بدات الدخول في عالم الصحافة بكتابة المقالات وأحيانا الاستراحات… جمع استراحة.. وهي عبارة عن مساحة في الصفحة الأخيرة تمنحها الصحيفة لكتابها الراتبين وبعض الشخصيات العامة لفيضفضوا فيها ويكتبوا خارج تخصصهم أو عن أحداث شخصية… ذي ما تقول مادة خفيفة التناول.. الاستراحة اختفت من الصحف نهائيا… أما لماذا؟ خليكم معانا…ثم دخلت عالم الكتابة الراتبة فأصبحت اكتب مقالا أسبوعيا في صحيفة السوداني لصاحبها الأستاذ محجوب عروة الذي فتحها للاقلام الشابة.
اقترح على الاستاذ بقادي كتابة عمود يومي فاستصعبت هذا الأمر ولكنه الح على إلحاحا شديدا فوافقت.. بقينا على الاسم وقال لي انك تحتاج إلى اسم متفرد وليس تقليدي لأن كتابتك فيها ابتكار فاقترحت عليه اسم (من منازلهم) وهذا يعرفه طلاب الشهادة السودانية التي أصبحت فيما بعد الشهادة الثانوية.. فقال نبدأ به لكن لازم تبحث عن اسم له دوي .. وفي ندوة أقامها الأستاذ الجليل الفقيه العالم الشيخ محمد حامد التكينة رحمه الله رحمة واسعة في قريتنا تداخل احد الحضور بكلام تنقل فيه بصورة غير مرتبة في عدة موضوعات يعني ذي ما تقول كلام جائط كده فبدأ شيخ محمد حامد رده عليه قائلا انت بنوع كلامك دا بنسميك حاطب ليل وذكر الحديث النبوي الذي وردت فيه حاطب ليل وهو الذي يدخل الغابة ويجمع من طرف… أغصان.. شجر.. سلاسل ذهبية.. ثعابين ويضعها في (بقجته) ويعود بها ليفرزها عندما تطلع الشمس.. بس الله يصبح الواطا حيث ذهبت للأستاذ بقادي فقلت له وجدت الاسم… حاطب ليل…. فقال لي هو دا الاسم المناسب لكنه استدرك قائلا انت عارف انه يأتي دوما في موضع الذم فقلت له نعم عارف لكن برضو عاجبني…. وبهذة المناسبة دخلت ذات مرة في مشادة صحفية مع استاذ صحفي كبير حول سياسات بنك السودان وفي أحد ردوده قال فيما معناه زول سمى نفسه حاطب ليل تاني نحن نبذه نقول ليهو شنو.. أما صديقنا الراحل المقيم عبد المنعم قطبي فقال إن هذا الاسم يقول ياجماعة زول يلومني مافي انا بدخل الغابة بالليل وبلخبط.. دا مع دا.. أكان جدعتكم بعقرب ولا تبشة ولا طوبة فلا تلوموني..
المهم تنقلت بحاطب ليل من صحيفة إلى صحيفة وبما انني لست من دار سي الصحافة.. دخلتها من الشباك فلم التزم القوالب المتعارف عليها في الصحافة فمارست فيه التجريب فقبله البعض وبالطبع رفضه البعض واذكر أن أحد رؤساء التحرير قال لي ياخي لو عاوز تكتب في الفن أو الرياضة أو الاقتصاد عندنا الصفحات المتخصصة لكن ما يمكن تحشر لي الحاجات دي كلها في عمود واحد… ولما لم انصاع لكلامه اوقفني من الكتابة.. استاذ الإعلام الراحل البروفسور الطيب حاج عطية ذهب بنفسه إلى ناشر الصحيفة وطلب منه أن يعيد العمود قائلا له دا العمود البنجيبه لطلابنا كنموزج للصحافة المتحررة من القيود حكي لي هذة الواقعة الناشر نفسه بعد عام من حدوثها… كتبت ذات مرة عن السياسةالتسويقية في مشروع الجزيرة فطلب مدير المشروع من موظف العلاقات العامة أن يرد على ما كتبت لما لم يفعل استجوبه فرد الموظف قائلا سعادتك دا يردوا عليه كيف؟ يكتب عن بورصة القطن العالمية في لندن وفي نفس العمود يجيب بيت دوبيت من ود الشلهمة يهجو فيها (كركعوب) قطن الجزيرة الخرش محبوبته.. زول ذي دا يمسكوه من وين . حكي لي هذة الواقعة المدير الأسبق نفسه رحمه الله رحمة واسعة
قامت مؤسسة أروقة لصحابها صديقنا اليسع حسن أحمد (الان بروفسير في الدراما) بجمع مقالات حاطب ليل التي نشرت قبل عام الفين في ثلاثة مجلدات بواقع خمسمائة صفحة في كل مجلد وطبعتها وتم توزيعها من خلال نافذة واحدة وهي الدار السودانية للكتب ونغدت كلها تقريبا.. استمر حاطب ليل في الصدور من عام ٢٠٠٠ إلى مارس ٢٠٢١ ثم توقف… فكرت في جمع الأعمدة التي صدرت في هذة الفترة وبحسبة بسيطة بتاعت زول قادي رياضيات وجدت انها تحتاج إلى ألف مجلد الأقل في كل مجلد خمسمائة صفحة متوسطة الحجم .. بس وين تاني نلقى لينا يسع يطبع لينا عشرة بس ؟ تطوعت إحدى الصديقات العزيزات المتابعات لحاطب ليل بجمع ٢٠٠٠ (الفين عمود) من الانترنيت كلها تقع في الفترة ما بين ٢٠١٠…. ٢٠٢١ أرسلتها لي في فلاش.. فضاع في هجمة الدعم السريع على المنزل فاخبرته بذلك وقامت مشكورة بجمعها مرة ثانية.. وصلتني كلها قبل يومين فلما تصفحتها وجدت أن فيها من المواضيع ما يمكن قراءته الان كالذي أنزلناه الأول من أمس عن الأستاذ الراحل عماد الدين إبراهيم والذي نزل بالأمس عن استاذنا الراحل فضل الله محمد.. وهناك الكثير القابل لإعادة النشر..
