مطالبة بإلزام الجهات الحكومية بتبنّي برامج التدريب الرقمي
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
أبوظبي: سلام أبوشهاب
أكد تقرير برلماني اعتمده المجلس الوطني الاتحادي، وحصلت «الخليج» على نسخة منه، أهمية إلزام الجهات الحكومية بتبنّي برامج التدريب الرقمي.
وأوضح تقرير لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل والسكان والموارد البشرية، في موضوع سياسة الحكومة في رفع كفاءة العاملين في القطاع الحكومي، أن اللجنة ترى أن أحد التحديات الأساسية تتمثل في الحاجة إلى وجود نص مُلزم في اللائحة التنفيذية لقانون الموارد البشرية، لمواءمة التشريعات للتطورات الحديثة في التدريب والتطوير، وخاصة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، والتعلم الرقمي، والتدريب عبر الإنترنت، حيث لا تشعر الجهات الحكومية بضرورة تبنّي هذه البرامج جدياً وبتكامل، ولذلك، تظل الجهود المبذولة في التدريب الرقمي محدودة، ولا ترقى إلى مستوى التطورات السريعة في هذا المجال عالمياً.
أشار التقرير إلى أن اللائحة التنفيذية لقانون الموارد البشرية في الحكومة الاتحادية، نصت على أن تمنح الأولوية لبرامج التدريب الرقمي والتعلم الذاتي، ولم تتضمن أية نصوص ملزمة تفرض على الجهات الاتحادية تبنّي برامج التدريب الرقمي، بما فيه التطورات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي في جزء أساسي من خططها التدريبية.
وأورد التقرير ردّ الحكومة الذي أوضح أنها عملت على أتمتة المنظومة الإلكترونية لنظام التدريب والتطوير في الحكومة الاتحادية عبر نظام إدارة معلومات الموارد البشرية «بياناتي»، وعملت بعد ذلك على استمرارية عمليات التحديث والتطوير على التجربة الرقمية للموظف منذ الإطلاق.
كما عملت على إعداد بنك البرامج التدريبية وإطلاقه ويساعد الموظف على اختيار الدورات التدريبية بطريقة إلكترونية ومبتكرة وسهلة الاستخدام، عبر نظام التدريب الإلكتروني عبر الظهور التلقائي للبرامج التدريبية. كما أطلقت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية، منصة إلكترونية تضم مجموعة من البرامج المتخصصة في رفد الموظفين بالمهارات المستقبلية المطلوبة في الحكومة الاتحادية، وتضمنت برامج متخصصة في علم البيانات والذكاء الاصطناعي. كما ضمت مجموعة من البرامج التدريبية في المهارات الرقمية. وهناك مشروع جديد للتدريب والتطوير يعالج الجوانب المعرفية، وفق أفضل الممارسات المتبعة في التطورات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي.
وأكدت اللجنة أنها تثمّن جهود الحكومة في التحديث والتطوير على التجربة الرقمية، وإطلاق عدد من البرامج في التدريب الرقمي والذكاء الاصطناعي، إلا أنه وبالرغم من هذه الجهود يبقى غياب الإلزام عبر التشريعات مجرد توجيه اختياري غير مُلزم للجهات، وهو ما يقلل فعاعلية هذه البرامج في تحسين كفاءة العاملين وتطوير مهاراتهم وفقاً للمتطلبات الحديثة.
كما تقدر اللجنة تعديل البند (2) من المادة (60) من اللائحة التنفيذية لقانون الموارد البشرية على أن يتضمن إلزام الجهات الحكومية بتبني برامج التدريب الرقمي بما فيه التطورات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي جزءاً من خطط التدريب الأساسية بما يعزز دعم الابتكار التكنولوجي في أساليب ووسائل التدريب.
تحدّ إضافيوأشار التقرير إلى أنه تبين للجنة بلقاء خبراء ومختصين في إعداد السياسات الخاصة بالموارد البشرية أن هناك تحدياً إضافياً يتعلق بالحاجة إلى تبني نماذج أعمال جديدة والتحول عن الهياكل التنظيمية الهرمية الصارمة التي تعوق قدرة المؤسسات الحكومية على التكيف مع التغيرات السريعة، إذ إن الهياكل التنظيمية الصارمة في الحكومة الاتحادية، التي تتألف من ستة مستويات هرمية وفق «دليل تطوير الهياكل التنظيمية في الجهات الاتحادية لعام 2022»، تعزز الجمود الإداري والوظيفي، فعلى الرغم من أن هذه الهياكل تهدف إلى تعزيز الحوكمة بتوزيع الأدوار والصلاحيات بوضوح، فإن الجمود الذي تفرضه يقلل مرونة المؤسسات في تطوير كفاءاتها البشرية والاستفادة الكاملة من قدرات الموظفين.
