حصيلة زيارة ترمب إلى الخليج.. هذه قائمة أبرز الصفقات المليارية
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
توجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى عدة دول خليجية في زيارة حملت أبعاداً سياسية واقتصادية مهمة لكافة الأطراف. ترمب لم يسافر وحيداً، بل رافقه وفد ضخم من رجال الأعمال وعمالقة وول ستريت، وهو ما يُفسر حجم الصفقات والاتفاقات بين الولايات المتحدة من جهة، وكلّ من السعودية وقطر والإمارات من جهة أخرى.
بدأ ترمب جولته في السعودية، حيث التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وحضر أعمال المنتدى الاستثماري السعودي الأميركي، الذي عُقد في الرياض.
في ما يلي أبرز الصفقات التي تم الاتفاق عليها خلال زيارة ترمب إلى السعودية:
السعودية: شراكات في الدفاع والتكنولوجيا
اتفقت السعودية مع الولايات المتحدة على شراء معدات دفاع أميركية تُقدّر قيمتها بنحو 142 مليار دولار.
شملت الحزمة أيضاً صناديق استثمارية قطاعية، منها صندوق بقيمة 5 مليارات دولار للطاقة، وآخر بالقيمة نفسها للتكنولوجيا الدفاعية والفضائية، وصندوق رياضي بقيمة 4 مليارات دولار، ستركز جميعها على الإنفاق المحلي داخل الولايات المتحدة.
كما ستستورد السعودية توربينات غازية من “جي إي فيرنوفا” بقيمة 14.2 مليار دولار، وطائرات “بوينغ 737-8” بقيمة 4.8 مليار دولار لصالح شركة “أفيليس”.
“إنفيديا”، أكبر شركة لأشباه الموصلات في العالم، ستزوّد شركة “هيوماين” السعودية، التي أُنشئت لدفع جهود المملكة في بناء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي، بمئات آلاف المعالجات المتقدمة خلال السنوات الخمس المقبلة، بدءاً بـ18 ألف وحدة من منتجها الرائد شرائح “GB300 Grace Blackwell”، وتقنيتها الخاصة بالشبكات “إنفيني باند”.
“إيه إم دي”، أقرب منافس لـ”إنفيديا” في مجال مسرّعات الذكاء الاصطناعي، ستوفر رقائق وبرمجيات لمراكز بيانات تمتد من السعودية إلى الولايات المتحدة، ضمن مشروع تبلغ قيمته 10 مليارات دولار.
كما تخطط “غلوبال إيه آي” (Global AI)، وهي شركة تكنولوجيا أميركية ناشئة، للتعاون مع “هيوماين”، في اتفاق يُتوقع أن تصل قيمته إلى مليارات الدولارات، في وقت اتفقت الشركة السعودية مع “كوالكوم” على تطوير مراكز بيانات من دون تحديد القيمة.
“أمازون” و”هيوماين” أعلنتا أنهما ستستثمران أكثر من 5 مليارات دولار لبناء “منطقة ذكاء اصطناعي” في السعودية. “سيسكو سيستمز” (Cisco Systems)، أكبر شركة في العالم لمعدات الشبكات، ستتعاون بدورها مع “هيوماين”.
كما أطلقت شركة رأس المال الجريء السعودية “STV” صندوقاً بحجم 100 مليون دولار مخصصاً للذكاء الاصطناعي، بدعم من “جوجل” التابعة لـ”ألفابت”. ولم يتم الإفصاح عن حجم التمويل الذي قدّمته “جوجل”.
كما وقّعت “أرامكو” السعودية، عبر مجموعة من شركاتها، 34 مذكرة تفاهم واتفاقية مع شركات أميركية، بقيمة محتملة تقارب 90 مليار دولار.
شركات أميركية تتوسع في السوق السعودية
بالإضافة إلى الصفقات المباشرة، وسعت شركات أميركية من أعمالها في السوق السعودية، إذ فازت شركة “بارسونز” (Parsons) الأميركية الأربعاء، بعقدين للمشاركة في تطوير مطار الملك سلمان الدولي في السعودية.
شمل العقد الأول تطوير أصول المطار من مدارج وممرات ومواقف الطائرات وأبراج مراقبة الحركة الجوية. بينما يختص العقد الثاني بحزم البنية التحتية الأرضية بما في ذلك الطرق والمرافق والأنفاق والجسور وشبكة السكك الحديدية والمناظر الطبيعية.
