الصفدي: منسجمون مع أنقرة ودمشق لإنهاء عدوان إسرائيل على سوريا وغزة
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
تركيا – أكد وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، امس الاثنين، إن موقف بلاده منسجم مع موقفي أنقرة ودمشق باتجاه العمل على إنهاء العدوانية الإسرائيلية على سوريا ووقف حرب الإبادة المتواصلة منذ نحو20 شهرا في قطاع غزة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه التركي هاكان فيدان، والسوري أسعد الشيباني، عقب اجتماع عقدوه في العاصمة التركية أنقرة.
وقال الصفدي: “هذا الاجتماع عكس موقفنا الموحّد في دعم أشقائنا في سوريا وأمنهم واستقرارهم وسيادتهم، وحرصنا على العمل معا لمساعدتهم لمواجهة كل التحديات وما يهدد المسيرة التي بدأتها سوريا بعد عقود من الخراب والدمار والمعاناة”.
وأردف: “دعمنا لسوريا ووقوفنا إلى جانبها لمواجهة كل ما يهدد أمنها واستقرارها مطلق، واستقرارها ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة، وحصول الشعب السوري على حقه في الحياة الآمنة الكريمة بعد سنوات من المعاناة، أولوية بالنسبة لنا لن يدخر الأردن جهدا في دعمها”.
وأضاف الصفدي: “بحثنا اليوم خطوات عملية لدعم أشقائنا في سوريا للمساعدة في تفعيل المؤسسات وبناء القدرات وبناء علاقات اقتصادية تجارية استثمارية تنعكس خيرا علينا جميعا”.
** تحديات في سوريا
وتابع: “بحثنا الآليات التي يمكن من خلالها أن نتصدى معا لتنظيم داعش والإرهاب بكل أشكاله، لأنه خطر علينا جميعا”.
وأشار الصفدي إلى اجتماع دول جوار سوريا الذي استضافه الأردن مؤخرا، “والذي بحث كيفية العمل لمواجهة الإرهاب وحماية سوريا والمنطقة من خطر الإرهاب”.
وقال: “صحيح أن ثمة تحديات في سوريا، لكن ثمة فرص كبيرة أيضا، وكلما عملنا معا ونسقنا مواقفنا، استطعنا الدفع باتجاه الإفادة من هذه الفرص بما ينعكس خيرًا على سوريا وشعبها”.
وأكمل الصفدي: “التحديات الأكبر هي التي تستهدف أمن واستقرار سوريا من الخارج، وفي مقدّمها العدوان الإسرائيلي المتجدد عليها ومحاولة إسرائيل التدخل في الشؤون السورية وبث الفرقة والفتنة والانقسام، وهذا أمر نتصدى له ونرفضه ونشرح للعالم كله خطورته”.
وشدد على أنه “لا حق لإسرائيل في أن تعتدي على الأراضي السورية والدفع باتجاه التوتر والانقسام، وتدخلاتها في سوريا لن تجلب الأمن لإسرائيل، كما لن تجلب لسوريا سوى الخراب والدمار”.
وبالنسبة للوضع في الجنوب السوري، بيّن الصفدي أنه “يتعلق بحدود الأردن المباشرة وأمن المملكة الاستراتيجي” وأكد أن بلاده “تريد لكل سوريا أن تنعم بالأمن والاستقرار وأن لا يكون فيها سواء خطر إرهابي أو خطر التدخل الإسرائيلي”.
وأضاف: “موقفنا في هذا الشأن واضح وثابت وننسق مع إخواننا في سوريا وفي تركيا والدول العربية الشقيقة والمجتمع الدولي من أجل وقف هذه العدوانية الإسرائيلية وإلزام إسرائيل احترام سيادة سوريا وعدم التدخل بشؤونها، لتستطيع المضي بعملية إعادة البناء، وتضمن الأمن والاستقرار لكل الشعب السوري وتحفظ حقوقه”.
