تقارير دولية: الحصار الجوي اليمني يشلّ مفاصل اقتصاد العدو ويُعمق أزماته الداخلية
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
يمانيون../
كشفت تقارير دولية حديثة، وصحف تابعة للعدو الصهيوني، عن التداعيات المتفاقمة التي يخلّفها الحصار الجوي اليمني على المنظومة الاقتصادية والاجتماعية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدةً أن تأثير العمليات اليمنية يتجاوز الجانب العسكري المباشر ليطال ركائز الكيان الاقتصادية والمالية والنفسية على نحو غير مسبوق.
وأوضحت التقارير أن تداعيات الاستهدافات الجوية والصاروخية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية، سواء باتجاه المطارات أو القواعد العسكرية أو المنشآت الحيوية، باتت تتسبب في شلل شبه كامل للحياة الاقتصادية والخدمية في المدن المحتلة، حيث تؤدي صافرات الإنذار المتكررة إلى تعطيل حركة الأسواق والمصارف وشبكات المواصلات، فضلاً عن إرباك عمل الموانئ البحرية والجوية.
ووفق ما نشرته عدة وسائل إعلام عبرية، فإن الضربات اليمنية، حتى وإن لم تصب أهدافها بشكل مباشر في بعض الأحيان، إلا أن تأثيرها يبدأ قبل وصولها ويستمر بعدها؛ إذ يتسبب مجرد إطلاق الصواريخ في إعلان حالة الطوارئ، ونقل ملايين المستوطنين إلى الملاجئ، وتعطيل كل الأنشطة المدنية والتجارية في تل أبيب وحيفا وبئر السبع والمستوطنات المحيطة.
تآكل الثقة وتعاظم الانهيار الاقتصادي
وأكد خبراء ومحللون اقتصاديون أن استمرار العمليات اليمنية، بمعدل صاروخ أو طائرة مسيّرة كل 72 ساعة تقريبًا، يرسخ حالة انعدام الثقة داخل الكيان، ويفقد المستثمرين المحليين والدوليين أي شعور بالأمان المالي، في وقت يعيش فيه الاقتصاد الصهيوني إحدى أسوأ مراحله منذ نكسة 2006.
وبيّنت التقارير أن أبرز القطاعات المتضررة هو قطاع “الهايتك”، العمود الفقري لعائدات العدو، الذي فقد نصف قوته خلال الشهور الأخيرة نتيجة هجرة العقول والأموال إلى الخارج، وانخفاض قيمة استثماراته بأكثر من 50%. وأشارت إلى أن شركات كبرى أغلقت فروعها في الأراضي المحتلة، فيما علّقت شركات عالمية خطط توسعها بسبب الأوضاع الأمنية المتردية.
كما يعاني قطاع السياحة من تراجع كارثي في حركة الوافدين، إذ أكدت وسائل إعلام صهيونية أن نسبة القادمين إلى الأراضي المحتلة هبطت إلى 20% فقط مما كانت عليه في سنوات ما قبل العمليات اليمنية الأخيرة، نتيجة إدراج الكيان ضمن قائمة المناطق غير الآمنة بحسب تقييمات عدة دول وشركات تأمين وسفر.
ضغط متصاعد على الجبهة الداخلية
إلى جانب الخسائر الاقتصادية، تواصل موجة الهجرة العكسية قضم كيان الاحتلال من الداخل، مع تسجيل ارتفاع غير مسبوق في أعداد الغاصبين الذين قرروا مغادرة فلسطين المحتلة وعدم العودة، مدفوعين بحالة القلق والهلع الناتجة عن استمرار القصف الصاروخي والدعوات للاحتماء في الملاجئ بشكل شبه يومي.
وأكدت التقارير أن هذه الأوضاع تسببت في تصاعد الانقسام داخل المجتمع الصهيوني، وارتفاع نبرة الانتقاد للقيادة العسكرية والسياسية التي فشلت حتى الآن في توفير الحماية الداخلية أو استعادة الثقة الشعبية، ما أدى إلى اضطرابات في المؤشرات الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة، فضلاً عن تراجع قيمة العملة وارتفاع معدلات التضخم.
