أبو عبيدة: عملية إطلاق النار غرب سلفيت تأتي في سياق الرد على جرائم الاحتلال وعدوانه
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
أكد الناطق العسكري باسم "كتائب القسام" أبو عبيدة اليوم الأربعاء، أن عملية إطلاق النار التي وقعت في بلدة بروقين غربي سلفيت في الضفة الغربية، هي عملية بطولية ضد "العدوان" الإسرائيلي.
وقال أبو عبيدة الذي ادعت إسرائيل اغتياله: "نبارك عملية إطلاق النار البطولية التي وقعت قرب بلدة بروقين غرب سلفيت التي نفذها أشاوس شعبنا في الضفة الغربية، وندعو جماهير شعبنا للانتفاض في وجه الاحتلال دفاعًا عن أقصاهم، ومجابهةً للعدوان على الضفة ومخيماتها، ونصرةً لأهلهم في غزة الصامدة".
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية مساء اليوم الأربعاء بإصابة عدد من المستوطنين جراء عملية إطلاق نار بالقرب من سلفيت في الضفة الغربية، وأن إحدى الإصابات حرجة.
وقال الإسعاف الإسرائيلي "نجمة داوود الحمراء" إن "مستوطنة تبلغ من العمر 30 عاما حالتها حرجة جدا (موت سريري)، ورجلا آخر في حالة خطيرة جدا".
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان أولي، إنه تلقى بلاغا عن إطلاق نار قرب مستوطنة ‘بروخين‘، وأضاف أن يعمل على فحص تفاصيل الواقعة.
وأفادت مصادر طبية، بأن امرأة في الثلاثينات من عمرها أُصيبت بجراح حرجة، ورجل في الأربعينات أُصيب بجراح خطيرة، في عملية إطلاق النار.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: غزة كتائب القسام أبو عبيدة الضفة الغربية عملیة إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
الضفة الغربية تُذبح بصمت… ومخططات الاحتلال تسير بخطى ثابتة نحو الإبادة والضم الكامل
يمانيون | تقرير
في وقتٍ تتوجه فيه عدسات الإعلام نحو المجازر المتواصلة في قطاع غزة، تُركت الضفة الغربية تواجه مصيرها القاتم بصمتٍ مدوٍ، حيث يمضي كيان العدو الصهيوني في تنفيذ مشروع إبادةٍ بطيئةٍ وممنهجة، لا تقل بشاعة عن ما يحدث في غزة، بل تُكمّل فصول التصفية الشاملة للقضية الفلسطينية على الأرض.
هذا المسار العدواني، الذي بات واضح المعالم، لم يعد مجرد سلسلة من الانتهاكات أو الإجراءات العسكرية التقليدية، بل تحوّل إلى سياسة استراتيجية محكمة، تهدف إلى اقتلاع الإنسان الفلسطيني من جذوره، وسحق كل ما يمتّ بصلة إلى هويته الوطنية والسياسية، عبر التهجير القسري، وهدم البيوت، ومصادرة الأراضي، وخلق واقع ديموغرافي جديد يُقصي الفلسطيني ويُحيل الضفة إلى منطقة صهيونية بالكامل.
الأرقام تتحدث: مجازر “موزعة” لكن ثابتة
منذ بداية هذا العام، ارتقى في الضفة الغربية ما لا يقل عن 986 شهيداً، وأصيب أكثر من 7000 فلسطيني في سلسلة عمليات اقتحام واعتداء متواصلة.
وعلى الرغم من أن هذه الأرقام قد تبدو “متواضعة” مقارنةً بالدمار الشامل الذي خلّفته آلة الحرب الصهيونية في قطاع غزة، إلا أنها تعكس وتيرة دموية ثابتة لا تنقطع، تُنفَّذ بشكل يومي ومنهجي تحت ذريعة “الأمن” وملاحقة “المقاومة”، في حين أن الحقيقة تفضح مشروعاً واضحاً للإبادة التدريجية.
وفي مدينة جنين، تُسجَّل أكبر صور هذه الاستراتيجية الدموية، حيث يواصل جيش العدو منذ مطلع العام تنفيذ حملة تدمير شاملة.. فقد تم هدم أكثر من 600 منزل بالكامل، بينما تضررت آلاف المنازل الأخرى بشكل جزئي، ما أدى إلى نزوح أكثر من 22 ألف فلسطيني قسرياً عن منازلهم وأراضيهم.
هذا النزوح القسري ليس حالة طارئة بل سياسة متعمدة، تندرج ضمن مشروع تطهير عرقي منظم.
من الهدم إلى المصادرة.. تكامل أدوات التهجير
في محافظة طولكرم، يمضي الاحتلال في سياسة المصادرة الهادئة التي تستهدف السيطرة على الرقعة الزراعية، وقد تم بالفعل الاستيلاء على مئات الدونمات من الأراضي الزراعية الخصبة، ضمن خطة تهدف إلى ضرب الأمن الغذائي الفلسطيني وتوسيع الرقعة الاستيطانية.