وأكد الصفدي على الاستمرار “بالتنسيق مع سوريا وتركيا والدول العربية من أجل البناء على هذا الموقف وتقويته ليثمر النتيجة التي نريدها وهي انسحاب إسرائيل من كل الأراضي السورية ووقف تدخلاتها في الشأن السوري”.
وكشف أن “المرحلة القادمة ستشهد المزيد من التنسيق والخطوات العملانية التي ستعكس بشكل واضح وملموس مدى التعاون الذي يجمع بلداننا ومدى الحرص على أن نسير إلى الأمام ضمن روحية تدرك أهمية أن نعمل معا بشكل واضح وتجلب الخير لبلداننا جميعا”.
ومطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعلنت إسرائيل الاستيلاء على المنطقة السورية العازلة “إلى أجل غير مسمى”.
واندلعت مؤخرا توترات داخلية بين قوات الأمن السورية ومجموعات “خارجة عن القانون” في مناطق يقطنها دروز، لتستغل إسرائيل الأوضاع وتنفذ غارات جوية تحت ذريعة “حماية الدروز”.
غير أن الرد جاء سريعا من زعماء ووجهاء الطائفة الدرزية، إذ أكدوا في بيان مشترك مطلع مايو/ أيار الجاري، تمسكهم بسوريا الموحدة ورفضهم التقسيم أو الانفصال.
لكن رغم عودة الهدوء والتوصل لاتفاق أمني ينزع فتيل التوتر، صعّدت تل أبيب انتهاكاتها لسيادة سوريا، وقصفت لأول مرة وبعد ساعات من بيان زعماء الطائفة الدرزية، محيط القصر الرئاسي بدمشق، ونفذت عشرات الغارات الجوية على مناطق مختلفة.
ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام بشار الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.
كما احتلت “جبل الشيخ” الاستراتيجي الذي لا يبعد عن العاصمة دمشق سوى بنحو 35 كلم، ويقع بين سوريا ولبنان ويطل على إسرائيل، كما يمكن رؤيته من الأردن، وله أربع قمم أعلاها يبلغ طولها 2814 مترا.
ورغم أن الإدارة السورية الجديدة، برئاسة أحمد الشرع، لم تهدد إسرائيل بأي شكل، تشن تل أبيب بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، ما أدى لمقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
** حصار غزة جريمة حرب
وبالنسبة للقضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، شدد الصفدي على أن “هذا العدوان يجب أن يتوقف، وما يجلبه من دمار وخراب ومعاناة للفلسطينيين وصل درجات لا يمكن للعالم أن يستمر في السكوت عنها”.
وقال: “نكرر أن هذا العدوان لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوتر والصراع في المنطقة، لا يمكن لإسرائيل أن تستمر في حرمان الشعب الفلسطيني من حقه في الماء والغذاء والدواء، في خرق واضح ليس فقط للقوانين الدولية، ولكن أيضا لكل القيم الإنسانية، في فعل يمثل بكل الجوانب جريمة حرب يجب أن تتوقف”.
وأضاف الصفدي: “نحن في المملكة مستمرون في العمل من أجل التوصل لإنهاء العدوان والتوصل لوقف دائم لإطلاق النار”.
من جهة ثانية، تطرق الصفدي إلى الإفراج المرتقب اليوم الاثنين عن الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر من غزة.
ووصف ذلك بأنه “خطوة مهمة يجب أن تؤدي إلى اتفاق شامل ينتج وقفا دائما لإطلاق النار يرفع الحصار عن غزة ويسمح بدخول المساعدات الكافية للقطاع”.
وبيّن أنه بعد ذلك يمكن “البدء في إطلاق عملية تستهدف تحقيق الأمن والسلام والاستقرار والذين لن يتحققوا إلا إذا حصل الشعب الفلسطيني على حقه في دولته المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني، لتعيش الدولة الفلسطينية بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرات السلام العربية”.
