صناعة الملابس.. بصمة كربونية تفوق قطاعي الشحن والطيران
تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT
تمثل صناعة الملابس وخاصة الموضة السريعة ونفايات المنسوجات أحد أهم التحديات البيئية، نظرا لأهميتها في الحياة اليومية وانتشارها، وفي سياق الثقافة الاستهلاكية المتهورة التي تدفع إليها الشركات.
وفقا لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية، تُسهم صناعة الأزياء بنسبة 10% من انبعاثات الكربون عالميا، مما يجعلها من أكبر المساهمين في الوقت الراهن إذ تنتج غازات دفيئة تفوق انبعاثات قطاع الطيران والشحن مجتمعين والاتحاد الأوروبي بأكمله.
ويأتي ما يقرب من 20% من مياه الصرف الصحي العالمية، أو ما يصل إلى 93 مليار متر مكعب من صباغة المنسوجات، ويُنتج العالم ما يقدر بنحو 92 مليون طن من نفايات المنسوجات، وهو رقم قد يصل إلى 134 مليون طن، بحلول عام 2030.
وتنتهي الملابس المهملة ونفايات المنسوجات، لأنها غير قابلة للتحلل الجزيئي، في مكبات النفايات، بينما تتسرب الأصباغ والمواد البلاستيكية الدقيقة من منتجات الملابس مثل "البوليستر" و"النايلون" و"البولي أميد" و"الأكريليك" وغيرها من المواد الاصطناعية لمصادر ومنابع المياه.
تسهم هذه الصناعة في تجفيف مصادر المياه وتلوث الأنهار والجداول، بينما يُلقى 85% من جميع المنسوجات في مكبات النفايات سنويا، في حين يُطلق غسل الملابس 500 ألف طن من الألياف الدقيقة في المحيط سنويا، أي ما يعادل 50 مليار زجاجة بلاستيكية، حسب تقرير لموقع بيزنس إنسايدر.
إعلانويشير التقرير إلى أن صباغة المنسوجات تحتل المركز الثاني لأكبر ملوث للمياه في العالم، حيث غالبا ما يتم التخلص من المياه المتبقية من عملية الصباغة في الخنادق أو الجداول أو الأنهار. كما أنها تستهلك الكثير من الطاقة التي يكون مصدرها غالبا الوقود الأحفوري.
وتتفاقم هذه المشكلة مع نموذج أعمال الموضة السريعة المتنوعة، حيث تعتمد الشركات على إنتاج ملابس منخفضة الجودة بتكلفة منخفضة وبكميات كبيرة وسرعة عالية لمواكبة أحدث الصيحات، مما أطلق نمطا استهلاكيا مدمرا للبيئة والمناخ.
وتترك طريقة استخدام المستهلكين لملابسهم لها أيضا بصمة بيئية كبيرة بسبب كمية الماء والطاقة والمواد الكيميائية المستخدمة في الغسيل والتجفيف والكي، إضافة إلى الجسيمات البلاستيكية التي تنتشر في البيئة.
وغالبا ما يُجمع أقل من نصف الملابس المستعملة لإعادة استخدامها أو إعادة تدويرها، بينما يُعاد تدوير 1% فقط منها لتصنيع ملابس جديدة.
ومع أن ميثاق الأمم المتحدة لصناعة الأزياء من أجل المناخ يدعو شركات الموضة والمنسوجات الموقعة عليه للحد بنسبة 30% من انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول عام 2030 وتحقيق أهداف صفرية بحلول عام 2050، فإنه ومنذ إطلاق الميثاق عام 2018، وتجديده عام 2021، التزمت ما يقرب من 130 شركة أزياء وملابس ومنسوجات بالعمل المناخي وتحقيق الأهداف المنصوص عليها في الوثيقة.
ومن بين الموقعين على الميثاق بعض من أكبر دور الأزياء وتجار التجزئة في العالم، في حين تعهدت شركات الأزياء السريعة بالتزامات ملموسة بالعمل المناخي. لكن النتائج كانت جزئية، ولم تعالج الشركات حول العالم بعد دورها في تغير المناخ بشكل جدي.
