بقرابة 24 مليون ريال .. افتتاح ثاني أكبر سد بسلطنة عمان في ولاية صلالة
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
احتفلت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه اليوم بافتتاح سد وادي عدونب في ولاية صلالة بمحافظة ظفار، الذي يُعد ثاني أكبر سد في سلطنة عُمان بسعة تخزينية تصل إلى 83 مليون متر مكعب، ضمن جهودها لتعزيز منظومة الحماية من مخاطر الفيضانات، وبلغت التكلفة الإجمالية لإنشائه نحو ثلاثة وعشرين مليونًا وتسعمائة وثلاثة آلاف وخمسة عشر ريالًا عمانيًا.
رعى حفل الافتتاح معالي الشيخ سالم بن مستهيل المعشني المستشار بديوان البلاط السلطاني وبحضور معالي الدكتور سعود بن حمود الحبسي وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه وعدد من أصحاب السعادة والمشايخ ومسؤولي المؤسسات الحكومية والخاصة.
ويعد سد وادي عدونب، بمواصفاته الهندسية المتقدمة، وقدرته الكبيرة، ودوره المحوري في الحماية البيئية والتنموية، يُجسد التزام سلطنة عُمان بحماية الإنسان والبنية الأساسية والموارد الطبيعية، ويُعد علامة فارقة في مسيرة إدارة الموارد المائية في البلاد، ويهدف بناء هذا السد إلى مواجهة التحديات المناخية المتزايدة التي تشهدها سلطنة عُمان، ويشكّل سد وادي عدونب في محافظة ظفار نموذجًا فريدًا لمشاريع البنية الأساسية التي تجمع بين أهداف الحماية البيئية وتعزيز التنمية المستدامة، ويأتي هذا المشروع كأكبر سد في منظومة الحماية من مخاطر الفيضانات، التي وُضعت بعناية لحماية مناطق حيوية مثل ميناء صلالة ومنطقة ريسوت الصناعية والمنطقة الحرة من تدفقات السيول والأمطار الغزيرة القادمة من الجبال المحيطة.
وألقى سعادة المهندس علي بن محمد العبري وكيل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه لموارد المياه كلمة الوزارة أكد فيها أهمية إنشاء السدود، نظرًا لدورها الحيوي في حماية المناطق السكنية والتجارية والصناعية من الفيضانات الناتجة عن التقلبات المناخية، ومساهمتها في تعزيز الموارد المائية السطحية والجوفية، مما يدعم استقرار البيئة ويحسّن حياة المواطنين.
وأوضح سعادته أن سد وادي عدونب يساعد على حجز كميات مياه الأمطار الغزيرة والفيضانات القادمة عبر الوادي، وحماية وتأمين ميناء صلالة بشقيه القائم والمستقبلي، إلى جانب المنطقة الحرة بصلالة ومدينة ريسوت الصناعية، فضلًا عن دوره في الحد من الرسوبيات المتجهة إلى حوض ميناء صلالة، بما يُسهم في خفض التغطية التأمينية للميناء ومرافقه.
واشتمل برنامج الحفل على تقديم عرض مرئي عن دور السدود في سلطنة عُمان لدعم جهود التنمية المستدامة، وآخر عن مراحل تشييد سد وادي عدونب بصلالة، بالإضافة إلى تقديم شرح عن مكونات وأهداف المشروع ومراحل تنفيذه.
وقال المهندس يوسف بن مسعود المنذري، مدير دائرة السدود بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه: إن المشروع يعد أكبر سد في منظومة الحماية من مخاطر الفيضانات بولاية صلالة، ويتكون من سد ترابي مدكوك بطول 389 مترًا، ويبلغ ارتفاعه نحو 70 مترًا، وقد زُوّد بمفيض خرساني جانبي بطول 80 مترًا، وبوابات للتحكم الآلي في تصريف المياه، بالإضافة إلى قناة لتصريف المياه تُستخدم لتفريغ بحيرة السد عند الحاجة، ما يضمن تشغيلًا آمنًا ومتوازنًا في جميع الظروف.
وأضاف: إن السعة التخزينية للسد تبلغ نحو 83 مليون متر مكعب، ما يجعله الأكبر ضمن منظومة الحماية في محافظة ظفار والثاني على مستوى سلطنة عُمان، ويعكس دوره الحيوي في التخفيف من الأضرار المحتملة للأمطار الغزيرة والأنواء المناخية، مبينًا أن المشروع شهد قبل تنفيذه تقييمًا هيدرولوجيًا لتحديد كميات المياه المتدفقة عبر وادي عدونب، وتحليلًا جيولوجيًا لفهم طبيعة التربة والصخور، ودراسات هندسية لضمان الحفاظ على السلامة الهيكلية للسد.
