فجوات تمويلية حرجة وأكثر من 30 مليون سوداني بحاجة للمساعدات
تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT
منتدى الإعلام السوداني
الخرطوم، 29 يونيو 2025، سودانايل– يُظهر تحليل حديث صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، الأربعاء، أن غالبية قطاعات الاستجابة الإنسانية في السودان تعاني من فجوات تمويلية مقلقة، حيث لم يتلقَّ قطاع التعليم سوى 1 بالمئة من احتياجاته، بينما لم يتجاوز تمويل قطاع التغذية 3 بالمئة، والصحة 10 بالمئة، والحماية العامة 16 بالمئة.
في المقابل، تواجه قطاعات حيوية مثل المياه والإصحاح والنظافة، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والمساعدات غير الغذائية نقصًا تمويليًا يتجاوز 90 بالمئة، ما يهدد بإعاقة قدرة المنظمات على الوصول إلى ملايين المحتاجين.
وتأتي هذه الأرقام في ظل أزمة إنسانية متفاقمة يعيشها السودان، حيث أشارت (OCHA) إلى أن ما مجموعه 1.9 مليون شخص في السودان تلقوا مساعدات نقدية متعددة الأغراض (MPCA) منذ بداية عام 2025 وحتى نهاية مايو، وذلك عبر تدخلات إنسانية امتدت إلى 8 ولايات و9 محليات.
وارتفع عدد المحتاجين للمساعدات إلى مستوى غير مسبوق بلغ 30.4 مليون شخص. وفي ظل تزايد حدة الأزمة، يسعى الشركاء في العمل الإنساني إلى جمع 4.2 مليار دولار خلال عام 2025 لتقديم الدعم المنقذ للحياة لـ 21 مليون شخص في مختلف أنحاء البلاد.
غير أن التمويل المتاح لا يزال بعيدًا عن تلبية هذه الاحتياجات. فحتى 31 مايو، لم يُجمَع سوى 13.5% من إجمالي المبلغ المطلوب، أي ما يعادل 563 مليون دولار فقط. ما اضطر الشركاء إلى خفض نطاق الاستجابة ليشمل 18 مليون شخص فقط، مع الحاجة الملحة إلى 3 مليارات دولار لضمان توفير الحد الأدنى من الخدمات والمساعدات.
ورغم التحديات، تمكّن العاملون في المجال الإنساني بين شهري يناير ومايو 2025 من الوصول إلى 12.4 مليون شخص بمساعدات مختلفة، من أصل 20.9 مليون شخص كانوا مستهدفين خلال هذه الفترة. وشملت الاستجابة 8.7 مليون شخص تلقوا مساعدات غذائية ودعماً لسبل كسب العيش، إلى جانب 4.5 مليون شخص حصلوا على مياه شرب آمنة. كما تم تقديم خدمات صحية لـ 2.6 مليون شخص، بينما استفاد أكثر من 510,600 شخص من مساعدات متعددة الأغراض.
ووفقًا للوحة المعلومات الخاصة بشهر مايو، فقد تم توزيع 37.4 ألف تحويل نقدي في هذا الشهر وحده، ما يعكس تصاعد الاستجابة النقدية مع اتساع رقعة الاحتياج في البلاد.
وأشار التقرير الذي حصلت (سودانايل) على نسخة منه، إلى أن تنفيذ هذه البرامج تم عبر 12 منظمة، منها 8 منظمات دولية غير حكومية (INGOs)، ومنظمتان وطنيتان (NNGOs)، ووكالة أممية واحدة.
وتصدرت ولايات شمال دارفور، والنيل الأبيض، وجنوب دارفور قائمة المناطق التي شهدت أعلى معدلات تغطية نقدية، في حين جاءت منظمات مثل CRS، وIRW، وCAFOD ضمن الجهات التي وزعت أكبر نسب من المساعدات النقدية.
وشملت المساعدات النقدية عدة أهداف من بينها دعم الأسر النازحة والمجتمعات المستضيفة لمواجهة احتياجاتهم الأساسية، خصوصًا مع تدهور سبل العيش وارتفاع أسعار المواد الغذائية والخدمات الصحية.
وبيّنت اللوحة أن شهر أبريل سجّل أعلى عدد من المستفيدين من التحويلات النقدية مقارنة بالشهور الأخرى، في حين بدأ الصرف النقدي في يناير بوتيرة منخفضة وتزايد تدريجياً حتى مايو.
وأوضحت الأمم المتحدة أن المساعدات تلعب دورًا حاسمًا في تمكين الأسر السودانية من اتخاذ قرارات تلائم احتياجاتها وتخفيف وطأة الأزمة، لكنها تبقى غير كافية في ظل تزايد معدلات النزوح والفقر والبطالة.
وعلى مستوى التمويل، تصدرت الولايات المتحدة قائمة المانحين بمساهمة بلغت 85 مليون دولار، تلتها الأمم المتحدة عبر صندوق الاستجابة الطارئة (CERF) بـ47.3 مليون دولار، ثم المفوضية الأوروبية (32.5 مليون دولار)، وكندا، وألمانيا، والمملكة المتحدة، والدنمارك، وإيطاليا.
ودعا التقرير إلى استجابة دولية ووطنية عاجلة ومستدامة، نظراً لضخامة الاحتياجات وتفاقم الأزمة الإنسانية في مختلف أنحاء البلاد. وشدد على أن استمرار الفجوات التمويلية يهدد بإضعاف قدرة المنظمات الإنسانية على الاستجابة ويعرّض ملايين السودانيين لخطر المجاعة والمرض وانعدام الحماية.
