قصة حياة أقدم محفظة للقرآن بالمنيا .. الشيخة محاسن
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
نعت إدارة شئون القرآن الكريم بالأزهر الشريف ببالغ الحزن والأسى وفاة الشيخة محاسن عبد الحميد مصطفى، محفظة القرآن الكريم بمحافظة المنيا مركز أبو قرقاص بعد عمر ناهز الثمانين عامًا فهي من مواليد عام ١٩٤٥م، وذلك بعد مسيرة حافلة بالعطاء في ميدان تحفيظ القرآن الكريم وتعليمه.
قصة حياة أقدم محفظة للقرآن الكريم بالمنيا
بدأت الشيخة محاسن رحمها الله تعالى رحلتها مع القرآن الكريم في سن صغيرة فحفظت القرآن الكريم في سن الثانية عشر من عمرها كاملاً على يد شيخها فضيلة المرحوم الشيخ/ عبد الغني الحداد، وهو مكتب التحفيظ الوحيد الذي كان في القرية في هذا الوقت.
ثم قرأت الختمة المجودة على يد فضيلة الشيخ الأزهري/ عمر سطوحي -رحمه الله تعالى- ثم تقدمت للاختبار في الأزهر الشريف وحصلت على ترخيص بفتح مكتب تحفيظ تابع للأزهر الشريف.
رحلة الشيخة محاسن فى حفظ القرآن الكريم
وبدأت رحلتها في تحفيظ القرآن الكريم في العشرين من عمرها تقريبًا أي في ستينات القرن الماضي، وكرست حياتها لكتاب الله عز وجل فلم تكن تمارس غير تحفيظ القرآن الكريم.
فتلاميذها اليوم بعضهم تجاوز عمره الستين.
فنحن أمام تجربة تعليمية وتربوية استمرت أكثر من نصف قرن من الزمن على غرار المدارس القديمة في تعليم القران الكريم.
أنشأت في بيتها الذي وهبته للقرآن الكريم مدرسة قرآنية تربوية تعليمية وحيدة في قرية أبي قرقاص البلد التي يربو تعداد سكانها على خمسة عشر ألف نسمة؛ وفتحت أبواب مدرستها القرآنية أمام أهل البلدة صغيرها وكبيرها ذكرها وأنثاها وذلك قبل ستين عامًا من يوم الناس هذا في وقت لم يكن يهتم أحد بتعلم كتاب الله في هذه المساحة من الأرض ثم ذاع صيتها إلى القرى المجاورة التي كانت تتعطش إلى تعلم كتاب الله عز وجل ولا يجدون معينًا لهم على ذلك، فكانت أركان بيتها تلهج بالقرآن الكريم وتسمع دوي صوت المئات من التاليين لكتاب الله كلما مررت من أمام بيتها.
شخصية فريدة لم تكن سماتها الشخصية عادية على الإطلاق بل كل من تعامل معها يقف مبهورًا، أمام هذه الشخصية الفريدة من نوعها فأنت أمام امرأة كفيفة البصر قوية البأس عالية الهمة جمعت بين الهيبة والحرص والدقة الإدارية فكانت تدير هذا المكان بطريقتها التي رأت فيها تحقيق الأهداف التي تسعى إليها وهو تحفيظ الصغار القرآن الكريم في حزم ورحمة في آن واحد، ففي التحفيظ والتسميع صرامة في النظام المتواصل خلال أيام السنة كلها لا يتعطل هذا الدوي إلا في يوم جمعة أو إجازة رسمية فهي التي تتابع بنفسها كل واحد من المئات الذين يتوافدون عليها في كل يوم من مطلع الشمس إلى مغربها، كلمتها سارية من ذهب ادآليها لم يكن أمامه الا سبيلاً واحدًا للاستمرار وهو أن يحفظ القرآن الكريم.
إن غاب أحد طلابها تسأل عنه لماذا لم يأتِ، فإذا علمت أنه يريد أن يتقاعس أو يترك الحفظ والتلاوة ترسل إليه من يأتي به إليها ويكفي يسمع الطالب عبارة (الشيخه عاوزاك تروح لها).
فكان لها سلطة روحية على أولياء الأمور استمدتها من حرصها على خدمه كتاب الله عز وجل.
ولك أن تعجب أنها في نفس الوقت كان تقوم برعاية نفسها وتطهو الطعام بنفسها وتقوم على خدمة والدتها وتتواصل مع أقربائها
رحمها الله تعالى رحمة واسعة واسكنها الفردوس الأعلى من الجنة وجعل القرآن الكريم شفيعا لها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أقدم محفظة للقرآن الشيخة محاسن عبد الحميد أقدم محفظة للقرآن القرآن الکریم فی
إقرأ أيضاً:
مسابقة "جيل القرآن" في سلوفينيا تختتم نسختها التاسعة بمشاركة واسعة وجهود تعليمية متميزة
في أجواء إيمانية واحتفالية مميزة، شهدت العاصمة السلوفينية ليوبليانا اختتام فعاليات النسخة التاسعة من مسابقة "جيل القرآن الكريم"، وذلك بحضور واسع تجاوز أكثر من 1000 طالب وطالبة من مختلف الأعمار من العائلات المسلمة، إلى جانب أولياء الأمور ومعلمي اللغة العربية والقرآن الكريم، في احتفالية أقيمت في المركز الثقافي الإسلامي، وتُعد من أكبر الفعاليات الإسلامية في الجمهورية.
