#التبشيريون_الجدد
مقال الإثنين: 12 / 5 / 2025
د. #هاشم_غرايبه
ليس مفاجئا القول ان الحركة التبشيرية الأوروبية لم تكن دوافعها الهداية الى الله، ولا نشر العقيدة الإيمانية التي جاء بها المسيح عليه السلام، فتحول الأوروبيين الى المسيحية على يد قسطنطين في القرن الرابع، لم يكن تحولا من الوثنية وتعدد الآلهة التي كانت متبعة في جميع أنحاء أوروبا الى عقيدة التوحيد وعبادة الله وحده، التي هي جوهر كل العقائد السماوية، بل كان توفيقا بين الوثنية والنصرانية، فاعتمدت الرموز الوثنية كجزء من العقيدة الجديدة، مثل شجرة الميلاد وبابا نويل وغزلان الرنة.
ومثلما تبين أن ما كان يدعى بالاكتشافات الجغرافية التي قام بها الأوروبيون منذ القرن الخامس عشر، لم يكن هدفها بحثيا علميا، وإنما أطماعا استعمارية، فقد انكشف أيضا ان الحركة التبشيرية الاوروبية التي نشطت في الفترة نفسها، كانت لغايات التمهيد الثقافي للاحتلالات الأوروبية.
في منطقتنا العربية التي كانت مستهدفة أيضا بأطماع الأوروبيين، تحددت (الاكتشافات) بالتنقيب عن الآثار لنهبها، كون المنطقة مهد كل الحضارات القديمة، فيما واجهت الحركة التبشيرية صعوبات كبيرة، إذ أن المنطقة متبعة للدين الحقيقي، وتؤمن بالمسيح نبيا وليس الها، لذلك جرى تعديل لمسار التبشير بالاهتمام بجذب الناس من خلال تقديم الخدمات التعليمية والطبية، فانتشرت المدارس والمستشفيات التي تديرها راهبات، ومن أكبرها كانت الجامعة البروتستانية التي أسسها القس “دانيال بلس” بتمويل من المسيحية الصهيونية الأمريكية، وسميت فيما بعد بالأمريكية، ونشأ لها فروع في أغلب بلدان المنطقة أكبرها في بيروت والقاهرة، وتبين فيما بعد كم كان أثرها كبيرا في رعاية التوجهات العلمانية في المنطقة العربية.
لو عدنا الى نشأة العلمانية االعربية، فكانت في مصر ابان الاحتلال البريطاني عام 1882، حيث منح ثلاثة أشخاص هم: يعقوب صروف، وفارس نمر، ونقولا حداد، حق اللجوء السياسي الى مصر، وهم من اتباع جمعية تركيا الفتاة المؤيدة للعلمانية، وتبين فيما بعد أنها مخترقة من المخابرات البريطانية وممولة من يهود الدونمه، ومن التمعن في أسماء هؤلاء الذين تم نقل مهامهم الى المنطقة العربية، نجد أنهم جميعا ليسوا مسلمين، ولو تفحصنا أسماء قادة الأحزاب العلمانية التي نشأت في المنطقة العربية، سنجد أن ميشيل عفلق هو مؤسس حزب البعث، وجوزيف روزنتال مؤسس الحزب الشيوعي المصري، وخالد بكداش مؤسس الحزب الشيوعي السوري، وقسطنطين زريق أب الحركة القومية العربية ، ومؤسسوها هم ناصيف اليازجي،و بطرس البستاني، ونجيب عازوري، وجورج حبش ووديع حداد.
فهل هي مجرد مصادفة أن يكون كل رواد الحركة العربية العلمانية من غير المسلمين!؟.
أم أنها حركة تبشيرية بحلة جديدة؟.
الإثباتات على صحة هذا الافتراض كثيرة، منها
1 – ليس الهدف هذه المرة التنصير، فذلك أمر ثبت استحالته، بل يقتصر على الصد عن الدين، ونبذ منهج الله.
2 – الحركة العلمانية العربية لا يمكنها اعلان عدائها للإسلام حصرا وتحديدا، لذلك تدّعي أنها ترفض العقائد كلها، بحجة لا دليل عليها وهي أنها معيقة للتقدم العلمي ومنشئة للصراعات، لكن تنكشف نواياها حينما تتصدى للإسلام فقط، ولا تفعل ذلك مع العقائد الأخرى بذريعة احترام معتقدات الآخرين.
3 – العلمانيون العرب لا ينكرون انتماءهم للعلمانية الأوروبية، لكنهم يقعون في مأزق، حينما يرون العلماني الغربي لا يتنكر لمسيحيته، فالأوروبيون عموما ليسوا مسيحيين حقيقيين أصلا، وإنما يعتبرونها مجرد صبغة ثقافية تفيد في إعاقة انتشار الاسلام بينهم، فأغلبهم لا ديني، ولا يعترضون على اتباع أي منهج زائغ غيره ولو كان بوذيا أو وثنيا، فذلك ليس مهما، المهم هو الإعراض عن الإسلام.
4 – انكشفت نوايا هذا التيار عند الامتحان عام 2011، فادعاءاتها بأنها تسعى الى وحدة الأمة وتحريرها وتحقيق الحرية، سقطت حينما أيدت الأنظمة القطرية الاستبدادية والثابت عمالتها للمستعمر، فقط لأنها ممانعة للإسلام.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: هاشم غرايبه
إقرأ أيضاً:
قيادي في حماس: الحركة تجري محادثات مباشرة مع واشنطن لوقف الحرب في غزة
يمانيون../ أكّـد قياديٌّ في حركة حماس، اليوم الأحد، أن “مفاوضاتٍ متقدمةً مباشرةً بين الحركة والإدارة الأمريكية حول وقف إطلاق النار في غزة”.
وبيّن القيادي في تصريح لقناة “الجزيرة” الفضائية، أنّ “المفاوضات جارية منذ أَيَّـام وتبحث إدخَالَ المساعدات ووقفَ إطلاق النار في قطاع غزة”.
وفي وقت سابق، أكّـدت مصادرُ من حركة حماس، لصحيفة “الشرق الأوسط”، أن “المحادثات التي تشاركُ فيها قطر ومصر، بمتابعة حثيثة من مسؤولين أمريكيين و(إسرائيليين) “تشهَدُ هذه المرة تفاؤلًا بإمْكَانية التوصُّل إلى اتّفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة”.
ورجّحت المصادر، “أن يُعلَنَ خلال الـ 48 ساعة المقبلة، عن وقفِ إطلاق النار في حال جرى التوافُقُ على ما يُطرح حاليًا”.
يشار إلى أن مصادرَ مطلعةً من فصائل فلسطينية، أن هناك “خلافات لا تزال قائمة حول المدة الزمنية للتهدئة؛ إذ تم تقليصُها من 6 أشهر إلى نحو 90 يومًا فقط، مقابلَ الإفراج عن 13 أسيرًا إسرائيليًّا على قيد الحياة”.
وبدعم أمريكي مطلَقٍ ترتكِبُ “إسرائيلُ” منذ 7 أُكتوبر 2023م إبادةً جماعيةً بغزةَ خلَّفت أكثرَ من 172 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمُهم أطفالٌ ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.