17 مايو، 2025

بغداد/المسلة:

تهيمن على قمة بغداد الرابعة والثلاثين للجامعة العربية أسئلة كبرى تتجاوز طاولة الاجتماعات، حيث تتداخل مصائر غزة، وسوريا، وإيران، ولبنان، ضمن مشهد إقليمي يتغير على وقع القنابل والتفاهمات المبهمة.

ويُعقد هذا الاجتماع وسط استمرار القصف الإسرائيلي على غزة، وارتفاع أعداد القتلى والمشردين، فيما تغيب أي مبادرة دولية فاعلة لوقف إطلاق النار، ويجري الحديث عن مشروع أميركي لإخضاع القطاع لسيطرة مباشرة أو غير مباشرة، تحت ذريعة “التحرير”، كما لمح الرئيس دونالد ترامب في تصريحاته الأخيرة.

ويواجه العرب في بغداد مأزقاً مزدوجاً: كيف يمكن تثبيت ما يشبه الموقف الموحد تجاه قضية أصبحت اليوم في صلب إعادة تعريف الإقليم، في وقت تواصل فيه إسرائيل تقديم مشروع “الشرق الأوسط الجديد” وفق مقاييس القوة، لا الشراكة؟.

ويبحث القادة مشروعاً لإعادة إعمار غزة، واستعادة دور السلطة الفلسطينية في القطاع، غير أن هذا الطرح يظل محاطاً بالشكوك طالما ظل العدوان مستمراً، والفاعلون الحقيقيون في الميدان — كحماس والجهاد الإسلامي — خارج إطار الحوار.

وتفتح عودة دمشق إلى المحيط العربي باباً ملتبساً في العلاقات الإقليمية، بعدما أصبحت السلطة الانتقالية بقيادة أحمد الشرع واقعاً سياسياً بديلاً لنظام الأسد، مدعومة ضمنياً من تفاهمات دولية تقودها واشنطن، ما يعيد تشكيل خريطة الاصطفافات القديمة.

ويُنظر إلى زيارة ترامب الأخيرة، ولقائه بالشرع في الرياض، باعتبارها تدشيناً لصيغة جديدة من “التطبيع المشروط”، حيث تُربط عودة سوريا إلى الشرعية العربية بمدى استعدادها للانخراط في النظام الإقليمي الجديد، بما في ذلك الموقف من إسرائيل.

ويجد العراق نفسه في قلب هذا التحول، مستضيفاً القمة بعد أكثر من عقد على آخر لقاء مماثل، محاولاً أن يثبت قدرته على لعب دور الوسيط المتوازن، وسط تشكيك داخلي من قوى سياسية ترفض أي تقارب مع واشنطن أو دمشق الجديدة، وتخشى من تجاوز طهران.

وتتقاطع فوق بغداد ملفات شائكة، من الاتفاق النووي مع إيران الذي يشهد مفاوضات مكثفة، إلى مستقبل السلطة في لبنان الغارق بالأزمات، وصولاً إلى سؤال مصيري: هل يملك العرب استراتيجية مشتركة لما بعد الحروب، أم أنهم ما زالوا أسرى ردود الفعل؟

وتتردد بين أروقة القمة تصريحات دبلوماسية عن “الدعم والتضامن”، لكن الشارع العربي يتابع المشهد بتوجس، وسط شعور متزايد بأن القرارات لا تصدر من بغداد ولا من العواصم العربية، بل من تل أبيب وواشنطن وطهران.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

بعد شهر من الغياب.. العثور على جثة الطفلة مروة يشعل الغضب في الجزائر

في خبر صادم هز الشارع الجزائري، أعلنت السلطات المحلية أمس الأحد وفاة الطفلة "مروة بوغاشيش"، التي اختفت قبل أكثر من شهر.

وبعد أسابيع من البحث المتواصل والأمل في عودتها، تلقت عائلتها ومعها الجزائريون المتابعون للقضية، نبأ مؤلما بالعثور على بقايا جثتها في منطقة جبلية بأعالي قسنطينة شرق البلاد.

 

في بيان رسمي، أكد وكيل الجمهورية وفاة الطفلة مروة بوغاشيش، موضحًا: "في إطار التحري حول حادثة اختفاء الطفلة مروة بتاريخ 22 مايو 2025، وردت معلومات تفيد بالعثور على جثة مجهولة الهوية بغابة جبل الوحش".

