درع 48.. خطة إسرائيل لتحصين بلدات غلاف غزة ومنع تكرار سيناريو 7 أكتوبر
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
في أعقاب الهجوم المفاجئ الذي شنّته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 على عشرات البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، دخلت إسرائيل في سباق مع الزمن لاستخلاص الدروس والعبر من ما وصفته بـ"الإخفاق الكبير" في حماية هذه المناطق. وعلى رأس هذه الدروس، برزت أهمية رفع كفاءة فرق الأمن المحلية في البلدات الحدودية من خلال برامج تدريبية متخصصة تهدف إلى تعزيز جاهزيتها في حالات الطوارئ.
ضمن هذا السياق، أطلقت إسرائيل برنامجًا تدريبيًا جديدًا لفرق الأمن في 66 بلدة ضمن نطاق ما يُعرف بـ"غلاف غزة"، بالتعاون بين الجيش الإسرائيلي ومنظمة غير حكومية تُدعى "ماغن 48" – ويعني اسمها "درع 48" باللغة العبرية.
تصف مؤسسة "ماغن 48" مهمتها على موقعها الإلكتروني بأنها تهدف إلى "تزويد فرق الاستجابة الأولية بالمعرفة والمهارات والموارد اللازمة لإدارة حالات الطوارئ بفعالية، وضمان سلامة وأمن مواطني إسرائيل".
وتضيف: "يُزوّد النهج الاستباقي لسلامة المجتمع المجتمعات بالموارد اللازمة لمواجهة التهديدات الأمنية بشكل استباقي، وضمان جاهزيتها وقدرتها على الصمود".
يتضمن البرنامج تصميم تدريبات خاصة وفق طبيعة كل بلدة، وتقييمات للمخاطر المحتملة، وتنظيم تدريبات عملية في ساحات مفتوحة وغرف للواقع الافتراضي، حيث تُحاكى سيناريوهات إطلاق نار وتكتيكات قتالية. وتبلغ ميزانية البرنامج نحو 5 ملايين دولار أمريكي، تغطي تدريبات تمتد لعامين.
إخفاق أمني واعتراف رسميجاء إطلاق البرنامج على خلفية تقارير اعترف فيها الجيش الإسرائيلي بتقصيره في حماية البلدات الحدودية خلال هجوم 7 أكتوبر. وبحسب تقرير نشره موقع "تايمز أوف إسرائيل"، أدى ذلك الهجوم إلى مقتل 48 من أفراد فرق الاستجابة الأولية الذين حاولوا الدفاع عن بلداتهم دون تجهيز أو دعم كافٍ.
أوضح الموقع أن هذه الفرق كانت تضم متطوعين مدنيين في الثلاثينيات والأربعينيات من أعمارهم، سبق لهم أن أدوا الخدمة العسكرية الإلزامية، وجرى تدريبهم بشكل محدود مرتين فقط في السنة قبل الهجوم. وتتحمل هذه الفرق مسؤولية الأمن الأولي في القرى والبلدات الحدودية، ويُشترط وجود 24 عنصرًا مسلحًا على الأقل في كل بلدة.
إلا أن الهجوم كشف هشاشة المنظومة. فبحسب الموقع، لم يكن لدى بعض الفرق بنادق هجومية، وأخرى لم تتمكن من الوصول إلى مستودعات الأسلحة المغلقة. كما أظهرت التحقيقات أن التنسيق بين هذه الفرق والجيش الإسرائيلي كان ضعيفًا.
تفاصيل التدريب الجديدتتم التدريبات الجديدة في قاعدة فرقة غزة العسكرية قرب كيبوتس "رعيم". وخلال إحدى الحصص، شوهد صف من الرجال يرتدون زيًا عسكريًا وسترات واقية، يطلقون النار على أهداف متحركة بينما يراقبهم المدربون ويصرخون بتعليمات سريعة. ويخضع المتطوعون لتدريب مكثف على مدار عام، يشمل 12 يومًا تدريبيًا، ثمانية منها تحتسب ضمن الخدمة العسكرية الاحتياطية، ويمولها الجيش الإسرائيلي، فيما تموّل الأيام الأربعة المتبقية منظمة "ماغن 48"، ويُكلَّف أحد المتطوعين بقيادة الفريق، وقد يُعيَّن كمنسق أمني مدني يتقاضى راتبه من الجيش والسلطة المحلية.