ويتفق الخبراء الدوليون على أن الاستدامة أصبحت وستظل في قمة أولويات قطاع الأزياء، لكنهم يشيرون أيضا إلى نقص في الدقة فيما يتعلق بمعايير المساءلة والمعايير المتعلقة بالعناية الواجبة في القطاع.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
انطلاق فاعليات معرض الملابس الخيري "3 قطع بـ20 جنيه" بالبحيرة
انطلقت اليوم بمحافظة البحيرة فعاليات اليوم الأول من معرض الملابس الخيري "3 قطع بـ20 جنيه" الذي تنظمه جمعية أحباب المصطفى ودار أحباب المصطفى لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة أبو الريش، وسط مشاركة واسعة من مسؤولي العمل الأهلي وشخصيات تنفيذية، وإقبال كبير من الأهالي منذ الساعات الأولى لافتتاحه.
ويستمر المعرض لمدة أسبوع كامل بهدف دعم الأسر الأكثر احتياجًا وتوفير احتياجاتها الأساسية من الملابس بأسعار رمزية تناسب أوضاعها المعيشية.
شهد الافتتاح حضور اللواء أحمد الحسيني، مساعد وزير الداخلية الأسبق ورئيس جهاز حماية المستهلك بمحافظة البحيرة، والذي أشاد بدور الجمعيات الأهلية في تعزيز مظلة الحماية الاجتماعية، مؤكدًا أن تلك المبادرات تمثل ركيزة مهمة في دعم الفئات البسيطة والتخفيف عن كاهلهم.
كما شارك في الافتتاح المهندس سعد زيدان، رئيس مجلس إدارة الجمعية، الذي أكد أن العمل الخيري مسؤولية مجتمعية يتشارك فيها الجميع، وأن الجمعية تسعى دائمًا لتقديم مبادرات تسهم في خدمة المجتمع.
وحضر أيضًا كل من نورهان الرياني المدير التنفيذي للجمعية، ومحمد نوارة رئيس متطوعي الجمعية، وشيماء خميس مدير دار أحباب المصطفى، والشيخ محمد كرسون رئيس محفظي دار تحفيظ القرآن الكريم، إلى جانب عدد كبير من أعضاء الجمعية والدار والمتطوعين الذين عملوا على تجهيز المعرض خلال الأيام الماضية لإخراجه بصورة مشرفة.
وشهد المعرض مع انطلاقه توافدًا ملحوظًا من المواطنين الذين أعربوا عن سعادتهم بتلك المبادرة التي تخفف العبء الاقتصادي وتوفر الملابس بأسعار في متناول الجميع، خاصة في ظل الظروف المعيشية التي تعاني منها الكثير من الأسر.
ويضم المعرض تشكيلة واسعة من الملابس الجديدة ، وتشمل ملابس أطفال وسيدات ورجال، إضافة إلى مستلزمات أخرى تلبي الاحتياجات اليومية للأسر.
وأكد القائمون على الجمعية أن "معرض أحباب المصطفى" لا يُعد مجرد مكان لبيع الملابس بأسعار رمزية، بل يمثل رسالة إنسانية تهدف إلى دعم المحتاجين وإدخال البسمة إلى منازلهم، وتجسيد قيم التكافل والتراحم التي أوصى بها النبي ﷺ، مشيرين إلى أن كل قطعة ملابس تم تجهيزها بعناية للحفاظ على كرامة المستفيدين وضمان حصولهم على أفضل خدمة ممكنة.
وأضاف مسؤولو الجمعية أن هذه المبادرة تأتي ضمن سلسلة من الأنشطة الدائمة التي تنظمها الجمعية على مدار العام، سواء من خلال توزيع المواد الغذائية أو دعم طلاب العلم أو تقديم المساعدات الطبية للأسر غير القادرة، مؤكدين أن نجاح مثل هذه الفعاليات يعتمد بشكل أساسي على تكاتف المجتمع المدني وأصحاب الخير
1000238656 1000238650 1000238653 1000238662 1000238659 1000238671 1000238668 1000238665