ختامًا
تؤكد مجمل هذه التقارير أن الحصار الجوي اليمني لم يعد مجرد رد فعل عسكري، بل تحوّل إلى سلاح استراتيجي يضرب العدو في العمق، ويعيد رسم معادلات الردع في المنطقة، بما يُضعف الكيان على كل المستويات ويزيد من عزلته السياسية والاقتصادية، وهو ما باتت تشهد عليه تقارير مؤسسات مالية واستراتيجية دولية تتابع تداعيات المشهد اليمني الصهيوني لحظة بلحظة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: التقاریر أن
إقرأ أيضاً:
الكيان الصهيوني.. عبء ثقيل على صانعيه!
منذ نكبة 1948 المشؤومة وقيام دولة الاحتلال على أشلاء ودماء العرب بتوجيه وإشراف وتبني الدول الغربية، كان الكيان الصهيوني وما زال عبئا على صانعيه فقد أرادوه ذراعا متقدمة في المنطقة لكنه تحول- مع تقادم السنوات وترهّل قياداته- إلى حمل ثقيل وحجر عثرة أمام الجميع.
-خُلقت “إسرائيل” ليس لتكون كيانا اعتياديا ودولة طبيعية كغيرها من البلدان وإنما أُريد لها أن تظل سيفا مصلتا على الرقاب وطليعة للغرب الاستعماري وعينا لحراسة مصالحه وإذا بالصمود الفلسطيني وقوة الإسناد اليمني في معركة طوفان الأقصى يرسم سيناريوهات أخرى ويفرض واقعا “جيو سياسي” جديدا في المنطقة وكل الدلائل تشير إلى ذلك.
-بدأت كثير من دول الغرب الراضخ لرغبات اللوبي الصهيوني تتململ وتضيق ذرعا بممارسات وجرائم وانتهاكات الكيان التي تجاوزت حدود العقل والتصور، فما قام ويقوم به من إبادة جماعية في غزة أحرجها أمام شعوبها المفتونة بما يردد ساستها من شعارات منمقة حول الديمقراطية والمدنية واحترام حقوق الإنسان.
-نعلم مستيقنين أن ما أثير حول الخلاف المتفاقم بين حكومتي أمريكا وكيان الاحتلال يبقى خلافا تكتيكيا لا يرقى ليكون استراتيجيا لكنه حمل في طياته العديد من الدلالات والمضامين بعيدة المدى حول مستقبل هذا الكيان الطفيلي في ظل مبادئ التعامل البرجماتية ولغة المصالح التي باتت تتحكم في علاقات البلدان والشعوب.
-مصالح أمريكا ودول الغرب مع البلدان العربية كبيرة وهائلة ولا وجه للمقارنة بينها وبين ما تربطها بكيان الاحتلال وربما بدأت تنظر هذه الدول بواقعية أكبر إلى الأمر بينما لا تزال معظم الأنظمة العربية تحاول تقديم الخدمات المجانية لإطالة أمد هذا الورم الخبيث في خاصرة الأمة تارة تحت يافطات التعايش السلمي وأخرى عبر الهرولة غير المفهومة أو المبررة نحو مستنقع التطبيع.
-المشكلة الكبرى في تفكير أرباب الأنظمة العربية والتي صارت معضلة مستعصية مع مرور الزمن هو الاعتقاد أن بقاءها في الحكم مرهون بالدعم الأمريكي وأن هذا الأخير هو الأب الروحي للكيان ما دفعها إلى تجيير كل سياستها وبرامجها لخدمة الكيان وسادته في واشنطن والغرب.
– من محاسن طوفان الأقصى أنه أثبت مجددا أن المقاومة في فلسطين واليمن بإمكانياتها الضئيلة والخذلان الكبير الذي قوبلت به عربيا وإسلاميا استطاعت أن تغير موازين المواجهة وتغير معادلات وترسم توازنات إلى حد كبير وتجبر قوى عظمى على إعادة النظر في علاقاتها وتحالفاتها الاستراتيجية مع الكيان الغاصب.
– إنها فرصة مواتية أمام الأمة العربية للانقضاض على هذا الكيان الهش من خلال اعتماد خيار المقاومة ودعمها الدعم الكبير والمؤثر، فهذا العدو لا يعترف إلا بالقوة ولا يرضخ إلا تحت ضربات السيوف ولهيب الصواريخ ولا تجدي معه خيارات الدبلوماسية، وما يقال عن التعايش والسلام بين الشعوب وما أكثر الوقائع التي تؤكد هذه الحقيقة.