واشنطن تكثف الضغوط لعقد صفقة.. إسرائيل تهدد بـ«القوة» وتطالب بإخلاء غزة
تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT
البلاد (غزة)
تشهد الأوضاع في قطاع غزة تصعيداً خطيراً مع استمرار تعثر المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس. وفي تطور لافت، لوّحت تل أبيب، أمس (الاثنين)، باستخدام القوة العسكرية بشكل أوسع إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قريب، مؤكدة رفضها لشروط حماس التي تصر على انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع كشرط رئيسي لوقف الحرب.
وشدد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر خلال مؤتمر صحافي مع نظيرته النمساوية بياته ماينل، أن “إسرائيل لن تقبل بشروط حماس لإنهاء الحرب طالما أن الحركة تسيطر فعلياً على غزة”، مضيفاً: “في حال فشل المفاوضات، سنستخدم القوة لحسم الوضع”. كما أشار إلى أن مقترح المبعوث الأميركي ديفيد ويتكوف يمكن أن يسهم في تحسين الوضع الإنساني في غزة، إلا أن حماس ما زالت ترفض المقترح حتى الآن. وأكد ساعر وجود فجوات كبيرة بين الجانبين، معتبراً أن “حماس تحاول استغلال ملف الأسرى لفرض شروطها على إسرائيل”.وفي ما يخص الملف السياسي، جدد الوزير الإسرائيلي رفض بلاده لخيار حل الدولتين.
في المقابل، اتهمت حركة حماس إسرائيل بـ”مواصلة التلكؤ والمماطلة” في مسار المفاوضات. وقال المستشار الإعلامي لرئيس للحركة طاهر النونو، إن الاتصالات مع الوسطاء من مصر وقطر تكثفت في الساعات الأخيرة، مشدداً على أن “الحركة ترحب بأي جهود صادقة تؤدي إلى وقف العدوان، لكنها تصر على اتفاق شامل يتضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً للاحتلال من غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى صفقة تبادل أسرى.”
على الجانب الأمريكي، كثف الرئيس دونالد ترمب جهوده لإتمام صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس. وكتب على منصته “تروث سوشيال”: “اعقدوا صفقة غزة.. وأعيدوا المحتجزين”، في إشارة إلى دعمه للتوصل إلى اتفاق سريع.
كما كشفت تقارير إسرائيلية عن محادثات هاتفية أجراها ترمب ووزير خارجيته ماركو روبيو مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، توصلوا خلالها إلى تفاهمات مبدئية قد تقود إلى إنهاء الحرب خلال أسبوعين.
وفي تطور ميداني، أصدر الجيش الإسرائيلي إنذارات عاجلة طالبت سكان عدة مناطق شمال قطاع غزة، بما في ذلك مدينة غزة، وجباليا، والبلدة القديمة، بإخلاء منازلهم على الفور والتوجه جنوباً نحو منطقة المواصي عبر طريق الرشيد.
وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، إن العمليات العسكرية ستتصاعد في الساعات المقبلة، وإن القوات الإسرائيلية تعمل “بكثافة شديدة” في هذه المناطق بهدف تدمير البنية العسكرية لحركة حماس. وأكد أدرعي إغلاق محور صلاح الدين أمام الحركة، ملوحاً بأن العودة إلى هذه المناطق تمثل “خطراً داهماً على حياة السكان”، على حد قوله.
في سياق متصل، أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن القيادة العسكرية عرضت على الحكومة خيارين رئيسيين: الأول يتضمن اجتياحاً برياً شاملاً لقطاع غزة مع إقامة إدارة عسكرية مؤقتة، والثاني يتجه نحو إتمام صفقة تبادل أسرى. وأكدت المصادر أن كلفة الخيار العسكري باهظة جداً سواء على مستوى الخسائر البشرية أو الاقتصادية.
وبحسب القناة 14 الإسرائيلية، ترك الجيش القرار النهائي بيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في ظل وجود انقسامات حادة داخل المؤسسة العسكرية بشأن المسار الأفضل لإنهاء الحرب.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن الجيش الإسرائيلي يخطط لتحريك خمس فرق عسكرية كاملة في تحرك يعتبر الأكبر منذ بدء الحرب، مع تنفيذ عملية واسعة لإجبار آلاف الفلسطينيين على النزوح القسري من مناطقهم، في ظل استمرار الحصار الخانق المفروض على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
تجدر الإشارة إلى أن الحرب المستمرة في غزة منذ انهيار الهدنة في مارس الماضي، أسفرت عن مقتل أكثر من 56 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع. كما أدت العمليات الإسرائيلية إلى تدمير واسع في البنية التحتية وتفاقم الوضع الإنساني في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء.
وتظل الساعات المقبلة حاسمة في تحديد مسار الأحداث، وسط تصاعد الضغوط الدولية والتلويح الإسرائيلي باستخدام القوة، في وقت لا تزال فيه المفاوضات متعثرة بسبب استمرار الخلافات الجوهرية بين تل أبيب وحماس. وبين خيار التصعيد العسكري واتفاق دبلوماسي وشيك، يبقى مصير غزة معلقاً بقرار سياسي قد يتخذ خلال أيام.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
إعلام عبري: واشنطن ستبلغ إسرائيل بضرورة إنهاء الحرب وتأجيل “تفكيك حماس”
يمن مونيتور/قسم الأخبار
نقلت صحيفة عبرية عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن واشنطن ستبلغ وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، أثناء زيارته المرتقبة للولايات المتحدة بضرورة إنهاء الحرب على قطاع غزة وتأجيل مهمة “تفكيك حركة حماس”.
وأفادت صحيفة “هآرتس” العبرية، مساء السبت، بأن ديرمر، سيزور واشنطن غدا الاثنين ويلتقي بكبار مسؤولي البيت الأبيض.
وأوضحت نقلا عن مسؤول في البيت الأبيض (لم تسمه)، أن الإدارة الأمريكية ستخبر ديرمر خلال زيارته إلى واشنطن، بضرورة “إنهاء الحرب في قطاع غزة، وإنقاذ الأسرى الأحياء، مع تأجيل تفكيك حركة حماس”.
وأكدت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أن من بين الملفات المطروحة على أجندة الوزير الإسرائيلي “مفاوضات الولايات المتحدة مع إيران بشأن برنامجها النووي وإمكانية توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية” للتطبيع مع تل أبيب.
وأشارت إلى أن الملف الرئيسي بصدارة تلك الأجندة هو “تحقيق رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في إنهاء الحرب بقطاع غزة”.
ولفتت إلى أن “البيت الأبيض أبدى هذا الأسبوع اهتمامه بزيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى العاصمة واشنطن، غير أن موعد الزيارة يعتمد إلى حد كبير على تقدم المحادثات التي سيجريها الأمريكيون مع ديرمر بشأن إنهاء الحرب في غزة”، وفق الصحيفة.
والجمعة، تحدث الرئيس ترامب عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة خلال الأسبوع المقبل.
فيما أبدى مسؤولون إسرائيليون، السبت، استغرابهم من تصريحات ترامب، مؤكدين أنه “لا مؤشرات على تغير بمواقف نتنياهو”، وفق ما نقلت عنهم صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
وأكدت حماس مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة”، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يصر على صفقات جزئية ويتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة، كما تقول المعارضة الإسرائيلية.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، ما أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
(الأناضول)