فرأيت افعل ذلك في هذة الصفحة دون احصرها على ذلك لأن متابعة الأحداث أمر لابد منه لذلك رأيت اعيد تسمية حاطب ليل لتشمل كل ما ينشر هنا من جديد وقديم وسيكون الفرق في التاريخ واضحا للقاري ويمكن أن نشير للتقديم بعبارة من الأرشيف. حتما سوف يلاحظ القراء أن الأعمدة القديمة مسبكة شوية وقليلة الأخطاء اللغوية لأنها مرت علي مصححين لغويين اما الأعمدة الجديدة ستكون ملئية بالأخطاء اللغوية وخالية من الانضباط المؤسسي يعني ذي ما تقول (ممشطة بقملها) الفيس بوك يساعد على التحلل . وهذا يعني أن اسم حاطب ليل سيعود هنا بعد أن كنت مصمما على إلا يعود أبدا لدرجة أنني قررت أن أقيم له ماتما ولكن بدون عويل.. التمس منكم جميعا قبول هذا البعاتي…
عبد اللطيف البوني
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
ساذج.. رئيس إيران يرد على ترامب وما قاله من السعودية
(CNN)-- رفض الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، التصريحات التهديدية التي أدلى بها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال جولته في الشرق الأوسط، قائلاً إن الرئيس الأمريكي "ساذج" لاعتقاده أن إيران ستستسلم.
وقال بزشكيان لمجموعة من الأكاديميين خلال تجمع في محافظة كرمانشاه، الأربعاء، وفقًا لوسائل الإعلام الإيرانية، إن ترامب "ساذج لاعتقاده أنه يستطيع المجيء إلى منطقتنا وتهديدنا، على أمل أن نتراجع عن مطالبه.. لن نتفاوض أبدًا على كرامتنا.. هذا في دم كل إيراني".
وأضاف: "لقد حاولتم تركيع إيران على مدى 47 عامًا. لقد كنا موجودين منذ آلاف السنين وسنستمر كواحد لسنوات قادمة".
وخلال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي في الرياض في وقت سابق من هذا الأسبوع، وصف ترامب إيران بأنها "أكبر القوى وأكثرها تدميرًا" في الشرق الأوسط، قائلاً: "أحيانًا تحتاج إلى أعداء للقيام بهذه المهمة"، لافتا بالقول: "لأعداء يحفزونك".
وكذلك قال الرئيس الأمريكي إنه يريد توقيع اتفاق نووي مع إيران، لكن سيكون هناك ثمنٌ تدفعه طهران إذا رفضته. حيث قال: "إذا رفضت القيادة الإيرانية غصن الزيتون هذا وواصلت مهاجمة جيرانها، فلن يكون أمامنا خيار سوى ممارسة أقصى ضغطٍ هائل".
وكرر ترامب، الأربعاء، تهديداته، قائلاً إنه لا يريد للمحادثات النووية في إيران أن تتخذ "مساراً عنيفاً"، قائلا: "أعني، مسارين، هناك مساران فقط. ليس هناك ثلاثة أو أربعة أو خمسة، بل مساران. هناك طرف ودي وآخر غير ودي، والطرف غير الودي هو مسار عنيف، وأنا لا أريد ذلك. سأقولها صراحةً. لا أريد ذلك، لكن عليهم التحرك".
وتأتي تصريحات ترامب في الوقت الذي تجري فيه المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران. وقد اختتم الجانبان جولتهما الأخيرة من المحادثات، الأحد، والتي وصفها المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، بأنها "صعبة".
وقدّم مسؤول كبير في إدارة ترامب تقييماً أكثر إيجابية، قائلاً لشبكة CNN إن المناقشات "كانت مرة أخرى مباشرة وغير مباشرة" واستمرت لأكثر من ثلاث ساعات، واصفاً إياها بالمشجعة.