اتفاقيات بـ11 مليار دولار مع صندوق الاستثمارات العامة
كما وقع صندوق الاستثمارات العامة السعودي على هامش المنتدى الاستثماري، عدة اتفاقيات مع شركات أميركية متخصصة في إدارة الأصول، بعضها تضمن تعهدات بضخ إجمالي 11 مليار دولار.
أولى الاتفاقيات تم توقيعها مع “نيوبيرغر بيرمان”، الشركة العالمية المتخصصة في إدارة الاستثمارات، بهدف تسريع نمو أسواق رأس المال في السعودية ومنطقة الشرق الأوسط، من خلال تعاون الجانبين في دعم استثمارات تصل قيمتها إلى 6 مليارات دولار داخل المملكة.
الاتفاقية الثانية تم توقيعها مع شركة “فرانكلين تمبلتون” للخدمات المالية بهدف استثمار نحو 5 مليارات دولار لتعزيز نمو أسواق المال السعودية، ومن المتوقع أن تشمل تلك الاستثمارات الأسهم السعودية واستراتيجيات الدخل الثابت في الأسواق العامة والخاصة.
الاتفاقيات شملت أيضاً “بلاك روك” السعودية حيث تم الاتفاق مع صندوق الاستثمارات العامة على ضخ استثمارات جديدة محتملة في منصة “بلاك روك الرياض لإدارة الاستثمارات” التي تأسست في أبريل من العام الماضي. وبموجب الاتفاقية، سيتم أيضاً إطلاق أداة استثمارية ترتبط بمؤشر يتتبع أداء الأسهم السعودية.
كما وقع الصندوق السيادي اتفاقية أخرى مع “آي سكويرد كابيتال” لإدارة الاستثمارات في قطاع البنية التحتية بهدف تطوير استراتيجية استثمارية تركز على قطاع البنية التحتية في منطقة الشرق الأوسط.
قطر: طلبيات طائرات قياسية واستثمارات دفاعية
توجه الرئيس الأميركي إلى قطر أيضاً، حيث التقى الأمير تميم بن حمد آل ثاني، وحصل على تعهدات استثمارية بنحو 1.2 تريليون دولار وفق البيت الأبيض. كما أعلن ترمب عن صفقات اقتصادية بقيمة 243.5 مليار دولار شملت قطاعات الدفاع والطيران والبنية التحتية للطاقة والتكنولوجيا.
تلقت “بوينغ” و”جنرال إلكتريك للطيران” طلبية تاريخية من الخطوط الجوية القطرية، في اتفاقية بقيمة 96 مليار دولار لشراء ما يصل إلى 210 طائرات بوينغ “787 دريملاينر” و”777X” أميركية الصنع تعمل بمحركات “جنرال إلكتريك للطيران”.
وحصلت شركة “بارسونز” (Parsons) على 30 مشروعاً بقيمة تصل إلى 97 مليار دولار، فيما أبرمت شركة “كوانتينيوم” (Quantinuum) اتفاقية مشروع مشترك مع شركة “الربان كابيتال” القطرية، لاستثمار ما يصل إلى مليار دولار في التقنيات الكمّيّة المتطورة وتنمية القوى العاملة في الولايات المتحدة.
تعزيز الشراكة الأمنية مع قطر
بالإضافة لذلك، وقعت شركة “رايثيون” اتفاقية تتضمن شراء قطر لقدرات مضادة للطائرات المسيرة بقيمة مليار دولار. كما حصلت شركة “جنرال أتوميكس” على اتفاقية بقيمة تقارب ملياري دولار لشراء قطر لنظام الطائرات الموجهة عن بعد “MQ-9B”.
ووقعت الولايات المتحدة وقطر بيان نوايا لتعزيز الشراكة الأمنية بشكل أكبر، باستثمارات محتملة بقيمة 38 مليار دولار، بما في ذلك دعم تقاسم الأعباء في قاعدة العديد الجوية والقدرات الدفاعية المستقبلية المتعلقة بالدفاع الجوي والأمن البحري.
الإمارات: تحالفات استراتيجية وتوسع رقمي
أنهى الرئيس الأميركي جولته في الإمارات، حيث تم الاتفاق على صفقات بقيمة 200 مليار دولار، وتسريع تنفيذ إعلانات إماراتية سابقة باستثمار 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة على مدار 10 سنوات.