ولفت إلى أن الفلسطينيين في غزة “يموتون ليس فقط بالرصاص الإسرائيلي، بل نتيجة حرمانهم من الغذاء والدواء”.
وأضاف: “أطفال يموتون بسبب العطش وعدم توفر الخدمات الصحية، هذه حال بشعة لا إنسانية يجب أن يتحرك العالم بشكل فوري لإنهائها”.
وكرر التأكيد على أن “مواقف بلاده منسجمة مع تركيا وسوريا”، سواء باتجاه وقف الحرب في غزة أو دعم استقرار سوريا.
ومساء الأحد، أعلنت “حماس” اعتزامها الإفراج عن الجندي الإسرائيلي ألكسندر، بعد اتصالات أجرتها مع الإدارة الأمريكية خلال الأيام الماضية في إطار الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية.
ووصف ترامب قرار حماس بالإفراج عن ألكسندر بأنه “بادرة حسن نية” ردا على جهود بلاده والوسطاء قطر ومصر، كما أعرب عن أمله في أن يكون هذا التطور من أولى الخطوات اللازمة لإنهاء الصراع.
ويأتي إطلاق ألكسندر المتوقع اليوم، في إطار مفاوضات جرت بين حماس والولايات المتحدة بمشاركة مصر وقطر، بعيدا عن أي مشاركة إسرائيلية.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 21 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 9900 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: على سوریا فی سوریا یجب أن على أن
إقرأ أيضاً:
WSJ: أمريكا محبطة من عدوانية إسرائيل ضد النظام الجديد في سوريا
حللت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير أعده دوف ليبر، ملامح التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن النظام السوري الحالي الذي تتعامل معه واشنطن كحليف جديد لها، وتريد من إسرائيل المضي معها في موقفها. وأشارت الصحيفة إلى أن الموقف الإسرائيلي العدواني تجاه الحكومة السورية الجديدة يتناقض مع موقف واشنطن.
ويريد الرئيس دونالد ترامب حلا سريعًا للتوترات المستمرة منذ عدة عقود بين سوريا وإسرائيل. وبعد انهيار نظام بشار الأسد وسعت إسرائيل من وجودها داخل الأراضي السورية على مدى 155 ميلا مربعًا ولا تزال تسيطر عليها، وقامت منذ ذلك الحين باعتقالات ومصادرة أسلحة وشنت غارات جوية على جنوب البلاد.
تعثر المحادثات
وفي الصيف شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على العاصمة دمشق في محاولة قالت إنها للدفاع عن الأقلية الدرزية، ذات العلاقة القوية مع إسرائيل، وقام الرئيس ترامب بناءا على مطالب من السعودية وتركيا برفع العقوبات عن الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، حيث أثنى على الجهادي السابق ووصفه بـ"الرجل الشاب والجذاب" و "يقوم بمهمة جيدة".
وتضيف الصحيفة أن الانقسام بين سوريا وإسرائيل ظل مصدر إحباط لواشنطن، التي دعمت إسرائيل في حروبها مع حماس وحزب الله وإيران، وتقول، إن الولايات المتحدة تتوسط في محادثات بشأن اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل، من شأنه أن يمهد الطريق لسلام طويل الأمد، إلا أن هذه المحادثات تبدو متعثرة.
الشرع يرفض..."نزع السلاح سيخلق فراغًا أمنيا"
وفي ظل وقف إطلاق النار في غزة وجهود جديدة لإنهاء القتال في أوكرانيا، يدعو ترامب إسرائيل إلى إبرام هذا الاتفاق. ويؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن مثل هذا الاتفاق لا يمكن تحقيقه إلا إذا قبلت سوريا بنزع سلاح الأراضي الممتدة من جنوب دمشق إلى الحدود الإسرائيلية، وهو مطلب يرفضه الشرع، الذي يرى أنه سيخلق فراغًا أمنيا في جنوب سوريا.