ينشر منتدى الإعلام السوداني والمؤسسات الأعضاء فيه هذه المادة من إعداد صحيفة (سودانايل) في إطار تتبع وعكس الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي يعيشها الناس في السودان. وتشير المادة إلى مستويات محرجة في نقص التمويل اللازم لمواجهة مصاعب الغذاء والتعليم والحماية العامة.
الوسومالسودان دارفور مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانيةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: السودان دارفور مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الأمم المتحدة ملیون دولار ملیون شخص
إقرأ أيضاً:
وكالة الإمارات للمساعدات الدولية تقدم 1.7مليار دولار لغزة
أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة حزمة من المبادرات الإغاثية العاجلة لدعم الشعب الفلسطيني، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر، وحتى نجاح مفاوضات شرم الشيخ، من أبرزها مبادرتا الفارس الشهم وطيور الخير، إلى جانب مبادرات إنسانية واجتماعية متعددة.
وجاءت هذه الجهود بدعم من وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وبمشاركة العديد من الوزارات والجهات الرسمية والمؤسسات الخيرية والإنسانية.
وقدمت هذه المبادرات آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية، وأقامت مستشفيات ميدانية وعائمة، ومحطات لتحلية المياه، ومخابز ومطابخ ميدانية، فضلاً عن عمليات إجلاء إنسانية للمرضى والمصابين للعلاج في مستشفيات الدولة.
وبحسب تقارير أممية، بلغت قيمة المساعدات الإماراتية المقدّمة لقطاع غزة أكثر من 1.7 مليار دولار، شملت الغذاء والدواء والماء ومواد الإيواء، واستهدفت جميع الفئات، ولا سيما الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى.
هذا وقد نفذت دولة الإمارات 74 عملية إنزال جوي للمساعدات ضمن مبادرة «طيور الخير» المنبثقة عن عملية الفارس الشهم، تجاوزت حمولتها 4004 أطنان من الأغذية والمواد الإغاثية الأساسية.
ووصل إجمالي عدد طائرات المساعدات إلى 680 طائرة، منها 405 طائرات للشحن، و212 طائرة للإسقاط الجوي، و25 طائرة لإجلاء المرضى والمصابين.
كما أدخلت الإمارات نحو 7000 شاحنة محمّلة بالمساعدات إلى قطاع غزة، إضافة إلى 18 سفينة إغاثية، كان آخرها منتصف سبتمبر الماضي، حين وصلت السفينة التاسعة «حمدان» إلى ميناء العريش المصري، محمّلةً بـ 7000 طن من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية.
وبذلك ارتفع إجمالي المساعدات الإماراتية المرسلة إلى أكثر من 80 ألف طن، مع استمرار عمليات الشحن والإمداد.
وشملت حمولة السفينة التاسعة 5000 طن طرود غذائية للأسر، و1900 طن مواد غذائية لدعم المطابخ الشعبية، و100 طن خيام طبية، إضافة إلى 5 سيارات إسعاف مجهزة بالكامل.
ولضمان انسيابية تدفق المساعدات، أرسلت الإمارات وفداً دائماً إلى مدينة العريش يضم مسؤولين ومتطوعين للتنسيق مع السلطات المصرية في إدخال المساعدات عبر معبر رفح.
لم تقتصر الجهود الإماراتية على إرسال المواد الغذائية والإغاثية، بل امتدت إلى برامج علاجية وإجلاء طبي متواصل.
فقد وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بتنفيذ عمليات إجلاء للجرحى والمصابين ومرافقيهم من قطاع غزة للعلاج في الإمارات، ليصل إجمالي من تم نقلهم حتى الآن إلى 2630 مريضاً ومرافقاً عبر 25 رحلة إجلاء.
كما أطلق آل نهيان مبادرة لعلاج ألف مريض بالسرطان من غزة في المستشفيات الإماراتية، استقبلت بالفعل عدداً منهم مع مرافقيهم، حيث أُسكنوا في مدينة الإمارات الإنسانية.
كما سلّمت الإمارات لقطاع غزة 31 سيارة إسعاف مجهزة بالكامل، ونفّذت حملة تطعيم شاملة ضد شلل الأطفال استفاد منها أكثر من 640 ألف طفل.
وفي ظل أزمة العطش الحادة التي يعانيها القطاع، بادرت الإمارات إلى إنشاء 6 محطات لتحلية المياه بعد أيام من إطلاق عملية الفارس الشهم، بقدرة إنتاجية تبلغ مليوني جالون يومياً يستفيد منها أكثر من مليون نسمة.
كما أرسلت صهاريج مياه متنقلة، وحفرت آباراً جديدة، وعملت على تطهير وإعادة تشغيل الآبار القائمة، إضافة إلى توزيع المياه في المناطق المتضررة.وعلى صعيد الأمن الغذائي، عملت الإمارات على إعادة تشغيل المخابز المتوقفة وإنشاء 30 مخبزاً جديداً لتأمين احتياجات أكثر من 76 ألف شخص من الخبز يومياً، بعد توفير الدقيق والوقود اللازمين لتشغيلها.
كما دعمت إنشاء 71 مطبخاً ميدانياً لإعداد الوجبات الأساسية لما يقارب 286 ألف مستفيد يومياً، في مختلف مناطق القطاع.
وقادت الإمارات منذ اندلاع الحرب على غزة جهوداً دبلوماسية مكثفة بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين لمنع تصاعد حدة العنف وتوسع دائرته، مع التأكيد الدائم على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى الشعب الفلسطيني في القطاع بشكل عاجل ومكثف وآمن ودون أي عوائق.