ستطلب شركة “الاتحاد للطيران” 28 طائرة من “بوينغ 787″ و”بونيغ 777X” بمحركات من “جنرال إلكتريك”، بقيمة 14.5 مليار دولار.
كما ستستثمر “شركة الإمارات العالمية للألمنيوم” 4 مليارات دولار في أوكلاهوما لإنشاء أحد أول مصانع صهر الألمنيوم الجديدة في أميركا منذ 45 عاماً، ما يساهم في مضاعفة القدرة الإنتاجية الحالية للولايات المتحدة.
في مجال الطاقة، ستتعاون “إكسون موبيل” و”أوكسيدنتال بتروليوم” و”إي أو جي ريسورسز” مع شركة “أدنوك” في مشاريع موسعة للنفط والغاز بقيمة 60 مليار دولار.
كما شملت الاتفاقات شراكة بين “آر تي إكس” (RTX) وشركة “الإمارات العالمية للألمنيوم” لتطوير مشروع الغاليوم للمعادن الحرجة.
مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي
ستطلق “أمازون ويب سيرفيسز” و”إيه آند” (e&) ومجلس الأمن السيبراني الإماراتي، منصة سحابة وطنية تُسهم بـ181 مليار دولار في الاقتصاد الرقمي الإماراتي بحلول 2033. كما ستتعاون “هولتيك إنترناشونال” و”القابضة” لبناء مفاعلات نووية صغيرة “SMR-300” في ميشيغان، بقيمة 10 مليارات دولار قابلة للتوسع إلى 30 ملياراً في مراحل لاحقة.
كما ستتعاون شركة “كوالكوم” مع “مكتب أبوظبي للاستثمار” و”إيه آند” (e&)، لإنشاء مركز هندسي عالمي جديد في أبوظبي يركز على الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات وإنترنت الأشياء.
كما تم التوقيع على اتفاقية للذكاء الاصطناعي، ستقوم الإمارات بموجبها ببناء وتمويل مراكز بيانات في أميركا تضاهي تلك الموجودة في الإمارات، إلى جانب تعزيز التوافق مع الأنظمة الأمنية الأميركية، بما يضمن منع تحويل التكنولوجيا الأميركية إلى أطراف ثالثة.
من جهتها، قالت وزارة التجارة الأميركية إن البلدين كشفا عن مجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي الأميركي في أبوظبي بقدرة خمسة غيغاواط.
سيضم المجمع الجديد للذكاء الاصطناعي، وهو الأكبر خارج الولايات المتحدة وفق الوزارة، “شركات أميركية عملاقة قادرة على الاستفادة من قدرات الحوسبة لخدمة دول الجنوب العالمي”.
في المحصلة، تُظهر الزيارة والاتفاقات كيف باتت دول الخليج لاعباً محورياً في المشهد الاقتصادي الأميركي وخصوصاً في قطاع التكنولوجيا، في ظل تنافس عالمي على الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والطاقة والبنية التحتية.
الشرق
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: للذکاء الاصطناعی الولایات المتحدة الذکاء الاصطناعی ملیارات دولار شرکات أمیرکیة فی السعودیة ملیار دولار دولار فی
إقرأ أيضاً:
ذهب أفريقيا في قبضة 7 شركات.. قائمة بـ10 دول تُنتج ولا تستفيد
رغم أن أفريقيا تُعد من أغنى قارات العالم بالموارد الطبيعية، فإنها تظل الأفقر من حيث نصيب الفرد من الدخل والتنمية. ويبرز الذهب كأحد أبرز كنوزها، إذ تمتلك القارة احتياطيات هائلة من المعدن النفيس، لكنها تبقى ساحة مفتوحة للتنافس الدولي وهيمنة الشركات الأجنبية.
فإلى جانب الذهب، تنتشر في القارة معادن مثل الماس والنفط واليورانيوم، وتسيطر أفريقيا على 97% من احتياطي الكروم العالمي، و90% من الكوبالت، و85% من البلاتين. ورغم ذلك، يعيش نحو 120 مليون أفريقي في انعدام حاد للأمن الغذائي، ويبلغ معدل الفقر نحو 43.9% عام 2025، وفق البنك الدولي.
الذهب يجسد ما يُعرف بـ"لعنة الموارد"، حيث يُستخرج من أعماق أفريقيا ليذهب إلى خزائن الأغنياء، بينما يظل ملايين السكان في فقر مدقع، في ظل هيمنة شركات متعددة الجنسيات وضعف الحوكمة والفساد.
