ساعة حائط تكشف عجز الذكاء الاصطناعي!
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
في مفاجأة غير متوقعة، كشفت دراسة حديثة عن قصور ملفت في قدرات الذكاء الاصطناعي، حيث تعجز النماذج المتطورة عن أداء مهام بسيطة يقوم بها البشر بسهولة، مثل قراءة الساعة أو معرفة اليوم الذي يوافق تاريخًا معينًا في التقويم.
ورغم قدرات هذه النماذج الهائلة في كتابة الأكواد، وإنشاء صور واقعية، وإنتاج نصوص شبيهة بالبشر، بل وحتى اجتياز بعض الاختبارات، إلا أنها لا تزال ترتكب أخطاء جسيمة عند قراءة الوقت أو حساب الأيام بدقة.
عقارب الساعة تكشف الخلل
ووفقًا لما نشره موقع Live Science، فإن هذه النتائج جاءت ضمن عرض بحثي قُدم في المؤتمر الدولي لتمثيلات التعلم ICLR لعام 2025، كما نُشرت أيضًا على منصة الأبحاث المفتوحة arXiv.
وأوضح الدكتور "روهيت ساكسينا"، الباحث الرئيسي من جامعة إدنبرة أن "معظم الناس يتعلمون قراءة الوقت واستخدام التقويم في سن مبكرة، لكن النتائج أظهرت فجوة كبيرة في قدرة الذكاء الاصطناعي على تنفيذ مهارات تُعد بديهية بالنسبة للبشر".
وأكد أن هذا القصور قد يُعيق دمج الذكاء الاصطناعي في تطبيقات حساسة زمنياً مثل الجداول الزمنية، والأتمتة، والتقنيات المساعدة.
اقرأ أيضاً.. كلما اختصر.. اختلق! الوجه الخفي للذكاء الاصطناعي
تجربة عملية على نماذج من كبرى الشركات
قام الفريق البحثي بتغذية عدد من النماذج الذكية متعددة الوسائط (MLLMs) — مثل Llama 3.2 Vision من Meta، وClaude 3.5 Sonnet من Anthropic، وGemini 2.0 من Google، وGPT-4o من OpenAI — بمجموعة بيانات خاصة تحتوي على صور لساعات وتقويم.
لكن النتيجة كانت محبطة وفشل الذكاء الاصطناعي في تحديد الوقت أو اليوم الصحيح في أكثر من نصف الحالات. فعلى سبيل المثال، لم تتجاوز دقة قراءة الساعة 38.7%، بينما تراجعت دقة قراءة التقويم إلى 26.3%.
أخبار ذات صلة
نقص التدريب يعقّد المهمة
يُرجّح الباحثون أن أحد الأسباب الجوهرية وراء هذا القصور هو ضعف التدريب على المهام التي تتطلب تفكيرًا مكانيًا، مثل قياس الزوايا بين عقارب الساعة أو التعامل مع تنسيقات الساعات المختلفة.
وفي هذا الإطار، يوضح الدكتور روهيت ساكسينا:"قراءة الساعة لا تقتصر على التعرف البصري، بل تتطلب منطقًا مكانيًا حقيقيًا. على النموذج أن يميّز بين العقارب، يحسب الزوايا، ويتعامل مع تصاميم متنوعة، كالأرقام الرومانية أو الواجهات المزخرفة".
أما فيما يخص التواريخ، فقد واجهت النماذج صعوبة واضحة في تنفيذ مهام يُفترض أنها بسيطة، مثل تحديد اليوم الذي يوافق اليوم الـ153 من السنة — وهو اختبار أخفقت فيه معظم النماذج المدروسة.
نقطة ضعف جوهرية في منطق النماذج
السبب الأعمق، بحسب الدراسة، هو أن هذه النماذج لا تُجري عمليات رياضية حقيقية، بل تتنبأ بالإجابات بناءً على الأنماط التي "رأتها" في بيانات التدريب. وهو ما يفسر لماذا تُخطئ في الحسابات، رغم أن الحوسبة التقليدية تتعامل مع الرياضيات ببساطة شديدة.
وأضاف: إن الذكاء الاصطناعي لا يُجري الحساب مثل الكمبيوترات التقليدية. هو يتنبأ بناءً على أنماط لغوية، وليس بناءً على قواعد رياضية صارمة. ولذلك فإجاباته قد تكون صحيحة أحيانًا، لكن ليست مبنية على منطق ثابت".
اقرأ أيضاً.. الذكاء الاصطناعي.. سلاح ذو حدين أمام تحديات الصحة النفسية
قوة الآلة وحدودها
تكشف الدراسة عن حاجة ملحّة لإعادة التفكير في كيفية تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، لا سيما في المهام التي تتطلب تفكيرًا منطقيًا ومكانيًا مركّبًا، والتي نادرًا ما تتكرر في بيانات التدريب التقليدية. كما تُحذّر من أن الاعتماد المفرط على قدرات الذكاء الاصطناعي دون اختبار صارم أو إشراف بشري قد يفضي إلى نتائج غير دقيقة.