وتضيف الصحيفة إن هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر ،علمت إسرائيل ألا تقايض مصالحها الأمنية لإرضاء جيرانها أو الولايات المتحدة. وهي تتعلم اليوم من أخطاء انسحاب قواتها من غزة في عام 2005 ومن جنوب لبنان في عام 2000. ونقلت الصحيفة عن عن يعقوب أميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق قوله: "من السهل المخاطرة في واشنطن، لكن الأمر أكثر خطورة في مرتفعات الجولان، فالوضع قريب جدا".
ترامب يحذر من عوائق تعرقل مسيرة سوريا
ولم ينتقد ترامب إسرائيل علنا بسبب سياستها تجاه سوريا، لكنه أوضح ما يريده. وكتب في منشور على موقع "تروث سوشيال" مطلع هذا الشهر: "من المهم جدًا أن تحافظ إسرائيل على حوار قوي وحقيقي مع سوريا" و"يجب ألا يحدث أي شيء يعيق مسيرة سوريا نحو الازدهار"، وتظهر المواقف الإسرائيلية من سوريا، طريقة تعامل "تل أبيب" مع المخاطر الأمنية منذ هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وتلقي المؤسسة الأمنية الإسرائيلية باللوم على القيادة السياسية لعدم قدرتها على التنبؤ بالهجمات التي قادتها حماس، وذلك لفشلها في التصدي للتهديدات على طول حدودها، ومنذ التوصل إلى وقف إطلاق النار مع حزب الله في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، أبقت إسرائيل على وجود عسكري داخل لبنان قرب حدودها، ونفذت غارات جوية شبه يومية تقول إنها تهدف إلى إحباط محاولات المليشيا اللبنانية لإعادة التسلح.
"إسرائيل" قوة تسعى للحرب الدائمة
لكن حتى في إسرائيل، يخشى بعض الجنرالات السابقين وخبراء الأمن من أن نتنياهو يبالغ في رد فعله تجاه سوريا المجاورة، ما يهدد علاقة إسرائيل مع حليفها الأهم، الولايات المتحدة، ويُرسخ صورة إسرائيل كقوة إقليمية تسعى للحرب الدائمة.
ونقلت الصحيفة عن أفنير غولوف، المدير السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي قوله إن "المخاطر في سوريا أقل من أي مكان آخر، وإذا كنتم تريدون من ترامب أن يكون إلى جانبكم في العديد من القضايا الأكثر أهمية وخطورة، فهذه هي الورقة التي يجب أن تدفعوا بها".
ويدعو غولوف إلى حل وسط سريع بشأن اتفاقية أمنية مع سوريا تسمح للقوات السورية بتسيير دوريات في المناطق القريبة من حدودها، مع حظر وجود الأسلحة الثقيلة أو القوات التركية. وأضاف أن إسرائيل بحاجة إلى الانتقال من "استعراض القوة العسكرية إلى بناء قوة دبلوماسية".
ويأمل ترامب في ضم سوريا إلى اتفاقيات "أبراهام"، وقال مسؤولون إسرائيليون وسوريون وأمريكيون بأن الوقت ما زال مبكرًا لذلك، وأن على الطرفين أولا الاتفاق على الأمن. ومن المرجح أن يكون هذا الاتفاق مشابهًا لاتفاقية عدم الاعتداء السابقة لعام 1974 التي أنشأت منطقة عازلة منزوعة السلاح.
"سوريا تستجيب و"إسرائيل" لا تبادر بالمثل"
توم باراك، مبعوث ترامب إلى سوريا وسفيره لدى تركيا، قال إن: "الحكومة السورية تستجيب لمطالب واشنطن المتعلقة بإسرائيل، لكن الإسرائيليين لا يبادلونها بالمثل"، وفي مقابلة مع صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية نشرت يوم الجمعة، قال باراك عن سوريا: "إنهم يفعلون كل ما نطلبه منهم، وندفعهم نحو إسرائيل". وأضاف: "إسرائيل لا تثق بهم بعد، لذا فالأمر أبطأ قليلًا".
