوا هدايا من دول أجنبية، لكنهم كانوا يضطرون إلى تسليمها أو تقييمها وفق القوانين الفيدرالية.
من أبرز تلك الهدايا، مكتب "ريزولوت" الشهير الذي أُهدي للرئيس "رذرفورد ب. هايز" عام 1880 من الملكة فيكتوريا، والذي أصبح لاحقًا رمزًا داخل المكتب البيضاوي.
وشملت الهدايا الأخرى على مر السنين تحفًا، ملابس، وحتى حيوانات أليفة. وخلال ولاية الرئيس جورج بوش الابن، تلقى جروًا من رئيس بلغاريا، لكن تم تسليمه إلى الأرشيف الوطني الأمريكي، التزامًا بالقيود الدستورية.
قانون الهدايا الفيدرالية: كل ما يزيد عن 480 دولارًا ملك للشعبحسب القانون الأمريكي، يُسمح للموظف الفيدرالي بالاحتفاظ بالهدية الأجنبية فقط إذا كانت قيمتها أقل من 480 دولارًا، وما يزيد عن ذلك يُعد ملكًا لـ "شعب الولايات المتحدة" ويجب تسجيله رسميًا لدى وحدة مختصة بالبيت الأبيض.
وتُحال معظم الهدايا الكبيرة إلى الأرشيف الوطني أو إلى مكتبة الرئيس المستقبلية، كما هو الحال في مكتبة باراك أوباما التي تضم آلاف الهدايا، منها أزرار أكمام وزينة عيد الميلاد.
هل يلتف ترامب على القانون بنقل الطائرة إلى مكتبته الرئاسية؟يعتقد مستشارو ترامب، وفقًا لمصادر مطلعة، أن نقل الطائرة الفاخرة إلى مكتبة ترامب الرئاسية بعد انتهاء ولايته قد يشكل مخرجًا قانونيًا يسمح له بالاحتفاظ بها، خاصة وأن الهدية ليست مشروطة بأي إجراء رسمي.
ويرى مسؤولو ترامب أن الهدية لا تُعد رشوة لأنها لم تُمنح مقابل خدمة مباشرة، وبالتالي فهي قانونية، كما أن تسليمها مؤقتًا إلى سلاح الجو الأمريكي قبل النقل النهائي قد يعزز هذا التفسير.
الجارديان: الهدايا الفاخرة تبقى رمزًا للجدل السياسي في أمريكاحسب "الجارديان"، فإن قبول ترامب لهدية بهذا الحجم يعيد فتح ملف الهدايا الرئاسية التي ما دام أثارت جدلًا بين الشفافية والخصوصية. فبينما يرى البعض أنها جزء من البروتوكول الدبلوماسي، يراها آخرون بابًا خلفيًا للنفوذ والتأثير السياسي.
وفي حال قرر ترامب الاحتفاظ بالطائرة، سيكون عليه دفع قيمتها السوقية الكاملة، كما هو منصوص عليه في القانون الأمريكي، وهو شرط نادرًا ما يلجأ إليه الرؤساء.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الدستور الأمريكي طائرة بوينج ترامب
إقرأ أيضاً:
الديباني: حكم استئناف بنغازي يُسقط قانونيًا هيئة الانتخابات الموازية التي أنشأها الرئاسي
الديباني: حكم استئناف بنغازي يحسم الجدل حول عدم مشروعية قرارات الرئاسي
ليبيا – علّق الخبير القانوني والمحلل السياسي الليبي عبدالله الديباني على حكم محكمة استئناف بنغازي القاضي بإلغاء قرارات المجلس الرئاسي بشأن إنشاء مفوضية موازية للانتخابات، معتبرًا أن الحكم جاء ليحسم الجدل القانوني القائم حول مشروعية قرارات المجلس الرئاسي المتعلقة بإنشاء مفوضية للاستفتاء والاستعلام.
تأكيد غياب الصلاحيات القانونية
وفي تصريحات خاصة لموقع “العين الإخبارية”، قال الديباني إن الحكم أكد بشكل واضح أن المجلس الرئاسي لا يملك الصلاحية القانونية لإنشاء هيئة موازية للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات، موضحًا أن الهيئة المقترحة تمارس مهامًا واردة نصًا ضمن اختصاصات المفوضية العليا، ما يضعها في تعارض مباشر مع هيئة سيادية مخوّلة بموجب القانون.
مخالفة للاتفاق السياسي
وأضاف الديباني أن الاتفاق السياسي المنظّم لاختصاصات المجلس الرئاسي لا يمنحه حق تأسيس هياكل سيادية جديدة، واصفًا الخطوة بأنها قرار عشوائي وغير مدروس، استُخدم كوسيلة للضغط على السلطتين التشريعية والتنفيذية.
حجية الأحكام القضائية
وأشار إلى أن الأحكام القضائية تتمتع بحجية الشيء المقضي به، وهو ما يمنح هذا الحكم قوة قانونية تُسقط شرعية الهيئة التي حاول المجلس الرئاسي تأسيسها، مؤكدًا أن السلطة التنفيذية لا يجوز لها التدخل في إنشاء مؤسسات انتخابية أو استفتائية، طالما توجد مفوضية سيادية مختصة قائمة وفق القانون.