ولا يقتصر الهدم على الأرياف والمخيمات، بل وصل إلى مراكز المدن والضواحي.. ففي الأيام الأخيرة، أقدمت سلطات الاحتلال على إصدار قرارات بهدم 104 منازل وبنايات تضم نحو 400 شقة سكنية وعشرات المنشآت التجارية، جميعها مملوكة لعائلات فلسطينية تقطن في مخيمات اللجوء، لتُضاف إلى سجل هدم سابق شمل 400 منزل آخر، وتضرر ما يزيد عن 2500 منزل بدرجات مختلفة.
التطهير الممنهج في القدس والخليل
في القدس المحتلة، تتجلى السياسات الصهيونية في أبشع صورها، حيث تشهد المدينة اعتقالات جماعية لعائلات بأكملها، تُنفّذها قوات العدو في ساعات الفجر تحت غطاء الطوارئ الأمنية.
كما اقتحم المغتصبون اليهود بلدة “حزما” مطلقين الرصاص الحي على السكان، ما أدى إلى إصابة ثلاثة فلسطينيين، إلى جانب إحراق أحد الأكواخ السكنية.
أما في الخليل، فتستمر اعتداءات المستوطنين في قرى مثل “سوسيا” و”خلة الضبعة” و”أم الخير”، حيث نُفّذت اعتداءات دموية تحت حماية جيش الاحتلال أسفرت عن إصابة 11 فلسطينياً خلال الساعات الماضية، وسط تحليق مكثف للطائرات الاستطلاعية وتعزيزات عسكرية واضحة، ما يرفع من مؤشرات تصعيد ميداني قادم.
الاحتلال يذبح الدولة الفلسطينية بصمت
لا يعلن العدو بشكل صريح رفضه لفكرة “الدولة الفلسطينية”، لكنه يُعدمها عملياً كل يوم على الأرض، عبر تفكيك الجغرافيا، وسلب الديموغرافيا، وتجريف كل مظاهر السيادة والوجود الوطني الفلسطيني.
ومخططات ضمّ الضفة الغربية لا تُنفَّذ بشكل فجّ كما كانت عليه في بداياتها، بل تتم اليوم ضمن مراحل خبيثة تستند إلى شرعنة الاستيطان، وتمزيق وحدة الأرض، وزرع شبكات أمنية واستخباراتية تحول دون أي تحرك شعبي فلسطيني.
وقد لخص أحد أبناء القرى المستهدفة في الجنوب الفلسطيني ما يجري بمرارة وإصرار قائلاً:
“بدخل علينا العدو بالأغنام والأبقار، على الأشجار والسياج، ينفذ سرقات ونهب وترويع، لكننا صامدون، متجذرون في أرضنا، لن نغادرها حتى الموت.”
هذا الصوت الفلسطيني يلخص حقيقة الصراع: إنها معركة وجود لا معركة حدود، ومعركة هوية لا مجرد مواجهة أمنية.
الضفة جزء لا يتجزأ من معركة كسر المشروع الصهيوني
يرى مراقبون أن ما يجري في الضفة الغربية ليس منفصلاً عن سياق العدوان الشامل على الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده، بل هو جزء مكمل لمعركة تطهير وطنية، تسعى فيها تل أبيب إلى إعادة رسم الخارطة السكانية والسياسية لفلسطين وفقاً لمنطق القوة والهيمنة.
وما يُقلق أكثر أن هذا المشروع لا يواجه فقط بصمت دولي، بل بتواطؤ إقليمي واضح، حيث بدأت بعض الأنظمة العربية تُجاري الاحتلال في خريطته الأمنية الجديدة، عبر تنسيقات أمنية ومواقف سياسية هزيلة، بل وصلت إلى درجة الانخراط في مشاريع التطبيع الأمني مع العدو، ما يزيد من تعقيد المشهد.
في مواجهة الإبادة… لا خيار سوى الصمود والمقاومة
في ظل هذا الواقع الخطير، يُثبت الفلسطيني يوماً بعد يوم أن الصمود والمقاومة هما الخيار الوحيد، مهما بلغت آلة البطش الصهيوني من وحشية. فالمشروع الصهيوني في الضفة لا يترك مساحة للحياد، ولا يعترف بحل الدولتين، بل يُصادر كل ما يمتّ إلى فلسطين بصلة.
وعليه، فإن معركة الضفة اليوم، وإن بدت “بصوت منخفض”، إلا أنها تمثل أحد أخطر فصول المعركة الوجودية بين الاحتلال والشعب الفلسطيني.. فهي ليست معركة يومية تنتهي باعتقال أو هدم، بل صراع شامل على البقاء والكرامة والسيادة.
ومع تصاعد الردع من قبل محور المقاومة، ومعادلة “وحدة الساحات” التي باتت أكثر رسوخاً، فإن الاحتلال بات يعلم أن خطواته في الضفة لن تمر دون ثمن، وأن المساس بعمق الأرض الفلسطينية هو مقدمة لانفجار قادم قد يشعل الأرض تحت أقدام الغزاة.