الذهب الذي صنع التاريخ وأشعل الحروبومنذ القرن الخامس الميلادي، كانت أفريقيا مركزًا لتعدين الذهب، لا سيما في مالي وغانا. وقد أسهم الذهب في ربط القارة بالعالم، وكان أساسًا لنظم النقد العالمية.
في عام 1886، اكتشف الأسترالي جون هاريسون رواسب الذهب بمنطقة "ويتواترسراند" بجنوب أفريقيا، ما أدى إلى نشوء مدينة جوهانسبرغ التي تحوّلت بسرعة إلى أكبر مستوطنة بريطانية في القارة. وقد أشعل هذا الازدهار "الحرب الأنجلو-بورية" نتيجة التنافس بين السكان المحليين والبريطانيين.
ولا تزال "ويتواترسراند" القلب النابض لصناعة الذهب في أفريقيا، حيث تغطي أكثر من 87 ألف كيلومتر مربع وتنتج ما بين 30% إلى 50% من الذهب العالمي، ويصل محتوى الخام فيها أحيانًا إلى 3 آلاف غرام للطن، وفق وكالة "إينوتر".
أكبر 10 دول أفريقية إنتاجًا للذهببحسب مجلس الذهب العالمي، بلغ الإنتاج العالمي من الذهب عام 2023 نحو 3 آلاف طن متري، وبلغت قيمته حوالي 38 مليار دولار.
إعلانوتسهم أفريقيا بنحو نصف إنتاجها من غرب القارة، وجاءت قائمة أكبر 10 دول إنتاجًا للذهب عام 2024 على النحو التالي:
غانا: 140.6 طنا مالي: 100 طن جنوب أفريقيا: 98.9 طنا بوركينا فاسو: 94.4 طنا السودان: 73.8 طنا غينيا: 68 طنا ساحل العاج: 58 طنا تنزانيا: 51.8 طنا زيمبابوي: 50.9 طنا الكونغو الديمقراطية: 42.3 طنا أبرز 7 شركات عالمية تستخرج ذهب أفريقياوتهيمن شركات كبرى على عمليات استخراج الذهب من مناجم أفريقيا، وغالبًا ما تتم هذه العمليات من خلال اتفاقيات حكومية تُقصي السكان المحليين من الاستفادة من ثرواتهم.
وقد أدت محاولات السكان لاستخراج الذهب إلى مواجهات دامية، قُتل فيها أكثر من 20 عاملا خلال العام الماضي في غانا وغينيا وبوركينا فاسو، بحسب "رويترز".
كما تُقدّر الأمم المتحدة أن نحو 10 ملايين شخص يعتمدون على التعدين غير الرسمي كمصدر دخل رئيسي في أفريقيا جنوب الصحراء.
وفيما يلي أبرز 7 شركات تعدين تنشط في القارة: باريك غولد (Barrick Gold) – كندية، مقرها تورنتو، تعمل في تنزانيا ومالي وتدير مناجم "لولو-غونكوتو" و"كيبالي" وغيرها. نيومونت (Newmont) – أميركية، منجم "أهافو" في غانا من أبرز مشاريعها. أنجلو غولد أشانتي (AngloGold Ashanti) – جنوب أفريقية، تدير 10 مناجم في أفريقيا، منها في غانا وغينيا وتنزانيا. كينروس غولد (Kinross Gold) – كندية، تعمل في موريتانيا، بمنجم "تازياست". غولد فيلدز (Gold Fields) – جنوب أفريقية، تملك مناجم في غانا وجنوب أفريقيا. نيوكريست (Newcrest Mining) – أسترالية، تعمل في ساحل العاج، واشترتها "نيومونت" في 2023. سيباني ستيلووتر (Sibanye Stillwater) – جنوب أفريقية، تنتج الذهب والمعادن النفيسة من مناجم "ويتواترسراند" و"فري ستيت".ويمثل الذهب أحد أبرز ثروات أفريقيا الطبيعية، لكنه يعكس في الوقت ذاته اختلالًا صارخًا في عدالة توزيع الموارد، ففي حين تمتلك القارة احتياطات هائلة، تظل شعوبها بعيدة عن الاستفادة منها، وسط نفوذ الشركات العالمية وتواطؤ بعض الحكومات.
ويبقى السؤال: هل يمكن لأفريقيا أن تنتزع ذهبها من قبضة الأغنياء وتحوله إلى أداة تنمية حقيقية لشعوبها؟