وقد ظلت الحدود بين إسرائيل وسوريا من أهدأ الجبهات خلال فترة حكم الأسد، الذي كان حليفًا مقربًا من إيران. وسمح الأسد لطهران ببناء قوة وكيلة على حدود إسرائيل وتهريب الأسلحة عبر سوريا إلى حزب الله، الذي بدوره ساعد نظام الأسد على قمع خصومه الداخليين.
محاولات إبقاء سوريا ضعيفة ومنقسمة
ويعارض الرئيس السوري الجديد وأتباعه طهران. لكن إسرائيل لا تزال تشك في الإدارة، التي كان العديد من أعضائها جزءًا من تنظيم القاعدة. كما تشك إسرائيل في قدرة الشرع على توحيد سوريا، بتنوعها العرقي والطائفي والديني، نظرا للانقسامات العميقة التي تحولت إلى عنف خلال العام الماضي بين الأغلبية السنية والأقليات، بما في ذلك العلويين والأكراد والدروز، وينظر في سوريا والولايات المتحدة والشرق الأوسط عامة إلى محاولات إسرائيل لإبقاء سوريا ضعيفة ومنقسمة على أسس عرقية، مما يقوض جهودهم لمساعدة الشرع على توحيد البلاد.
وبينما تطيل إسرائيل أمد المفاوضات الدبلوماسية مع سوريا، اندلعت جولات من القتال. وفي أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، دخلت القوات الإسرائيلية بلدة بيت جن، التي تبعد أقل من 16 كيلومترا عن الحدود مع إسرائيل، لاعتقال اثنين من المشتبه بهم في الانتماء إلى جماعات مسلحة. وأسفرت الاشتباكات التي تلت ذلك عن مقتل 13 سوريا على الأقل، وإصابة ستة جنود إسرائيليين، وفقا للجيش الإسرائيلي والتلفزيون السوري الرسمي.
وفي تلك الليلة، تجمع سوريون في دمشق للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لسقوط الأسد، حيث أحرق بعض الأشخاص أعلامًا إسرائيلية. وفي هذا الأسبوع، أعربت إسرائيل عن قلقها للولايات المتحدة بشأن مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر، على ما يبدو، جنودا سوريين يسيرون في شوارع دمشق، ضمن احتفالات الذكرى السنوية، وهم يهتفون تأييدًا لغزة، ويهددون إسرائيل بشكل واضح.
وقال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة الطلب من سوريا إدانة تلك الهتافات. وقالت كارميت فالنسي، رئيسة برنامج سوريا في معهد دراسات الأمن القومي، وهو مركز أبحاث مقره تل أبيب:"من الواضح أن هناك تصعيدا في الموقف ونبرة أكثر تشددا تجاه إسرائيل في الأسابيع الأخيرة.
"إسرائيل تخوض حربا ضد أشباح"
وفي مشاركة بقطر نهاية الأسبوع الماضي، ندد الشرع بتوسيع إسرائيل لمنطقتها العازلة، واصفا إياه بالخطير واتهمها بمحاولة التهرب من مسؤوليتها عما وصفه بـ"المجازر المروعة" في غزة، وإثارة شبح هجوم آخر على غرار هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر عبر حدودها دون مبرر. وقال الشرع: "أصبحت إسرائيل دولة تخوض حربا ضد أشباح".
وقال ويليام ويكسلر، المدير الأول لبرامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلنطي بواشنطن، إنه التقى قبل فترة بمسؤولين حكوميين بارزين في دمشق، والذين أبدوا انفتاحًا للعمل مع إسرائيل للتركيز على مشاكل أخرى تواجهها، بما في ذلك العنف الطائفي. وأضاف ويكسلر أن فرصة هذه الشراكة تتضاءل، وأن الموقف الإسرائيلي العدائي يدفع سوريا نحو أحضان تركيا، الداعمة للشرع والعدوة لإسرائيل.