ماضٍ مثقل بالتقصيريكشف التقرير أن قرارًا اتخذه الجيش الإسرائيلي في أغسطس 2022، بسحب البنادق الهجومية من فرق الأمن بسبب حالات سرقة سابقة، أدى إلى تفاقم المأساة في 7 أكتوبر. فالقرار اشترط وجود مخازن آمنة للأسلحة، وهي لم تكن جاهزة في بلدات مثل سديروت، ما ترك فرق الأمن دون وسائل للدفاع عن المدنيين. وأسفر الهجوم في سديروت وحدها عن مقتل 53 شخصًا، بينهم 37 مدنيًا، و11 شرطيًا، ورجلا إطفاء، وثلاثة جنود.
وتأسست منظمة "ماغن 48" على يد آري بريغز، وهو مهاجر أسترالي يعيش في مدينة رعنانا، وشغل سابقًا منصب مدير القسم الدولي في منظمة "ريغافيم" اليمينية، إضافة إلى كونه مستشار أعمال. شاركه التأسيس إيهود دريبن، مدرب متخصص في مكافحة الإرهاب، عمل مع الجيش الإسرائيلي وقوات شرطة وجيوش حول العالم.
وحمل البرنامج اسمه "ماغن 48" تخليدًا لذكرى 48 من أفراد فرق الأمن الذين قُتلوا في 7 أكتوبر، والذين شكلت مأساة مصرعهم دافعًا قويًا لإطلاق هذا البرنامج الطموح.
تسعى إسرائيل من خلال برنامج "ماغن 48" إلى سد ثغرات أمنية كشفتها كارثة 7 أكتوبر، وتقديم نموذج جديد لأمن المجتمع قائم على الشراكة بين الجيش والمجتمع المدني. وبينما يتواصل تنفيذ البرنامج، يبقى نجاحه مرهونًا بفعالية التنسيق بين الجهات الرسمية والمتطوعين، ومدى الجهوزية الحقيقية لمواجهة أي تهديد مستقبلي على حدود غزة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل ماجن الجيش الإسرائيلي حماس غزة قطاع غزة الجیش الإسرائیلی فرق الأمن
إقرأ أيضاً:
كاتس: الجيش الإسرائيلي يتأهب لتدمير أنفاق غزة
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه" سيتم تدمير أنفاق قطاع غزة، سواء بواسطة إسرائيل أو الآلية الدولية المقرر إنشاؤها"، مضيفا أنه أمر الجيش الإسرائيلي بالاستعداد لتنفيذ تلك المهمة.
وفي منشور له على منصة "إكس" اليوم الأحد، اعتبر كاتس أنفاق غزة "التحدي الأكبر لإسرائيل بعد مرحلة إعادة المختطفين" مضيفا أن تدمير الأنفاق "سيتم سواء بشكل مباشر بواسطة الجيش الإسرائيلي أو عبر الآلية الدولية التي ستُنشأ بقيادة وإشراف الولايات المتحدة".
كما اعتبر تدمير الأنفاق "المعنى الأساسي لتطبيق المبدأ المتفق عليه بشأن نزع السلاح من غزة ونزع سلاح حماس"، وختم بقوله "أصدرت تعليماتي للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لتنفيذ المهمة".
وشكلت الأنفاق تحديا للجيش الإسرائيلي خلال حرب الإبادة على غزة، إذا عجز عن السيطرة عليها، حتى وصفها مسؤولون إسرائيليون بـ "شبكة عنكبوت".
وكثيرا ما انطلق منها مقاتلون فلسطينيون، فقتلوا وأصابوا عسكريين إسرائيليين ودمروا آليات للجيش، ردا على جرائم الإبادة بحق المواطنين الفلسطينيين.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ الساعة 12:00 ظهر يوم الجمعة الماضي بتوقيت القدس (09:00 بتوقيت غرينتش)، بعد أن أقرته حكومة تل أبيب فجرا.
ومساء السبت الماضي توقعت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين من غزة صباح يوم الاثنين. في المقابل أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية أنها أكملت نقل الأسرى الفلسطينيين إلى مرافق سيُفرج عنهم منها.
ومن المقرر أن تطلق إسرائيل 250 أسيرا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد، إضافة إلى نحو 1700 آخرين اعتقلتهم من قطاع غزة بعد الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023.