وقد زُوّد السد بمنظومة مراقبة متكاملة تضم آبارًا لرصد مستويات المياه الجوفية والتسربات، وأجهزة استشعار لقياس منسوب المياه في البحيرة، إلى جانب أجهزة لقياس الضغط والميل والانحراف، فضلًا عن تثبيت حساسات لرصد الزلازل، وكاميرات مراقبة، إذ تُرسل البيانات المجمعة من هذه الأجهزة مباشرة إلى غرفة تحكم، ما يتيح اتخاذ قرارات فورية في حالات الطوارئ.
ويأتي إنشاء سد وادي عدونب بولاية صلالة ضمن خطة أكبر تشمل تشييد سدود إضافية، أبرزها منظومة حماية ولاية سدح التي من المتوقع طرح مناقصتها خلال عام 2025 بعد الانتهاء من إعداد مستندات التنفيذ.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الثروة الزراعیة والسمکیة وموارد المیاه منظومة الحمایة أکبر سد
إقرأ أيضاً:
معسكر تدريبي لمنتخب ناشئي هوكي الجليد بروسيا
كتبت - مريم البلوشية
تنظم اللجنة العمانية لرياضات التزلج معسكرًا تدريبيًا للفئات السنية الناشئة في رياضة هوكي الجليد بمدينة كازان بجمهورية روسيا الاتحادية خلال الفترة من 9 إلى 16 أغسطس الجاري، وذلك ضمن التعاون المشترك بين اللجنة العمانية لرياضات التزلج والاتحاد الإسلامي لرياضة هوكي الجليد.
ويأتي تنظيم هذا المعسكر في إطار خطط اللجنة وأهدافها الرامية إلى تطوير مهارات الفئات السنية في اللعبة، وتعزيز قدراتهم الفنية والبدنية، بما يسهم في استدامة رياضة هوكي الجليد، إضافة إلى الإعداد للاستحقاقات المقبلة لهذه الفئة، وترجمة لجهود اللجنة في تنمية شخصية اللاعبين عبر دمجهم في معسكرات دولية تسهم في صقل مهاراتهم الاحترافية، وتأهيلهم لتمثيل سلطنة عمان مستقبلًا.
ويعد هذا المعسكر محطة تمهيدية لمشاركة سلطنة عمان في بطولة الاتحاد الدولية التي ستقام في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال شهر سبتمبر المقبل، والتي ستشهد مشاركة فرق تمثل فئات الرجال، والفريق النسائي، وفريق الفئات السنية، كما يهدف المعسكر إلى فتح آفاق جديدة أمام اللاعبين لتكوين صداقات دولية، وتنمية مواهبهم، وتوسيع خبراتهم الرياضية.
ويمثل سلطنة عمان في هذا المعسكر اللاعبون: فارس العوفي، ويوسف المحروقي، وتركي البلوشي، وعبدالله العلي، وعبدالله السليماني، ومحمد الهدابي، وحمدان العبري، وآية المحروقية، وذلك بإشراف الجهازين الفني والإداري المكونين من خليل الوائلي المشرف العام، وإبراهيم محمدي المدرب الفني، إلى جانب حضور أولياء أمور المشاركين.
ويعد هذا المعسكر الأول من نوعه، حيث يستضيف الاتحاد الإسلامي لهوكي الجليد، ممثلًا بنادي "أكبر" الروسي، البعثة، ويخضع اللاعبون لبرنامج تدريبي مكثف بإشراف طاقم تدريبي محترف وعلى أعلى المستويات، نظرًا لما يتمتع به نادي "أكبر" من مكانة مرموقة في دوري الهوكي الروسي.
وتشهد لعبة هوكي الجليد في سلطنة عمان تطورًا مستمرًا، حيث تسعى اللجنة إلى توسيع قاعدة ممارسيها، والعمل مع المؤسسات المحلية والدولية، بما يضمن تنمية واستدامة هذه الرياضة، وتمثيل سلطنة عمان في مختلف البطولات والبرامج التي ينظمها الاتحاد الدولي للعبة.
فرصة فريدة للتدريب
وحول المعسكر، أوضح المدرب إبراهيم محمدي مدرب الفريق، أن أهمية هذا المعسكر تكمن في توقيته الذي يأتي في مرحلة حاسمة لتطوير رياضة هوكي الجليد في سلطنة عمان، وخاصة للفئات السنية الناشئة.