وجاء تنظيم هذه المسابقة القرآنية برعاية رسمية من مسابقة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني للقرآن الكريم، التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة قطر، والتي تعد الراعي الحصري والداعم الرئيس للمسابقة السلوفينية منذ انطلاقتها عام 2015، وتواصل دعمها للنسخة الحالية 2025 للعام التاسع على التوالي، تأكيداً لرسالتها في نشر القرآن الكريم وتعليمه للمسلمين غير الناطقين بالعربية.
مشاركة رسمية قطرية
وتُعد هذه المساهمة من أبرز أوجه الدعم القطري الدائم للأقلية المسلمة في سلوفينيا، حيث تتولى المسابقة كل عام دعم البرنامج القرآني السنوي عبر وفد رسمي من اللجنة المنظمة لمسابقة الشيخ جاسم للقرآن الكريم، يحضر إلى ليوبليانا للإشراف على المسابقة والمشاركة في فعاليات الحفل الختامي، ومتابعة التحضيرات للدورة المقبلة.
مسابقة تعليمية إيمانية تعزز الهوية والانتماء
تُنظم المسابقة سنوياً بإشراف مباشر من المشيخة الإسلامية في جمهورية سلوفينيا، ويشارك فيها 18 مركزاً تعليمياً للقرآن الكريم منتشراً في مدن البلاد وقراها، ويتلقى الطلاب دروساً أسبوعية في حفظ القرآن الكريم وفهم معانيه، إلى جانب مناهج في العقيدة والسيرة وأخلاق المسلم، مصممة خصيصاً لتعزيز الهوية الإسلامية لدى الناشئة وتحصينهم دينياً وفكرياً في مجتمع أوروبي متعدد الثقافات.
وقد خُصص مقرر النسخة التاسعة للمسابقة هذا العام ليعزز أخلاق المسلم في الكتاب والسنة، وضم ثماني فئات، شملت:
1. سيرة النبي صلى الله عليه وسلم
2. سيرة الصحابة رضوان الله عليهم
3. أركان الإسلام
4. الإيمان- عقيدة المسلم
5. أخلاق المسلم في القرآن الكريم
6. القرآن كتاب الله
7. حفظ سور القارعة إلى الناس
8. حفظ سور الضحى إلى الناس
وبلغ عدد المشاركين في هذه الفئات139 متسابقًا ومتسابقة.
احتفال ختامي مميز وتكريم للمتميزين
وشهد الحفل الختامي للمسابقة الذي يعد ملتقى ثقافياً واجتماعياً واسعاً لمسلمي سلوفينيا، فقرات قرآنية من تلاوات فردية وجماعية، ومسابقات لمقاطع قرآنية قصيرة في الحفظ والتجويد، وعروضًا تعليميةً مرئيةً حول سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى أناشيد دينية بالعربية والبوسنية، ومسابقات تفاعلية للأطفال.
كما تم تكريم أكثر من 50 فائزًا بجوائز مالية ومصاحف وشهادات تقدير، إلى جانب تكريم المعلمين والمشرفين، وتنظيم يوم رياضي خاص للطلاب وأسرهم في أحد المنتزهات.
شكر وامتنان لدولة قطر
وفي كلمته خلال الحفل، ثمّن المفتي العام لجمهورية سلوفينيا الشيخ نفزت بوريتش الدعم القطري المستمر، مشيدًا بدور مسابقة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني ومكانتها في خدمة القرآن الكريم، ووجّه شكره إلى سعادة الوزير غانم بن شاهين الغانم، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة قطر، وإلى رئيس اللجنة المنظمة للمسابقة على اهتمامهم المتواصل بتعزيز الهوية الإسلامية في أوروبا.
كما ألقى السيد فهد المحمد، رئيس الوفد القطري المشارك، كلمة نقل فيها تحيات القائمين على مسابقة الشيخ جاسم، وعبّر عن اعتزازه بهذا التعاون المثمر، وحثّ على الاستمرار في هذه الأنشطة القرآنية التي تُغرس بها محبة القرآن في القلوب، وتُبنى بها أجيال تعتز بدينها وهويتها.
ثمرة للتعاون الثقافي والديني القطري السلوفيني
تأتي هذه المسابقة ضمن سلسلة مشاريع دينية وثقافية تدعمها دولة قطر في سلوفينيا، وأبرزها المركز الثقافي الإسلامي في ليوبليانا، الذي افتُتح رسمياً عام 2022 برعاية سمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ويُعد رمزاً للتسامح والتعايش والحوار الديني في أوروبا، حيث يساهم المركز في دعم الأنشطة الدينية والثقافية والتعليمية في سلوفينيا، ويتسع المركز لحوالي ألف مصلٍّ، ويحتوي على مرافق متعددة تضم: مكتبة، قاعات تعليم، صالة رياضية، مسرح، مطعم وغيرها من المرافق، وتنظم فيه الأنشطة التثقيفية والدينية والمبادرات المجتمعية، ويستقبل المركز نحو 700 طفل أسبوعياً للتعليم والتثقيف والترفيه الرياضي، كما يقوم المركز باستقبال زيارات طلاب المدارس لتعريفهم بالإسلام.
رسالة ممتدة لخدمة كتاب الله
وتُواصل مسابقة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني للقرآن الكريم أداء دورها الريادي عالميًا، عبر دعم مسابقات القرآن الكريم والتعليم والتثقيف الشرعي حول العالم، ترسيخًا لمكانة دولة قطر في خدمة الإسلام والمسلمين، ولرؤية الدولة في تعزيز الهوية الإسلامية المعتدلة، وبناء جسور التواصل والتفاهم مع الشعوب من خلال رسالة القرآن الكريم التي تحمل الهداية والنور إلى العالم أجمع.