على إثر ذلك، توجه وكيل الجمهورية إلى الموقع برفقة مصالح الشرطة القضائية والعلمية والطبيب الشرعي لإجراء المعاينات وأخذ العينات اللازمة. وقد أمر بفتح تحقيق معمّق، شمل تحليل الحمض النووي لرفات الضحية، والذي أكد تطابقها مع الطفلة مروة.

وأكد البيان أن التحقيقات لا تزال متواصلة تحت إشراف النيابة لكشف ملابسات القضية وتحديد هوية الجناة.

تفاصيل القصة

وبالعودة إلى تفاصيل القضية المعقدة التي شغلت الرأي العام الجزائري وتصدرت منصات التواصل الاجتماعي، فقد اختفت الطفلة مروة في ظروف غامضة يوم الخميس 22 مايو/أيار 2025، عقب انتهاء آخر امتحان لها. ومنذ لحظة اختفائها، كثّفت الأجهزة الأمنية جهودها للعثور عليها، في حين بادر عدد من المتابعين عبر حساباتهم بتقديم مكافآت مالية مجزية لمن يساعد في تسريع عملية العثور عليها، مؤكدين -كما فعل أهلها ومقربوها- أنها كانت ضحية اختطاف.

في المقابل، تداول بعض المؤثرين روايات تنفي اختفاءها، مدعين أنها فرت برغبتها مع أحد أقاربها، وهي مزاعم نفاها والدها بشكل قاطع.

إعلان الوفاة

وفور الإعلان عن مقتل الطفلة مروة، عبّر رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن صدمتهم واستنكارهم لما جرى للضحية ذات الـ13 ربيعًا. وطالب كثيرون بإنزال أشد العقوبات بحق الجاني، داعين إلى تفعيل قانون الإعدام، معتبرين أنه يمثل استعادة لهيبة القانون في البلاد، بحسب وصفهم.

إعلان

وتحت وسم "بأي ذنب قُتلت؟"، تفاعل عدد كبير من المستخدمين مع خبر مقتل مروة، معبرين عن ألمهم لبشاعة ما تعرضت له وهي لا تزال طفلة صغيرة.

طفلة تخطف و تقتل و تقطع جثتها…????
بأي ذنب قتلت؟!
قسنطينة،الجزائر#مروة_بوغاشيش #قسنطينة #الجزائر pic.twitter.com/KCdmaXdnAm

— BelkisLahziel25???????? (@BelkisDz25) June 29, 2025

رفعت الأقلام وجفت الصحف!
البشاعة البشرية في أبهى صورها …ياقاتل الروح وين تروح
الله يرحمك #مروة_بوغاشيش
في جنات الفردوس رفقة النبيين والصديقين والصالحين يارب العالمين pic.twitter.com/yYr2ignCTb

— Ouardia benterkia (@ouardia_ben) June 29, 2025

تشير هذه الحادثة إلى استمرار وقوع حالات اختفاء الأطفال في الجزائر، وهي ظاهرة تكررت في السنوات الأخيرة وأثارت اهتمام الرأي العام. وتُسلّط القضية مجددًا الضوء على الحاجة إلى تعزيز آليات الحماية والمتابعة، وضمان فعالية الإجراءات القانونية والأمنية في التعامل مع مثل هذه الوقائع.

مقالات مشابهة

  • بغداد في قلب العاصفة: اقتصاد تحت الضغط وأجواء مستباحة
  • معاريف: نتنياهو وترامب سيركزان على غزة وإيران وعين على التطبيع مع سوريا
  • امانة بغداد توضح الملابسات الحقيقية بشأن مول العراق
  • النائبة نصيف: حملات التسقيط الانتخابي لن توقفني
  • الحكيم: الانتخابات محطة مهمة ومفصلية له في ترسيخ الديمقراطية
  • المحكمة الاتحادية تُنقذ الانتخابات من التعطيل
  • امين بغداد: نسب انجاز متقدمة في نصب 7 وحدات لمعالجة مياه الصرف
  • بعد شهر من الغياب.. العثور على جثة الطفلة مروة يشعل الغضب في الجزائر
  • مرسوم جمهوري بتعيين القاضي منذر إبراهيم رئيساً للمحكمة الاتحادية
  • مفاوضات أربيل: هل تنقذ رواتب كردستان من قبضة الصراع النفطي؟