وأوضح أنه مع ذلك، فإن المادة 2/5 من اللائحة التنفيذية لقانون الموارد البشرية تلزم الجهات الحكومية بالامتثال لهذه الهياكل، ما يقيد أي محاولة لتبني هياكل تنظيمية أكثر مرونة، هذا الأمر يعوق المؤسسات عن التكيف مع التغيرات السريعة في سوق العمل، حيث تصبح فرص الموظفين في اكتساب مهارات جديدة محدودة. كما أن تمرير القرارات عبر عدة مستويات إدارية يقلل مرونة الموظفين في اتخاذ المبادرات والتجريب، وهما عنصران أساسيان لتطوير المهارات الابتكارية.
قيود إضافيةوأكد التقرير أن المسارات الوظيفية الثابتة التي يعتمد عليها نظام إدارة الأداء الوظيفي، قد تفرض قيوداً إضافية على تطوير المهارات، وتحدّد مسارات وظيفية مثل القيادية والإشرافية والمهنية، من دون وجود مرونة كافية لتنقل الموظفين بين هذه المسارات أو اكتساب مهارات خارج إطار تخصصهم، هذا النمط الصارم يُضعف قدرة الموظفين على الابتكار والابتعاد عن الأنماط التقليدية للعمل، وهو أمر حيوي في ظل التحولات السريعة التي يشهدها السوق العالمي.
وأشار التقرير إلى أن الجمود الهيكلي يؤدي إلى إحباط الموظفين الذين يسعون إلى تطوير مهاراتهم وتوسيع خبراتهم خارج إطار وظائفهم الحالية، حيث إن النظام الحالي يتطلب توافر شواغر وظيفية شرطاً أساسياً للترقية، حتى وإن حقق الموظف جميع الكفاءات المطلوبة، وهو ما يمثل عقبة أمام تطورهم المهني، نتيجة لذلك، تظل كفاءات الموظفين غير مستغلة بالكامل.
وأكد ممثلو الحكومة، أن الحكومة تسعى إلى تطوير تشريعات وسياسات تعزز مبدأ المرونة في التطبيق في الجهات الاتحادية ما يساعد على التكيف مع التغيرات المتسارعة محلياً وعالمياً.
بنك البرامج التدريبية.. نقلة نوعية في التعلم الإلكتروني للموظفين
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات المجلس الوطني الاتحادي الحكومة الرقمية فی الحکومة الاتحادیة والذکاء الاصطناعی الجهات الحکومیة
إقرأ أيضاً:
أسوان تطلق أول برنامج للتحول الرقمي لتعزيز كفاءة الجهاز الإداري
وجّه اللواء الدكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان بسرعة البدء في إعداد أول برنامج متكامل للتحول الرقمي بالمحافظة، بما يسهم في رفع كفاءة الأداء وتحسين مستوى الخدمات المقدمة، في إطار توجهات الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتنفيذًا لرؤية مصر 2030 الهادفة إلى تطوير الجهاز الإداري للدولة عبر التحول الرقمي واستخدام التقنيات الحديثة.
وفي هذا السياق، عقدت مديرية التنظيم والإدارة، بالتعاون مع ديوان عام المحافظة، جلسات تحضيرية لدراسة احتياجات ومتطلبات العمل بمختلف الإدارات، تمهيدًا لتصميم البرنامج الرقمي وفق أسس علمية وعملية دقيقة.
وأكد الدكتور عماد عبد الفتاح، مدير مديرية التنظيم والإدارة، أن هذه الجهود تأتي تنفيذًا لتعليمات محافظ أسوان، وتحت متابعة المهندس حاتم نبيل رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، وبمشاركة المهندس عمرو لاشين نائب المحافظ، موضحًا أن الجلسات التحضيرية ركزت على حصر الإمكانيات المتاحة من بنية تحتية وتكنولوجية، إلى جانب دراسة الدورة المستندية الحالية داخل الإدارات المختلفة.
وأشار مدير مديرية التنظيم والإدارة إلى أنه تم تشكيل فريق متخصص للتحول الرقمي يضم محللي أعمال وأخصائيين في تطوير النظم وتطبيقات الإدارة، حيث شهدت المناقشات الحوارية وضع الأطر العامة لتصميم البرنامج، واستعراض التحديات المحتملة وآليات التعامل الفوري معها، فضلًا عن عرض البرامج الحكومية الرقمية القائمة، والتنسيق بينها وبين البرامج الجديدة من خلال إدارة مركز المعلومات.
وأضاف مدير المديرية أن التصميمات المقترحة تراعي أعلى معايير سرية البيانات وحمايتها، مع ضمان دقة وسرعة إنجاز الأعمال من خلال تقارير رقمية مرقمنة، لافتًا إلى استمرار عقد جلسات تنسيقية مع باقي الإدارات للوصول إلى تصميم موحد للبرنامج، يحقق إدارة حديثة تتمتع بالكفاءة والفاعلية وتواكب متطلبات التحول الرقمي الشامل.