إسلام العبادي(أبوظبي)
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الساعات الذكاء الاصطناعي الذكاء الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
في زمن الذكاء الاصطناعي… نحتفل لإنجاز شارع !؟
بقلم : الخبير المهندس: حيدر عبدالجبار البطاط ..
في عالم تتسابق فيه الأمم نحو الذكاء الاصطناعي ، والاستكشاف الفضائي ، والتحول الرقمي ، والطاقة النظيفة ، والاندماج النووي … لا يزال البعض يفتخر لمجرد تبليط شارع ، أو نصب أرجوحة في حديقة ، أو إنشاء رصيف مكسو بالمقرنص .
لا تزال بعض الجهات تُروّج لهذه ( المنجزات ) وكأنها فتوحات ، وكأننا ما زلنا نعيش في القرن الماضي ، وكأن الزمن قد توقف والعقول قد جُمدت.
بلدٍ يطفو على بحيرة من الثروات — نفط ، معادن ، مياه ، موقع استراتيجي فريد — لا تزال الكهرباء أزمةً بلا حل منذ أكثر من 23 عاماً .
من سيئ إلى أسوأ ، بينما الفساد والرشوة يتصدران قوائم العالم.
غيابٌ للماء الصالح للشرب ، شُحٌ في مياه سقي الأراضي الزراعية ، قلة في المدارس وتردٍّ في مستوى التعليم ، انهيار في النظام الصحي ، موت سريري للصناعة ، وإهمال للزراعة .
أما أزمة السكن والبنى التحتية ، و التلوث البيئي ، فقد تحوّلت إلى جرح نازف ، في حين تزداد معدلات البطالة بشكل مخيف.
أغلب الشعب اليوم عاطل عن العمل ، ليس لأن البلد يفتقر إلى الموارد بل لأن المعامل والمصانع أُغلقت ولم تُؤهّل ، ولأن فرص العمل الشحيحة تُمنح للأجانب .
ليست المشكلة في الإمكانات ، فهي هائلة ، ولكن في غياب الرؤية ، وانعدام الانتماء ، واستبدال مفهوم المسؤولية بمبدأ ( الغنيمة )
بلد غني يُقاد بعقول فقيرة في الوعي ، غنية في الطمع ، لا تسعى لبناء وطن بل لتوسيع مكاسبها.
وفي المقابل ، هناك أمم لا تملك ثرواتنا ، لكنها امتلكت أعظم ما يمكن .
الانتماء، والإرادة ، والتخطيط ، والوعي ، وحب الوطن.
بفضل ذلك ، بنت اقتصادًا حقيقيًا ، وابتكرت ، وتقدّمت ، وتحوّلت إلى دول عظمى.
نعم ، لا تملك شيئًا لكنها صنعت كل شيء.
أما نحن ، فلدينا كل شيء ، لكننا نعيش اللا شيء!
أين مدن المعرفة؟
أين الجامعات التكنولوجية؟
أين الصناعات الوطنية؟
أين الطاقة المتجددة؟
أين مشاريع تحلية المياه؟
أين السكك الذكية والمدن الذكية؟
أين الأمن الغذائي؟
أين الكرامة ؟
أين الرؤية ؟ وأين أصحابها؟!
بعد أكثر من عقدين ، لا يزال الحلم البسيط بكهرباء مستقرة مؤجَّلًا ، والتعليم يحتضر ، والمستشفيات تنهار ، والصناعة تُستورد ، والزراعة تُدفن ، والفساد يبتلع كل ما تبقى من أمل.
نُهدر المال العام على مشاريع تجميلية ، لا تُنتج مستقبلًا ، بل تُلمّع واقعًا مشوّهًا ، وغالباً بأسعار تفوق مثيلاتها بأضعاف في دول اخرى .
العالم لم يعد يقيس تقدمه بعدد الأبنية و الطرق و الجسور أو صفقات المقاولات ، بل بعدد الابتكارات ، وبراءات الاختراع ، وسرعة الاقتحام للفضاء والمستقبل.
والشعوب التي لا تصنع أدواتها العلمية ، سيتحول أبناؤها إلى خدم في حضارات الآخرين
إن من يُدير وطناً غنياً ويتركه يغرق في الظلام ، لا يُعذره التاريخ، ولن ترحمه الأجيال القادمة.
فما أفدح الجريمة … حين تُهدر الثروات ، وتُدفن الإمكانات ، ويُباع المستقبل ، ويُترك شعبٌ كريمٌ يعيش تحت خط الفقر ، بينما ثرواته تُنقل إلى الخارج ، وأحلام شبابه تُكسر على أبواب البطالة والهجرة والخذلان !!!