وأكد أن المعسكر يشكل محطة تاريخية في مسيرة اللعبة لهذه الفئة، حيث يتيح لهم فرصة فريدة للتدريب والتأهيل بإشراف مدربين محترفين وذوي خبرات واسعة على المستوى العالمي، مضيفًا إن هذا يضمن تزويد اللاعبين بالمهارات الفنية والتكتيكية اللازمة التي تتناسب مع متطلبات اللعبة.
وأشار محمدي إلى أن المعسكر يستفيد من تنوع صالات التزلج الجليدي المتطورة، مما يوفر بيئة تدريبية مثالية تجمع بين التدريب الفردي المكثف والتدريب الجماعي مع زملائهم من الأكاديمية والنادي، وهو ما ينعكس إيجابًا على تحسين أداء كل لاعب بشكل منفرد وفي إطار الفريق.
وذكر أن البرنامج التدريبي الذي يطبق خلال المعسكر متنوع وشامل، ويغطي أساسيات لعبة هوكي الجليد مثل مهارات التسديد الدقيقة، والتمرير المتقن، فضلًا عن التدريب على الهجوم والدفاع الجماعي، بالإضافة إلى تعليم التكتيكات التي تناسب مستوى كل لاعب ومرحلة نموه بدنيًا وفنيًا، وأكد أن هذه الجوانب التدريبية تعد ضرورية لبناء لاعب متكامل يستطيع المنافسة على المستويات المتقدمة.
كما بيّن أن النتائج الأولية للمعسكر حتى الآن تشير إلى نجاح كبير، متوقعًا أن ينعكس هذا النجاح على تطوير مستوى اللاعبين فور عودتهم إلى سلطنة عمان، ما سيسهم في رفع مستوى المنتخب وتعزيز قدرته على المنافسة في البطولات الدولية القادمة.
تأهيل مستدام للاعبين
من جانبه، أعرب خليل الوائلي مشرف الوفد، عن سعادته بالتطور الملموس الذي تشهده رياضة هوكي الجليد في سلطنة عمان، مشيرًا إلى أن هذا التطور لا يقتصر على فئة الكبار فقط، بل يشمل جميع المراحل العمرية والفئات السنية، ما يعكس اهتمام اللجنة المستمر بتنمية اللعبة بشكل شامل.
وأضاف: إن تنظيم هذا المعسكر يأتي ضمن خطة استراتيجية واضحة تهدف إلى تأهيل اللاعبين بشكل مستدام، بحيث يتم إعداد جيل جديد من الرياضيين قادر على الاستمرار في تحقيق الإنجازات في المحافل الرياضية المختلفة، وأكد أن الرياضات الناشئة مثل هوكي الجليد تحظى باهتمام متزايد في المجتمع، وهو ما يبرز دور اللجنة في دعم هذه الرياضات وتطويرها بشكل مستمر.
وأوضح الوائلي أن رياضة هوكي الجليد، التي بدأت اللجنة العمانية لرياضات التزلج تأسيسها عام 2014، قد حققت خطوات متقدمة خلال السنوات الماضية، وأصبحت منتخباتنا تترك بصمة واضحة من خلال مشاركاتها في العديد من الاستحقاقات الخليجية والإقليمية والدولية، مؤكدًا أن هذه الإنجازات نتاج جهد متواصل وعمل دؤوب.
وأشار إلى أن اللجنة تسعى دائمًا لبناء شراكات ناجحة مع الدول الصديقة والاتحادات الرياضية العالمية المتخصصة في اللعبة، لما لذلك من أثر إيجابي في نقل الخبرات وتنمية مهارات اللاعبين، كما عبّر عن أمله الكبير في أن يتم إنشاء صالة تزلج جليدي بمواصفات دولية في سلطنة عمان، مما سيمكنها من استضافة البطولات العالمية، ويعزز مكانتها في الساحة الرياضية الدولية.
وأكد الوائلي أن الاهتمام لا يقتصر فقط على لعبة هوكي الجليد، بل يشمل جميع رياضات التزلج التي تسهم بشكل فعال في تحقيق النجاحات الرياضية التي تتوافق مع "رؤية عُمان 2040"، وأشار إلى أن هذا المعسكر، الذي يضم مجموعة من اللاعبين العمانيين وبحضور أولياء أمورهم، يحقق استفادة كبيرة لهم من حيث صقل المهارات الفنية والبدنية، ويتطلعون إلى تنظيم المزيد من المعسكرات في المستقبل حسب الإمكانيات المتاحة، مؤكدًا أن مثل هذه المعسكرات ستسهم بلا شك في دفع مسيرة الرياضة نحو تحقيق مراكز متقدمة ترفع اسم سلطنة عمان عاليًا في المحافل الدولية.